سمك السولمون يهجر أنهار النرويج.. هل سيعود يوما ما؟
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، للصحفية، ميراندا براينت، قالت فيه إن إن "الإغلاق المفاجئ لثلاث وثلاثين نهرا، بما في ذلك نهر غولا، بعد ثلاثة أسابيع فقط من موسم صيد سمك السلمون في حزيران/ يونيو كان صدمة للكثيرين".
وأبرز التقرير نفسه، الذي ترجمته "عربي21"، أن "تاريخ سمك السلمون في النرويج يعود إلى آلاف السنين، لكن رياضة صيد الأسماك بالصنارة كما تُعرف اليوم، أدخلها الإنكليز في عشرينيات القرن التاسع عشر".
وقالت آن بريت بوغن إنها "ليست مندهشة"، فيما استفسرت من داخل مطبخها المضاء بالشموع، حيث يتدفق نهر غولا خارج النافذة، وتغطّي السحب المنخفضة التلال: "ما هي النرويج بدون المضايق والجبال؟".
وترى بوغين، التي تدير نادي أصدقاء غولا للصيد بالصنارة ولديها نزل صيد في مزرعة عائلتها، أنه "سيتم إغلاق النهر الآن حتى 31 آب/ أغسطس عندما ينتهي الموسم. بدون سمك السلمون، فإن غولدالين مجرد وادٍ فارغ".
وأوضح التقرير، أنه "منذ قرون، كان النهر، الذي يمتد لمسافة 153 كيلومترا من الجبال بالقرب من الحدود السويدية إلى مضيق تروندهايم، يجذب سمك السلمون، والصيادين، عاما بعد عام".
"لكن هذا الربيع، لم يعد سمك السلمون، وخاصة الأسماك المتوسطة والكبيرة الحجم، من المحيط، ما دقّ ناقوس الخطر بشأن انهيار أعداد سمك السلمون لدرجة أن النهر، إلى جانب عشرات الأنهار الأخرى في وسط وجنوب النرويج، أغلق فجأة لأول مرة" بحسب التقرير.
وتابع: "ألغى الزوار خططهم وابتعدوا، وتركوا المنطقة، التي تدور الحياة فيها حول صيد سمك السلمون، وشعروا وكأنه: "يوم القيامة".
إلى ذلك، حذّر العلماء من انخفاض عدد سمك السلمون في شمال الأطلسي، بسرعة لسنوات، حيث انكمش في النرويج من أكثر من مليون في أوائل الثمانينيات إلى حوالي 500000، وهو انخفاض مرتبط إلى حد كبير بأزمة المناخ. الآن، تُظهر أحدث الأرقام أن "مخزونات سمك السلمون الأطلسي في أدنى مستوياتها التاريخية".
ويقول الخبراء، إن "هذا النوع معرّض لتهديد وشيك من تربية سمك السلمون، ممّا أدى إلى هروب (بما في ذلك الأسماك المريضة)، وارتفاع كبير في قمل البحر، وقد يؤدي إلى استبدال سمك السلمون البري بالكامل بنوع هجين".
ويؤكد توربيورن فورسيث، وهو الباحث في سمك السلمون في المعهد النرويجي لأبحاث الطبيعة (Nina) ورئيس اللجنة الاستشارية العلمية النرويجية لإدارة سمك السلمون الأطلسي، أن "سمك السلمون النرويجي البري قد ينقرض".
ويقول: "نحن نستبدل سمك السلمون البري، بسمك السلمون الهارب من المزارع. وهذا يشكّل تهديدا كبيرا على المدى الطويل لأنك ستفقد كل هذه التكيفات المحلية"، مضيفا: "كل من أنهار السلمون البالغ عددها 450 نهرا في النرويج لديها سمك السلمون الخاص بها، الذي تكيف مع الظروف المحددة للبيئة المحلية".
وأردف "إذا تم استبدال ذلك بهجين بين سمك السلمون البري وسمك السلمون المستزرع، فأنت تخسر شيئا مهما للغاية"، مشيرا إلى أن العوامل الأوسع المرتبطة بأزمة المناخ ليست شيئا يمكن للنرويج أن تفعل شيئا بشأنه بسرعة، فإن التأثير البشري لتربية الأسماك هو شيء يمكن التصرف فيه بسرعة.
ويدعو إلى نهج مختلف تماما لإدارة مزارع الأسماك، وفصل مجموعات الأسماك المستزرعة والبرية. فيما يعتقد أن "تربية الأسماك بالشباك المفتوحة في البحر، قد وصلت إلى حدها البيولوجي".
ويسترسل: "إن انهيار سمك السلمون هذا العام، من جنوب شرق النرويج بالقرب من الحدود مع السويد إلى شمال تروندهايم مباشرة؛ لا يشبه أي شيء رآه على الإطلاق خلال 25 عاما من دراسة سمك السلمون الأطلسي"، مبرزا: "أنا قلق بشأن المستقبل".
بدورها، قالت بوغن: "لقد حدث شيء ما في عام 2023، لكن الانحدار كان واضحا لسنوات وسنوات، وتُظهر جميع الأبحاث نفس الاتجاهات. إنه انحدار كبير ويحدث بسرعة كبيرة".
إنها، كما تعتقد، قضية سياسية تتطلب تغييرات في القواعد الخاصة بتربية الأسماك وتغيير موقف الصيادين، الذين ليس لديهم في النرويج نفس تقليد الصيد والإطلاق كما هو الحال في اسكتلندا وأيرلندا، مؤكدة: "أنها عقلية مختلفة تماما ويستغرق الأمر سنوات وسنوات لتغيير ذلك. ولكن إذا لم تبدأ فلن يحدث ذلك أبدا".
من جهته، يقول هنريك فيدسوانغ هورجين، وهو المتحدث باسم الاتحاد النرويجي للمأكولات البحرية، الذي يمثل حوالي 700 شركة بما في ذلك مزارع الأسماك، إن "القضايا التي تؤثر على سمك السلمون البري معقدة وأن وحدات المزارع المغلقة أكثر استخداما للطاقة".
وأضاف: "لقد أشرنا دائما إلى أننا سنأخذ جزء الصناعة من التأثير على محمل الجد ونواصل العمل المستهدف. تربية الأسماك في وحدات مغلقة أكثر استخداما للطاقة من تربية الأسماك في الشباك المفتوحة. إن التحول سوف يستلزم زيادة كبيرة في إنتاج الطاقة، الأمر الذي سوف يخلف تأثيرا بيئيا كبيرا".
ولكن فيغارد هيغيم، لاعب ليفربول السابق الذي تحوّل إلى ناشط في مجال تربية سمك السلمون لصالح منظمة "نورسك لاكسييلفر" (أنهار السلمون النرويجية)، يقول إن "تربية سمك السلمون تحتاج إلى التّحول إلى الاحتواء المغلق، ويريد أن يرى موعدا نهائيا تفرضه الحكومة للقيام بذلك كما فعلت كندا في كولومبيا البريطانية".
ويقول إن "المستهلكين يحتاجون أيضا إلى أن يكونوا أكثر اطلاعا على كيفية تربية سمك السلمون. بالنسبة للنرويج، فإن سمك السلمون يشبه رمزا للبلاد.. إنه أمر غير مقبول كأمة أن نسمح بتحويله إلى قطعة متحف؛ إنه موجود ولكن لا يمكنك الاستمتاع به، ولا يمكنك لمسه، ولا يمكنك صيده".
ويقول وزير الدولة النرويجي، إيفن ترونستاد ساغيباكن، إن "التأثير البيئي الناجم عن تربية الأحياء المائية منظّم بشكل كامل، مضيفا: "إن نظام الترخيص والتشغيل الذي لدينا اليوم لا يحل التحديات التي نواجهها بشكل كامل".
وأوضح: "تعمل الحكومة الآن على ورقة بيضاء جديدة حول تربية الأحياء المائية، والتي نهدف إلى تقديمها في الربيع المقبل. ستسعى إلى إيجاد حلول تجعل العمليات الصديقة للبيئة أكثر ربحية وهدفا رئيسيا للجميع".
قد يبدو الأمر غير بديهي، ولكن في نزل صيد على نهر Stjørdal، والذي أعيد افتتاحه في تموز/ يوليو بعد إغلاقه قبل شهر، يقول أكسل وبيات هيمبري إن "استمرار الصيد في الأنهار أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الاهتمام بصحة سمك السلمون البري النرويجي".
يعتقد أكسل، الذي تملك عائلته المزرعة منذ 500 عام، أن "الصيد والإطلاق هو جزء حيوي من الحل. "إنها الأداة الرئيسية التي يمكننا استخدامها لإبقاء أنهارنا مفتوحة. إذا أغلقت النهر، فإن اهتمام أصحاب الأراضي والصيد سيختفي، ولن يهتم أحد بالسلمون بعد الآن".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم سمك السلمون النرويج صيد الأسماك النرويج صيد الأسماك سمك السلمون حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سمک السلمون فی تربیة الأسماک فی النرویج
إقرأ أيضاً:
«تربية الاستشاري» تزور ناديي الشطرنج للفتيات والشارقة للسيارات القديمة
الشارقة: «الخليج»
ضمن خطة عمل لجنة شؤون التربية والتعليم والثقافة والإعلام والشباب بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة لدور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الحادي عشر، وتفعيلاً لدورها الرقابي والمجتمعي في متابعة أداء الأندية التخصصية في الإمارة، نفذت اللجنة زيارتين ميدانيتين إلى ناديي «الشطرنج والثقافة للفتيات» و«السيارات القديمة»، حيث اطلعت على برامج العمل والتحديات والإنجازات، في أجواء حوارية اتسمت بالتعاون البنّاء والشفافية.
ترأست وفد اللجنة شيخة علي النقبي، وضم الوفد كلثم الطنيجي، وشيخة الظنين النقبي، وهدى الحمادي، أمينة سر اللجنة، حيث قوبل الوفد في الزيارتين بحفاوة ومناقشات موسعة في الأدوار التي تضطلع بها الأندية في تعزيز الهوية الثقافية والتخصصية في الإمارة.
استهلت اللجنة زيارتها إلى «نادي الشطرنج والثقافة»، حيث كان في استقبالها نجلاء الشامسي، رئيسة مجلس إدارة النادي، وأمينة الملا، المديرة التنفيذية.
وعقدت اجتماعاً موسعاً استعرضت خلاله إدارة النادي البرامج التخصصية التي تُعنى بتأهيل الفتيات في رياضة الشطرنج، ودمج الثقافة والهوية الوطنية في منظومة العمل المؤسسي.
كما عرضت الجهود المتواصلة في استقطاب المواهب وصقل المهارات، والنجاحات المحققة محلياً ودولياً، وتوسيع قاعدة الممارسة ونشر اللعبة بين الفتيات.
وأكدت اللجنة، أهمية دور النادي الحيوي، في تمكين الفتيات بالرياضة الفكرية، وتعزيز حضور الشطرنج أداةً تعليميةً وثقافيةً تسهم في تنمية قدرات التفكير والتحليل لدى الفتيات. مشيدة بالكفاءة الإدارية والفنية، وما لمسته من روح تنظيمية عالية تعكس رؤية النادي ورسالة الشارقة في تمكين المرأة والنهوض بالثقافة الرياضية.
بعد ذلك، توجه الوفد إلى نادي الشارقة للسيارات القديمة، حيث كان في استقبالهم أحمد بن حنظل، المدير التنفيذي للمتحف برفقة فريق عمل ضم منال الحوسني، رئيسة قسم المتابعة والتسويق، وعائشة القصاب، رئيسة قسم الفعاليات والبرامج الثقافية، وهدى ثاني، رئيسة قسم الاتصال المؤسسي، ومريم علي، منسقة العلاقات العامة، وبدر الكتبي، منسق تقنية المعلومات.
واستعرض فريق العمل استراتيجية النادي في حفظ التراث الميكانيكي والسيارات الكلاسيكية، كونه جزءاً من الذاكرة الجمعية لإمارة الشارقة، وكيفية توظيف هذه الهوية التراثية في صناعة البرامج التوعوية والتعليمية، وخاصة في استقطاب النشء والشباب عبر الفعاليات الثقافية، والعروض التراثية.
ناقشت اللجنة مع إدارة النادي أبرز المبادرات المستقبلية التي يسعى النادي إلى تنفيذها، وأبرز المتطلبات التي يمكن دعمها لتعزيز استدامة هذا الإرث الثقافي النوعي.
وفي ختام الزيارتين، ثمّنت شيخة النقبي، الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارتا الناديين في تعزيز التخصص والابتكار، وتحقيق التكامل بين الأهداف الثقافية والرياضية والتعليمية. مشيرة إلى أن هذه النماذج الناجحة تعكس رؤية إمارة الشارقة وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الأندية المتخصصة وصقل هوية الفرد والمجتمع.
كما أثنى أعضاء اللجنة على جودة البرامج والخطط والأنشطة التي عرضت خلال اللقاءين