عواصم "رويترز" "أ ف ب": قال مسعفون إن 12 فلسطينيا على الأقل قتلوا في غارات شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الجمعة، بينما استأنف مسؤولو الصحة تطعيم عشرات الآلاف من أطفال القطاع ضد مرض شلل الأطفال.

وذكر المسعفون أن غارة إسرائيلية أودت بحياة امرأتين وطفلين في مخيم النصيرات، فيما قُتل ثمانية آخرون في غارتين أخريين في مدينة غزة.

في غضون ذلك، اشتبكت قوات إسرائيلية مع مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في حي الزيتون بمدينة غزة، حيث قال سكان إن الدبابات تنفذ عمليات هناك منذ أكثر من أسبوع، وفي شرق خان يونس وفي رفح قرب الحدود مع مصر.

وذكر سكان أن القوات الإسرائيلية فجرت عدة منازل في رفح.

وبعد مرور أحد عشر شهرا على اندلاع الحرب، فشلت الجهود الدبلوماسية حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.

وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بالتسبب في إفشال جهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة. وتستعد واشنطن لتقديم اقتراح جديد لوقف إطلاق النار وتقريب وجهات النظر، لكن احتمالات تحقيق انفراجة تظل ضئيلة مع استمرار اتساع الفجوات بين الجانبين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس إنه يتعين على إسرائيل وحركة حماس حل القضايا المتبقية من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي أنه جرى الاتفاق على ما يقرب من 90 بالمئة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لكن لا تزال هناك خلافات على عدد من القضايا المهمة منها قضية محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الطرف الجنوبي لقطاع غزة على الحدود مع مصر.

وقالت إسرائيل إنها لن تنسحب من المحور، بينما تقول حماس إن الاتفاق لا يمكن إبرامه بدون انسحاب القوات الإسرائيلية.

في غضون ذلك، واصل سكان خان يونس والعائلات النازحة من رفح التوافد على المراكز الطبية حاملين معهم أطفالهم لتلقي لقاح شلل الأطفال.

وانطلقت الحملة الصحية بعد اكتشاف حالة إصابة لطفل يبلغ من العمر عاما واحدا بمرض شلل الأطفال، مما نتج عنه إصابته بشلل جزئي.

انتقال حملة التطعيم

كانت هذه الحالة هي أول إصابة معروفة بالمرض في قطاع غزة منذ 25 عاما. وعاد المرض إلى الظهور وسط انهيار منظومة الصحة في القطاع تقريبا وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة بسبب الحرب.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن 160 ألف طفل على الأقل تلقوا اللقاحات في مناطق بجنوب غزة أمس الخميس حيث بدأ العاملون في القطاع الطبي المرحلة الثانية من الحملة، مستفيدين من اتفاق إسرائيل وحماس على هدن محدودة في القتال.

وقالت الأونروا في منشور على منصة إكس "منذ الأول من سبتمبر، قامت الأونروا وشركاؤها بتطعيم ما يقرب من 355 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مناطق وسط وجنوب غزة".

وأضافت "في الأيام القليلة المقبلة، سنواصل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بهدف الوصول إلى حوالي 640 ألف طفل دون العاشرة بهذا اللقاح المهم".

وستنتقل الحملة يوم الأحد إلى شمال قطاع غزة الذي كان محور تركيز الهجوم العسكري الإسرائيلي الكبير خلال الأحد عشر شهرا الماضية. وتقول منظمة الصحة العالمية إنه سيتعين إطلاق جولة ثانية من التطعيم بعد أربعة أسابيع من الجولة الأولى.

الأنسحاب من جنين

انسحبت القوات الإسرائيلية من مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة الجمعة، وفق ما أفاد شهود، بعد عملية عسكرية استمرت عشرة أيام، فيما تتواصل الضغوط الدبلوماسية من أجل التوصل الى اتفاق هدنة في قطاع غزة.

وحضّت واشنطن الطرفين الخميس على القيام بالتنازلات الضرورية للسماح بالتوصل إلى اتفاق.

ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تل أبيب الجمعة أن ثمن التوصل إلى اتفاق مع حماس مرتفع "لكن حياة الرهائن تستحق ذلك" مشددة على أنه "من الواضح أن وقف إطلاق النار يجب .. أن يحصل الآن".

وقالت إن الخيار العسكري البحت ليس الحل للحرب.

وتسبّبت الحرب في قطاع غزة بدمار هائل وأزمة انسانية كارثية في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون شخص.

دمار كبير

عادت الحركة إلى جنين وسط الانقاض صباح الجمعة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ليل الخميس الجمعة من المدينة الفلسطينية الواقعة في شمال الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس.

وقال سكان إن الجنود الإسرائيليين انسحبوا خلال الليل من المدينة ومخيمها وهو معقل لفصائل فلسطينية مسلحة تقاتل ضد إسرائيل، بعد 10 أيام من شن عملية عسكرية فيها.

وشنّت إسرائيل عملية عسكرية قالت إنها "لمكافحة الإرهاب" في 28 أغسطس في مدن فلسطينية في شمال الضفة الغربية، بما فيها جنين.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل 36 فلسطينيّا تراوح أعمارهم بين 13 و82 عاما برصاص الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية منذ 28 أغسطس. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد جنوده قتل خلال المواجهات في جنين يوم 31 أغسطس.

وصباح الجمعة، خيّم الهدوء على مخيم جنين قبل أن يبدأ السكان الذين هربوا من القتال في الأيام الأخيرة العودة.

وتمكن صحفيون في وكالة فرانس برس من الوصول إلى المخيم من دون أن يتم اعتراضهم على الحواجز العسكرية.

وفي المكان، جرفت آليات عسكرية اسفلت الشوارع واجتاحت واجهات مبانٍ.

وجلس بعض السكان بصمت على كراس بلاستيكية أمام منازلهم المتضررة، فيما تعمل جرافات صغيرة على إزالة الأنقاض ويلعب أطفال في الشوارع.

يعاين عزيز طالب (48 عاما) وهو وأب لسبعة، الأضرار داخل منزله ويقول "الحمد لله أن (الأطفال) غادروا في اليوم السابق (يوم اقتحام الجنود) للبقاء مع الجيران".

مقتل أمريكية في الضفة

أعلن مسؤول في مستشفى فلسطيني الجمعة أن ناشطة أمريكية مؤيدة للفسطينيين تبلغ 26 عاما قتلت بـ"رصاص في الرأس" في شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الحادث.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الشابة توفيت "متأثرة بإصابتها الحرجة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي في الرأس".

وفي رده على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه "على علم بالأخبار" المتداولة لكن لا يمكنه التعليق أو الرد على الفور.

وقال مدير مستشفى رفيديا في نابلس فؤاد نافعة لوكالة فرانس برس إن "ناشطة أمريكية متضامنة (مع الفلسطينيين) وصلت إلى المستشفى بعد إصابتها برصاص حي في الرأس، مع خروج لأنسجة الدماغ".

وأشار إلى أن "الطواقم الطبية قدّمت لها إنعاشا للقلب والرئتين لدقائق، إلا أنها استشهدت متأثرة بإصابتها الحرجة". وأضاف أن المستشفى أعلن وفاتها "حوالى الساعة 14,30" (11,30 ت غ).

واشارت وكالة "وفا" إلى أن الناشطة كانت متطوعة في حملة "فزعة" لدعم وحماية المزارعين الفلسطينيين من انتهاكات المستوطنين اليهود.

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ العام 1967 وكثّفت قواتها العمليات في المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون إسرائيليون 661 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وقُتل 23 إسرائيليا على الأقل، بينهم عناصر أمن، في هجمات نفّذها فلسطينيون في المنطقة خلال الفترة ذاتها، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی شمال الضفة الغربیة القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی وکالة فرانس برس شلل الأطفال إطلاق النار فی قطاع غزة على الأقل فی الضفة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ليلة انتظار مساعدات دموية.. 46 قتيلاً في غارات إسرائيلية بقطاع غزة

شهد قطاع غزة مقتل أكثر من 46 فلسطينيًا فجر الأربعاء، بينهم 30 شخصًا لقوا حتفهم أثناء انتظار وصول المساعدات الإنسانية، وفقًا لمصادر طبية في المستشفيات. اعلان

أفادت مصادر طبية في قطاع غزة بأن ما لا يقل عن 46 فلسطينيًا لقوا حتفهم في ضربات جوية وإطلاق نار من القوات الإسرائيلية، فجر الأربعاء، في مناطق متفرقة من القطاع.

وأكدت المستشفيات العاملة في غزة أن أكثر من 30 من الضحايا قُتلوا أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات إنسانية، في مشهد يعكس تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

في مدينة غزة، استقبل مستشفى الشفاء 12 جثمانًا لأشخاص قُتلوا ليلة الثلاثاء، وفقًا لما ذكرته المصادر الطبية، بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار على جموع من المدنيين المتجمعين قرب معبر زكيم في شمال غرب القطاع، خلال انتظار وصول شحنات المساعدة.

Related "غزة تواجه خطر المجاعة الشديدة".. برنامج الأغذية العالمي يحذر: الوقت ينفدفيديو- صرخات الجوعى في غزة أمام مطبخ خيري.. من يصل إلى نظر الطاهي أولًا؟إسرائيل تبدأ ترحيل ناشطي سفينة "حنظلة" بعد محاولتهم كسر الحصار على غزة

ورصدت الكاميرات في مشهد مأسوي لحظة انهيار عاطفي لطفل يبلغ 13 عامًا في مدينة غزة، بعد أن فقد والده الذي قُتل أثناء انتظاره المساعدات في أحد مراكز توزيع الإغاثة، حيث أصرّ على ارتداء قميص والده، بينما حاول أفراد عائلته التخفيف عنه لحمايته من الانهيار النفسي.

وفي مخيم جباليا للاجئين، والمناطق الشمالية المحيطة مثل بيت لاهيا وبيت حانون، سُجل مقتل 13 شخصًا جراء ضربات جوية، وفقًا لبيانات طبية.

أما في خانيونس، فقد استقبل مجمع ناصر الطبي جثث 17 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، الذين قُتلوا مساء الثلاثاء بينما كانوا يتجمعون بالقرب من "الممر الجديد موراج"، الذي يفصل المدينة عن رفح جنوبًا، في انتظار وصول مساعدات عبر هذا الممر المؤدي إلى الجنوب.

وأضاف المجمع الطبي أنه تم استقبال جثمان رجل آخر قُتل في ضربة إسرائيلية استهدفت خيمة لنازحين في خانيونس.

وفي مخيم النصيرات السكني، أكد مستشفى العودة استلامه جثث أربعة أشخاص قُتلوا صباح الأربعاء بنيران إسرائيلية بالقرب من موقع توزيع مساعدات تديره "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" في منطقة ممر نتساريم، جنوب وادي غزة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • جولة غارات إسرائيلية على وقع الحمى السياسية اللبنانية
  • غارات إسرائيلية عنيفة على جنوب لبنان
  • إستشهاد 36 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة .. وارتفاع ضحايا الجوع إلى 159 وفاة
  • لبنان.. غارات إسرائيلية على مواقع في الجنوب والبقاع
  • تصعيد جديد.. غارات إسرائيلية تهز جنوب لبنان
  • بالفيديو والصور... سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف البقاع
  • 11 شهيداً في غارات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم
  • ليلة انتظار مساعدات دموية.. 46 قتيلاً في غارات إسرائيلية بقطاع غزة
  • استشهاد 14 فلسطينياً بنيران إسرائيلية قرب مراكز مساعدات في غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 21 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية