المستشار خفاجي يفضح المخابرات البريطانية والجماعة الإرهابية حول فض اعتصام رابعة
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أجرى الفقيه القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى- نائب رئيس مجلس الدولة المصري المعروف بأبحاثه الوطنية، دراسة فريدة من نوعها غاية فى الأهمية والدقة بعنوان «الفيلم الوثائقى مذبحة رابعة خيال مزور للحقائق وسطو على ثورة شعب ودور المخابرات البريطانية فى الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية».
وعُرض الفيلم بأحد المراكز الثقافية بالعاصمة البريطانية لندن، قامت فيه جماعة الشر مع قرب الذكرى العاشرة لفض اعتصام رابعة المسلح في 14 أغسطس 2013، ببث الأكاذيب عن فض ما كان وكرًا مسلحًا ومعسكرًا لإعداد وتأهيل كوادر إرهابية، وعبثًا يحاول الفيلم تزويرالواقع والحقائق، التي عاشها المجتمع المصري وكان شاهدا عليها
ويعرض المفكر القاضي المصري لأول مرة لدور المخابرات البريطانية فى الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية وهو الموضوع الذى لم يتناوله الإعلام المصرى بالتفنيد والتأصيل لقضية الدولة المصرية.
وسوف نعرض للدراسة فى جزئين حيث يتناول الجزء الأول خمس نقاط:
أولًا: فيلم الإخوان الوثائقى مذبحة رابعة «خيال مزور للحقائق» وسطو على «ثورة شعب» سبق أن ثار على الإنجليز أنفسهم كمستعمر:
يقول الدكتور محمد خفاجى: على المستوى الدولى هناك تعارف على أن الأفلام الوثائقية تقوم على الحرية الإبداعية خاصة الأفلام المبنية على أشخاص تاريخية وأحداث تاريخية
وفى أغلب الحالات يتم تحويل الحقائق بما لا يخرجها عن سياقها لخلق دراما أو لتتماشى مع الرسالة التي يرغب بها المخرج لأغراض جمالية أو درامية، ولكن ما هى مقدار الحرية المسموح بها عالميا لصانعي الأفلام الوثائقية عندما تكون الأحداث التاريخية في خطر بتشويه الحقائق وتزييف الوعى ؟
ويضيف: أن الفيلم من إنتاج شركة (Noon Multimedia) البريطانية - تأسست عام 2015 برقم (5609646)- ويمتلكها الفلسطيني عبد الرحمن أبو دية، أحد قيادات التنظيم الدولي، أخرجته المخرجة نيكي بولستر، التى تعمل بقناة BBC، وعُرض على منصّة "Egypt Watch"- تأسست برقم (13192374) فى لندن في فبراير 2021- بتمويل من التنظيم الدولي
والمريب أن الفيلم الوثائقي تضمن شهادات شخصيات غربية قريبة من جماعة "الإخوان" الإرهابية، منهم ديفيد كيركباتريك، الصحفي المشهور في "نيويورك تايمز"، والأخطر مما يثير الريبة مشاركة شخصيات إنجليزية برلمانية وأخرى جامعية في جلسة نقاشية عقب عرض المادة الوثائقية، هما كريسبين بلانت رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، وإليزابيث نوجنت أستاذ العلوم السياسية في جامعة برينستون الأمريكية، وصحفى بريطانى يدعى بيتر أوبورن.
وهذا الفيلم يحمل أكاذيب وتلفيق وتزييف للتاريخ والوقائع والأحداث التى جرت فى مصر حيث كان تجمع رابعة مسلّحًا ولم يكن سلميًا مثلما يدعون، وإساءة إلى ثورة شعب بأكمله ضد جماعة اتخذت من الدين ستارا للوصول إلى الحكم ومن العنف وسيلة لبلوغ أهدافهم.
ويذكر يجب أن يكون التاريخ سردا للحقائق خاصة فى الأفلام الوثائقية باعتبار أن الحقيقة هي "روح التاريخ"، لذا فإن تزوير ثورات الشعوب جريمة ضد التاريخ حيث تبذل جماعة الإخوان الإرهابية قصارى جهدها مع مباركة من المخابرات البريطانية لإنكار وتزوير ثورة الشعب فى 30 يونيه 2013 وتزوير الاعتصام المسلح باظهاره أنه كان سلميًا على حين أنه كان وكرًا مسلحًا بالأسلحة والمتفجرات.
إن المخابرات البريطانية تساهم مع الجماعة الإرهابية فى تشويه الحقائق والأحداث ليشكلوا عقول الشعوب الأخرى بنسخة زائفة لحقبة مهمة من تاريخ أمتنا المصرية العريقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اعتصام رابعة المسلح
إقرأ أيضاً:
كيف استمر نهب الأراضي بعد إجهاض ثورة ديسمبر؟
كيف استمر نهب الأراضي بعد إجهاض ثورة ديسمبر؟
تاج السر عثمان بابو
1بيّنا وفصلنا في دراسة سابقة عن نهب الأراضي في السودان، المتغيرات التي حدثت في الفترة: “2008- 2018″، وبعد الأزمة الاقتصادية لعام 2008، وخاصة بعد انفصال الجنوب وفقدان البلاد لـ 75% من عائد النفط، واحتياج حكومة البشير لنهب موارد جديدة، منح السودان ملايين الأفدانة لمستثمرين من السعودية والامارات وتركيا والصين والأردن، قطر، مصر، لبنان، الكويت، وسوريا، والتي استحوذت على مساحات شاسعة من الأراضي لإنتاج المحاصيل الغذائية والأعلاف الحيوانية مثل البرسيم، والوقود الحيوي، فضلا عن تقلص مواردنا المائية.
وهي في الواقع عملية نهب للأراضي لأنها تستنزف خصوبة التربة والمياه الجوفية في سلب واضح لحقوق المجتمعات المحلية التي تعتمد على الأرض في الرعي الزراعة للاكتفاء من الغذاء، رغم طلب الحكومة بتخصيص 25% من أراضي الاستثمار للمجتمعات المحلية الا أن ذلك لم يتم بالشكل المطلوب، واستمر نهب أراضي السكان المحليين وطردهم من اراضيهم.
2بعد انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 واصلت السلطة في السياسة نفسها، كما في إعلان البرهان منح تركيا 100 الف هكتار للاستثمار في السودان، وبقية المشاريع مثل مشروع الهواء الزراعي، واعطاء ميناء “ابو عمامة” لمصلحة الإمارات الذي وجد مقاومة واسعة من المجتمعات المحلية وقوى ثورة ديسمبر وغيره.. إضافة لتنازل البرهان دون شرعية عن حلايب وشلاتين وابو رماد لمصر الذي وجد رفضا واسعا. الخ.
لم يكتف نظام الانقاذ بنهب الأراضي الزراعية، بل امتد النهب لما في باطن الأرض من معادن وبترول، ومارست الإبادة الجماعية وتدمير البيئة لهذا الهدف كما في استخراج البترول والذهب.
في فترة إنتاج البترول وتصديره في عهد الإنقاذ لم يتم الاستفادة من عائدات النفط في دعم الإنتاج الزراعي والصناعي والحيواني والبنيات الأساسية لأن النفط ثروة ناضبة، بل تم نهب عائدات البترول من الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وتهريبها للخارج، إضافة لنهب ثروات السودان وصب الزيت على لهب الصراع في الجنوب، بعد اكتشاف شركة شيفرون الأمريكية للنفط، وتفاقم مشكلة الجنوب بعد أن الغي الديكتاتور نميري عام 1983 اتفاقية اديس أبابا وتقسيم الجنوب، واندلاع الحرب الأهلية من جديد، حتى الانفصال بعد اتفاقية نيفاشا، وكان من أسباب التعجيل به اكتشاف النفط الذي فتح شهية الانفصال بالاستحواذ علي كل عائداته بدلا من اقتسامه، هذا اضافة لتدمير البيئة والغابات، والموارد المائية، وطرد أعداد كبيرة من سكان الجنوب والنوبة من أراضيهم لمرور أنابيب النفط لميناء بورتسودان بواسطة الشركات الصينية وغيرها من المؤسسات التي كانت عاملة في النفط.
3كما استمرت الممارسات نفسها في نهب ثروة الذهب في السودان، وتهريب أكثر من 70% من عائداته للخارج، علي سبيل المثال: متوسط إنتاج الذهب بين 100- 250 طن (صحيفة الشرق الأوسط: 11 يناير 2020)، وتُقدر العائدات بحوالي 8 مليار دولار، في حين التقديرات الرسمية للحكومة بين 82- 93 طن (موقع الجزيرة 5/1 / 2017)، بعائدات تُقدر بمتوسط 850 مليون دولار، مما يعكس حجم النهب والتهريب الكيير لعائدات الذهب في السودان، وفقدان الدولة لثروة كبيرة، مما يتطلب اوسع حملة لوضع الدولة يدها علي ثروة الذهب لمصلحة تقدم وتنمية البلاد، حتى لايتم تبديدها كما حدث للنفط. وبعد حرب 15 أبريل 2023 تم الاستمرار في نهب وتهريب الذهب من طرفي الحرب لمصلحة المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب بهدف نهب ثروات البلاد وإيجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر.
ونلاحظ أن عملية نهب الأراضي وابادة وتهجير السكان الاصليين كما يحدث حاليا في دارفور وجنوب النيل الأزرق، وجنوب كردفان وبقية المناطق بهدف نهب الأراضي والموارد، والشروط القاسية التي يعمل فيها المعدنون في استخراج الذهب والذين يتعرضون احيانا للموت والدفن في المناجم نتيجة انهيارها، وفي ظروف عمل اشبة بالاسترقاق بحثا عما يقيم أود الحياة لمصلحة شركات أجنبية وأفراد رأسماليين يحققون أكبر تراكم رأسمالي بدائي من تلك العملية اشبه بما وصفه ماركس في مؤلفه “الرأسمال” المجلد الأول: “إن اكتشاف الذهب والفضة في أمريكا وافناء السكان الأصليين واسترقاقهم ودفنهم في المناجم، وبداية غزو ونهب جزر الهند الغربية، وتحول افريقيا الي منطقة لصيد ذوى الشرة السوداء علي نطاق تجاري، كل ذلك أعلن الفجر الوردي لعصر الإنتاج الرأسمالي” (كارل ماركس، الرأسمال، المجلد الأول موسكو 1974 ‘ص 704″.
4مما يتطلب مواصلة الضغوط الجماهيرية لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة وتحسين شروط الاستثمار، ومراجعة كل العقود التي تصل مدة ايجارها 99 عاما بالنسبة للاراضي، وعقود شركات التعدين التي تصل فيها نسبة الشركات الى 70%، مع تدمير البيئة، وعدم تطوير مناطق التعدين بتسبة من عائدات الذهب وبقية المعادن..
الوسومالأزمة الاقتصادية الإمارات التحالف الاقتصادي لقوى ثورة ديسمبر السودان النيل الأزرق تاج السر عثمان بابو تركيا حكومة عمر البشير دارفور روسيا قطر