عصر ذهبي للبحث عن الحياة خارج الأرض.. فهل نجدها قريبا؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
يتولى مرصد غرين بانك في جبال ولاية ويست فرجينيا في شرق الولايات المتحدة مسح الكون يوميا سعيا إلى فهم أسراره، وإذا كان يوجد في مكان آخر غير كوكب الأرض أي شكل من أشكال الحياة الذكية، فإن الفرق العاملة في هذا المرصد، وهو أكبر تلسكوب راديوي قابل للتوجيه في العالم، قد تكون أول من يكتشف ذلك.
يقول العالم ستيف كروفت من مبادرة "بريكثرو ليسن": "لطالما تساءل البشر: هل نحن وحدنا في الكون؟ منذ أن رفعوا أعينهم إلى السماء المرصعة بالنجوم وهم يتساءلون عن وجود عوالم أخرى".
منذ عشر سنوات، يتعاون هذا المشروع العلمي المبتكر مع المرصد الذي تموله حكومة الولايات المتحدة منذ تشييده في خمسينيات القرن العشرين، بحثا عن "بصمات تقنية"، أي علامات لتقنيات آتية من خارج نظامنا الشمسي.
لطالما اعتُبر البحث عن كائنات ذكية خارج كوكب الأرض مجالا غريبا، حتى إنه كان محروما من التمويل من الكونغرس قبل 3 عقود. لكن هذا المجال يشهد حاليا نهضة ويجذب الكثير من الخريجين، وذلك بفضل التقدم في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فضلا عن الاكتشافات الحديثة التي تظهر أن كل النجوم تقريبا تؤوي كواكب، وكثير منها يشبه الأرض.
ويوضح ستيف كروفت، وهو عالم فلك راديوي تلقى تحصيله الجامعي في أكسفورد وبدأ حياته المهنية في دراسة الظواهر الفيزيائية الفلكية مثل الثقوب السوداء، "أشعر أننا نعيش ما يشبه العصر الذهبي" في هذا المجال.
في عام 1958، صنفت الحكومة الأميركية المنطقة المحيطة بالمرصد "منطقة صمت راديوي وطنية" لحماية المعدات الحساسة لعلماء الفلك من التداخل.
وينعكس ذلك بالنسبة للمقيمين من خلال منع شبكات الهاتف وفرض قيود على شبكات الاتصال اللاسلكي (الوايفاي). كما تعمل سيارات نقل الموظفين من المرصد وإليه بالديزل، نظرا إلى أن شمعات الاحتراق في السيارات العاملة بالبنزين تولّد تداخلا كهربائيا.
يقول بول فوستين الذي عمل في المرصد 8 سنوات "أعتقد أن الناس فخورون بوجود منشأة علمية رفيعة المستوى هنا".
واقفا على أعلى منصة في الطابق البالغ طوله 100 متر، يشير فوستين إلى جبال أليغيني، وهو حاجز طبيعي أمام إشارات الراديو المحيطة.
وُلِد علم الفلك الراديوي بصدفة سعيدة، عندما اكتشف الفيزيائي الأميركي كارل جانسكي موجات راديو آتية من مركز مجرتنا درب التبانة في عام 1933. ومذ ذاك، يستخدم علماء الفلك هذا العلم لرؤية ما وراء الكواكب والنجوم والغبار الذي يحجب رؤية التلسكوبات البصرية.
ويعود إلى علم الفلك الراديوي الفضل في الكثير من التطورات – بدءا من اكتشاف النجوم النابضة وحتى مراقبة الهيدروجين الذري، مرورا بالاكتشاف الأحدث نسبيا للانفجارات الراديوية السريعة.
وبحسب فرضية يطرحها فريق من العلماء، فإن وجود حضارات أخرى يعني أنها قادرة على بث موجات راديو، تماما كما تفعل حضارتنا منذ القرن التاسع عشر.
في رواية كارل ساغان "اتصال"، يتم تنبيه البشرية إلى وجود حياة خارج كوكب الأرض من خلال بث خطاب ألقاه أدولف هتلر عام 1936، وهي أول إشارة تلفزيونية قوية بما يكفي للهروب من الغلاف الجوي للأرض.
في كل عام، ولمدة أسبوع في نهاية الربيع، يذهب فريق مبادرة "بريكثرو ليسن" من جامعة كاليفورنيا في بيركلي إلى المرصد، بالتزامن مع صيانة القضبان التي تدعم الهيكل البالغ وزنه 7700 طن.
ويقول مدير تكنولوجيا المعلومات بالمشروع مات ليبوفسكي "أشعر بالراحة النفسية في كل مرة أكون فيها هنا"، "لأنه لا توجد هواتف محمولة، ولا تلفزيون، إنها بيئة تسمح بالتركيز".
ويوضح أنه "في بعض الأحيان يتعين علينا أن نحل المشكلات بأنفسنا لكي نفهم حقا كيف تتصرف خوادمنا".
داخل غرفة الخادم، يُضطر الموجودون إلى الصراخ لإسماع صوتهم في ظل الضجيج الناتج عن طنين 6 آلاف محرك أقراص ثابتة تحتوي على بيانات تعادل 40 ألف جهاز حاسوب محمول.
ويوضح ستيف كروفت "نحن نبحث بشكل أساسي عن أشياء غريبة في البيانات".
ويقصد بذلك أي أدلة تشير إلى أن أشكالا من الحياة تحاول الاتصال بالأرض، أو أن العلماء يلتقطون إشارات يتم بعثها من أشكال الحياة هذه بصورة عرضية.
في عام 1977، أثار الكشف عن إشارة راديو ملقبة بـ"واو!"، لا يزال غموض يكتنف أصلها، حماسة كبيرة لدى مجتمع المولعين بهذا المجال.
وفي السنوات الأخيرة، تحديدا في عام 2020، حُددت إشارة أُطلق عليها اسم "بريك ثرو ليسن كانديديت1" على أنها تداخل لاسلكي من صنع الإنسان.
ويشدد مات ليبوفسكي على أن "هذا الأمر غير محبط على الإطلاق". ويبدي تفاؤلا أكثر من أي وقت مضى، نظرا للكميات الهائلة من البيانات التي يتم جمعها ومعالجتها اليوم.
ويقول "أشعر أن فرصنا تتزايد بشكل كبير كل عام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی عام
إقرأ أيضاً:
مركز الفلك ينشر حسابات رؤية الهلال للعام الهجري الجديد 1447 هـ
كتب- محمد نصار:
أعلن المهندس شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، عن إضافة حسابات بدايات الأشهر الهجرية للعام القادم 1447 هـ (2025-2026م) إلى موقع المركز، في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها المركز لتوثيق وتتبع رؤية الهلال وتحديد بدايات الشهور الهجرية بدقة علمية.
وأشار "عودة"، في بيان، إلى أن الموقع يحتوي على أرشيف فلكي يشمل كل شهر هجري منذ عام 1419 هـ (1998-1999م) وحتى عام 1447 هـ، ويمكن الوصول إليه عبر الرابط: اضغط هنا
ويتيح الموقع للمهتمين إمكانية الاطلاع على بيانات رؤية الهلال في يوم الاقتران واليوم الذي يليه، بالإضافة إلى رصد إمكانية رؤية هلال نهاية الشهر الذي يظهر فجراً في جهة الشرق.
أما بالنسبة للأشهر الماضية، فيتوفر على الموقع سجل دقيق للمعايير الفلكية ونتائج تحري الهلال من مختلف دول العالم، ضمن "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة"، وهو برنامج دولي يشرف عليه مركز الفلك الدولي منذ تأسيسه عام 1998، ويضم شبكة من الراصدين في عشرات الدول.
وأوضح "عودة"، أن المشروع أصبح مرجعًا رسميًا لعدد من الدول الإسلامية في تحديد بدايات الأشهر الهجرية، كما تعتمد عليه العديد من الجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، خاصة في أوروبا وأمريكا، نظرًا لدقة وتوثيق عمليات رصده التي تخضع للتحقيق والمراجعة قبل نشرها.
وأشار مدير مركز الفلك الدولي، إلى أن هذه البيانات تشكل قاعدة معرفية ضخمة للباحثين، وقد تم استخدامها في العديد من الدراسات لتطوير معايير رؤية الهلال، من بينها دراسة أجراها فريق بحثي من جامعتي أبو ظبي وزايد عام 2023، استخدم فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي لوضع معيار دقيق لحساب إمكانية رؤية الهلال، ونُشر البحث تحت عنوان:
Predicting new crescent moon visibility applying machine learning algorithms.
وأكد أن المركز مستمر في دعمه للبحث العلمي وتوفير البيانات اللازمة لتعزيز دقة الحسابات الفلكية، بما يسهم في توحيد بدايات الأشهر الهجرية على أسس علمية رصينة.
اقرأ أيضًا:
الإيجار القديم.. البرلمان يحسم المواد الخلافية في القانون بعد العيد
تحقيق عادل.. مستوى وظيفي متساوٍ بين المحقق والعامل في قانون العمل الجديد
خطوات وأوراق استخراج بطاقة تموينية جديدة للأسر غير المقيدة.. تعرف عليها
قانون العمل يحدد 7 جزاءات تأديبية للعاملين.. أبرزها خفض الأجر
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
شوكت عودة مركز الفلك الدوليتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
مركز الفلك ينشر حسابات رؤية الهلال للعام الهجري الجديد 1447 هـ
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك