"المرأة تدفع لطليقها".. تصريحات وزيرعربي تثير جدلًا واسعًا حول مسؤولية النفقة بعد الطلاق
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
أثارت تصريحات وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، حول إلزام المرأة الميسورة بتحمل نفقة طليقها، نقاشًا حادًا بين الحقوقيين والبرلمانيين والمواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد شكلت تصريحاته، التي أدلى بها خلال مقابلة مع القناة الثانية المغربية، نقطة انطلاق لمناقشات واسعة حول موضوع النفقة بعد الطلاق، وكيفية توزيع المسؤوليات المالية بين الزوجين في ظل تغييرات اجتماعية وقانونية.
في تصريحاته، اعتبر وزير العدل أن المسؤولية المالية بعد الطلاق يجب أن تكون مشتركة بين الزوجين.
وأوضح أن المرأة الميسورة يجب أن تسهم في نفقة طليقها إذا كانت أوضاعه المالية متعثرة.
ووفقًا لوهبي، فإن دراسة الوضع المادي لكل من الزوج والزوجة ستساعد في تحديد الطرف الذي يحتاج إلى دعم مالي لتعويض الآخر، وذلك لتحقيق التوازن والعدالة.
ردود الفعل على التصريحاتفي أعقاب هذه التصريحات، عبّرت النائبة لبنى الصغيري، المحامية وعضوة لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، عن رأيها حول القضية.
وأكدت أن النقاش حول مسؤولية النفقة ليس جديدًا، بل يعود إلى مدونة الأسرة لعام 2004.
تنص المدونة على أنه في حال عجز الزوج عن الإنفاق على أبنائه، يجب على الأم الميسورة أن تتحمل بعض الأعباء. ومع ذلك، فإن هذا البند لم يُفعل بشكل كبير في الواقع.
وأشارت الصغيري إلى أن النفقة في الأصل تكون على الزوج، سواء تجاه زوجته أو أبنائه، وأن الزوجة غير ملزمة بالإنفاق على زوجها بعد الطلاق.
ومع ذلك، أكدت النائبة أن العديد من النساء يتحملن بالفعل مسؤولية أبنائهن، خاصة إذا كان الزوج غير قادر على تقديم الدعم المالي.
موقف الجمعيات الحقوقيةمن جانبها، اعتبرت جمعية "التحدي للمساواة والمواطنة" أن النفقة المشتركة بين الزوجين هي واقع موجود في العديد من الأسر المغربية.
وأشارت إلى أن العمل المنزلي الذي تقوم به المرأة يعتبر نوعًا من النفقة المشتركة. ولفتت الجمعية إلى أهمية تقنين هذا الأمر ضمن التشريعات الوطنية لضمان الاعتراف بالمساهمة المادية للزوجات.
وفي سياق متصل، استشهدت الجمعية بنتائج استطلاع رأي أجرته وزارة التضامن والمرأة والأسرة في عام 2016، والذي أظهر أن أكثر من 70% من المستجوبين يعتبرون العمل المنزلي مساهمة مادية من النساء في نفقات الأسرة.
بناءً على هذه النتائج، دعت الجمعية إلى تحديث التشريعات لتتضمن الاعتراف بالمساهمة المادية للزوجات، سواء من خلال العمل المنزلي أو المساهمة في النفقة، وذلك لضمان المساواة بين الزوجين في المسؤوليات والحقوق.
الآثار الاجتماعية والقانونيةتعد هذه التصريحات جزءًا من نقاش أوسع حول كيفية التعامل مع القضايا الاجتماعية والقانونية المتعلقة بالطلاق والنفقة.
في ضوء التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، يبدو أن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في التشريعات الحالية لضمان تحقيق العدالة والمساواة بين الزوجين.
الجدل حول تصريحات وزير العدل المغربي يعكس الحاجة إلى نقاش مستمر حول كيفية التعامل مع قضايا النفقة بعد الطلاق، وكيفية تحقيق التوازن بين المسؤوليات المالية والحقوق الشخصية.
ستظل هذه القضية موضوعًا هامًا للنقاش في المستقبل، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية والقانونية التي تؤثر على الأسر المغربية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي النفقة بعد الطلاق الحقوق القانونية مدونة الأسرة المسؤولية المالية العمل المنزلي التشريعات الوطنية تصریحات وزیر بین الزوجین وزیر العدل بعد الطلاق
إقرأ أيضاً:
وزير المالية يؤكد أهمية الشراكة بين الإدارة الضريبية والجمركية وجمهور المكلفين
الثورة نت /..
أكد وزير المالية عبدالجبار أحمد، أهمية بناء شراكة حقيقية بين الإدارة الضريبية الجمركية وجمهور المكلفين.
وأشار خلال لقائه اليوم، القائم بأعمال رئيس مصلحة الضرائب والجمارك الدكتور إبراهيم مهدي، إلى أن دمج مصلحتي الضرائب والجمارك يمثل خطوة مهمة في توحيد وتبسيط الإجراءات.
ولفت إلى أن قرار الدمج يأتي بعد دراسة متأنية ومن خلال الاستعانة بتجارب عدد من الدول التي تعمل بنفس الآلية وتحقق نجاحات ملحوظة.
وأكد الوزير عبدالجبار الثقة الكاملة في قدرة القيادة الجديدة للمصلحة على تطوير آليات العمل والارتقاء بمستوى الأداء، وتحقيق الأهداف المرسومة لعملية الدمج انطلاقا من توحيد القرار الضريبي والجمركي في مؤسسة واحدة.
إلى ذلك التقى وزير المالية بقيادات مصلحة الضرائب والجمارك من وكلاء ومدراء عموم.
وأشار إلى أن اللقاء يمثل فرصة للتأكيد على أن دمج المصلحتين يمهد للانطلاق بصورة أكثر كفاءة من خلال ترتيب برنامج التغيير والدمج على المستويات العملية والذهنية والنفسية.
ولفت إلى أن الهيكلة الجديدة للمصلحة ستراعي الوظائف المتشابهة وتعمل على تأطيرها في قطاعات موحدة، كما أنها ستراعي الوظائف المتخصصة والعمل على تعزيزها.. مؤكدا على أهمية إبراز مفهوم الخدماتية في الهيكل الجديد باعتبار المصلحة أكثر جهة حكومية تعاملاً مع شريحة واسعة من الجمهور مع الحرص على مراعاة المرونة فيه.
وشدد وزير المالية على ضرورة أن تكون المصلحة إحدى أدوات تنفيذ السياسات الاقتصادية التي تساهم في تحقيق النهوض والتنمية المستدامة.
ووجه قيادات المصلحة بالعمل بروح الفريق الواحد.. مبينا أن الفترة القادمة ستشهد تنظيم عدد من ورش العمل والندوات والعصف الذهني بهدف تحقيق التكامل وتطوير وتحديث كافة أعمال وأنشطة المصلحة.
وجدد التأكيد على ضرورة توعية منتسبي المصلحة وبصورة مستمرة بتحسين وتطوير آليات التواصل مع المكلفين باعتبارهم شركاء بالإضافة إلى خلق بيئة العمل المناسبة والتي تمثل الأساس لنجاح تنفيذ الخطط والبرامج المقرة.
من جانبه ثمن القائم بأعمال رئيس المصلحة اهتمام وزير المالية بتطوير أداء المصلحة.. مؤكدا الحرص على تنفيذ كافة الموجهات التي تطرق إليها.