البرلمان العراقي في أزمة: صراع على منصب رئيس المجلس وتعقيدات المفاوضات
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
سبتمبر 2, 2024آخر تحديث: سبتمبر 2, 2024
المستقلة/- يواصل البرلمان العراقي مواجهة أزمة عميقة تتعلق بانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، بعد أن ظل المقعد شاغراً لفترة طويلة. رغم استمرار العمل بالإجراءات التشريعية والرقابية تحت إدارة محسن المندلاوي، فإن غياب الرئيس يثير جدلاً واسعاً حول استقرار البرلمان والعملية السياسية برمتها.
وفي ظل غياب توافق سياسي واضح، يبرز الحديث عن “انفراجة قريبة” لحل هذه الأزمة، لكن التفاصيل تبقى غامضة ومليئة بالتحديات. قال عضو مجلس النواب شريف سليمان في تصريح لصحيفة “الصباح” إن هناك مؤشرات إيجابية على قرب انتخاب رئيس جديد للبرلمان، رغم وجود بعض الشروط والاختلافات داخل البيت السني حول المرشح التوافقي. وأضاف أن هناك بوادر لانتخاب الرئيس خلال الأيام المقبلة، لكن الوضع الحالي يظل معقدًا.
في المقابل، أكد رئيس كتلة “سند” النيابية، مرتضى الساعدي، أن الوضع القانوني للبرلمان مستقر بفضل إدارة المندلاوي، لكنه شدد على أهمية وجود رئيس جديد لضمان انسجام الموقف السياسي. وقال الساعدي إن هناك خمسة أسماء مرشحة لمنصب رئيس البرلمان، لكنها ما زالت موضع خلاف. كما أشار إلى مطالب بتعديل المادة 12 من النظام الداخلي للبرلمان لفتح باب الترشيح، مما يضيف بعدًا جديدًا للأزمة.
أما عضو مجلس النواب علي شداد الفارس، فقد أكد في حديثه لـ”الصباح” تابعته المستقلة، عدم وجود رؤية واضحة لحسم موضوع انتخاب رئيس البرلمان، مشيرًا إلى أن الأزمة تتعلق أساسًا بغياب شخصية توافقية من المكون السني. وأوضح أن هناك معلومات عن وجود توافق على شخصية معينة، ولكن لا شيء مؤكد بسبب عدم تعديل النظام الداخلي. وأضاف الفارس أن هناك مطالب بعقد جلسة سريعة للبرلمان، لكن لا توجد جلسة قريبة في الأفق، مما يزيد من تعقيد الوضع.
من جانبه، اعتبر رئيس كتلة “حقوق” النيابية حسين مؤنس أن الحل الحقيقي لأزمة منصب رئيس البرلمان يجب أن يكون داخل قبة البرلمان، منتقدًا تدخل الكتل السياسية والأحزاب التي تعقد المشكلة بدلاً من حلها. وأشار إلى أن موضوع المنصب يتعقد بسبب المصالح السياسية المتضاربة، وينبغي أن يُطرح في البرلمان كما هو دون تدخلات خارجية.
يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن القوى السياسية من تجاوز الخلافات والوصول إلى توافق حول اختيار رئيس البرلمان؟ أم أن الأزمة ستستمر لتزيد من تعقيد المشهد السياسي في العراق؟
الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة، لكن الوضع الحالي يعكس مدى تعقيد العملية السياسية في العراق وضرورة إيجاد حلول فعّالة للتحديات الراهنة .
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: رئیس البرلمان
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان التركي يتوعد نتنياهو بالمحاكمة الدولية على جرائم غزة
أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الحاكم سيواجهون محاكمات دولية صارمة بسبب "الجرائم المرتكبة في قطاع غزة"، مشددًا على أن العدالة الدولية "لن تغض الطرف"، وستأخذ مجراها عاجلًا أم آجلًا.
وجاءت تصريحات قورتولموش خلال لقائه مع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، على هامش مشاركته في المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات المنعقد في جنيف، تحت رعاية الاتحاد البرلماني الدولي.
دعم تركي ثابت للقضية الفلسطينيةوخلال اللقاء، جدّد قورتولموش التأكيد على أن تركيا ماضية في دعم القضية الفلسطينية دون تردد، وقال: "أنقرة لن تتخلى عن الفلسطينيين، وستواصل استخدام جميع إمكاناتها لتحريك ضمير المجتمع الدولي تجاه الجرائم والانتهاكات الجارية في غزة".
وأوضح أن بلاده تعمل على توسيع قاعدة الدعم البرلماني الدولي لفلسطين، من خلال "المجموعة البرلمانية الداعمة لفلسطين"، التي تم تأسيسها في إسطنبول، لافتًا إلى جهود أنقرة المستمرة في إيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى المحافل الدولية.
غزة: مأساة إنسانية وإبادة جماعيةوصف قورتولموش ما تتعرض له غزة بأنه يمثل "واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث"، محملًا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي تعصف بالقطاع منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.
كما أشار إلى أن سلطات الاحتلال مارست سياسة تجويع متعمد بحق سكان القطاع، من خلال إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ مارس الماضي، الأمر الذي أدى إلى تفشي المجاعة وارتفاع عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء والدواء.
ورغم سماح إسرائيل بدخول شاحنات محدودة في الأسابيع الأخيرة، إلا أن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة شدد على أن الكميات لا تفي بالحاجة، مؤكدًا أن القطاع يحتاج لأكثر من 500 شاحنة يوميًا لإنقاذ الوضع الإنساني، متهمًا سلطات الاحتلال بـ"تسهيل عمليات النهب والسرقة تحت غطاء رسمي".
دعوة للمساءلة الدوليةوفي ختام تصريحاته، شدد رئيس البرلمان التركي على أن بلاده لن تتوقف عن السعي لمحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي، وقال "نتنياهو وفريقه الذين تجاوزوا كل الحدود الأخلاقية والقانونية لن يفلتوا من العقاب. العدالة ستطالهم، وسينالون ما يستحقونه أمام المحاكم الدولية".
وأكد أن ما يحدث في غزة "لن يُمحى من ذاكرة الإنسانية"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه إنهاء الاحتلال ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.