البردوني.. فيلسوف الشعر والأدب
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
25عاما مضت على رحيل فيلسوف الشعر والأدب والثقافة، شاعر اليمن الكبير الأستاذ الراحل عبدالله البردوني، كان عملاقا من عمالقة الشعر العربي بإمتياز، وكان منارة للألق والإبداع الشعري الذي كان سمة طاغية على معلقاته وفرائده الشعرية التي تشكل حالة نادرة في فضاء الشعر والأدب، عاش الأستاذ عبدالله البردوني حياة صعبة ومريرة، رغم المكانة التي كان يحتلها في الوسط الثقافي والأدبي محليا وعربيا، ولم ينل الدعم والتشجيع الرسمي من قبل النظام السابق ؛ لأنه لم يسقط في مستنقع النفاق والمديح والتمجيد والتطبيل له، والثناء عليه، وتقديم قرابين الولاء والطاعة له، و لم يسبح بحمد الحاكم ويقدسه كما صنع ويصنع شعراء ( الملوك والأمراء والسلاطين )، ولم ينظم في ( فخامته ) القصائد العصماء، ولم يتغنى بمنجزاته ( العملاقة ) وأعماله ( الخارقة للعادة )، رغم صعوبة ومرارة الظروف التي عاشها، وهو ما أكسبه احترام السواد الأعظم من اليمنيين.
لقد ظل شاعرنا الكبير عبدالله البردوني محترما لقلمه وإسمه ومكانته ولشعره البالستي المجنح العابر للحدود، الذي ينفح من أبياته عبق الحرية والعزة والكرامة والشموخ والإباء والعنفوان، فقد عُرف عنه أنه كان يمثل ضمير الشعب الحي، والمعبر الصادق عن لسان حاله، لم ينافق أو يداهن أو يجامل أو يدلس، كان حزبه الوطن، وكان سلاحه الشعر، وكانت ثروته هي شعره و مؤلفاته التي قام بطباعتها بصورة شخصية عقب حصوله على جائزة العويس في الشعر، والتي سخرها لطباعة أعماله الشعرية والأدبية، والتي حرص على أن تكون قيمتها محدودة جدا، كي تكون سهلة الشراء و الإقتناء من قبل مختلف شرائح المجتمع، والذي كان ينشد لهم الرفعة والسمو والتقدم في شتى مجالات الحياة.
واليوم وبعد 25عاما على رحيل هذه الشخصية الفريدة، أجدها فرصة لأن أضع على طاولة وزير الثقافة والسياحة الأستاذ علي قاسم حسين اليافعي ونائبه الأستاذ عبدالله حسن الوشلي، أهمية وضرورة العمل على ترميم منزل الأستاذ البردوني الذي ولد ونشأ فيه بمسقط رأسه بقرية البردون بمديرية الحدا محافظة ذمار، وكذا ترميم وصيانة منزله بالعاصمة صنعاء بما يليق ومكانة شاعرنا الكبير، كونهما من أبرز الأماكن التي تخطر على بال كل محبيه ومعجبيه من داخل الوطن وخارجه لزيارتها، بالإضافة إلى ضريحه بمقبرة خزيمة والذي طاله الضرر جراء قصف طائرات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي عليها في سياق عدوانه الهمجي على يمن الإيمان والتاريخ والحضارة والأصالة، والذي يمثل شاعرنا الكبير امتدادا له وعنوانا بارزا من عناوينه، والذي يمثل مصدر فخر واعتزاز لكل اليمنيين.
فمن الطبيعي جدا عقب إستقرار الأوضاع في البلاد، وعودة الرحلات الجوية لمختلف شركات الطيران عبر مطار صنعاء الدولي من مختلف دول العالم، أن تكون اليمن وجهة نشطة للزائرين لها من السياح والأدباء والمفكرين والسياسيين، وخصوصا بعد أن أثبتت اليوم أنها باتت رقما صعبا في المنطقة والعالم، وصار الكثير يمنون أنفسهم بزيارتها، والإطلاع على معالمها وآثارها، والتعرف عن قرب على شعبها الذي أذهل العالم بصموده وثباته ومواقفه، وبطولاته الأسطورية، التي باتت مضربا للمثل، وبدون شك فإن شاعرنا الكبير الراحل عبدالله البردوني سيكون مقصدا لزيارة الكثير من الأدباء والشعراء والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي، وهذا أقل ما يمكن القيام به وفاءً لهذه الشخصية الفريدة، والذي يمثل علامة فارقة في تاريخ الشعر والأدب العربي.
وأتطلع أيضا في سياق الإهتمام الرسمي إلى أن تكون هنالك جائزة رسمية سنوية تحمل إسم شاعر اليمن الكبير الراحل عبدالله البردوني، تمنح للمبدعين في مجال الشعر والأدب، تكريما لهذه الشخصية الوطنية الإستثنائية التي أثرت المكتبة الأدبية والثقافية العربية بالكثير من الأعمال الشعرية والأدبية التي تمثل إضافة نوعية للشعر والأدب العربي، الذي كان شاعرنا الراحل أحد أبرز فرسانه وعمالقته، مع التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود الحكومية المشكورة في جانب طباعة الأعمال الشعرية للفقيد الراحل، والعمل على طباعة أعماله الشعرية الكاملة لضمان حفظ هذا الإرث الشعري والأدبي الزاخر بالألق والإبداع والتميز المنقطع النظير.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يكشف عن محظورات الإحرام.. فاحذر فعلها
كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن الأمور التى يحذر على المحرم فعلها.
محظورات الإحرام
وأوضح ان محظورات الإحرام هي:
● كل مخيط محيط: يجوز أن ألبس مخيطاً يعني فيه خيوط، لكن الممنوع أن أقفله بخيط مثل البنطالون والقميص؛ لأنه في هذه الحالة مخيط ومحيط معاً، ولكن لو كان محيطاً فقط وليس مخيطاً فيجوز كلبس الخاتم والساعة والحزام.
● حلق أي نوع من أنواع الشعر في الجسم: حلق الشـــعـــر أو نتفـــــه أو إزالتــه بأي كيفيــــة كـانت -كالكريم- ولو كان ناسياً. فلا تحلق الرأس ولا الشارب ولا اللحية ولا تقصر منها، ولا الإبْط، ولا العانة، ولا شعر الرجل، ولا شعر اليد، فكل هذا ممنوع.
● الطيب وما له رائحة: لا في الجسم، ولا في الثياب، ولا في الأكل والشرب، ولا في الاستعمال.
ونوه ان الصابون الذي له رائحة فيه خلاف بين العلماء، فمنهم من قال: لا يجوز استعماله، ومنهم من أجازه، بناءً على أنه لا يسمى طيبا، ولا يستخدم للطيب أصالة، فمن أراد أن يغسل يده، أو يستحم مثلاً، فليستخدم صابوناً ليس له رائحة، خروجا من الخلاف، ومن ابتلي بشيء من ذلك فليقلد من أجاز، وكذلك الحال في الشامبو والعطور ، وكذلك أكل ما فيه رائحة صناعية كالجيلي مثلاً، وكل المصنعات الموجود فيها رائحة، لكن ما كان رائحته طبيعية كالتفاح أو مُرَبَّىٰ الورد البلدي فلا شيء عليه.
إذن فمن محرمات الإحرام أن تضع طيباً، وعلىٰ المحرم أن يجتنب كل ما يعده العلماء طيباً، فإن تطيب أو لبس ما فيه طيب فعليه دم شاة.
● تغطية الرأس من الرجل والوجه ولُبس القُفَّازَيْن من المرأة : فلا يجوز للمرأة أن تغطي وجهها لأنه «لَيْسَ عَلَى الْمَرْأَةِ إِحْرَامٌ إِلاَّ فِي وَجْهِهَا».
ويجب علىٰ المرأة -عند الشافعية- ألا تغطي وجهها حتىٰ لو كانت منتقبة في الحياة العادية، إلا أنها تأتي في الحج ولابد عليها من أن تكشف وجهها، ولو غطت وجهها فعليها دم.
وهناك بعض النساء لا تستطيع كشف وجهها أمام الرجال، لأنها تعودت علىٰ هذا بحيث إنها تخجل خجلاً كبيراً جداً فتخفي وجهها وعليها دم، ولها أن تسبل علىٰ وجهها ثوبا متجافياً عنها بخشبة أو بأي شيء، وتنزل الحجاب فيكون بعيداً عن وجهها، وفي نفس الوقت لا يراها أحد.
● ترجيل الشعر: أي أن تسريح الشعر من المحظورات، حتىٰ لا يسقط منه شيء.
● تقليم الأظافر: إلا إذا انكسر فيجوز إذا تأذىٰ به أن يزيله.
● قتل الصيد: يحرم علىٰ المحرم أن يقتل الصيد خارج الحرم وداخل الحرم، ويحرم قتل الصيد في الحرم أصلا سواء للمحرم أو غير المحرم، والصيد البري المأكول أو ما في أصله مأكول من وحش وطير، ويحرم أيضا وضع اليد عليه، والتعرض لجزئه، وشعره، وريشه.
● عقد النكاح: يحرم وأنت محرم أن تُزَوِّجَ وأن تَتَزَوَّجَ، ويقع العقد باطلا لو تزوجت وأنت بهذه الهيئة، ولا يجوز أيضا أن تكون وكيلاً في هذا العقد لأحد أطرافه.
● الوطء (الجماع): فالجماع مطلقاً وكل أنواع الإيلاج يفسد الحج ويفسد العمرة.
● المباشرة فيما دون الفرج: بشهوة، كلمس، أو تقبيل.
وبين علي جمعة انه في جميع تلك المحظورات الفدية، فكل هذا إذا عملته أو وقعت في واحد منه فعليك دم (ذبح شاة)، فإن لم تستطع فصيام ثلاثة أيام، فإن لم تستطع فإطعام ستة مساكين في الحرم، ولكن لا يفسد الحج إلا بالجماع.
فالجماع تفسد به العمرة المفردة أما التي في ضمن حج أي في قِرَان فهي تابعة له صحة وفساداً.
وهو أيضاً يفسد الحج قبل التحلل الأول، بعد الوقوف أو قبله، أما بعد التحلل الأول فلا يفسده ولكن عليه الفدية، أما عقد النكاح فإنه لا ينعقد.