اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. ﺗﻘﺪم اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺑﻴﻦ ﺣﻤﺎس وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ورﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﺴﻌﻰ ﻹﻓﺸﺎل ﺻﻔﻘﺔ اﻟﺘﺒﺎدل
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
تقرأ في عدد «الوطن» غدًا السبت، موضوعات وقضايا جديدة من وجهات نظر مختلفة، حول الشأنين المحلي والدولي، وإلى أبرز العناوين:
الصفحة الأولى- ﺗﻘﺪﱡم ﻓﻰ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺑﻴﻦ »ﺣﻤﺎس« وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ورﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﺴﻌﻰ ﻹﻓﺸﺎل ﺻﻔﻘﺔ اﻟﺘﺒﺎدل
- الحركة تسلم قائمة بأسماء المحتجزين المُرجح إطلاق سراحهم و«نتنياهو» يشترط بقاء القوات فى محور فيلادلفيا
- شابيلا.
- الوثائقى «شابيلا»: حركات إرهابية تفرض إتاوات على أهل الصومال
- «محفوظ»: الفيلم يمزج بين «الإرهاب والمجاعة».. وبداية لتنفيذ أعمال خارج الصندوق
- مدير «الكوارث الصومالية»:مصر تقدم مشاريع مختلفة فى أفريقيا لتحقيق التنمية الشاملة
- عبير فتحى تنضم إلى كتاب «الوطن».. وتكتب: التقارب المصرى - التركى إلى أين؟
- «100 يوم صحة» قدمت 46 مليوناً و881 ألف خدمة مجانية فى 29 يوماً
- «عبدالغفار» يدعو المواطنين للتوجه إلى مقرات الحملة وطلب الزيارات للمسنين
- «العليا للحج» تناقش غداً الضوابط المنظِّمة للعمرة
- «عنبى»: تحديد مهام المشرفين وقيمة خطاب الضمان المطلوب من الشركات المنظِّمة للرحلات
- «اللجنة العليا» لمهرجان العلمين: النسخة الثانية حققت كامل الأهداف.. وتخصيص 60٪ من الأرباح دعماً للقضية الفلسطينيةعبدالغفار - نشكر الرئيس السيسى على دعمه بناء الإنسان وصناعة وعيه.. ونقدر جهود كل من شارك فى إنجاح الحدث
- إلزام المدارس الدولية بتدريس اللغة العربية والتربية الدينية وإضافتهما للمجموع
- إيناس حليم لـ«الوطن»: موروثنا الشعبى مصدر إلهام لا ينضب
- «الصناعة»: تطبيق المعايير العالمية الخاصة بمنظومة الصناعات الدوائية أولوية قصوى
- نائب رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً مع وزير الصحة لبحث سبل تعظيم الاستثمارات فى توطين صناعة الأدوية
- تحديث أنظمة الخط الأول للمترو مع «كولاس ريل - أوراسكوم - هيتاشى»
- وزير النقل: خطة شاملة للتطوير.. وهدفنا ضمان جودة الخدمة والحفاظ على الأصول وتقليل تكلفة الصيانة والتشغيل
- «التعليم العالى»: مد فترة التقديم لبرنامج «رواد وعلماء مصر» حتى 7 سبتمبر
- «الرى»: إنشاء محطة رفع جديدة على مصرفى «قلابشو وزيان» بالدقهلية
- «عوض»: انطلاق المرحلة الثالثة من الموجة الـ23 لإزالة التعديات اليوم
- «عصمت»: مد فترة تسجيل شركات القطاع الخاص 3 أشهر
- وزيادة مساهمة «المتجددة» فى مزيج الطاقة لـ42% عام 2030
- مقال رأي لـ د. محمود خليل، بعنوان: «موسى» والأوقات الصعبة
- «الإسكان»: تشكيل لجنة لمتابعة التزام الشركات بتنفيذ مشروعات التنمية فى الساحل الشمالى الغربى
- «التضامن» تبحث تعزيز التعاون المشترك مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة
- محافظ القليوبية: ارتفاع نسب الإنجاز فى ملفى التصالح وتقنين الأوضاع على أملاك الدولة
- «الصحة العالمية» تبدأ تطعيم 640 ألف طفل فلسطينى فى «غزة» ضد شلل الأطفال.. غداً
- مقال رأي لـ عمار علي حسن، بعنوان: منور العمارة «2»
- إيناس حليم: موروثنا الشعبى مصدر لا ينضب وملهم لأى كاتب.. وعلينا استكشاف أعماقه والكشف عن كنوزه
- توظيف الرموز فى السرد يمنحه قوة.. ويفتح فضاءات على تفسيرات مختلفة للنص أهل الإسكندرية ما زالوا يحتفظون فى ذاكرتهم بالصورة الجميلة للمدينة ويرفضون نسيانها
- مقال رأي لـ عماد فؤاد، بعنوان: العبوا غيرها «3»
- شابيلا.. معاناة الصومال من الجفاف والإرهاب لـ «معسكرات القبور»
- النازحون نصبوا مخيمات تجاه «مقديشو» فى العراء دون مأوى أو غذاء
- الفيلم الوثائقى: حركات إرهابية تفرض إتاوات على الأهالى
- د. محمد سعيد محفوظ: حكومة الصومال ومستشار الرئيس رحبا بالفكرة.. وتم توفير كافة التسهيلات
- سياسيون ودبلوماسيون: 4.3 مليون نازح داخلياً بسبب التصحر وانعدام الأمن
- مقال رأي لـ النائب علاء عابد، بعنوان: للمواقف رجال وبلاد تساعد الدول الصديقة وتحمي أمنها
- مقال رأي لـ سحر الجعارة، بعنوان: كراهية النساء
- مقال رأي لـ بلال الدوي، بعنوان: الحكومة أخذت «حبوب الشجاعة»
- مقال رأي لـ الشيخ ياسر مدين، بعنوان: التشكيك في السيرة النبوية «5»
- مقال رأي لـ عبير فتحي، بعنوان: التقارب المصري - التركي إلى أين؟
- مقال رأي لـ مصطفى كفافي، بعنوان: سر الوحدة 8200
- أمين الاتحاد العربى للأسمدة: مصر ثانى أكبر مُصدر لصخور الفوسفات
- انتشار الأسمدة والمبيدات المغشوشة يدمر التربة ويقضى على الإنتاج ويضر بالمحاصيل الزراعية
- مقال رأي لـ د. يسري الشرقاوي، بعنوان: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
- «الزراعيين العرب» ينصّب «أبوجبل» مستشاراً للعلاقات الخارجية والأمانة العامة بالاتحاد
- مقال رأي لـ يوسف القعيد، بعنوان: يوم خاص في «العلمين»
- تحت الياسمينة.. أيادٍ تحصد الزهور.. وصناعة تبدأ من قرية «شبرا بلولة»
- دعماً للسياحة.. مصور يروج لشارع فؤاد بالإسكندرية: «يرد الروح»
- «اصنع لعبتك».. «أورجامى وأراجوز» لتنمية مهارات ذوى الهمم: «اكتشفنى»
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عدد الوطن غدا عدد الوطن مقال رأی لـ
إقرأ أيضاً:
نص خطبة الجمعة المقبلة 13 يونيو 2025 بعنوان: «الأوطان ليست حفنة من تراب»
أعلنت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة المقبلة 13 يونيو 2025، بعنوان: «الأوطان ليست حفنة من تراب»، موضحة أن الهدف من هذه الخطبة هو بيان أهمية العقل والوطن، والتحذير من الفكر المتطرف الذي يفسد العقل ويدمر الأوطان، مع التأكيد على أن حب الوطن جزء من التدين الحقيقي، وأن الحفاظ على ممتلكاته وهويته، واقتصاده، من أعظم صور البر بالوطن.
موضوع خطبة الجمعة المقبلةوجاء نص موضوع خطبة الجمعة المقبلة كما يلي: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هَدَى العُقُولَ بِبَدَائِعِ حِكَمِه، وَوَسِعَ الخَلَائِقَ بِجَلَائِلِ نِعَمِه، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، إلهًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدًا، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آله وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فإِنَّ الْوَطَنَ قِصَّةٌ تُرْوَى عَلَى أَلْسِنَةِ الْأَجْيَالِ، وَرُوحٌ تَسْكُنُ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ ودرب، الوطنُ شَعْبٌ عَرِيقٌ، وَحَضَارَةٌ سَامِقَةٌ، وَمُؤَسَّسَاتٌ تَقُومُ بِسَوَاعِدِ الْبِنَاءِ، وَانْتِصَارَاتٌ تُسَطَّرُ بِدِمَاءِ الْأَبْطَالِ، وَرِجَالٌ عُبَاقِرَةٌ نَسَجُوا مَجْدَهُ، وَعُلَمَاءُ وَمُخْتَرِعُونَ وَمُبْدِعُونَ وَقَفُوا عَلَى ثُغُورِ الْعِلْمِ وَأَبْهَرُوا الْعُقُولَ، وَمُنَاضِلُونَ صَنَعُوا الْمَجْدَ، فَالْوَطَنُ يَعِيشُ فِينَا كما نَعِيشُ فِيهِ. أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ مَنْ يَخْتَزِلُ هَذِهِ الْكُلِّيَّةَ الْأَبَدِيَّةَ السَّاحِرَةَ فِي حَفْنَةِ تُرَابٍ إنَّما ارْتَكَبَ عُقُوقًا وَطَنِيًّا، وَشَوَّهَ مَفْهُومًا عَظِيمًا، قَالَ سَيِّدُ الزُّهَّادِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ - رَحِمَهُ اللهُ - مُعَبِّرًا عَنْ قِيمَةِ وَطَنِهِ: مَا قَاسَيْتُ فِيمَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ مُفَارَقَةِ الْأَوْطَانِ.
أَيُّهَا الْكِرَامُ، هذه رِسَالَةٌ إِلَى مَنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ تِجَاهَ أَوْطَانِهِمْ، أَلَمْ يَأْتِ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ بِالْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الْأَهَمِّيَّةِ الْعُظْمَى لِلْوَطَنِ؟، أَلَمْ يُشِرِ الْقُرْآنُ فِي عَشَرَاتِ الْآيَاتِ إِلَى قِيمَةِ الْوَطَنِ؟ أَلَمْ يَقْرِن اللَّهُ تَعَالَى مُفَارَقَةَ الْأَوْطَانِ بِقَتْلِ النَّفْسِ فِي قَوْلِهِ: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}؟، أَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْجَلَاءَ عَنِ الْوَطَنِ عَذَابًا لِلْمُخَالِفِينَ، فَقَالَ: {وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا}؟، أَيُّهَا الْكِرَامُ، هَلْ تُدْرِكُونَ أَنَّ الْوَطَنَ لَيْسَ جَمَادًا لَا إِحْسَاسَ لَهُ، بَلْ هُوَ كَائِنٌ يَتَنَفَّسُ؟ أَلَمْ يُخْبِرْنَا الْحَبِيبُ الْمُصْطَفَى ﷺ أنَّ الْحَجَرَ سَلَّمَ عَلَيْهِ قَبْلَ الْبِعْثَةِ؟، أَلَمْ يَحِنُّ إِلَيْهِ الْجِذْعُ وَيَبْكِ شَوْقًا حَتَّى سَكَنَ بَيْنَ يَدَيْهِ الشَّرِيفَتَيْنِ، أَلَمْ يُسَبِّح الْحَصَى فِي كَفِّهِ الشَّرِيفِ، ألم تَشْكُ إِلَيْهِ الْحَيَوَانَاتُ وَالدَّوَابُّ، كُلُّ هَذَا يُنَبِّئُنَا أَنَّ الْكَائِنَاتِ تَعِي وَتَشْعُرُ.
عباد الله تدبروا، إن الْوَطَن يَحْزَنُ وَيَفْرَحُ، يَرْضَى وَيَغْضَبُ، فَهُوَ قِيَمٌ وَأَخْلَاقٌ، وَعَادَاتٌ وَتَقَالِيدُ، وَوَلَاءٌ وَانْتِمَاءٌ، وَإِخْلَاصٌ وَوَفَاءٌ، وَحَضَارَةٌ وَثَقَافَةٌ، وَجَمَالٌ يَأْسِرُ الْأَلْبَابَ، إِنَّهُ حَنِينٌ إِلَى الْبِقَاعِ، وَشَوْقٌ إِلَى الْمَرَاقِدِ، وَإِحْسَاسٌ بِكُلِّ ذَرَّةٍ فِيهِ، وَتَأَمَّلُوا قَوْلَهُ ﷺ عَنْ جَبَلِ أُحُدٍ: أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، فَكَيْفَ بِوَطَنٍ بِأَسْرِهِ؟.
أَيُّهَا الْمُكَرَّمُونَ، لَقَدْ ضَرَبَ لَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْوَعَ الْأَمْثِلَةِ فِي حُبِّ الْوَطَنِ، فَقَالَ سَيِّدُنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ الْمَدِينَةِ، أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا، مِنْ حُبِّهَا، وَيُعَقِّبُ الإِمَامُ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي فَتْحِ الْبَارِي فَيَقُولُ: (وَفِي الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ حُبِّ الْوَطَنِ وَالْحَنِينِ إِلَيْهِ)، وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ مُعَبِّرًا عَنْ هَذَا الْحُبِّ الْفِطْرِيِّ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا سَافَرَتْ، حَمَلَتْ مَعَهَا مِنْ تُرْبَةِ بَلَدِهَا تَسْتَشْفِي بِهِ عِنْدَ مَرَضٍ يَعْرِضُ.
أَيُّهَا النُّبَلَاءُ.. .اقْدُرُوا لِلْوَطَنِ قَدْرَهُ، فَإنَّ حُبَّ الْوَطَنِ لَيْسَ مُجَرَّدَ شِعَارَاتٍ تُرْفَعُ، بَلْ هُوَ عَمَلٌ جَادٌّ وَإِتْقَانٌ فِي كُلِّ مَوْقِعٍ، فَالْمُوَظَّفُ الْأَمِينُ، وَالْعَامِلُ الْمُتْقِنُ، وَالطَّالِبُ الْمُجْتَهِدُ، وَالْمُعَلِّمُ الْمُرَبِّي، وَالطَّبِيبُ الْحَرِيصُ، وَالتَّاجِرُ الصَّدُوقُ، كُلُّ هَؤُلَاءِ يَبْنُونَ وَطَنَهُمْ بِإِخْلَاصِهِمْ، وَحِفَاظِهِمْ عَلَى هُوِيَّتِهِ الثَّقَافِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ، وَلُغَتِهِ الْمُبْدِعَةِ الْعَلِيَّةِ، وَمَرَافِقِهِ الْعَامَّةِ.
دَامَتْ لَنَا نِعْمَةُ مِصْرَ مَحْفُوظَةً مَرْعِيَّةً مَجْبُورَةً مَنْصُورَةً، بِبَرَكَةِ دَعْوَةٍ صَالِحَةٍ مِنْ آلِ بَيْتِ الْجَنَابِ الْمُعَظَّمِ.
إِنَّ الحُبَّ الحَقِيقِيَّ لِلْوَطَنِ يَتَجَلَّى فِي أَفْعَالِنَا، فِي مَدَى حِرْصِنَا عَلَى كُلِّ مَا يَخُصُّ هَذَا الْوَطَنَ، وَأُولَى هَذِهِ الْمَظَاهِرِ وَأَوْضَحُهَا، الْحِفَاظُ عَلَى الْمُمْتَلَكَاتِ الْعَامَّةِ التي هي ملكٌ لنا جميعًا، هَذِهِ الْمُمْتَلَكَاتُ، أَيُّهَا الْإِخْوَةُ، هِيَ مِلْكٌ لَنَا جَمِيعًا، وَمِنْ صُوَرِ ذَلِكَ الْحِفَاظُ عَلَى وَسَائِلِ النَّقْلِ الْعَامِّ، وَمِنْهَا الْقِطَارَاتُ، فإنها شَرَايِينُ حَيَاةٍ تَرْبِطُ أَرْجَاءَ الْوَطَنِ، فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ تُلْقَى الْحِجَارَةُ عَلَيْهَا؟، كيف لإنسانٍ أنْ يٌخَرِّبَ قطارًا ويعبثَ بمرافقِه التِي تنفعُ الركابَ؟ هَلْ يُقْبَلُ أَنْ تُؤْذِيَ إِنْسَانًا، أَوْ تَكُونَ سَبَبًا فِي هَلَاكِه؟ إِنَّ مَنْ يَقُومُ بِذَلِكَ لا يُدْرِكُ أَنَّهُ يُعِيقُ تَقَدُّمَ بَلَدِهِ، وَيُؤَخِّرُ مَسِيرَةَ التَّنْمِيَةِ، وَيُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى آلَافِ الْمُوَاطِنِينَ الَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ عَلَى هَذِهِ الْوَسِيلَةِ الْحَيَوِيَّةِ.
أَيُّهَا الْكِرَامُ، واعْلَمُوا أنَّ مِنْ أهم دَلَالَاتِ حُبِّ الْوَطَنِ الْحِفَاظَ عَلَى هُوِيَّتِنَا الثَّقَافِيَّةِ الْأَصِيلَةِ، وَلُغَتِنَا الْعَرَبِيَّةِ الشَّرِيفَةِ، هُوِيَّتُنَا الثَّقَافِيَّةُ هِيَ مِرْآةٌ تَعْكِسُ تَارِيخَنَا وَحَضَارَتَنَا وَقِيَمَنَا، وَعَمُودُ هَذِهِ الْهُوِيَّةِ لُغَتُنَا الْعَرَبِيَّةُ، لُغَةُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، لُغَةُ الضَّادِ، الَّتِي بِهَا نُفَكِّرُ، وَبِهَا نَتَوَاصَلُ، وَبِهَا نُعَبِّرُ عَنْ ذَوَاتِنَا، فَهَلْ يَرْضَى مُحِبٌّ لِوَطَنِهِ أَنْ يَرَى لُغَتَهُ تَضْعُفُ، وَأَنْ تُهْجَرَ كَلِمَاتُهَا، وَأَنْ يَسْتَوْلِيَ عَلَيْهَا الْأَجْنَبِيُّ؟ إِنَّ الِاعْتِزَازَ بِلُغَتِنَا وَاسْتِخْدَامَهَا الصَّحِيحَ، وَتَشْجِيعَ أَبْنَائِنَا عَلَى تَعَلُّمِهَا وَإِتْقَانِهَا، هُوَ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حُبِّ الْوَطَنِ، إِنَّ الْحِفَاظَ عَلَى ثَقَافَتِنَا وَلُغَتِنَا هُوَ صَوْنٌ لِتُرَاثِ الْأَجْدَادِ، وَبِنَاءٌ لِمُسْتَقْبَلِ الْأَبْنَاءِ، واعْلَمٌوا أَنَّ مِنْ صُوَرِ حُبِّ الْوَطَنِ الْعَمَلِيَّةِ الْمُسَاهَمَةَ فِي بِنَاءِ اقْتِصَادِنَا الْوَطَنِيِّ، فاقْتِصَادُ الْوَطَنِ هُوَ عَصَبُ الْحَيَاةِ، وَقَاطِرَةُ التَّنْمِيَةِ، فَكُلُّ جُهْدٍ يَبْذُلُهُ الْوَاحِدُ مِنَّا فِي عَمَلِهِ، كُلُّ إِخْلَاصٍ فِي وَظِيفَتِهِ، كُلُّ إِتْقَانٍ لِمِهْنَتِهِ، يَصُبُّ فِي مَصْلَحَةِ الاقْتِصَادِ الْوَطَنِيِّ، شِرَاءُ الْمُنْتَجَاتِ الْمَحَلِّيَّةِ، دَعْمُ الصِّنَاعَاتِ الْوَطَنِيَّةِ، تَشْجِيعُ الِاسْتِثْمَارِ، مُحَارَبَةُ الْفَسَادِ، كُلُّهَا خُطُوَاتٌ عَمَلِيَّةٌ تُعَزِّزُ مِنْ قُوَّةِ اقْتِصَادِنَا، وَتُوَفِّرُ فُرَصَ الْعَمَلِ لِأَبْنَائِنَا، وَتُمَكِّنُ بَلَدَنَا مِنْ تَحْقِيقِ الِاكْتِفَاءِ الذَّاتِيِّ وَالتَّقَدُّمِ، إِنّ الجُنْدِيَّ الذي يُدَافِعُ عَنْ وَطَنَه، والْعَامِلَ الَّذِي يُخْلِصُ فِي صَنْعَتِهِ، وَالتَّاجِرَ الَّذِي يَتَحَرَّى الْأَمَانَةَ فِي بَيْعِهِ، كُلُّهُمْ جُنُودٌ فِي سَبِيلِ بِنَاءِ هَذَا الْوَطَنِ وَرِفْعَتِهِ، وَلَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، فَهِيَ دَعْوَةٌ إِلَهِيَّةٌ لِلْعَمَلِ وَالْإِتْقَانِ، وَمَا أَعْظَمَ أَنْ يَكُونَ عَمَلُنَا فِي خِدْمَةِ الْوَطَنِ وَصَالِحِ النَّاسِ.
اقرأ أيضاً«الأوطان ليست حفنة من تراب».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 13 يونيو 2025
«الاوطان ليست حفنة من تراب».. خطبة الجمعة القادم 13 يونيو لـ وزارة الأوقاف
موضوع خطبة الجمعة القادمة 13 يونيو.. «الأوطان ليست حفنة من تراب»