إعلاميان في “الدولي للاتصال الحكومي 2024” يؤكدان أن المرونة وسرعة الاستجابة هي الفيصل في التواصل
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
الشارقة – الوطن:
ضمن فعاليات اليوم الثاني للدورة الـ13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار “حكومات مرنة..اتصال مبتكر”، استضافت قاعة “شبابنا ثروتنا” جلسة بعنوان “الاتصال الحكومي.. ركيزة المرونة والاستجابة في المؤسسات الحكومية”، وشارك فيها كل من الكاتب والصحفي الإماراتي محمد الحمادي، والإعلامي الكويتي عمار تقي وأدارتها الإعلامية الأردنية هند خليفات، مدير عام منصة دراية للمتحدثين.
أكدت الجلسة التي أقيمت بالتعاون مع دراية ومركز الشباب العربي، على أهمية المرونة وسرعة الاستجابة في الاتصال الحكومي، وضرورة إذابة المسؤولين في الحكومات العربية لجبل الجليد الذي يفصلهم عن الناس.
سرعة الاستجابة
محمد الحمادي، مهد مداخلته في الندوة بحديث حول الفروق بين الحكومات الناجحة والحكومات الفاشلة، مبيناً أن المرونة وسرعة الاستجابة هي الفيصل في التواصل، ما يتطلب من الحكومات إعطاء أهمية أكبر لإيصال المعلومة بشفافية واحترام للجمهور، لأن حق المعرفة والاتصال من الحقوق الأساسية التي كفلتها المواثيق الدولية، وترك الجمهور بلا معلومة وبلا رؤية يدفع إلى مزيد من اللغط، لذلك على المسؤولين في الحكومات أن تكون لديهم الشجاعة في المرونة والتعاطي لتصحيح المغالطات ورفع اللبس خلال الأزمات.
تقليص البيروقراطية
وأكد الحمادي أن إشكالية العديد من حكوماتنا العربية بخصوص التواصل تكمن في التأخر في الرد أو عدم الرد، وعدم التعامل مع الأحداث بسرعة وحجب المعلومات، وقد رأينا كيف تفاقمت الأحداث في “الربيع العربي” بسبب عجز بعض الحكومات عن مواكبة الأحداث وطرقها المتباينة في الاتصال، ما خلق عدم ثقة في التصريحات.
وأشار إلى أن من أهم نماذج المرونة تقليص الإجراءات البيروقراطية التي تعطل العمل، وتعزيز ثقة الجمهور من خلال سياسات الاتصال المرنة والذكية والسريعة والتواصل مع الشارع والناس وتدريب المسؤولين الحكوميين على طرق التخاطب ليكونوا جاهزين في أوقات الأزمات والأوقات التي تتطلب التصريح العاجل.
تحفظات وقيود
كشف الإعلامي عمار تقي، صاحب برنامج “الصندوق الأسود” الحواري، أن المسؤولين الحكوميين في العالم العربي يكونون أقل تحفظاً بعد ترك المنصب، حيث تتمدد مساحات الحوار معهم دون قيود، أما العلاقة بهم وهم على رأس أعمالهم فهي علاقة شائكة، حيث تكون التصريحات خاضعة للعديد من التحفظات والقيود، مبيناً أن الإشكالية المزمنة تكمن في طريقة التعاطي مع وسائل الإعلام، وهو أمر يبدأ مبكراً من خلال تهيئة الأجواء الشفافة في الاتصال الحكومي، وعدم إخفاء المعلومة ومواجهة الجمهور وإذابة جبل الجليد الوهمي الذي يفصل المسؤول عن الناس.
الاستماع.. الوصفة السحرية
ولخص عمار تقي الوصفة السحرية للمسؤول الحكومي لكي ينجح في الاتصال تتجسد في التواصل المباشر والنزول إلى الميدان ومعرفة المشاكل والاختلالات من خلال الاستماع الجيد، لأن الاستماع من أهم الخطوات، كما عليه أن يتحدث ويحاور، ويعرف كافة وجهات النظر، لأن الحقيقة لا يمكن اختزالها في وجهة نظر واحدة، فحين يستمع المسؤول الحكومي لكافة وجهات النظر بإمكانه اتخاذ قرارات موضوعية وسليمة، كما على المسؤولين الحكوميين التدرب على مهارات الاتصال الجماهيري، مع الامتلاك الضروري لأساسيات هذه المهارات، خصوصاً إذا كانوا متحدثين رسميين، مثل مخارج الحروف واللغة السليمة والإلقاء الجيد.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“منتزه مليحة الوطني” يسجل أكثر من 100 نوع من الكائنات الحية في بيئته الصحراوية المحمية
أعلن “منتزه مليحة الوطني” الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة عن نتائج رصد بيئي شامل وثق أكثر من 100 نوعاً من الكائنات الحية في بيئتها الصحراوية المحمية تتضمن أكثر من 20 نوعاً من الطيور وأكثر من 10 أنواع من الزواحف و11 نوعاً من الثدييات و 39 نوعاً من الحشرات والعناكب وأكثر من 20 نوعاً من النباتات المحلية مما يعزز من مكانة المنتزه كأحد أغنى البيئات الطبيعية وأكثرها تنوعاً في شبه الجزيرة العربية.
ويُعد “منتزه مليحة الوطني” الذي يمتد على مساحة 34.2 كيلومتراً مربعاً وتديره هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) وجهة بيئية وسياحية وثقافية متكاملة تجمع بين التراث الطبيعي والأنشطة التعليمية والسياحية وأُنشئ بموجب مرسوم أميري ليكون نموذجاً مستداماً للحفاظ على البيئة وتعزيز السياحة البيئية حيث يضم حفريات نادرة وقطعاً أثرية تعود إلى آلاف السنين وأنظمة بيئية متكاملة تعكس ثراء طبيعة الشارقة وتنوعها البيولوجي الفريد وتؤكد هذه الاكتشافات البيئية دور المنتزه كمحور أساسي في استراتيجية الشارقة طويلة المدى في مجالات الحفاظ على الطبيعة والسياحة البيئية كركائز للتنمية المستدامة.
وأظهرت النتائج توثيق أكثر من 20 نوعاً من النباتات الصحراوية المحلية التي تلعب دوراً محورياً في استقرار النظام البيئي وتعزيز مرونة المشهد الصحراوي في المنطقة حيث تطورت هذه النباتات وعززت قدرتها على مقاومة الظروف الصحراوية القاسية وشديدة الجفاف وتضم هذه الأنواع شجرة الغاف والأكاسيا المظلية وتفاح سدوم إلى جانب نباتات أخرى مثل الحلفاء والأرطى التي تُسهم في تثبيت التربة وتنظيم الرطوبة وتوفير موائل طبيعية موسمية للكائنات الأخرى.
ويحتضن المنتزه أكثر من 11 نوعاً من الثدييات المتكيفة مع بيئة الصحراء من أبرزها الثعلب العربي الأحمر وغزال الريم العربي كما يضم أكثر من 10 أنواع من الزواحف منها سحلية السقنقور أو سمكة الرمال وأفعى القرن العربية.
وتوفر بيئة مليحة الطبيعية ملاذاً لأكثر من 20 نوعاً من الطيور من بينها عقاب بونيلي وطائر التُمير العربي أو عصفور الشمس العربي وصقر العوسق إضافة إلى الطيور المهاجرة التي تمر عبر المنطقة خلال مواسم التنقل السنوية.
ورصد المنتزه وجود 39 نوعاً من الحشرات والعناكب التي تلعب دوراً بالغ الأهمية في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال التلقيح وتحسين جودة التربة والحد من الآفات كما تشكل أساساً لعدد من السلاسل الغذائية الطبيعية داخل المنتزه وتضم هذه الكائنات نحلة النجار والعقرب العربي ذا الذيل السمين أو العقرب الأسود وفراشة البانسي الزرقاء إضافة إلى أنواع أقل شهرة مثل نمل الأسد وسرعوف الأرض والعنكبوت الجمل.
ويوفّر “منتزه مليحة الوطني” للزوار مجموعة واسعة من الأنشطة التي تجمع بين التعلم والاستكشاف وتشمل جولات في المسارات الطبيعية ورحلات بين الحفريات والنباتات ومراقبة الحياة البرية وجلسات مراقبة النجوم الليلية وتأتي هذه البرامج في إطار رؤية المنتزه لتعزيز الوعي البيئي ودعم أهداف الاستدامة الوطنية لدولة الإمارات على المدة الطويل.
وقال عمر جاسم آل علي مدير مليحة والمشاريع الاستراتيجية ما يجعل مليحة استثنائية هو قدرتها على الجمع بين الأهمية البيئية والقيمة الاقتصادية فالتنوع البيولوجي في هذه المنطقة يُعد رأس مال طبيعياً يدعم السياحة ويوفر فرص عمل مستدامة تستند إلى جهود الحفاظ على الطبيعة ويعزز مكانة الشارقة كوجهة إقليمية رائدة في التنمية المستدامة وتشكل حماية هذه الأنواع والتعريف بها مسؤولية بيئية واستراتيجية اقتصادية.
وعلى مدار العام يستقبل المنتزه الزوار من الباحثين والطلبة ومحبي الطبيعة والسياح والمسافرين ليكتشفوا كنوز التنوع الطبيعي في مليحة بالمنطقة الوسطى من إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويواصل “منتزه مليحة الوطني” الذي يفتح أبوابه على مدار العام أداء دوره كمقصد بيئي وتعليمي وسياحي فريد حيث يشكّل وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والباحثين والطلبة والسياح الراغبين في التعرّف عن قرب على أسرار التنوع البيولوجي في قلب صحراء مليحة واكتشاف ثراء الحياة البرية والنباتية التي تحتضنها هذه البيئة الاستثنائية.