عربي21:
2025-08-01@13:22:19 GMT

لماذا يجب على الناتو القلق من زيادة أعضاء مجموعة بريكس؟

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

لماذا يجب على الناتو القلق من زيادة أعضاء مجموعة بريكس؟

ناقش المعلّق في صحيفة "التايمز" البريطانية، روجر بويز، عبر مقال له، على مخاطر توسيع منظمة بريكس، وهي المنظمة التي أنشأتها البرازيل وروسيا والهند الصين وجنوب أفريقيا عام 2009. 

واستفسر بويز، خلال المقال نفسه، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول: "هل هذه مجرد صفقة تجارية؟ تقدّم فيها إيران صواريخ فاتح 360 لروسيا كي تدمر المجمعات السكنية الأوكرانية، مقابل شحنات من فول الصويا إلى إيران ومساعدتها على تجنب الحصار؟ وماذا عن المقاتلات الصينية التي تحلق فوق الأهرامات في مصر كجزء من مناورة عسكرية مشتركة وهل هي جزء من إعادة النظر في أمن البحر الأحمر؟".



وأوضح أنّه: "علينا الحديث عن اقترانات غريبة، فعندما قام بنك غولدمان ساكس بنحت اسم  "بريكس" في عام 2001، كان يهدف لتحذير المستثمرين ولفت نظرهم إلى مجموعة مهمة من الدول النامية بشكل سريع، وتتمتّع بثروات معدنية وأعداد كبيرة من السكان وسرعة معينة في التحرك".

"بعد عقد من الزمان، انضمت جنوب أفريقيا إلى البرازيل وروسيا والهند والصين، في تأكيد منها بأن القارة الأفريقية لابُد وأن تكون جزءا من هذا المزيج، ولو لمجرد قيمتها الجيوسياسية على طول طرق التجارة بين الغرب والشرق" تابع الكاتب نفسه، مردفا أن: "مجموعة البريكس كانت مجموعة مثيرة للإهتمام من الدول، ولم  يتوقع العديد من المحللين أن تبقى هذه الدول على قيد الحياة، تعمل بوئام وبخاصة في ظل التنافس بين الهند والصين".

وأضاف: "لم يكن هناك أي سبيل معقول يدعو للتفكير من أنّ النادي هذا سيكون له أثر دبلوماسي واضح؛ ومع ذلك فقد تكشفت في هذا الأسبوع النسخة الموسعة من البريكس وظهرت ألوانها الحقيقية في مؤتمر استراتيجي عقد في سانت بطرسبرغ الروسية، جمع وزراء خارجية الدول الأعضاء، بمن فيهم الوزير الصيني الماكر وانغ يي إلى جانب مستشاري الأمن القومي وكبار الشخصيات في صناعة الدفاع". 

وأكّد: "سوف يتّبع ذلك الشهر المقبل قمّة كاملة برئاسة فلاديمير بوتن، وبحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ على الطاولة. ويقول بويز إن النادي تحول فجأة إلى محور ضم إليه عدد من الأعضاء الجدد مثل السعودية ومصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، وهو ما أصبح يطلق عليه بريكس+".

وأشار بويز، خلال المقال نفسه، إلى أنّ "هناك دعوات أخرى في الطريق، بما في ذلك صربيا الصديقة لبوتين وتركيا العضو في حلف شمال الأطلنطي. وسوف تضم مجموعة البريكس أعضاء في أوبك وثلاث قوى نووية على الأقل وبعض أعضاء منظمة التجارة العالمية، وكلها ترقص، على أنغام مبادرة الحزام والطريق الصينية. وبإلهام من تحدي بوتين لحلف شمال الأطلسي الداعم لأوكرانيا".

واسترسل بالقول: "قد أصبحت المجموعة مسلحة، فهل يمكن أن تكون هذه المجموعة معادلا للناتو في الجنوب العالمي، أو تحالفا متماسكا مناهضا مستعدا للتعامل مع إدارة أمريكية بقيادة دونالد ترامب والتحول نحو الشرق؟"، متابعا بأن "المجموعة الرباعية الأصلية لبريكس، كانت مكونة من دول تفكر بنفس الطريقة وسئمت من الخضوع لمؤسسات تتحكم بها أمريكا، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي". 


وأبرز أنه: "في وقت ثار فيه الشك من استعراض القوة العسكرية الأمريكية. وترفض هذه المجموعة، المبدأ القائل بأن التحالف عبر الأطلنطي هو النقطة المحورية للعالم، وتقول إن المحيطين الهندي والهادئ هما اليوم لأكثر أهمية، فضلا عن طرق التجارة البحرية ونقاط الاختناق فيهما"، مؤكدا أن "هذه هي النقطة التي تعتقد دول البريكس تتميز بها على الحلف الأطلنطي". 

"سيتحدث مؤتمر البريكس في هذا الأسبوع عن انفتاح الصين على أفريقيا وعن المعدات العسكرية القاتلة التي يتم اختبارها على الطريق في حرب روسيا ضد أوكرانيا وعن تكنولوجيا المراقبة التي تستخدمها الصين ودول الخليج والتي يمكن أن تعمل على تحسين معدلات بقاء الأنظمة الاستبدادية" تابع الكاتب نفسه، مبرزا أن "هناك أيضا تدفق مستمر من التحليلات داخل مجموعة البريكس لساحات المعارك في أوروبا والشرق الأوسط وعملية التعلم بشأن الدفاعات الجوية والحرب الإلكترونية".

وفي السياق نفسه، قال الكاتب إن "الخبراء في حلف الناتو يستهينون بفكرة بريكس+ وقدرتها على التحول إلى تحالف قتالي. وسأل أحد الجنرالات الذي تحول الآن للقطاع المدني الكاتب: أين القيادة المركزية؟ أين القضية المشتركة؟ وهو محق في سؤاله، فبعض أنشطة مجموعة البريكس يمكن تعريفها بأنها شبه قتالية". 

وتابع: "عندما تشارك الصين في المناورات مع بيلاروسيا، فإن ذلك من أجل قياس درجة قوة البلد وربما فحص ولاء جيشه لبوتين، وربما لا تريد الصين التوصل إلى استنتاجات لنفسها من الحرب. وإذا كان هناك أي شيء، فإن التعلم يأتي من مراقبة حرب المناورة والمقاومة التي قد تنطبق على المواجهة مع تايوان. ومن هنا  تتعلم الصين من أخطاء روسيا".

إلى ذلك، يرى الكاتب أن "قوّة مجموعة بريكس+ لا تنبع فقط من قوتها العسكرية بل وبتحولها إلى كارتل مؤثر قد يهز قدرة الغرب، فهو يسيطر على قدرات معدنية مهمة في العالم. ولدى الكارتل القدرة على تطوير قدرات معدنية ضرورية للحرب، ذلك أن البرازيل والصين وروسيا وجنوب أفريقيا، هي دول تلعب دورا مهما ورئيسا في الصناعات المعدنية، فيما تخطط السعودية لأن تصبح قوة تعدينية في المستقبل".

وأضاف بأنه "إذا انضمت جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى النادي، فسوف تضاف احتياطياتها الضخمة من الكوبالت إلى هذا الخليط. وإذا انضمت تشيلي، فسوف يصبح النحاس والليثيوم جزءا من بطاقة تعريف مجموعة البريكس. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى احتكار الكارتل المواد اللازمة للألواح الكهروضوئية وطواحين الهواء، والسيارات الكهربائية"، مردفا أنه "بالتالي فنحن أمام تحالف يتمتع بالقدرة على التحكم في وتيرة التخلص من الانبعاثات الكربونية  على مستوى العالم". 


"لكن كارتل المعادن لن يكون قادرا فقط على تحديد سعر ثورة الطاقة بل وتحديد مستقبل تحديث الأسلحة"، استرسل المقال نفسه، مشيرا إلى أن "المملكة العربية السعودية قد اشترت حصّة في مجموعة برازيلية تنتج إسفنج التيتانيوم، وهو مكوّن أساسي في الغواصات الروسية التي تسعى إلى الغوص بشكل أعمق، وفي محركات الطائرات، وفي تحديد مواقع الأقمار الصناعية في الفضاء". 

وأضاف: "أما بالنسبة لسبائك البلاتين المدمجة في محركات الطائرات والصواريخ، والتي تستخدم في كل مكان في الطلاء المغناطيسي لمحركات الأقراص الصلبة للكمبيوتر، فهي في أيدي روسيا التي تتحكم بنسبة  12.8 في المئة من الإنتاج العالمي، وفي يد جنوب أفريقيا التي تتحكم بنسبة 66.7 في المئة من الإنتاج العالمي".

وفي السياق نفسه، علّق بويز، بالقول: "حتى لو لم يصل الأمر إلى كابوس الخيال العلمي المتمثل في جيش روسي صيني مشترك، فإن دول البريكس + تسير في الطريق نحو تأكيد ميزة عسكرية محددة".


ويعتقد الكاتب، أن "الطّريقة لكسر مخالب بريكس+ هي إضعاف الرابطة بين الصين وروسيا حيث يتم خرق العقوبات المفروضة على روسيا وآلتها الحربية. فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات ثانوية على البنوك والشركات الصينية التي كانت عملت على استمرار التجارة بين البلدين، وقد أحدث هذا بعض التأثير، وحتى الآن، أدت كل عقوبة غربية إلى ولادة حل بديل، مثل مبيعات الذهب والوسطاء في هونغ كونغ وحركة المرور عبر الحدود التي تمر تحت الرادار".

واختتم الكاتب المقال نفسه، مبرزا أن "توسيع مجموعة البريكس يجعل هذه العمليات أسهل ويسمح لبوتين بالإفلات من العقاب على جرائمه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي بريكس البرازيل الصين جنوب أفريقيا الهند روسيا الصين روسيا الهند البرازيل جنوب أفريقيا المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجموعة البریکس

إقرأ أيضاً:

أوروبا تستعد للحرب: إعادة بناء البنية التحتية لتسريع حركة الجيوش

أنقرة (زمان التركية) – يستعد الاتحاد الأوروبي لإعادة بناء الطرق والجسور وخطوط السكك الحديدية لتمكين الجيوش من التحرك بسرعة داخل القارة في مواجهة هجوم روسي محتمل. تهدف هذه الخطة، التي تُنفذ بالتعاون مع حلف الناتو، إلى وصول الدبابات إلى الجبهة في غضون ساعات دون عوائق بيروقراطية.

بدأ الاتحاد الأوروبي في تجهيز الطرق تحسبًا لحرب محتملة مع روسيا. وقد تحرك أبوستولوس تزيتزيكوستاس، المسؤول عن النقل في الاتحاد الأوروبي، لجعل الطرق والجسور وخطوط السكك الحديدية مناسبة للاستخدام في زمن الحرب.

وأشار تزيتزيكوستاس إلى أنه في حال شنّت موسكو هجومًا محتملًا من حدودها الشرقية، فإن دبابات الناتو التي سترد على الهجوم ستواجه مشكلة في الأنفاق، وقد تنهار الجسور، وستعلق في بروتوكولات عبور الحدود.

مؤكدًا على خطورة الوضع، قال تزيتزيكوستاس: “لدينا جسور قديمة. بعضها ضيق ويحتاج إلى توسيع. وبعضها الآخر يجب إعادة بنائه بالكامل.” ويشدد تزيتزيكوستاس على أنه إذا لم تتمكن الجيوش الأوروبية من التحرك بسرعة، فسيكون الدفاع عن القارة مستحيلًا. وأضاف أن نقل الجنود والذخائر من الغرب إلى الشرق قد يستغرق أسابيع أو حتى أشهر في بعض الحالات. يجب على الاتحاد الأوروبي، بقدر ما ينتج من ذخائر، أن يقوم أيضًا بمد الطرق اللازمة لإيصال تلك الذخائر.

ولحل مشكلة البنية التحتية هذه، يعكف الاتحاد الأوروبي على إعداد استراتيجية تتضمن 500 مشروع تمتد على طول أربعة ممرات عسكرية رئيسية. الهدف هو ضمان قدرة القوات العسكرية على عبور الحدود في “ساعات، أو بضعة أيام على أقصى تقدير”.

تم تحديد هذه المشاريع بالتعاون مع الناتو وقياداته العسكرية. ومع ذلك، تُحفظ تفاصيلها سرية لأسباب أمنية. لا تقتصر المشاريع على البنية التحتية والطرق فحسب، بل ستشمل أيضًا تسهيلات بيروقراطية.

وصرح تزيتزيكوستاس أنه سيتم تقليل العوائق البيروقراطية، ولن “تعلق الدبابات في الإجراءات الورقية” عند عبور الحدود. وهذا يعني أن الأسلحة الثقيلة والوحدات العسكرية التابعة للدول الأوروبية ستكون قادرة على الوصول إلى الحدود الأوكرانية في غضون ساعات، دون عوائق عند نقاط التفتيش الحدودية.

ستحارب أوروبا فعليًا كدولة واحدة.

ستبدأ هذه الأعمال في وقت لاحق من هذا العام وستكون جزءًا من الاستعدادات الحربية المتزايدة في جميع أنحاء أوروبا. تهدف هذه الخطة أيضًا إلى ضمان قدرة أوروبا على تأمين نفسها في مواجهة التوقعات بتخفيض الوجود العسكري الأمريكي في القارة.

كان الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، قد حذر في يونيو الماضي من أن روسيا قد تهاجم أحد أعضاء الحلف بحلول عام 2030. وتستعد أوروبا الآن لخطة إعادة تسليح قد تصل تكلفتها إلى 800 مليار يورو، وذلك مع مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمزيد من المساهمات الدفاعية، ودخول هجمات فلاديمير بوتين على أوكرانيا عامها الرابع.

Tags: أوروباالحربروسياكوسكو

مقالات مشابهة

  • زيادة ضحايا الفيضانات.. الصين تعترف بقصور خطط الوقاية من الكوارث
  • كيف نفهم إستراتيجية روسيا في البحر الأسود؟
  • نجاح تجربة الناتو في العراق.. هل يمكن تطبيقها في سوريا ولبنان؟
  • رحيل الكاتب الكويتي صلاح الهاشم
  • “إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا
  • وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات أعضاء صندوق مخاطر المهن الطبية
  • ترامب يهدد برسوم جمركية على مشترين نفط روسيا وسط تحديات دول بريكس
  • الحكومة تقر زيادة تعويضات أعضاء صندوق مخاطر المهن الطبية
  • القلق يسيطر على دمشق ليلاً.. 3663 سيارة مسروقة وموجة بلاغات متزايدة
  • أوروبا تستعد للحرب: إعادة بناء البنية التحتية لتسريع حركة الجيوش