المخترع المجنون.. مشروع إنسانى
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
فى زمن تتربع فيه التكنولوجيا على عرش التقدم العالمى، لا يزال هناك من يكافح ليحقق أحلامه وطموحاته فى مجال الابتكار والإبداع. واحد من هؤلاء هو المخترع المصرى السورى «محمد رحال»، الذى حمل على عاتقه مشروعًا إنسانيًا طموحًا رغم الظروف الصعبة التى واجهها فى حياته، رافعًا شعار: «ننشر الرحمة من خلال العلم» وهو ما يتجلى فى مشروعاته واختراعاته الإنسانية.
اشتهر «رحال» وابتكاراته فى مجالات التكنولوجيا والأطراف الصناعية والبرمجة، واشتهر على منصة فيسبوك باسم «المخترع المجنون»، قال رحال فى حديثه لجريدة الوفد: «على الرغم من ظروفى الصعبة وعدم استكمال تعليمى، فإن حلمى بتغيير العالم من حولى لم ينطفئ يومًا ومساعدة الآخرين ونشر الرحمة هدفى»، رغم أنه لم يتجاوز سنه 21 عامًا، فإنه حقق إنجازات مذهلة فى مجال التكنولوجيا والابتكار. بدأ محمد رحلته فى عالم الإلكترونيات والبرمجة فى مصر، حيث تعلم وصنع روبوتات وأطراف صناعية وقدمها مجانًا لمن يحتاجها.
منذ نعومة أظفاره، كان رحال يحلم بأن يُغيّر العالم من حوله، ليس من خلال الكلمات بل من خلال الاختراعات التى تخدم الإنسانية، ولد «رحال» فى سوريا، وكانت نشأته صعبة بسبب الأوضاع المعيشية غير المستقرة بسبب الحرب فى سوريا، اضطر إلى ترك الدراسة فى وقت مبكر بسبب مشكلة مع مدير المدرسة الذى أصر على طرده، ولكن لم يثنه ذلك عن مواصلة حلمه فى التكنولوجيا والابتكار. وبسبب الحرب هربت أسرته إلى مصر.
وقال رحال: «اتجهت إلى تعليم ذاتى من خلال الإنترنت تعلمت البرمجة والإلكترونيات وصناعة الروبوت من خلال قنوات أجنبية على اليوتيوب» وبعد رحلة طويلة من التعلم الذاتى والتجريب حصل بعدها على شهادات عديدة مؤخراً، استطاع محمد رحال أن يصنع لنفسه مكانة مرموقة فى الوطن العربى فى عالم التكنولوجيا والأطراف الصناعية.
بعد عده محطات، انطلق «رحال» إلى السعودية فى رحلة إبداعية لا تعرف الحدود، مبتكرًا أطرافا صناعية متطورة، وأجهزة لمساعدة ضعاف البصر والصم، ومشروع مبدئى لكلى والقلب الصناعى يسعى لتطويرها فى المستقبل، وقد نرى احد مشروعاته خلال الفترة المقبلة مرشحة لجائزة نوبل.
وعن الفكرة الأساسية وراء اختراعاته فى مجال الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة وتقديم أغلبها مجانى لذوى الاحتياجات الخاصة، قال رحال: « ان ما يهمنى ليس فقط الاختراعات التكنولوجية، بل نشر الرحمة من خلال العلم والمساعدة فى توفير حلول مبتكرة تساهم فى التخفيف عن الإنسان وتسهل الحياة»، موضحًا أنه عندما كان فى سوريا وجد العديد من المواطنين بُترت أيديهم وأرجلهم بسبب الحرب، لذلك فكر فى طريقة لمساعدتهم باستخدام ادوات بسيطة يعاد تدويرها كالزجاج البلاستيك ليصنع منها أطراف صناعية.
وفى سعادة وبصوت ممزوج بالبهجة، قال محمد « ان مشروع الطرف الصناعى هو اقرب الاختراعات لقلبى، لأنه اول اختراع قمت به..له معزة خاصة لى، خاصة أنه يساعد أبناء وطنى».. ما يميّز رحال هو ليس فقط إبداعاته التكنولوجية الفريدة، بل أيضًا روحه الإنسانية الطاغية. فهو يقدّم معظم منتجاته بشكل مجانى لذوى الاحتياجات الخاصة، كما يدعم الأطفال و الشباب المخترعين ليساهموا فى بناء مستقبل أفضل للعالم العربى.
قصته مع مايكروسوفت بدأت عندما قامت الشركة بإطلاق نسخة تجريبية من برنامج للمكفوفين، مما ألهم محمد لتطوير جهاز يساعد المكفوفين على القراءة باستخدام أدوات متوفرة فى كل مكان هذا الجهاز كان له تأثير كبير فى تحسين حياة العديد من الأشخاص، والجهاز على شكل خاتم واسورة مزود أيضًا بجهاز لترجمة الكلام لعدة لغات، مزود بـ 3 كاميرات 360ْ للمساعدة على الحركة
يتبنى شعار «الاختراعات العربية» لمواجهة المنتج الصينى، فقد ابتكر أجهزة وتقنيات متطورة باستخدام مواد معاد تدويرها كعبل الزجاج البلاستيك، ليحولها باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد إلى أطراف صناعية تحمل اسم «الصناعة العربية» ومن أبرز اختراعاته هى الأيد المتحركة، مصنوعة بالذكاء الاصطناعى وتتحرك عن طريق الاستشعار.
وقال محمد رحال: «إن الوطن العربى يفتقد إلى دراسة علم الروبوت والبرمجة بشكل جاد، لافتا ان ذلك قد يرجع إلى التكلفة المرتفعة التى تحتاجها لتطبيق هذا العلم بشكل عملى، ولكن أنا أؤمن بقدرات أبناء وطنى على التفوق والإبداع».
وعن الصعوبات والتحديات التى واجهته أثناء مشاريعه، قال ان مشروع القلب والكلى الصناعية كان بحث علمى بالتعاون مع أمريكا وتكلفته تجاوزت 900 ألف جنيه، وكان مجهداً بشكل كبير للاطلاع على العديد من البحوث والدراسات، والتواصل مع أطباء كثيرين خاصة ان هذه الأطراف لا يمكن زراعتها فى اى انسان وبالتالى كانت الصعوبة فى متابعة هذه التجربة دون تطبيقها بشكل عملى، وهذا يحتاج إلى وقت كبير لعدم وجود خبرة مسبقة فى هذا المجال.
وختم رحال تصريحاته بالقول: «أنا مجرد مخترع مجنون يحلم بتغيير العالم، وأتمنى أن أكون ملهمًا لكل من يحلم بصنع المستحيل..وانتشار أعمالى على السوشيال ميديا أعطانى قوة.
بحق، إن محمد رحال هو نموذج للمخترع العربى الحالم والمجنون بشكل إيجابى. فهو يجسّد بكل تواضع وبساطة ما يمكن أن يحققه الإنسان العربى إذا ما امتلك الإرادة والشغف والرؤية، وهذا ما يجعله شخصية ملهمة لكل مجتهد يحلم بالوصول إلى هدفه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التكنولوجيا محمد رحال من خلال
إقرأ أيضاً:
إطلاق مشروع إعداد الخطة الاستراتيجية التنموية لمحافظة الداخلية
نزوى – أحمد الكندي
أكّد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية أن مشروع إعداد الخطة الاستراتيجية التنموية للمحافظة للفترة (2026 – 2030)، يُعد انطلاقة نوعية نحو ترسيخ منهجية التخطيط التنموي القائم على التحليل الواقعي واستشراف المستقبل، ويأتي في إطار سعي المحافظة إلى مواءمة توجهاتها مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040" والاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية والخطط الخمسية؛ مشيراً إلى أن المشروع يُشكل إطارا مرجعيا لتوجيه الجهود نحو تحديد أولويات التنمية في مختلف ولايات المحافظة، من خلال استثمار الميزات النسبية والإمكانات المتاحة بكفاءة، وإعداد برامج ومبادرات تستجيب لتطلعات أبناء المحافظة وتُحقق أثرا تنمويا ملموسا.
وأوضح سعادة الشيخ أن الخطة تستند إلى تحليل علمي شامل، وتُمثل أداة عملية لدعم التحول نحو اللامركزية الإدارية والاقتصادية، من خلال تمكين الجهات المحلية من المشاركة الفاعلة في قيادة التنمية واتخاذ القرار، بما يُعزز من تكامل الأدوار بين الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص.
وأكد سعادة الشيخ محافظ الداخلية على أهمية المشاركة المجتمعية في جميع مراحل إعداد الخطة، لضمان مواءمتها مع الاحتياجات الحقيقية للمجتمع المحلي، مشيرا إلى حرص المحافظة على إشراك ممثلي المجتمع المدني والجهات الحكومية والخاصة في صياغة التوجهات العامة والأولويات التنموية.
وكانت المحافظة قد شهدت اليوم تدشين مشروع إعداد الخطة الاستراتيجية التنموية في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز التخطيط المؤسسي القائم على التحليل العلمي واستشراف المستقبل، بما يتماشى مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، ويتكامل مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية والخطط الخمسية الوطنية؛ حيث شهد حفل التدشين توقيع اتفاقية بين محافظة الداخلية وشركة عمان ثنك أوربان، تتولى بموجبها الشركة إعداد مشروع الخطة الاستراتيجية التنموية للمحافظة تحت الاسم المؤسسي "آفاق"، وذلك في إطار شراكة تهدف إلى تطوير رؤية تنموية متكاملة تستند إلى تحليل علمي شامل وتواكب مستهدفات رؤية "عمان 2040".
ويهدف المشروع إلى بلورة رؤية تنموية واضحة تُعزز من تنافسية المحافظة، وتُسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال استثمار الموارد المتاحة والممكنات الاقتصادية، وتمكين المجتمع المحلي من الإسهام في صناعة القرار التنموي في إطار اللامركزية الإدارية والاقتصادية.
وتتضمّن الخطة الاستراتيجية لمحافظة الداخلية للفترة 2026 – 2030 عددا من المحاور، تشمل تحليلا علميا دقيقا للواقع التنموي في مختلف القطاعات، باستخدام منهجيات متقدمة في تقييم الوضع الراهن، وتحديد الفرص التنموية والاقتصادية المتاحة. كما تتضمن صياغة رؤية واضحة وأهداف استراتيجية تعكس الطموحات التنموية للمحافظة، مع تفعيل المشاركة المجتمعية في جميع مراحل الإعداد.
ويشمل نطاق العمل وضع آلية تنفيذ فعّالة تُحدد المسؤوليات والأدوار بوضوح، مدعومة بجدول زمني ونظام متابعة وتقييم قائم على مؤشرات أداء محددة. كما يتضمن المشروع محورا خاصا ببناء القدرات المحلية من خلال تحليل المهارات والكفاءات المتوفرة، وتصميم برامج تدريبية متخصصة لتمكين الكوادر من المساهمة الفاعلة في تنفيذ الخطة وتحقيق مستهدفاتها.
من جانبه أوضح المهندس خالد بن عديم السالمي مدير دائرة التخطيط والاستثمار بمحافظة الداخلية أن إعداد هذه الخطة يأتي في سياق التوجهات الوطنية نحو تعزيز اللامركزية وتحقيق التنمية المتوازنة على مستوى المحافظات. وأضاف: نسعى من خلال هذه الخطة إلى تحديد أولوياتنا بواقعية، واستثمار مواردنا بشكل أمثل، وتمكين المجتمع المحلي والقطاع الخاص ليكونا شريكين فاعلين في رسم ملامح المستقبل.
وأشار السالمي إلى أهمية تكامل الجهود بين مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، لضمان إعداد خطة طموحة قابلة للتنفيذ، تُسهم في رفع تنافسية المحافظة وتعكس تطلعات أبنائها.
وأوضح البروفيسور محمود بن حميد الوهيبي الرئيس التنفيذي لشركة عمان ثنك أوربان أن المشروع يأتي في إطار تعزيز التخطيط التنموي على مستوى المحافظات، مشيرا إلى أن "آفاق" تعد إطار عملي يستند إلى منهجيات بحثية وميدانية تسهم في توجيه التنمية بناء على مؤشرات واقعية ودقيقة.
وأضاف أن الشراكة مع محافظة الداخلية تجسد حرص الشركة بدعم مسارات التنمية المستدامة في سلطنة عمان، مؤكدا أن الخطة ستعزز من جاهزية المحافظة لمواجهة التحديات المستقبلية، من خلال تمكين المؤسسات والمجتمع المحلي والقطاع الخاص من أداء أدوارهم بفعالية ضمن رؤية تنموية متكاملة.
وقد صاحب حفل التدشين حلقة عمل نقاشية، شارك فيها موظفون من مختلف تقسيمات المحافظة، بهدف مناقشة التوجّهات العامة للخطة، وضمان توافق أولوياتها مع احتياجات ولايات المحافظة.