أكد خبراء أن الوظائف الخضراء تعتبر أحد أبرز أنماط العمل التى ظهرت خلال السنوات العشرين الماضية، وتُسهم فى الحفاظ على البيئة وإعادة تأهيلها، وترشيد استهلاك الطاقة، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة لحماية النظم الإيكولوجية، ودعم جهود التكيّف مع التغيّر المناخى.

«أسماء»: انخفاض حاد فى الأعمال الكتابية والسكرتارية

وقالت أسماء مصطفى، باحثة فى الإدارة العامة للدراسات المستقبلية، إن هناك تساؤلات كثيرة على الساحة العالمية فى الآونة الأخيرة، تستهدف استنباط هيكل تخيّلى لسوق العمل فى المستقبل، وأبرز المهن الوظيفية التى من المتوقع أن تشهد طلباً مرتفعاً حول العالم ونظيرتها التى قد تختفى قريباً.

وأشارت إلى أن هناك عدة اتجاهات رئيسية سوف تسهم فى تشكيل سوق العمل مستقبلاً، أبرزها التطور التكنولوجى، والعولمة، واتجاهات الاستدامة البيئية فى ظل التغيّر المناخى الحاد، بجانب التحولات الديموغرافية والهجرة، ومن المتوقع أن النمو الأكبر سيأتى فى الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا، بينما الانخفاض الأكبر سيأتى فى نظيرتها المرتبطة بالأعمال الكتابية والسكرتارية.

وأوضحت لـ«الوطن» أن الوظائف التى قد تشهد طلباً متزايداً فى المستقبل تتمثل فى «وظائف البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، ومحلل بيانات، ومطور تطبيقات الاتصال الذكى، ومدير نفايات البيانات، واختصاصى التعلم الآلى باعتماد الذكاء الاصطناعى».

«سلامة»: برامج حاسوبية تحاكى القدرات الذهنية

وأكد الدكتور أيمن سلامة، خبير القانون الدولى العام، أن تقنيات الذكاء الاصطناعى أحدثت ثورة فى برامج حاسوبية تحاكى القدرات الذهنية، فأصبحنا أمام متغيرات جديدة تحتاج إلى البحث وإعادة النظر فى أركان العلم ذاته، وتأثيرات ذلك فى مناحى الحياة، ومنها المهن القانونية.

وأضاف أن الهدف الأساسى من الذكاء الاصطناعى إنشاء أنظمة تتمتّع بدرجة من الاستقلالية والقدرة على محاكاة السلوك البشرى الذكى، لافتاً إلى أن ذلك يستتبع بالضرورة إدخال قواعد أخلاقية لهذا السلوك، بحيث لا يؤثر سلباً فى الناس، أو يخرج تماماً عن نطاق السيطرة، مشيراً إلى أنه من المستبعد تناول إمكانية الاعتماد الكلى على ما يُسمى بـ«المحامى اللاإنسانى» دون الغوص فى ماهية القانون، بهدف تحديد الطريقة التى يمكن بها العثور على القانون القابل للترجمة إلى خوارزميات، واستبعاد ما لا يمكن ترجمته، وتُعدّ هذه هى الفرضية التأسيسية لإنشاء محامى الذكاء الاصطناعى المستقل تماماً، والقادر على ممارسة القانون.

وأوضح أن إدخال الذكاء الاصطناعى فى مجال الكتابة القانونية شكل نقطة تحول حقيقية، حيث يمكن الاستفادة من هذه التقنية لأتمتة عملية إنشاء المستندات القانونية، بما يُتيح جملة من الفوائد للمحامين والمهنيين القانونيين، لأنه يوفر الوقت والجهد، ويُحد من الأخطاء البشرية، لأن الذكاء الاصطناعى يسهم فى ضمان التوحيد والامتثال فى الوثائق القانونية، من خلال تأمين استخدام المصطلحات والتعاريف والمراجع بشكل مُتسقٍ.

«مريم»: 50% من الموظفين يحتاجون إلى إعادة بناء مهارات بحلول 2025

من جانبها، قالت مريم أحمد، الباحثة فى الإدارة العامة للدراسات المستقبلية، إن عالم اليوم يشهد الكثير من التغيرات على كل الأصعدة، والتكنولوجيا تلعب دوراً محورياً فى دفع عجلة التطور، ونتيجة لذلك تتغير سوق العمل بشكل متسارع وغير مسبوق، وباتت تحتاج إلى التمتّع بمهارات تختلف عن مهارات اليوم، لكى نتمكن من الاستعداد لوظائف المستقبل.

وأشارت إلى أن هناك تقريراً للمنتدى الاقتصادى العالمى عن مستقبل الوظائف لعام 2023، يؤكد أن أكثر من ثلث المهارات التى يُعتقد أنها ضرورية اليوم، ستحتاج فى غضون 5 سنوات إلى اتخاذ خطوات للاستعداد لتطويرها، وربما تغييرها للتكيّف مع مستقبل العمل، والكثير من المهارات الحالية قد لا تكون مطلوبة بعد مرور عام أو عامين فقط نتيجة الكم الهائل من الموضوعات الجديدة والمجالات العلمية المستجدة، لأن نسبة كبيرة من الوظائف الموجودة الآن لم تكن موجودة سابقاً.

وأوضحت أنه خلال السنوات المُقبلة لن تكون هناك حاجة إلى 60% من الوظائف الحالية، وبالتالى أصبح التعلم وتطوير المهارات هو السبيل الوحيد لضمان الحصول على فرص عمل جيدة، مشيرة إلى احتياج 6 من كل 10 عمال إلى التدريب قبل عام 2027، من أجل تطوير مهاراتهم لسد الفجوات الوظيفية ومواكبة وتيرة التقنيات الجديدة الناشئة، وسيحتاج 50% من الموظفين إلى إعادة بناء مهاراتهم بحلول 2025، لمواكبة تزايد الاعتماد على التكنولوجيا.

«أبودوح»: الإلمام بالتكنولوجيا من أهم المهارات فى سوق العمل اليوم

وتوقع الدكتور خالد كاظم أبودوح، أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة سوهاج، أن يفوق تأثير التقدّم التكنولوجى فى خلق فرص العمل تأثير فقدان الوظائف، مشيراً إلى أنه رغم التأثيرات السلبية التى تحملها عمليات الأتمتة، فإنها توفر فى الوقت نفسه مجموعة من التأثيرات الإيجابية فى الأدوار الوظيفية، بما فى ذلك زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة وتعزيز الرضا الوظيفى.

وأكد أنه مع استمرار المؤسسات فى تبنى تقنيات الأتمتة، من الضرورى للأفراد التكيّف واكتساب المهارات اللازمة للنجاح فى هذا المشهد الرقمى المتطور، لأن الإلمام بالتكنولوجيا من أهم المهارات فى سوق العمل اليوم، حيث تتيح المعرفة التقنية للأفراد التكيف بسرعة مع الأدوات والبرامج والمنصات الرقمية الجديدة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الوظائف الخضراء التغيرات المناخية توفير 7 ملايين فرصة عمل بحلول 2030 التحولات الرقمية الذکاء الاصطناعى سوق العمل إلى أن

إقرأ أيضاً:

باحثون: انبعاثات الغازات من حرب غزة تتجاوز ما تطلقه 102 دولة منفردة سنويا

#سواليف

خلص باحثون إلى أن #انبعاثات #غازات #الاحتباس_الحراري الناجمة عن #هجمات ” #إسرائيل ” على قطاع #غزة منذ أكثر من عام ونصف ستتجاوز الانبعاثات السنوية لـ102 دولة منفردة.

وقدم باحثون من بريطانيا والولايات المتحدة وغانا وأوكرانيا والنمسا دراسةً بحثت في الآثار البيئية لهجمات “إسرائيل” على غزة شملت 15 شهرا، إلى شبكة أبحاث العلوم الاجتماعية (SSRN) ومقرها في نيويورك.

وأفادت الدراسة أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن هجمات “إسرائيل” على قطاع غزة، لدى إضافة أنشطة البناء قبل #الحرب وبعدها، ستتجاوز الانبعاثات السنوية لـ102 دولة.

مقالات ذات صلة الاحتلال يقتل من يحاول الوصول إلى نقطة توزيع المساعدات 2025/05/31

وذكرت أن التكلفة المناخية طويلة المدى لتدمير غزة، وإزالة الأنقاض، وإعادة إعمار المنطقة، ستعادل 31 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

ولفتت إلى أن نحو 20 بالمئة من هذه الكمية ناجمة عن ثاني أكسيد الكربون المنبعث خلال عمليات الاستطلاع والقصف الإسرائيلية، ووقود الدبابات والمركبات العسكرية الأخرى، إضافة إلى تصنيع وتفجير القنابل.

وأشارت إلى أن ما يقرب من 30 بالمئة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري جاءت من الولايات المتحدة التي أرسلت 50 ألف طن من الأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى إلى “إسرائيل”، معظمها على متن طائرات شحن وسفن من المخزونات في أوروبا.

وذكرت أن أكبر تكلفة مناخية لهجمات “إسرائيل” ستظهر خلال عملية إعادة إعمار غزة.

وتوقّع الباحثون أن يؤدي رفع أنقاض غزة وإعادة إعمار نحو 436 ألف شقة سكنية، و700 مدرسة، ومسجد، ودائرة حكومية، وغيرها من المباني والبنية التحتية كالطرقات، إلى انبعاث ما يقارب 29.4 ملايين طن من الغازات الدفيئة، أي ما يعادل كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي أطلقتها أفغانستان خلال عام 2023.

ويقدر الباحثون أن التكلفة المناخية طويلة الأجل لهجمات “إسرائيل” على غزة واليمن وإيران ولبنان تعادل تشغيل 84 محطة طاقة تعمل بالغاز الطبيعي لمدة عام.

وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • سياسات التشغيل.. شروط جديدة يقرها القانون للقطاع الخاص
  • «أدنوك» تطور مهارات الطلاب في الذكاء الاصطناعي
  • باحثون: انبعاثات الغازات من حرب غزة تتجاوز ما تطلقه 102 دولة منفردة سنويا
  • «أدنوك» تساهم في تطوير مهارات طلاب الإمارات بمجال الذكاء الاصطناعي
  • وظيفتك في خطر؟.. جوجل ومايكروسوفت تكشفان مستقبل البشر في عصر الذكاء الاصطناعي
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • طريقة جديدة للإعلان عن الوظائف بالقطاع الخاص.. تفاصيل
  • منظمة العمل الدولية تبحث مع غرفة صناعة دمشق وريفها سبل دعم الصناعة السورية
  • الجامعة المصرية اليابانية تطلق أول ورشة دولية للطاقة الخضراء بين اليابان وإفريقيا
  • الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل عمليات التوظيف بحلول 2040