بقلم : سمير السعد ..

في ظل التحديات العديدة التي تواجه المجتمعات الحديثة، تبرز المخدرات كأحد أخطر الآفات التي تهدد الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي. انتشار هذه الآفة لا يؤثر فقط على الأفراد الذين يقعون ضحية للإدمان، بل يتعدى ذلك ليشمل الأسر والمجتمعات بأكملها. إذ أن المخدرات تتسبب في زعزعة استقرار المجتمعات، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مما يهدد التماسك المجتمعي والسلم الأهلي.


تعاطي المخدرات يؤثر بشكل مباشر على التماسك الأسري والاجتماعي. المدمن غالباً ما يصبح عبئاً على أسرته، إذ يعاني من مشكلات نفسية وجسدية تؤدي إلى تراجع دوره في المجتمع. هذا يؤدي بدوره إلى انهيار العلاقات الأسرية وزيادة حالات التفكك الأسري. كما أن السلوكيات الإجرامية المرتبطة بالإدمان، مثل السرقة أو العنف، تزيد من معدلات الجريمة في المجتمع.
على صعيد أوسع، يؤدي انتشار المخدرات إلى تهديد السلم الأهلي. فالمجتمعات التي تشهد ارتفاعاً في معدلات الإدمان تكون أكثر عرضة للاضطرابات الاجتماعية والنزاعات. المدمنون يصبحون عرضة للاستغلال من قبل الجماعات الإجرامية، مما يؤدي إلى تعزيز وجود العصابات والشبكات غير القانونية داخل المجتمع.
من الناحية الاقتصادية، يمثل الإدمان تحدياً كبيراً. المدمن عادةً ما يكون غير قادر على العمل بفعالية، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة معدلات البطالة. بالإضافة إلى ذلك، يزيد تعاطي المخدرات من الضغط على النظام الصحي، حيث تزداد تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بعلاج المدمنين والمشكلات الصحية المرتبطة بتعاطي المخدرات.
كما أن الجرائم المرتبطة بالمخدرات، مثل الاتجار والسرقة، تزيد من الأعباء الاقتصادية على الحكومات، سواء من حيث تكاليف إنفاذ القانون أو الأضرار الاقتصادية الناجمة عن فقدان الموارد البشرية المنتجة.
للحد من هذه الآفة التي تهدد المجتمعات، يجب أن تتكاتف الجهود بين مختلف القطاعات. الحكومات يجب أن تكون في طليعة هذه الجهود من خلال سن قوانين صارمة تعاقب على الاتجار بالمخدرات وتعاطيها، وفي الوقت ذاته توفير برامج علاجية وتأهيلية لضحايا الإدمان.
كما يجب على المؤسسات التعليمية أن تلعب دوراً حيوياً في نشر الوعي بين الشباب حول مخاطر المخدرات. تقديم برامج توعية مبكرة يمكن أن يسهم بشكل كبير في الحد من انتشار الإدمان بين الفئات الشابة، التي تعد الفئة الأكثر عرضة للوقوع في براثن المخدرات.
المجتمع المدني له دور لا يقل أهمية، إذ يجب أن تكون هناك حملات مستمرة للتوعية بأضرار المخدرات، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تعاني من وجود أفراد مدمنين. كذلك، يجب تشجيع المبادرات المحلية التي تسعى إلى توفير بيئة صحية للشباب ومساعدتهم على تجنب الإدمان من خلال الأنشطة الرياضية والثقافية.
وفي الختام المخدرات تمثل خطراً حقيقياً على استقرار المجتمعات، والحد منها يتطلب تعاوناً جماعياً بين الحكومات، المجتمع المدني، والمؤسسات التعليمية. عبر الجهود المتكاملة والتوعية المستمرة، يمكن للمجتمع أن يتغلب على هذه الآفة ويحمي السلم الأهلي من التهديدات التي تفرضها.

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

وزيرة التضامن توجه فرق التدخل السريع بالتعامل مع حالات بلا مأوى

وجهت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي فريق التدخل السريع المركزي بالتعامل مع عدد من الاستغاثات الواردة للوزارة بشأن عدد من الحالات لسيدات وأطفالهن بلا مأوى تعرضن لمشاكل أسرية ومشاكل أخري، فتم نقلهن إلى دور الرعاية الاجتماعية لتلقي كافة أوجه الرعاية الاجتماعية.

وقام فريق التدخل السريع المركزي بالتعامل مع حالة لمواطنة تدعي "س.ح " عراقية الجنسية تبلغ من العمر 35 عاما ومعها ابنتها "5 سنوات"ليبية الجنسية، وأفادت أنها كانت متزوجة من مواطن ليبي وكانت تقيم معه بليبيا  وحصل بينهما خلافات وتركت البلد، وحضرت إلي مصر عن طريق أحد الأشخاص المصريين وليس معها أي إثبات للزواج أو أوراق ثبوتية لطفلتها، وعليه تم التنسيق مع الإدارة العامة للمرأة، وتم نقل الحالة إلى مركز استضافة وتوجيه المرأة.

وفى الجيزة تعامل الفريق مع حالة سيدة مسنة  تدعى "ص.ا " تبلغ من العمر "70 عاما "،حيث أفادت أنها مطلقة وقبل ذلك كانت متزوجة وتوفي زوجها، وأجرت عمليات تغيير مفصل، ولكن ليس لديها معاش، وتقدمت للحصول على مساعدات "كرامة"، وتم رفضها لأن ليس لديها إقامة، وهي ترغب الإقامة بدار رعاية، وعليه قام الفريق بتوفير دار رعاية مناسبة لها.

وفى المنوفية تعامل الفريق مع مسنة تشكو من سوء معاملة شقيقتها وترفض الإقامة معها، حيث تم التنسيق لها بأحد دور رعاية المسنين وتم نقلها إليها.

وفي الإسكندرية تعامل الفريق مع  مواطنة من ذوي الإعاقة تقيم بمفردها بمنطقة خورشيد بالإسكندرية، وتحتاج  إلى دار رعاية اجتماعية وتدعى "ه. ع " تبلغ من العمر "٥٠ عاما" لديها شلل نصفى وتجلس على كرسى متحرك وتقيم مع بنتها المتزوجة، ولديها ثلاث بنات متزوجات وابن، وأفادت بأن بناتها المتزوجات لا يرغبن فى إقامتها معهن لسوء الأوضاع الاقتصادية لأزواجهن، وعليه تم نقلها إلى أحد دور الرعاية الاجتماعية المناسبة لحالتها.

كما قام فريق التدخل السريع بأسيوط بالتوجه إلى مكان تواجد سيدة وتبين أن الحالة تم اصطحابها إلى مركز استضافة وتوجيه المرأة، وتوجه الفريق إلى المركز، وتبين أن الحالة المتواجدة تدعى " ف. ع" يتيمة الأبوين، مطلقة ولديها طفلة، لا تتقاضى أي معاش ومريضة بمرض السكر، وكانت تعيش بمنزل والدها وتركته لتعرضها  للعنف من العم سواء بالضرب أو بالسب،  فتم تسجيل الحالة ببرنامج الدعم النقدي "تكافل" للحصول على مساعدة "تكافل" الشهرية ، وعمل بحث اجتماعى وتحويلها  لمؤسسة التكافل الاجتماعى لصرف مساعدة مالية، وتم تسليمها  كرتونة مواد غذائية، ومقابلتها بالأستاذة الشيماء أحمد عبد المعطى مدير المديرية لوضع خطة تدخل لرجوع  الحالة إلى منزل والدها  بعد التواصل مع العم.

وفى سوهاج تعامل الفريق مع حالة سيدة بلا مأوى تفترش رصيف مجلس مدينة طهطا وتبين انها تدعي "ل. م " تبلغ من العمر 64 عاما مطلقة وتعاني من إعياء شديد تم التنسيق ونقلها إلى المستشفي لتلقي الخدمة الصحية المناسبة لها.

طباعة شارك التضامن التدخل السريع الاستغاثات دور الرعاية الاجتماعية مشاكل أسرية

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: التجربة المصرية في علاج الإدمان رائدة على مستوى المنطقة
  • ‎وفد من المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان في صيدا زار مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب
  • وزيرة التضامن توجه فرق التدخل السريع بالتعامل مع حالات بلا مأوى
  • التضامن: التدخل السريع تعامل مع عدد من حالات لسيدات وأطفالهن بلا مأوى
  • انتحار 135 امرأة تعرّضن للاغتصاب من عناصر “الدعم السريع”
  • “الهيئة الدولية”: المخدرات في مساعدات الطحين المرسلة لغزة أداة لتفكيك المجتمع الفلسطيني
  • مناوي: مستعدون للتواصل مع “الدعم السريع” في هذه الحالة…
  • فارون من انتهاكات “الدعم السريع”.. مصرع وإصابة 27 نازحا من الفاشر
  • إعادة دفن جثامين من “الدعم السريع” في الخرطوم
  • منشق عن “الدعم السريع” يكشف معلومات خطيرة