وزيرة البيئة تفتح الدورة الـ16 لمعرض الشرق الأوسط الدولي لصناعة الورق
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الدورة الـ16 لمعرض الشرق الأوسط الدولي لصناعة الورق والكرتون والورق الصحي والصناعات التحويلية والطباعة والتعبئة والتغليف، المقام تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة البيئة، وتنظمه شركة النيل للمعارض والتجارة خلال الفترة من 8-10 سبتمبر 2024 بمركز مصر للمعارض الدولية.
ويأتي ذلك بحضور الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، سامي الصفران رئيس الاتحاد العربي للصناعات الورقية والطباعة والتغليف، المهندس نديم الياس رئيس غرفة صناعات الطباعة والتغليف، سفراء دول كل من «أوغندا - غانا - نامبيا - ملاوي - إندونيسيا - الكونغو»، ويشارك في المعرض 316 شركة، و213 شركة مصرية، و103 شركات أجنبية وعربية.
وتفقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أجنحة المعرض وجناح وزارة البيئة المقام به والذى يقدم مجموعة من المطبوعات ونماذج منتجات مصنعة من الكرتون والورق المعاد تدويره، وأجرت حوارا مع عدد من الشركات العارضة والعارضين واستمعت إلى الأنشطة الخاصة بهم وتعرفت على أحدث التكنولوجيات المستخدمة في صناعة وتدوير الكرتون والورق.
وأكدت وزيرة البيئة أهمية هذا المعرض الذى يجمع عدد كبير من الشركات العاملة في مجال تدوير الورق والكرتون، حيث تعتمد صناعة الورق على فكرة إعادة التدوير وإعادة استخدامه مرة أخرى، لافتةً إلى اعتماد عدد كبير من الشركات على تكنولوجيات حديثة مكنتها من التصدير للأسواق العالمية.
وأشارت وزيرة البيئة إلى وجود العديد من الشركات العاملة في مجال تدوير المناديل الورقية من ورق معاد تدويره، كما أن هناك شركات تقوم بصناعة الاكياس الورقية تماشياً مع توجه الدولة نحو الحد من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، حيث تتولى وزارة البيئة مع عدد من الوزارات الأخرى مسؤولية العمل على نشر ثقافة استخدام الأكياس الورقية والمعاد استخدامها مرة أخرى، لتقليل الأخطار الناتجة عن استخدام الأكياس البلاستيكية.
وأوضحت فؤاد أن المعرض يهدف إلى التسويق للشركات المصرية والعربية والعالمية في قطاع والورق والكرتون والورق الصحي والتعبئة والتغليف والطباعة، وتحقيق التكامل الاقتصادي والصناعي والتجاري بين الدول العربية والعالمية وذلك من خلال مشاركة رجال الأعمال والمستثمرين الدوليين والشركات العالمية في فعاليات المعرض والاطلاع على الفرص الاستثمارية المتوفرة وتحقيق الأهداف المرجوة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البيئة وزارة البيئة وزيرة البيئة الصناعات التحويلية مجلس الوزراء مركز مصر للمعارض الدولية وزیرة البیئة من الشرکات
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة
#سواليف
#الشرق_الأوسط بين #المطرقة و #السندان: حين تُمسك #واشنطن و #تل_أبيب بخيوط اللعبة
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا، حيث تتقاطع فيها خطوط النار مع التحالفات الدولية، وتتشابك الأجندات الإقليمية مع صراعات النفوذ. لكن رغم تعدد الفاعلين الظاهريين، يظل المشهد محكومًا بثنائية واضحة: الولايات المتحدة ترسم الخطوط الكبرى، وإسرائيل تنفذها على الأرض. أما بقية الأطراف، من العواصم العربية إلى العواصم الأوروبية، فدورها لا يتعدى التفاعل الهامشي مع نتائج سياسات لا يملكون التأثير الحقيقي فيها.
مقالات ذات صلةفي قلب هذا الواقع المأزوم، تتصدر غزة المشهد مجددًا كرمز للمعاناة المستمرة. القصف الإسرائيلي المتواصل يحصد أرواح الأبرياء، ويدمر المنازل والبنى التحتية، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة. المستشفيات انهارت، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، والمجتمع الدولي يراقب بصمت. وحتى الوساطات الإقليمية، مثل جهود مصر وقطر، رغم جديتها، تبدو عاجزة أمام تعنت إسرائيلي مدعوم سياسيًا وعسكريًا من واشنطن.
الولايات المتحدة، التي تُفترض بها مسؤولية كقوة كبرى، لا تقوم بدور الوسيط النزيه. بل تواصل تقديم مقترحات “سلام” تفصّلها وفق المصلحة الإسرائيلية، متجاهلة الحقوق الفلسطينية الأساسية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار. لا عجب إذًا أن ترفض الفصائل الفلسطينية هذه المبادرات، التي تهدف إلى تهدئة مرحلية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.
ولا تختلف الصورة كثيرًا في لبنان، حيث الجنوب ما يزال ساحة مستباحة للغارات الإسرائيلية المتكررة. الدولة اللبنانية تعاني من ضعف مؤسسي وغياب إرادة موحدة، فيما سلاح حزب الله يظل محط جدل داخلي وإقليمي. ومع استمرار إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء دون مساءلة، تتحول الأراضي اللبنانية إلى منطقة توتر دائمة، في ظل عجز دولي واضح عن فرض أي قواعد اشتباك عادلة.
أما الملف الإيراني، فهو بدوره يعكس ذات المعادلة المختلّة. طهران رفضت مؤخرًا مقترحًا نوويًا أمريكيًا وصفته بـ”غير القابل للتطبيق”، معتبرة أنه يكرس منطق الضغوط لا التفاهم. ومع تعثر المفاوضات وغياب الثقة، تتسع الهوة بين واشنطن وطهران، ويزداد التوتر على أكثر من جبهة، بما ينذر بانفجار إقليمي قد يتجاوز حدوده الجغرافية.
في ظل هذا المشهد، تبدو الساحة العربية في أسوأ حالاتها من حيث التنسيق والتأثير. لا جامعة عربية فاعلة، ولا تكتل إقليمي قادر على تشكيل موقف موحد. البعض غارق في أزماته الداخلية، والبعض الآخر يدير ظهره للقضية الفلسطينية في مقابل مكاسب تطبيعية آنية. هذه الانقسامات منحت إسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع مشروعها الاستيطاني وفرض وقائع جديدة، دون أن تواجه ضغطًا حقيقيًا من أي طرف عربي.
اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يقود الحكومة اليوم، لم يعد يخفي نواياه. هناك إيمان عميق داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب بأن استخدام القوة وحده كفيل بتحقيق “الأمن”، وأن المجتمع الدولي لن يتجاوز بيانات القلق المعتادة. وهذا ما تؤكده ردود الفعل الباهتة على المجازر في غزة، التي لم تُقابل حتى الآن بأي تحرك فعلي من مجلس الأمن أو المؤسسات الحقوقية.
الأخطر من كل ذلك هو تطبيع التوحش. حين تُمارس القوة بلا محاسبة، ويُكافأ المعتدي بدلاً من رَدعِه، تتحول المجازر إلى مشهد يومي، وتتحول المبادئ إلى شعارات خاوية. وفي هذا السياق، لم تعد العدالة جزءًا من المعادلة السياسية، بل مجرد تفصيل لا يغيّر شيئًا في حسابات الربح والخسارة الجيوسياسية.
إن الأزمة في الشرق الأوسط ليست أزمة عابرة، ولا يمكن حلّها عبر تسويات شكلية. طالما أن مفاتيح الحل لا تزال محتكرة من قبل من يرفض أصلًا الاعتراف بجوهر المأساة، فإن كل حديث عن السلام يظل أقرب إلى الوهم. المطلوب ليس إدارة الأزمة، بل كسر المعادلة التي جعلت من الاحتلال واقعًا طبيعيًا، ومن الضحية متهمًا.
لقد آن الأوان لإعادة النظر في أدوات الضغط، وتفعيل الأدوار العربية والدولية، لا بالصوت فقط، بل بالفعل. فسلام بلا عدالة ليس سلامًا، بل استراحة مؤقتة تسبق انفجارًا أكبر.