الثورة نت:
2025-08-12@06:01:52 GMT

خذ جندك جثثاً يا “إسرائيل”

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

 

 

نجح العدو “الإسرائيلي” في استرجاع ستة جثث لجنوده الأسرى لدى رجال المقاومة في قطاع عزة، وهذا ليس بالمفاجئ، ولا بالمستغرب في ظل حرب الإبادة التي يشنها الجيش “الإسرائيلي” على كل متحرك، وعلى كل جامدٍ في قطاع غزة، فإمكانية العثور على بعض الجثث هنا وهناك إمكانية واردة، وسبق وأن استرجع العدو الإسرائيلي قبل أيام ستة جثث أخرى، تعود لجنوده الأسرى في قطاع غزة، وقد يتمكن الجيش الإسرائيلي بعد أيام من استرجاع ست جثث أخرى، وخمسة جثث أخرى في مرحلة لاحقة.


وطالما استمر العدوان على أهالي قطاع غزة، فذلك يعني أن العدو “الإسرائيلي” سيتمكن من استرجاع المزيد من جثث جنوده الأسرى، وذلك إن حالفهم الحظ في مرات لاحقة، وتمكنوا من اكتشاف سر غزة الدفين، والوصول إلى الأماكن التي يحتجز فيها الأسرى، وهذا في تقديري من المستحيلات السبع، فرجال المقاومة يتعلمون من تجاربهم، ويطورون من أساليب عملهم.
لقد جرت العادة أن يتفاخر الجيش “الإسرائيلي” بأخلاقه العسكرية، وأنه جيش قيم ومبادئ، ولا يتخلى في المعارك عن جثث قتلاه ، وأنه لا يترك أسراه لدى أعداء إسرائيل مهما كلف ذلك من ثمن، ويزعم الإسرائيليون أن تحرير الجنود الأسرى عقد اجتماعي وأخلاقي تلتزم فيه الحكومة أمام أهالي الجنود، وأن الجيش الإسرائيلي لن يتركهم جثثاً أو أسرى، وقد تباهت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بالثقة المتبادلة بين المجندين الصهاينة، وبين قياداتهم؛ التي وفرت لهم الأمن والحماية والسلامة، ولم تتخلَ عنهم في أحلك الظروف، وهذا العقد الأخلاقي، هو الذي عزز روح الانتماء لدى الجند، وزرع الثقة المتبادلة بين الجنود والقيادة، وهذا الالتزام الأخلاقي من أهم مقومات الوحدة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، ولدى المؤسسة العسكرية والسياسية.
على أرض غزة يختلف المشهد، بعد أن تكسرت قواعد الجيش الإسرائيلي الأخلاقية تجاه جنده، فقد أجبر رجال المقاومة الفلسطينية جيش العدو على التخلي عن أسراه، وأجبرت المقاومة الفلسطينية عدوها على استرجاع جنوده الأسرى جثثاً على استحياء، فشروط العقد الأخلاقي أن يسترجعهم أحياء، ولا يتخلى عنهم لمصيرهم المجهول، لذلك ضج كل المجتمع الإسرائيلي غضباً وحنقاً على القيادة الإسرائيلية، حين سمعوا عن استرجاع ستة جثث لجنودهم الأسرى، وغضبوا أكثر حين تأكد لأهالي الأسرى أن بعض الجثث تعود لأسرى كان يمكن أن يتحرروا قبل فترة، فيما لو لم يضع نتانياهو العقدة أمام منشار التفاوض.
هذا الغضب الإسرائيلي الذي سيتفجر مظاهرات في الشوارع، أجبر رئيس الوزراء نتانياهو على الخروج عن صمته، ومواجهة وسائل الإعلام مبرراً خذلان الجنود، خرج نتانياهو عبر وسائل الإعلام ليكذب على الجمهور، ويدعي أنه يواصل الجهود لتحرير الأسرى، وأنه لم يقصر، وأن قدم لحركة حماس كل الإغراءات، من أجل استرجاع الأسرى، وفي هذا الخروج الإعلامي السريع ما يشير إلى حجم المأزق الذي تمر به الحكومة الإسرائيلية، التي انقسمت على نفسها، ففي الوقت الذي يقاتل وزير الحرب جالانت من أجل تحقيق صفقة تبادل أسرى، مقرونة بوقف إطلاق النار، وهو مدعوم بهذا الموقف من قيادات الجيش العسكرية والأمنية، يقف رئيس الوزراء نتانياهو ضد هذا الطرح، ويدعي أن أي صفقة لتبادل الأسرى، وأي وقف لإطلاق النار، دون تحقيق النصر التام على حركة حماس، يضر بالوجود الإسرائيلي نفسه، ويعتبر هزيمة مذلة “لإسرائيل”.
حرب غزة وضعت “إسرائيل” كلها في ورطة، فلا الحكومة “الإسرائيلية” جاهزة لتقبل الهزيمة، ولا الجيش الإسرائيلي قادر على الانتصار في غزة، والتفاخر بإنجازاته، ولا الحكومة الإسرائيلية قادرة على مواصلة الوحدة الداخلية بين الوزراء، والتماسك حول أهداف الحرب المجهولة، وبعيده المنال، ولا الحكومة الإسرائيلية قادرة على حل نفسها، والاعتراف بالفشل، وتسليم مقاليد الأمور لمن يخرج إسرائيل من ورطتها.
الورطة “الإسرائيلية” على أرض غزة تكلف أهل غزة المزيد من حرب الإبادة، بل انتقلت الورطة “الإسرائيلية” على أرض غزة إلى أرض الضفة الغربية، في محاولة يائسة من الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أدنى انتصار، أدنى انتصار يعيد للجيش الإسرائيلي هيبته، ويعيد للمجتمع “الإسرائيلي” وحدته، ولكن أرض الضفة الغربية غضب وثورة، وقد لاقى فيها العدو الإسرائيلي مواجهات ومعارك لم تكن في الحسبان، وهذا الذي سيعمق المأزق “الإسرائيلي”، حتى الانفجار الداخلي، وهذا الذي سيكسر عنجهية العدو، ويجبره على التنازل، والموافقة غير المشروطة على وقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل اسرى، والخروج المذل من أرض غزة، ولاسيما بعد أن التحقت محافظة الخليل معركة طوفان الأقصى، وللخليل ثقلها الجماهيري، وإرثها المقاوم.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

استشهاد شقيقين للقيادي في “حماس” خليل الحية بقصف صهيوني على غزة

الثورة نت/..

استشهد اثنان من أبناء شقيق رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة ورئيس الوفد المفاوض، الدكتور خليل الحية، اليوم السبت، إثر استهداف العدو الصهيوني لهما في مدينة غزة.

وذكرت مصادر إعلامية فلسطينية أن قوات العدو استهدفت الشهيدين أيمن ومعاذ عبدالسلام الحية، بقصف مدفعي أثناء جمعهما الحطب وتفقدهما منزل العائلة في حي الشجاعية شرق المدينة.

وكان شقيق الشهيدين أشرف عبدالسلام الحية قد ارتقى شهيداً في قصف صهيوني عام 2003 شرق الحي ذاته، فيما أُصيب شقيقهم الرابع مرتين، الأولى خلال مسيرات العودة عام 2019، والثانية بنيران العدو في العدوان المتواصل على غزة منذ 22 شهراً.

وخلال جريمة الإبادة الجماعية، استشهد أكثر من 13 شخصاً من عائلة القيادي الحية بنيران قوات العدو، بالإضافة إلى 22 شهيداً من العائلة قبل معركة طوفان الأقصى.

كما استشهد ابن شقيقة القيادي الحية قبل شهر بقصف قوات العدو في مدينة غزة.

وفي أبريل الماضي، ارتكب العدو الصهيوني مجزرة في مدرسة دار الأرقم بحي التفاح، أسفرت عن استشهاد 31 مواطناً بينهم حفيدا القيادي الحية.

مقالات مشابهة

  • مشروع “الشرق الأوسط الجديد” بين الطموح الصهيوني والفشل المتكرر أمام محور المقاومة
  • “الإعلامي الحكومي”بغزة: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 238 فلسطينيا
  • روسيا: وزير خارجية “إسرائيل” يذرف دموع التماسيح على الأسرى
  • أزمة نفسيّة متفاقمة داخل “الجيش” الإسرائيلي
  • استشهاد شقيقين للقيادي في “حماس” خليل الحية بقصف صهيوني على غزة
  • “واينت”: كافة قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفضوا خطة احتلال غزة
  • “القسام” تدك موقع قيادة وسيطرة للعدو الصهيوني شرق مدينة غزة
  • “إعلام الأسرى”الفلسطينيين: 10800 أسير في سجون العدو الصهيوني
  • “صفقة أو نعوش”.. “سرايا القدس” توجه رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل
  • “يديعوت أحرونوت”: كافة قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يرفضون خطة احتلال غزة