كشفت مصادر فرنسية رسمية، أنّ الجزائر ترفض إصدار تصاريح لاستعادة مواطنيها المُقيمين بشكل غير شرعي على الأراضي الفرنسية، بمن فيهم المُتهمّين بارتكاب جرائم الذين صدرت بحقّهم قرارات إبعاد، مما تسبب باكتظاظ مراكز احتجاز المهاجرين.

ويصل عدد الجزائريين المُتّهمين بارتكاب جنح وجرائم إلى 4 آلاف من أصل 18 ألف مواطن أجنبي مُحتجزين في السجون الفرنسية، والذين من المُفترض حسب قانون الهجرة الفرنسية إبعادهم عن البلاد.

???????? Les centres de rétention administrative saturés par des Algériens qui ne partent pas, y compris ceux qui ont commis des crimes et des délitshttps://t.co/QcdZgpJRyG

— Police & Réalités (@PoliceRealites) September 9, 2024

ويقول محافظ إحدى الأقاليم الفرنسية إنّ "مراكز الاحتجاز الإداري مُكتظّة دائماً بالجزائريين الذين لا يُغادرون.. إنّها مُشبعة". ويُوضح مسؤول فرنسي آخر "نحن نُصدر دائماً تصاريح الطرد من بلادنا، ولكن في حالة عدم وجود تصريح قُنصلي من بلادهم، نضطر لإطلاق سراحهم".

ومن جهته، كشف السفير الفرنسي السابق في الجزائر  غزافييه درييونكور، لصحيفة "فيغارو"، أنّه لم يتم ترحيل أي جزائري منذ فترة طويلة. وقال: "إنّ رفض إصدار تصاريح قنصلية تسمح بعودة المهاجرين غير الشرعيين إلى الجزائر، هو السلاح الوحيد المُتاح للحكومة الجزائرية، بهدف محاولة إخافة باريس، وذلك منذ أن أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخراً الاعتراف بمشروع المغرب، فيما يتعلّق بالحكم الذاتي لمنطقة الصحراء الغربية، كأساس وحيد للتوصل إلى حلّ سياسي".

Les centres de rétention sont saturés par les algériens qui ne partent pas.

Et si on essayait les solutions de #Reconquête ? Gel des avoirs des dirigeants, blocage des transferts western union, fin de la dispense de visa pour les passeports diplomatiques, et surtout dénonciation… https://t.co/Pcd0mGXA9M

— Arthur Cottrel (@ArthurCottrel) September 9, 2024 إجراءات انتقامية

وفي ذات الصدد، رأى درييونكور في حوار آخر مع مجلة "لو بوان"، أنّه بعد اتخاذ باريس موقفاً مؤيداً للمغرب بشأن قضية الصحراء الغربية، كان من المتوقع اتخاذ إجراءات انتقامية قوية من قبل الجزائر، لكنّ فتح جبهة مع فرنسا هو أمر محفوف بالمخاطر للغاية، لذلك ففي الوقت الحالي فإنّ الجزائر تكتفي برفض إصدار تصاريح قنصلية لاستعادة مواطنيها المُبعدين عن الأراضي الفرنسية إلا بشكل محدود جداً يكاد لا يُذكر. كما أنّ الجزائر باتت تزيد من المتاعب الإدارية تجاه الدبلوماسيين الفرنسيين الجدد. لكن في الوقت الحالي، لم يذهب الأمر إلى أبعد من ذلك.

Sahara-Occidental : entre la France et l’Algérie, le début d’une ère glaciaire. ⁦@lea_masseguin⁩ ⁦@libe⁩ https://t.co/6esEDIHZcE

— Victor Boiteau (@v_boiteau) August 1, 2024

وحسب الباحثة والكاتبة الفرنسية راشيل بنهاس، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، فإنّه منذ الخلاف السياسي الجديد مع فرنسا حول الصحراء الغربية، لم يعد القناصل الجزائريون في فرنسا يُصدرون تصاريح قنصلية ضرورية للسماح باستعادة مواطنيهم غير الشرعيين أو المُدانين. بل إنّ الجزائر قامت كذلك بإلغاء التصاريح التي كان قد تمّ إصدارها بالفعل، والتي يحتاجها الجزائريون لمُغادرة السجون ومراكز الاحتجاز الفرنسية.

ومع ذلك، يستفيد الجزائريون من عدد كبير جداً من تأشيرات الدخول الفرنسية، حيث صدر لهم في عام 2023 أكثر من 200 ألف تأشيرة.

وفي كل عام، يُمنح العديد منهم تصريح إقامة أول: نحو 31 ألف في عام 2023 مُقارنة بـ 27 ألف تصريح إقامة في عام 2019.

Sahara occidental : l'immigration, ce levier de l'Algérie pour faire pression sur la France https://t.co/NNL6MfePeo

— Marianne (@MarianneleMag) September 7, 2024 الهجرة غير الشرعية

ولكن، وبالإضافة إلى قنوات الهجرة القانونية هذه (لأغراض عائلية ولم شمل الأسرة، أو للعمل)، هناك مُعضلة الهجرة غير النظامية. وقد زادت عمليات عبور المُهاجرين إلى إسبانيا وجزر الكناري بنسبة 52% منذ بداية العام 2024. ويُمثّل الجزائريون 46% من المُهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى القارة الأوروبية عن طريق البحر. ويعبر معظم هؤلاء إسبانيا للوصول إلى فرنسا التي يُقيم فيها 90% من المهاجرين الجزائريين في أوروبا.

وللقضاء على هذه الظاهرة، تحتاج فرنسا إلى تعاون ضروري من السلطات الجزائرية. وهذه هي المشكلة المعروفة لإصدار التصاريح القنصلية الضرورية للسماح بالعودة إلى البلاد، لكنّ الجزائر ترفض غالباً إصدار هذه التصاريح.

Paris se heurte au refus d'Alger, qui ne souhaite pas délivrer des laissez-passer consulaires pour reprendre ses ressortissants en situation illégale en France.
→ https://t.co/39FcekSv3J pic.twitter.com/fWPfBUBwE5

— Le Figaro (@Le_Figaro) September 8, 2024 تحوّل تاريخي

وكان الإليزيه، قد انتهز فرصة الذكرى الـ 25 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش في 30 يوليو (تموز) الماضي، لينشر بشكل علني رسالة موجهة إلى ملك المغرب من الرئيس ماكرون، تؤكد أنّ مشروع الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية هو "الأساس الوحيد للتوصل إلى حلّ سياسي عادل ودائم ومُتفاوض عليه".

وحتّى ذلك الوقت، كانت باريس تعتبر أنّ الخطة المغربية ليست سوى "أساس للنقاش"، وهو ما أثار تحوّلاً تاريخياً في السياسية الفرنسية تجاه الملف الشائك، وصدمة للجزائر التي سحبت سفيرها على الفور، مُجددة دعمها جبهة البوليساريو التي تُطلب باستقلال الصحراء الغربية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الجزائريين الفرنسية المغرب فرنسا الجزائر المغرب الصحراء الغربیة من الم

إقرأ أيضاً:

شاهد.. سرّ تعرض الإسباني كوكوريلا لصافرات الاستهجان أمام فرنسا والبرتغال

كشف تقرير بريطاني عن سبب صافرات الاستهجان المتواصلة التي أطلقها الجمهور الألماني في كل مرة تصل فيها الكرة إلى مارك كوكوريلا لاعب المنتخب الإسباني في المباراة النهائية لدوري الأمم الأوروبية.

وفشل المنتخب الإسباني -أمس الأحد- في الحفاظ على لقب النسخة الماضية بخسارته النهائية أمام البرتغال بركلات الترجيح 3-5 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 2-2 على ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونخ الألمانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2برشلونة غاضب من تير شتيغن بسبب تصرفه يوم الاحتفال بلقب الليغاlist 2 of 2غوارديولا يرفض مقارنة لامين جمال بميسيend of list

وشهدت المباراة إطلاق صيحات الاستهجان كلما لمس كوكوريلا الكرة، وهو تصرّف مكرر لما حدث في لقاء إسبانيا ضد فرنسا في نصف نهائي البطولة ذاتها، والتي جرت الأربعاء الماضي.

????????????????????

صافرات الاستهجان ضد ككوريا طوال المباراة ????????#البرتغال_اسبانيا pic.twitter.com/TVohF3QZOR

— KHALID ALOLYAN ???????????? (@OLYAN15K) June 8, 2025

وذكر موقع "غيف مي سبورت" البريطاني أن سبب هذا التصرّف "الغاضب" من قبل الجماهير الألمانية يعود إلى لقطة سابقة حدثت في العام الماضي، خلال بطولة كأس أوروبا (يورو 2024) التي استضافتها بلادهم.

ويعتقد الجمهور الألماني أن كوكوريلا تسبب في إقصاء منتخبهم من البطولة القارّية بعد أن أوقف تسديدة جمال موسيالا بيده بينما كانت في طريقها للمرمى، علما بأن الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور لم يحتسب ركلة جزاء.

✍???? أنت الحكم، هل استحقت ألمانيا ركلة جزاء؟

???? اشترك الآن ????

???? https://t.co/rqgQjLVzKF
???? https://t.co/alkogGtHdW#يورو2024 | #موطن_اليورو#Euro2024 | #beINEURO | #HomeofEuro pic.twitter.com/ENmPpDYxWT

— beIN SPORTS (@beINSPORTS) July 6, 2024

إعلان

وجرت المباراة المذكورة في الخامس من يوليو/تموز 2024 ضمن لقاءات الدور ربع النهائي من كأس أوروبا، وانتهت بفوز إسبانيا 2-1 بعد اللجوء إلى شوطين إضافيين، حيث سجل ميكيل مورينو هدف الفوز في الدقيقة 119.

ويبدو أن الجمهور الألماني لم ينس هذه اللقطة لكوكوريلا ولم يغفر أيضا لظهير تشلسي، وهو ما بدا واضحًا خلال مباراتي إسبانيا ضد فرنسا والبرتغال على ملعبي إم إتش بي أرينا" في شتوتغارت، وأليانز أرينا في ميونخ.

وقلّل كوكوريلا (26 عاما) من أهمية هذه الصيحات في تصريحات أدلى بها بعد الفوز المثير الذي حققه منتخب بلاده على فرنسا 5-4 في نصف النهائي، وعلق على ذلك لشبكة "كادينا كوبي" الإسبانية: "هذه أمور تحدث في كرة القدم. وأنا لست مذنبًا في أي شيء".

???? – Cucurella is receiving loud whistles by the entire stadium! pic.twitter.com/U3ZXB4Eyqq

— The Touchline | Football Coverage (@TouchlineX) June 5, 2025

وأضاف "في الحقيقة لا أعلم ما الذي يحاولون تحقيقه من وراء ذلك لكن هكذا هي الأمور. الأهم أننا وصلنا إلى النهائي وهذا كل شيء".

اللافت أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) احتاج إلى 3 أشهر من أجل الاعتراف بوجود خطأ تحكيمي بعدم احتساب ركلة جزاء لألمانيا في تلك اللقطة.

ففي 24 سبتمبر/أيلول 2024 أوضحت لجنة التحكيم في "يويفا" أنه كان يجب احتساب ركلة جزاء بسبب لمسة يد على كوكوريلا إثر تسديدة من جمال موسيالا في الوقت الإضافي حين كانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1.

حينها سخر توني كروس -قائد منتخب ألمانيا في تلك البطولة التي اعتزل بعدها – من توضيح يويفا بالقول "استغرق الأمر منهم 3 أشهر ليدركوا أنها لمسة يد وهو ما رآه الجميع تقريبا في ثانية واحدة. شكرا لكم".

وأضاف ساخرا "هل يمكنني أن أعلن نفسي بطلا لأوروبا الآن بعد أن أعلنوا رسميا أن ذلك كان خطأ؟ لا أعتقد ذلك".

إعلان

مقالات مشابهة

  • المغرب يدين استغلال الجزائر قضية الصحراء سياسيا على حساب الاستقرار الإقليمي
  • دموع على عتبات المساجد والمنازل.. حوادث تروّع العالم من العراق إلى فرنسا
  • بن جامع: قضية الصحراء الغربية تبقى مسألة تصفية استعمار
  • لأول مرة.. اجتياز امتحانات البكالوريا في الثانوية الفرنسية بالعيون
  • شقير: موقف حزب "أم كاي" يعكس أن دعم الجزائر لأطروحة الانفصال في تنافسها مع المغرب أصبح لا يخدم مصالح إفريقيا
  • جاكوبين: الإسلاموفوبيا دفعت آلاف المسلمين لمغادرة فرنسا
  • ضغوط أوروبية لإنقاذ الكاتب بوعلام صنصال.. الجزائر في مرمى الانتقادات
  • انطلاق القمة العالمية للمحيطات بمدية نيس الفرنسية
  • أحزاب أقصى اليمين تندد بسياسات الهجرة في أوروبا
  • شاهد.. سرّ تعرض الإسباني كوكوريلا لصافرات الاستهجان أمام فرنسا والبرتغال