الجزيرة:
2025-07-30@23:01:29 GMT

فيلم الاتحاد.. بديل المهمة المستحيلة في 2024؟

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

فيلم الاتحاد.. بديل المهمة المستحيلة في 2024؟

قيل قديما إن السينما تنقسم إلى 3 أجزاء، أولها فني، والثاني صناعي، والثالث تجاري. وقيل أيضا إن صناع الفن السابع لا يجرؤون على إنتاج عمل دون أن يتورطوا في حسابات المكسب والخسارة، قبل أن ينهمكوا في تصوير البطل وهو يقبع على مقعده المفضل باكيا حبه الضائع، بينما تغيب الإضاءة بالتدريج عن المشهد.

ولعل ذلك الجزء التجاري والصناعي هو الأبرز في هوليود باعتبارها القلعة التي تقدم للعالم ما يصل أحيانا إلى ألف فيلم سنويا هي الأكثر مشاهدة، وبالتالي فإن تحول الفن السابع إلى "صناعة" أصبح حقيقة لا جدال فيها.

معادلة التجسس والخيانة والحب

ويبدو أن غياب جزء جديد من سلسلة "مهمة: مستحيلة" (Mission: Impossible) هذا العام -الذي اعتاده الجمهور- أثار أطماع منتجين أصغر قليلا من صانعي السلسلة وأقل طموحا، ليقدموا فيلما بديلا، يسدون به فراغ السوق، على أن يحمل العمل كثيرا من ملامح أفلام السلسلة.

ويأتي فيلم "الاتحاد" (The Union) للمخرج جوليان فارينو ضمن هذه المعادلة، التي نجحت إلى حد ما في تقديم عمل يمكن أن نراه أحد أفلام المواسم التي تشبه موسم العيد في السينما المصرية، إذ يحمل صفات التسلية والترفيه بشكل أساسي، وإن كانت الكوميديا مجرد مسخ، وقد جاءت محاولة الظهور بمظهر عمل يتبنى قضية بمثابة أمر مشكوك فيه.

تدور أحداث الفيلم حول عامل بناء يدعى "مايك" (مارك والبيرغ)، يتم الدفع به إلى عالم التجسس عندما تقوم صديقته روكسان (هال بيري)، بتجنيده لمهمة استخباراتية خطرة.

وكانت روكسان هجرت عالم المدرسة الثانوية والأصدقاء منذ 25 عاما، فحققت نجاحات كبيرة في عالم التجسس بعدما انضمت إلى جهاز سري منافس للمخابرات المركزية الأميركية. تحاول الشابة استعادة صداقات ما قبل 25 عاما، في حين يستعيد مايك روح الولد الذي يفعل المستحيل ليظهر أمامها بمظهر الرجل القوي.

ورغم أنه يصعب على أي منطق درامي أو إنساني القبول بفكرة عودة صديقة الدراسة الثانوية بعد ربع قرن لتجد صديق الصبا يحمل المشاعر ذاتها، ويصعب أيضا القبول بفكرة أن تتذكر جاسوسة محترفة شابا كان زميلا لها، وتستعين به لحل مشكلة جواسيس محترفين، فإن صناع "الاتحاد" أجازوا حدوثها في عالم الترفيه الخالص الذي لا يمت للواقع أو المنطق أيضا بصلة.

يتخذ المخرج البريطاني جوليان فارينو، المعروف بأعماله الوثائقية والدرامية القليلة، منعطفا مفاجئا نحو عالم التجسس في الفيلم.

ويرصد الفيلم طبيعة مايك المتواضعة واندفاعه المفاجئ إلى عالم يتجاوز تجاربه اليومية. والبيرغ، بسحره القوي وحضوره الجسدي، هو الخيار المثالي لدور البطل العادي. أما انتقال شخصيته من رجل عادي إلى جاسوس فهو أمر غير مقنع، لكنه جذاب، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى أداء والبيرغ الدقيق. يقدم لنا هذا الفيلم مزيجا من الضعف والصلابة، مما يجعل مايك شخصية يمكن للجمهور أن يجد نفسه فيها.

ولعل الدور الذي قدمه والبيرغ في هذا العمل هو الأكثر مساسا به على المستوى الشخصي والعائلي، فقد في حياته الشخصية العديد من الأعمال بعد انفصال والديه، وتورط في العديد من أعمال الاحتيال والسرقات بعد فقدان الأم اهتمامها به وتخلي والده عنه.

أما هال بيري، فتتألق في دور روكسان، عميلة الاستخبارات المخضرمة ذات الماضي المعقد. وثمة تفاهم واضح بين بيري ووالبيرغ يضفي طبقة من التوتر الرومانسي، الذي يضاف للتوتر الناتج عن أعمال التجسس والمعارك. يتم الكشف عن دوافع روكسان تدريجيا، وتتعامل بيري مع الثقل العاطفي لخلفية شخصيتها برشاقة، مما يجعلها أكثر من مجرد اهتمام عادي في دراما تجسس.

يكمل الممثل جيه كيه سيمونز فريق التمثيل الرئيسي بدور عميل مخضرم يعمل كمدير للثنائي، ويضيف ذكاؤه وسلوكه الراقي لمسة من البهجة إلى الفيلم، مما يوازن بين اللحظات الأكثر كثافة. تعد شخصية توم بيرنان التي يجسدها سيمونز غامضة ولكنها ودودة للغاية.

الفرص الثانية المستحيلة

يمزج السيناريو الذي كتبه جو بارتون وديفيد غوغنهايم ببراعة بين الإثارة التي توفرها أفلام التجسس وروح الرومانسية. وبالتحديد بين الإيقاع السريع والتقلبات والمنعطفات. وقد تمكن كاتبا فيلم "الاتحاد" من إضفاء روح الدعابة والعاطفة على السرد، لكن محاولات بناء مواقف كوميدية لم تكلل إلا بالسخافة، لكن العمل إجمالا يطمح على طريقته الخاصة إلى منح الفرص الثانية وإعادة اكتشاف الحب المفقود، وهي طريقة خاصة مثيرة للجدل والأسئلة حول قبول منتجي العمل بمغامرة غير منطقية عن حب اثنين من المراهقين وإمكانية عودته بعد ربع قرن، وبلاهة جاسوسة محترفة ورؤسائها الذين قبلوا باقتراح تجنيد طالب ثانوي مجهول شوهد للمرة الأخيرة منذ 25 عاما.

يبرز إخراج فارينو أفضل ما في طاقمه مع الحفاظ على قبضة محكمة على نغمة الفيلم. تخدمه خبرته في الدراما التي يسيطر عليها الأشخاص بشكل جيد هنا، حيث يؤسس حبكة التجسس الأكبر من الحياة في القصة الإنسانية للغاية لمايك وروكسان. كما تم تنفيذ مشاهد الحركة بشكل جيد دون أن تطغى على الجوهر العاطفي للفيلم، مما يحقق توازنا مثاليا بين المشهد والقصة.

يلتقط التصوير السينمائي الذي قام به روبرت إلسويت كلا من الواقعية القاسية لعالم موقع البناء الذي يعيش فيه مايك، والجماليات الأنيقة والغامضة لمشاهد التجسس، في حين تلعب الموسيقى التصويرية، التي ألفها جون كي إكس إل، دورها في إتمام الحالة المزاجية المتغيرة للفيلم، من مشاهد الحركة المتوترة والمليئة بالحيوية إلى اللحظات الأكثر رقة واستبطانا بين مايك وروكسان.

ولا يمكن الحديث عن شخصيات غير مكتملة البناء في الفيلم، إلا لو أردنا القول إن الشخصيات التي اكتمل بناؤها بشكل نسبي هي روكسان ومايك فقط، أما باقي شخصيات العمل فقد جاءت جميعها دون استثناء مبتورة التاريخ، غامضة الدوافع، دون ملامح إنسانية.

حاول فيلم "الاتحاد" أن يقدم رحلة توفر الإثارة والعمق العاطفي، خاصة مع الأداء القوي من جانب أبطاله، إلا أن السيناريو الضعيف حال دون اكتمالها، وإن نجح جوليان فارينو في دخول عالم أفلام التجسس وقدم فيلما ترفيهيا يستكشف تعقيدات الحب والولاء والمسافات التي قد نقطعها لحماية من نهتم بهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

بعد إيقافها بسبب فضيحة التجسس.. استئناف مسيرة مدربة كندا

تم تعيين بيف بريستمان، مدربة منتخب كندا التي تم إيقافها بسبب دورها في فضيحة التجسس بطائرة بدون طيار في دورة الألعاب الأولمبية في باريس كمدربة رئيسية لفريق كرة القدم النسائي المحترف الوحيد في نيوزيلندا.
وقعت بريستمان ، الذي تم إيقافها لمدة عام عن كل الأنشطة المتعلقة بكرة القدم، عقدًا لمدة عامين مع نادي ويلينجتون فينيكس في نيوزيلندا.


وتم إيقاف بريستمان بعد أن توصل تحقيق أجراه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى أنها إلى جانب طاقم تدريبي آخر، استخدمت طائرات بدون طيار للتجسس على المنتخب النسائي النيوزيلندي قبل المباراة الأولى لكندا في أولمبياد باريس.


تم إقالتها من منصبها كمدربة للمنتخب الوطني للسيدات في كندا بعد مراجعة من قبل الاتحاد الكندي لكرة القدم.


قال روب موريسون، رئيس مجلس إدارة فينيكس، يوم الأربعاء: "يسعدنا حقًا أن نرحب بعودة بيف إلى عالم كرة القدم، نعلم جميعًا أنها ابتعدت عن اللعبة لفترة، لكننا نتفهم الظروف، ونحن مرتاحون جدًا لهذا التعيين".


وشكرت بريستمان النادي والمسؤولين قائلة:  "إعطائي هذه الفرصة للعودة إلى اللعبة التي أحبها وآمل أن أجلب بعض اللحظات الخاصة ليس فقط لهذه المدينة، بل لهذا البلد".


ويشارك فريق ويلينجتون فينيكس في منافسات الدوري الأسترالي الممتاز لكرة القدم للسيدات، وتستهدف بريستمان الفوز باللقب.

طباعة شارك منتخب كندا بيف بريستمان دورة الألعاب الأولمبية

مقالات مشابهة

  • خبير تقني: 3 علامات تكشف وجود أجهزة تجسس في الأماكن الجديدة.. فيديو
  • احتجاز ضابط أوكراني بتهمة التجسس لصالح روسيا
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • بعد إيقافها بسبب فضيحة التجسس.. استئناف مسيرة مدربة كندا
  • المهمة أُنجِزت: فلسطين تولد من جديد!
  • مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • تشيلسي يعلن إعارة الحارس مايك بيندرز إلى ستراسبورج الفرنسي
  • طهران تعتقل يهوديين أمريكيين من أصول إيرانية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
  • واتساب يختبر ميزة جديدة لتنظيم الرسائل والتنبيه بالمحادثات المهمة