مقتل وإصابة عشرات المدنيين جراء قصف الأحياء السكنية بالفاشر
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
بعد فترة من الهدوء بين الجيش السوداني و«الدعم السريع»
تجدد، الثلاثاء، القصف المدفعي على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال إقليم دارفور (غرب السودان)، وفق مصادر محلية أكدت أنه استهدف بشكل مباشر المستشفيات ومراكز إيواء النازحين وأحياء سكنية، وأسفر عن وقوع قتلى وعشرات الجرحى من المدنيين.
ونفذ الطيران الحربي للجيش السوداني في وقت مبكر من الصباح غارة جوية على «قوات الدعم السريع» التي تتمركز في الأحياء الشرقية للمدينة.
وقالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر» في إفادة على منصة «فيسبوك» إن المدينة تعرضت (أيضاً) لقصف مدفعي من قبل «ميليشيات الدعم السريع» وإن الحصر الأولي للضحايا يفيد بمقتل شخصين اثنين على الأقل وإصابة العشرات بجراح مختلفة.
ويأتي هذا التصعيد المفاجئ بعد أكثر من أسبوعين على تراجع الاشتباكات بين الجيش السوداني وحلفائه من الفصائل المسلحة من جهة و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى.
وقال مقيمون في المدينة لــ«الشرق الأوسط» إن نزوح المواطنين في تزايد مستمر بسبب القصف العشوائي، والحصار الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع وتوقف الخدمات العلاجية جراء خروج المرافق الطبية عن العمل.
وتعاني الفاشر من نقص في مياه الشرب والغذاء، ما دفع آلاف السكان إلى مغادرتها للمناطق الأمنة.
وأفادت معلومات من مصادر مطلعة «بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة لدعم القوة المشتركة التي تقوم بحماية الفاشر من المحاولات المتكررة لـ(قوات الدعم السريع) الاستيلاء على المدينة للسيطرة على كامل الإقليم الغربي للبلاد».
وتوغلت «قوات الدعم السريع» خلال المعارك العنيفة التي جرت في الأسابيع الماضية إلى داخل المدينة، ونصبت خنادق دفاعية على مسافة قريبة من قيادة «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش.
وقالت «الدعم»، في إفادات على منصة «إكس»: «إن أكثر من 30 مدنياً قتلوا، وأصيب العشرات جراء قصف جوي نفذه الطيران الحربي التابع للجيش على بلدة شرق الفاشر».
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى مقتل وإصابة أكثر من 800 شخص على الأقل في صفوف المدنيين، في القتال الدائر في المدينة الذي دخل شهره الرابع.
ويواجه السودان بسبب استمرار الصراع أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في تاريخه؛ حيث يعاني أكثر من نصف سكانه من الجوع الحاد.
كما يواجه ملايين الأشخاص مستويات طوارئ من الجوع (التصنيف المرحلي المتكامل الرابع)، في حين يعيش أكثر من 755 ألفاً في ظروف كارثية (التصنيف المرحلي المتكامل الخامس) في دارفور الكبرى وجنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق والجزيرة والخرطوم.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة، وفقاً لشركاء العمل الإنساني، إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وإصابة أكثر من 33 ألفاً منذ اندلاع الصراع في أبريل (نيسان) 2023، كما فرّ أكثر من 10 ملايين من منازلهم، من بينهم أكثر من 5 ملايين طفل، وعبَر أكثر من مليونين إلى الدول المجاورة.
الشرق الاوسط
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع أکثر من
إقرأ أيضاً:
نداء إنساني عاجل من لجان مقاومة الفاشر: المدينة تواجه المجاعة والقصف معاً
بحسب اللجان الأزمة لا تقتصر على الغذاء، بل تشمل كذلك نقصًا حادًا في الدواء والمياه وخدمات البقاء الأساسية، مشيرًا إلى أن المدينة ترزح تحت قصف مدفعي يومي لا يميّز بين مدني ومقاتل.
الفاشر: التغيير
أطلقت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر نداءً إنسانيًا عاجلًا، دعت فيه إلى تحرك فوري لوقف ما وصفته بـ”الكارثة الإنسانية الشاملة” التي تضرب المدينة، مؤكدة أن المجاعة لم تعد مجرد تهديد، بل أصبحت واقعًا يوميًا يهدد حياة آلاف الأسر التي لم تعد تجد ما تأكله.
وقالت التنسيقية في بيان لها اليوم الإثنين، إن المدينة تشهد منذ شهور نقصًا حادًا في المواد الغذائية الأساسية، وسط تدهور سريع في الأوضاع المعيشية، في وقت باتت فيه الأسواق شبه خالية من السلع الضرورية، وإن وُجدت، فإن أسعارها الباهظة تجعلها بعيدة عن متناول الغالبية العظمى من السكان.
وأضاف البيان أن الأزمة لا تقتصر على الغذاء، بل تشمل كذلك نقصًا حادًا في الدواء والمياه وخدمات البقاء الأساسية، مشيرًا إلى أن المدينة ترزح تحت قصف مدفعي يومي لا يميّز بين مدني ومقاتل، ما يمنع السكان من الخروج بحثًا عن الطعام ويُعيق وصول المساعدات الإنسانية المحدودة.
وتابعت اللجان بأن العشرات من أحياء المدينة تتعرض بشكل يومي لسقوط القذائف، وهو ما فاقم من مأساة المدنيين الذين أصبحوا محاصرين بالجوع والخوف، ويموتون بصمت وسط تجاهل محلي ودولي متصاعد.
وأشار البيان إلى أن “مطابخ الأحياء”، التي تعتمد على الجهود التطوعية وتُعدّ آخر شريان حياة لآلاف الجوعى في المدينة، توقفت معظمها عن العمل بسبب انعدام الدعم. وناشدت اللجان منظمات الإغاثة والجهات الحكومية بتقديم دعم مباشر وسريع لهذه المطابخ، لتتمكن من الاستمرار في إنقاذ الأرواح.
ووصفت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر ما يحدث في نداءها بالقول: “ما يحدث في الفاشر اليوم هو امتحان للضمير الإنساني. الصمت لم يعد خيارًا، والانتظار لم يعد ممكنًا. فهل من مجيب؟”.
الوسومآثار الحرب في السودان تنسيقية لجان المقاومة- الفاشر حصار الفاشر