مع اقتراب نهاية موسم الخريف الاستثنائي للعام الجاري 2024م بجميع الجهود المبذولة لاستقبال الزوار وبالأجواء الخلابة الرائعة الماطرة ونسمات الهواء اللطيفة، إضافة إلى تنوّع الفعاليات والمناشط المختلفة المقامة على ضفاف وادي دربات وفي المواقع التراثية وفي المواقع السياحية الأخرى مثل العيون المائية والمتنزهات والسهول كسهل أتين، هذا الموسم الاستثنائي لم يقتصر فقط على المرافق السياحية وجمال المكان والأجواء وحسب؛ فالمؤشرات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تشير إلى وصول زوّار محافظة ظفار عتبة المليون منذ بدء الموسم حتى تاريخ 15 أغسطس الماضي بعدد (816.
ما سرّني استمتاع السيّاح بأجواء الخريف ورضاهم عن مستوى التحديث الذي تشهده المحافظة سنويًا لتكون معززا لقطاع السياحة ورافدًا اقتصاديًا يسهم في رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان خلال السنوات المقبلة. أيضا ساعد مستوى التكامل الترويجي والتسويقي عن المحافظة في رسم صورة مشرقة عن السياحة في محافظة ظفار تمثّل ذلك بتداول المقاطع المرئية والصور عن الفعاليات والمناشط المقامة في شبكات التواصل الاجتماعي وتغطية غالبيتها عبر الإذاعات الخاصة، والأهم من ذلك تابعنا مستوى الارتياح المجتمعي عن ما يُبذل من جهود حكومية متكاملة ومتسّقة مع تطلعات المجتمع مما يحقق مبدأ المشاركة المجتمعية بين ما يخطط له وبين ما يرجوه أفراد المجتمع من تنمية وتطوّر للمحافظة خلال موسم الخريف خصوصا.
لن أتحدث عن بعض الملاحظات التي أوردها المتفاعلون خلال نقاشهم وطرحهم للتحديات التي واجهها السيّاح خلال الموسم مثل الازدحام المروري في بعض الطرقات المرورية واستغلال البعض هذا الموسم في رفع أسعار إيجار السكنات؛ كوني على ثقة تامة أن الجهات المعنية على إطلاع بما يتداول ويطرح، وتبذل جهودا كبيرة لمعالجة هذه الموضوعات سريعا بعد انتهاء موسم الخريف رسميّا هذا العام، مع ذلك أرى من الجيد قيام الجهات ذات العلاقة بالتحديات التي واجهها السيّاح وأهالي المحافظة عموما برصد جميع الملاحظات والاستفسارات التي نوقشت وطرحت في وسائل الإعلام الخاصة والحديثة؛ لتحليلها والتحقق من دقة الملاحظات المطروحة حتى يتم وضع المعالجات المناسبة وتفاديها مستقبلا أو إيجاد حلول مؤقتة في الوقت الحالي؛ فمحافظة ظفار فيها الكثير من الفرص السياحية والاقتصادية التي تؤهلها لاستقبال الزوّار والسيّاح طيلة العام وليس فقط خلال موسم الخريف.
إن محافظة ظفار خلال هذا العام حقّقت نجاحا رائعا خلال موسم الخريف بتكامل جهود المؤسسات الحكومية التي سعت إلى إبراز المقومات السياحية والترويج عنها داخل سلطنة عُمان وخارجها، وأتوقع أن ترتفع وتيرة التدفق السياحي إلى المحافظة خلال الأعوام القادمة خصوصا في موسم الخريف؛ لما تشهده من تطوّر على مستوى الفعاليات والمناشط المقامة وتحديث البنى الأساسية باستمرار في المواقع السياحية، وإضفاء جماليات للأماكن والمواقع السياحية، مما يشجّع الاستثمار المحلي والأجنبي على الاستفادة من الفرص المتاحة في المحافظة والتسهيلات المقدمة لتنمية الاستثمار وزيادة حجمه وتنوّعه مع بحث إمكانية توطين بعض الصناعات في المناطق الحرة خاصة وأن المحافظة تمتاز بمقومات تؤهلها لاستقطاب أكبر عدد من الصناعات والاستثمارات الكبرى.
راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المواقع السیاحیة موسم الخریف محافظة ظفار
إقرأ أيضاً:
جهود متكاملة لتلبية احتياجات الزوار بموسم ظفار السياحي
العُمانية: عُقد بمبنى المديرية العامة للتجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمحافظة ظفار اجتماع ضم ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، لمتابعة سير العمل خلال موسم الخريف واستكمال الجهود المبذولة لخدمة زوار المحافظة.
ترأس الاجتماع سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن، وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، الذي أكد على ضرورة استمرار توفير مختلف السلع والمنتجات الأساسية، مع تكثيف الرقابة على الأسواق والمحلات التجارية للتأكد من الالتزام بالأسعار وجودة الخدمات، مشددًا على أهمية تعزيز استخدام وسائل الدفع الإلكتروني في مختلف المنافذ التجارية تسهيلًا للمتسوقين.
وناقش سعادته مع ممثلي الجهات المعنية بترخيص العمل المؤقت أهمية مواصلة التسهيلات المقدمة للشركات والمؤسسات العاملة خلال الموسم، بما يسهم في استمرارية الأنشطة الاقتصادية وتلبية احتياجات الزوار.
وفيما يتعلق بمحطات الوقود، شدد سعادته على شركات التسويق البترولية ضرورة متابعة جاهزية المحطات بشكل يومي، والتأكد من توافر جميع الخدمات فيها لتلبية متطلبات الحركة المتزايدة في موسم الخريف. ونوه سعادته بجهود كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص وتعاونهم البنّاء، مؤكدًا أن خصوصية موسم الخريف تستدعي استمرار العمل بروح الفريق الواحد وبوتيرة متسارعة وخارج ساعات الدوام الرسمي، لضمان راحة الزوار والمقيمين القادمين من داخل سلطنة عُمان وخارجها.