إسرائيل والأطماع الكبرى
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
د. محمد بن خلفان العاصمي
مُخطئ من يضمن أنَّ هذا الكيان الدخيل المحتل ابن سفاح الإمبريالية العالمية سوف يكتفي بإقامة دولته المزعومة على أرض فلسطين المحتلة، ومُخطئ أكثر من يعتقد أن هذا مجرد توقُّع أو ظن؛ فالحقيقة المُثبتة في قرارات مؤتمرات جبل صهيون وثَّقت كل هذه الأطماع بشكل كامل ودقيق وواضح، وربما الكثيرون مِنَّا لا يعلمون دلالات علم هذا الكيان الذي يمثل رمزًا لهذه الأطماع من خلال خطين تتوسطهما نجمة داود يرمزان لدولة تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.
لقد أتقنت عناصر هذا الكيان حياكة المؤامرات والفتن داخل الدول وسيطرت على كثير منها حتى بات قرارها بيدهم حتى قبل قيام هذه الدولة في قلب فلسطين العربية، وربما يكون المثال الأقرب لنا هو الدولة العثمانية التي سقطت بسبب مؤامراتهم ونجحوا من البداية في إنزال السلطان عبدالحميد الثاني من العرش ثم قاموا بالقضاء على الدولة ككل ووضعت تحت الوصاية بعد أن قضت عليها الفتن والخلافات والثورات الداخلية في أحداث يعرفها الجميع، وكل ذلك بمساعدة الدول الاستعمارية التي تمكن منها اليهود مسبقًا.
هذا الكيان السرطاني الذي يتوحش في قلب العالم العربي وفي بقعة من أعز بقاع الأرض عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء، هو مصدر الشرور في العالم، ومنبت الانحلال الأخلاقي والاجتماعي والسلوكي الذي يذهب بالعالم إلى حافة الانهيار، فهم من يصدرون كل ذلك للعالم، لقد بدأت البنوك الربوية على أيديهم، وانتشرت الخلاعة من خلالهم، عبر صالات القمار وأوكار الدعارة والجريمة المنظمة وغيرها؛ فهم يعلمون أن هذه الطريقة هي التي سوف تُمكِّنهم من الكسب والسيطرة على العالم.
لقد أغرقوا حكومات بأكملها في الديون وأصبحت مسلوبة الإرادة، وقاموا بإنشاء المنظمات التي تمكنهم من إحكام هذه السيطرة، تلك المنظمات التي في ظاهرها تقديم الدعم والخدمات والمساعدات الإنسانية ولكن في باطنها أهداف أخرى وأجنده لتمكين هذا الكيان من إحكام سيطرته على كل شيء في العالم، وقد يظن البعض أنها مبالغة ولكنها للأسف حقيقة أدركها العالم متأخرًا.
لن يكتفي هذا الكيان بأرض فلسطين المباركة التي ابتلعها قطعةً قطعةً منذ نكبة 1948 واستمر في التهام أجزائها طوال ما يقترب من 80 عامًا، ولا توجد لديهم أدنى مشكلة من الانتظار 100 عام أخرى أو أكثر لإكمال مخططهم، فهم غير مستعجلين في ذلك ويعملون بتأنٍ ودقة وسعة بال، فمثلًا تيودور هيرتزل الذي أطلق جذوة قيام ما يسمى بـ"دولة إسرائيل" على أرض فلسطين لم يشهد قيام هذا الكيان، وبالتالي لا يهمهم من يكون على قيد الحياة عندما يكتمل مشروعهم الكبير!
يجب علينا أن ندرك- كعرب ومسلمين- أن سقوط غزة هو البداية الحقيقية للمشروع، ومغفل من يعتقد أن "صفقة القرن" تُرضي طموح بني صهيون، وعندما تسقط غزة سوف نعض أصابع الندم، وحينها سوف نُدرك معنى الحكمة العربية التي تقول "أُكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وعندها لن يكون لندمنا أي معنى، وسوف نكون جميعًا مجرد خِراف في حظيرة جزار ينتظر كل منا دوره دون حول ولا قوة، وحتى لا يقع ذلك علينا أن نفيق وأن نعود إلى رشدنا جميعًا.
إنَّ الفرقة التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية ما هي إلّا صنيعة هذا العدو الذي نجح إلى حد ما في إقناع البعض بأنه سوف يشاركهم الغنيمة إن مدُّوا له يد العون وأنه سوف يكرمهم بسخاء ويتعاونون معه في تحقيق أحلامه التوسعية متناسين أن هولاء لا دين ولا عهد لهم وأنهم خانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وان في التاريخ شواهد كثيرة على ذلك، وحتمًا سوف يكون مصيره مثل أخوانه عندما ينتهون منهم.
على أمتنا العربية والإسلامية أن تفيق من سباتها وأن تلحق نفسها قبل أن تنتهي وتختفي مثلما انتهت الأمم والحضارات السابقة التي مزقتها الفتن والصراعات والمؤامرات والخلافات الطائفية والحروب فأصبحت أثراً بعد عين، وعلينا أن نعرف من هو عدونا الحقيقي الذي يتربص بنا ويزرع الفرقة بيننا ويدق أسافين الشقاق في جسد الأمة التي أوهنها طول الذل والهوان فهل من صيحة توقظها وتدب الحياة فيها لتقوم وتواجه هذا العدو الغاصب وتجتثه من أرض فلسطين الطاهرة لتعود القدس ويافا وحيفا وعكا وكل مدن فلسطين عربية إسلامية حرة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تدعو المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف العدوان على فلسطين
أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة) بيانًا في الذكرى الثامنة والخمسين لـ النكسة، التي شكلت نقطة تحول مأسوية في الصراع العربي-الإسرائيلي بعد العدوان الإسرائيلي في عام 1967.
أسفر العدوان عن احتلال الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، قطاع غزة، والجولان السوري المحتل.
تنفيذ مطبّات تهدئة بشارع جامعة الدول العربية حفاظًا على سلامة المواطنين اثناء عبور الطريق عاجل|الدول العربية تهيمن على أكبر صفقات الغاز المسال في مايو 2025 تداعيات العدوان الإسرائيلي على فلسطينأكدت الجامعة العربية أن تداعيات هذا العدوان لا تزال مستمرة، خصوصًا في الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 600 يوم.
وقد أسفرت هذه الهجمات عن سقوط أكثر من 200 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن تهجير نحو مليوني فلسطيني قسرًا.
التحذير من تصاعد الانتهاكات الإسرائيليةكما حذرت الجامعة العربية من تصاعد سياسات الاحتلال التوسعية والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، مثل الاستيطان غير الشرعي، تدمير المنازل، نهب الأراضي، والتعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
إضافة إلى فرض الحصار المالي والسياسي على السلطة الفلسطينية.
دعوة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدةجددت الأمانة العامة مطالبتها للمجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأبرزها القرارين 242 و338.
ودعت إلى إلزام إسرائيل بوقف عدوانها، وفتح المعابر فورًا للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلًا عن تقديم الدعم اللازم لوكالة الأونروا.
دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي للسلاموفي سياق متصل، دعت الجامعة إلى تحرك دولي فعال لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير، وتأسيس دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية.
كما أكدت الأمانة العامة أهمية المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده في نيويورك هذا الشهر، داعية الدول التي لم تعترف بعد بـ دولة فلسطين إلى اتخاذ هذه الخطوة دعمًا لحل الدولتين، مما يضمن السلام والاستقرار في المنطقة.