كشف الدكتور فتحي عثمان الفقي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن حكم دعاء المرء بأن يجمعه الله بمن يحب إن كان حيوانا.

ويأتي ذلك بعد نشر الفنان خالد الصاوي نعي يعبر فيه عن حزنه العميق لوفاة كلبته التي وصفها بـ«ابنته»، وقوله: «يا رب أرجوك اجمعني بيها».

حكم دعاء المرء أن يجمعه ربه بحيوانه الأليف

وأكد الدكتور فتحي عثمان، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن دعوة الإنسان المسلم لربه أن يجمعه في الآخر مع حيوان نجس حرام شرعا، موضحا: «من المفترض أن يدعو الإنسان أن يغفر له ويحشره في زمرة النبي العدنان، ولكن ليس من المعقول أن أدعو الله أن يجمعني بحيوان نجس في الآخرة».

خالد الصاوي حكم تعزية الإنسان لغيره في وفاة حيوان الأليف

وعن حكم تعزية الإنسان لغيره في وفاة حيوان الأليف، كما فعل الشيخ مظهر شاهين مع الفنان خالد الصاوي ودعمه في ذلك الشيخ خالد الجندي، أكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن ذلك حرام شرعا، لأن تعزية المسلم لأخيه المسلم تكون من دافع المواساة بسبب فقدان شخص عزيز عليه كولده وأبيه، فلا يجوز أن يتم التعزية في الحيوانات، لأنه لا يجوز أن نساوى بين الإنسان والحيوان، مستشهدا بقول الله تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم».

الشيخ مظهر شاهين نصائح الأزهر بشأن تعامل الناس مع مثل هذه الأمور

وقدّم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر نصائح للشعب المصري مطالبا فيها بعدم الالتفات لهذه المواقف وعدم وضع مثل هذه الأفعال في اهتماتهم والاهتمام بشكل أكبر بإطاعة الله والقرب منه، والتمسّك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والاحتفال بالمناسبات الدينية كذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، من أجل أن يرفع الله عنهم الوباء والغلاء والداء، مستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: «ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد سفيان بيده عشرة، فقالت له زينب بنت جحش: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث».

وفاة كلبة خالد الصاوي

وفي وقت سابق، كتب الفنان خالد الصاوي، عبر حسابه الرسمي بموقع «انستجرام»، مودعًا بها كلبته «كيم» التي ماتت، إذ نشر صورة تجمعه بكلبته، وعلق عليها: «كيم ينبوع الحنان العائلة، باي باي حبيبة قلب بابي، يا رب أرجوك اجمعني بيها وبـ ميكي يوما ما، إن شاء الله في حلم طويل».

مظهر شاهين يعزي خالد الصاوي في وفاة كلبه

وقدّم بعدها الشيخ مظهر شاهين واجب العزاء لـ الفنان خالد الصاوي، وكتب عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «صادق المواساة للأخ الفنان خالد الصاوي في موت كلبه، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يربط على قلبه ويلهمه الصبر على فراقه، فالحزن عند الموت رحمة في قلوب العباد، والإسلام دين الرحمة بكل مخلوق أليف».

اقرأ أيضاًمظهر شاهين ومحمد أبو بكر.. كلبة خالد الصاوي تثير أزمة بين مشايخ الأزهر

مظهر شاهين يواسيه.. سرادق عزاء كلبة خالد الصاوي و سر علاقة الفنان بـ الكلاب

خالد الصاوي يعلق على ظهوره مع كلابه الخاصة: «مش عايزين مصلحة مني بعكس الناس اللي عاشرتهم سنين»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: خالد الصاوي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر مظهر شاهين الفنان خالد الصاوی مظهر شاهین فی وفاة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن النفس البشرية ليست معصومة من الزلل، بل الخطأ من شيمها، ويستوي في ذلك بنو آدم جميعًا، إلا من اصطفاهم الله لرسالته، فطهَّر قلوبهم من المعاصي. وفي إدراك هذا المعنى طمأنةٌ للنفس، وتسامحٌ معها، وحسنُ ظنٍّ بخالقها إذا رجعت إليه وطلبت منه الصفح والغفران.

واستشهد بما جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «كلُّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون» (رواه الترمذي).

أذكار الصباح الواردة عن النبي.. اغتنم ثوابها ورددها الآنما حكم أخذ المرتب بدون عمل؟.. الإفتاء تجيبحكم إجبار الزوجة على الإجهاض؟.. الإفتاء توضححكم معاشرة الزوجة المتوفاة.. الإفتاء: فعل مقزز تأباه العقول.. ومن الكبائر

وأوضح أن هذا العفو يُعين الإنسان على استدراك شؤون حياته بعد وقوعه في الذنب أو المعصية، ويمنعه من أن يتوقف عند شؤم الإحساس المفرط بالذنب فيجلد ذاته، فيتعطّل بذلك عن المسير في الحياة، ويُوقِع نفسه والناس في عنتٍ ومشقة.

وأشار إلى أن الاعتراف بالذنب والتوبة منه من أهم ما يعتمد عليه الدين في إصلاح النفس البشرية، إذ يُعيد إليها طمأنينتها وسكينتها المفقودة. ولأجل ذلك شرع الله الاستغفار من الذنوب، وحضّ عليه النبي ﷺ كوسيلة دائمة، تُساعد المرء على التسامح مع نفسه، والرضا عنها.

ولفت إلى أن السيرة النبوية تحكي العديد من القصص التي تؤكد هذا المعنى، ومثال على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه -فيما أخرجه البخاري ومسلم- أنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت!

 قال: «مالك؟» 

قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم.

 فقال رسول الله ﷺ «هل تجد رقبة تعتقها؟» قال: لا، قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا، 

فقال: «هل تجد إطعام ستين مسكينًا؟» قال: لا. 

قال: «فمكث النبي ﷺ، فبينما نحن على ذلك، أتى النبي ﷺ بعرق فيها تمر . قال: «أين السائل؟» فقال: أنا. قال: «خذ هذا فتصدق به». فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي. 

فضحك النبي ﷺ حتى بدت أنيابه، ثم قال: «أطعمه أهلك».

فهذا الصحابي جاء إلى النبي ﷺ وهو مرتجف، يشعر أنّه وقع في مصيبة مهلكة لا مخرج له منها.

فأخذ النبي ﷺ يُهدّئ من روعه، ويُعينه على الخلاص، فعدّد له مسالك التكفير عن الذنب واحدة تلو الأخرى، فلم يستطع أداء أيٍّ منها. حتى آل الأمر إلى أن أخذ كفارة ذنبه ليطعم بها أهله الفقراء، ممّا يُوضّح أن العقوبة أو الكفارة مقصودة لتصفية نفس المذنب، ومساعدته على العفو عن نفسه، وأنها شرعت لأجل الندم والرجوع عن الخطيئة، وقد تحقق هذان الأمران في نفس الصحابي، فضحك النبي ﷺ وأعطاه العرق وصرفه.

ويلاحظ في هذا الحديث أن مسالك التكفير عن الذنب تظهر في صورة أعمال تكافلية يعود نفعها على المجتمع كله، وأن النبي ﷺ ببساطته وسماحته، سهل على المؤمن سبيل السكينة والعفو عن ذاته، كي يُقبل على عمله وإعمار الحياة بقلبٍ منشرح، لا قلق فيه ولا توتر.

وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: « لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وبِهِ مَهْلَكَةٌ، ومعهُ راحِلَتُهُ عليها طَعامُهُ وشَرابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنامَ نَوْمَةً، فاسْتَيْقَظَ وقدْ ذَهَبَتْ راحِلَتُهُ، حتَّى إذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ والعَطَشُ، أوْ ما شاءَ اللَّهُ، قالَ: أرْجِعُ إلى مَكانِي، فَرَجَعَ فَنامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فإذا راحِلَتُهُ عِنْدَهُ» (البخاري).

 وفي هذا الحديث تربية على التسامح مع الآخرين، والفرح بعودتهم نادمين على خطئهم. فالله رب العالمين يفرح بتوبة عبده إذا شعر بضعفه، واستشعر عظيم جرمه في حق خالقه، الذي لا يضره ذنب، ولا تنفعه طاعة، وإنما فرحه وشكره ورضاه راجع للعبد فضلا وإحسانا. وقد استخدم النبي ﷺ ضرب المثل البليغ وسيلة تربوية، وضمنه معنى التسامح مع النفس ومع الآخرين، وحث فيه المسلم على التوبة والرجوع عن الخطيئة.

طباعة شارك المسلم التوبة التصالح مع النفس التصالح مع الاخرين علي جمعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • فيروز ترد على تعزية السفير المصري في جنازة زياد الرحباني
  • الجامع الأزهر يناقش «حقوق الأبناء» في ملتقاه الفقهي: تكريم الإنسان يبدأ من الطفولة
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
  • تعزية من البنك اليمني للإنشاء والتعمير في وفاة الشيخ قاسم المنصوب
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد
  • وفاة شقيق المخرج خالد جلال
  • بعد زيارة محمد صلاح لمعبد ياباني.. هل يجوز شرعا للمسلم دخول المعابد والكنائس؟
  • بعد رحلة مريرة مع السرطان،.. الموت يغيب المطرب أحمد الحجار
  • وفاة المطرب أحمد الحجار
  • هل الحر الشديد غضب إلهي؟.. مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح