المظلوم ظالم مؤجل، والظالم وحش يفترس الجميع
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
حتى الذين نصفهم بالمظلومين هم في معظمهم ظالمون، ولكنهم قيد التأجيل ينتظرون الفرصة السانحة ليستولوا على السلطة والمال والنفوذ، ويستعبدوا الحثالات الذين يتبعونهم كما السكارى في ليالي البرد في الشوارع المقفرة.
مايجري على الكوكب من صراعات لايوجد من الأدلة مايكفي لنقول إنه صراع الخير مع الشر، وكل المعطيات تؤكد إنه صراع الأشرار مع الأشرار.
ماذا فعلت الرإسمالية غير تحويل الإنسان الى آلة تدور من الصباح، حتى المساء، وحين تتعطل تلقى في مكان تجميع السكراب، وهاهي الرأسمالية العالمية تحرك أدواتها ودكتاتورياتها وأساطيلها، ولديها القدرة على دعم النازية في مكان، ومحاربتها في مكان، ودعم حكومات دينية في مكان، ومحاربتها في آخر ، ودعم حاكم دكتاتوري متجبر حين يلتقي ومصالحها هنا، وتحارب آخر حين يعارضها، وتجدها تدعم حكما ديمقراطيا تمثيليا هنا، وتتجبر على نظام ديمقراطي هناك، وهاهي تتلقى الإتهامات بالفاشية والإمبريالية المقيتة، وتدعم أقسى وأشر حكم مستند الى الخرافة في مايسمى دولة إسرائيل يقتل شعبا بأسره، بينما يموت الأطفال، ويجوعوا ويعطشوا ويتنقلوا من مخيم الى آخر تحوم على رؤوسهم تصريحات العرب وهتافاتهم وإدعية بعضهم بعبارة ( يارب خلصنا من الفلسطينيين وأنصر أخوتنا اليهود). ويتمنون لو تتحول فلسطين الى محل بقالة مكتوب على بابه: مغلق.
ماذا فعلت الشيوعية غير أن حولت الناس الى راغبين في الهروب الى الغرب بشتى الحيل، ثم إنهارت بطريقة مخزية، وتشرذمت دولها، وتغيب مفكروها ودعاتها عن الأنظار، ولم يظهروا ليشيعوا حضورهم وتأثيرهم ورغبتهم في إدارة الحياة، وبقيت بعض المسميات الشيوعية كأحزاب صغيرة لاتأثير لها، وتشبث بعضها باليسار الذي يهتف هنا لدكتاتور ، وهناك لثورة، وهنا لحزب دون أن يتضح مساره، وماذا يريد، وكأنه يبيع الهواء، ومن هم أهل اليسار، وماذا يريدون، وهل هم أحزاب، أم فكر حر طائر محلق في فضاء يمكن أن يحط منه في أي مكان يتلائم والأفكار التي لديه. واليساريون في العالم مثل ألوان الطيور لاحصر لهم ولاعد.
شغلونا بعناوين شتى. منحونا الجوع لنشبع، والعطش لنتروي، والتيه لنهتدي، والخوف لنأمن ، والشيء ونقيضه. هم يحكمون ويس هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی مکان
إقرأ أيضاً:
حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ اليمن: غزة ليست وحدها
يمانيون || كتابات:
منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، التزمت حركة “أنصار الله” بقيادة السيد عبدالملك الحوثي بموقف واضح وصريح ألا وهو نصرة الشعب الفلسطيني.
ذلك الالتزام لم يكن مجرد خطاب عاطفي، بل تُرجم إلى عمليات عسكرية نوعية أعلن عنها المتحدث العسكري، يحيى سريع، واستهدفت الكيان الصهيوني، في رد مباشر على المجازر الأمريكية-الصهيونية بحق المدنيين. وهي المواقف التي أنعشت فينا الأمل بأن العروبة لا تزال تنبض بالحياة.
في المقابل، يقف قادة العرب والمسلمين، ومعهم جيوشهم المدججة بأحدث الأسلحة، متفرجين أمام مشهد الإبادة الجماعية في غزة، لا يحركون ساكنًا، بل ويحولون بين الشباب العربي ورغبتهم في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية. وكأنهم يتمنون أن تبتلع أمواج البحر غزة لتريحهم من الحرج.
وأما الشعوب العربية والإسلامية، فقد وقعت في أسر القهر السياسي، لا تملك حرية الفعل، مقيدة بخوف مزروع في الذاكرة الجمعية، عاجزة عن نصرة إخوانها في غزة، تكتفي بالصمت والذهول، وكأن المأساة تحدث في كوكب آخر.
في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالملك الحوثي على أن جماعته اختارت “الخيار الصحيح”، وهو الجهاد ضد العدو الصهيوني والأمريكي، ردًا على استمرار العدوان على غزة وانهيار محاولات وقف إطلاق النار. وقد دفعت الولايات المتحدة ثمن عدوانها على اليمن، إذ كبدتها القوات اليمنية خسائر فادحة، دفعت واشنطن إلى إعادة حساباتها. ووفق تقرير لشبكة “NBC” الأمريكية، فإن هذه الحرب القصيرة نسبيًا كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، وأدت إلى نفاد الآلاف من القنابل والصواريخ، بالإضافة إلى تدمير سبع طائرات مسيّرة، وإغراق مقاتلتين حربيتين.
ورغم كل هذه الحقائق، يواصل بعض القادة العرب والمسلمين رهانهم على حكومة نيتنياهو المتطرفة، أملاً في القضاء على المقاومة الفلسطينية، متجاهلين دروس التاريخ والمنطق. إن هذا الرهان ليس فقط غبيًّا من الناحية الاستراتيجية، بل يشكل سقوطًا أخلاقيًّا مدويًا. فالمقاومة ليست مجرد سلاح، بل روح شعب لا تُقهر.
ألا يدرك أولئك الحكام أن دعمهم لحكومة نيتنياهو، إحدى أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، هو تماهٍ خطير مع مشروع استيطاني عنصري؟ .
إنهم بذلك يمنحون الضوء الأخضر لبناء المزيد من المستوطنات، مثلما أُعلن مؤخرًا عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويشجعون على تهويد القدس، وتوسيع الحصار على غزة والضفة، وارتكاب المجازر دون رادع.
في المقابل، يُظهر اليمن وجهًا آخر من العروبة، وجهًا تفيض منه الكرامة والمقاومة. ففي الوعي اليمني، تعتبر نصرة المظلوم واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا، وفلسطين وغزة رمزان للظلم الصارخ على أمة الإسلام. لذلك فموقف أنصار الله في إسناد غزة ليس ظرفيًّا ولا دعاية مؤقتة، بل نابع من شعور إنساني أصيل وتاريخ من التضامن والتلاحم.
وعلى الرغم من الحصار والحرب والفقر الذي يعانيه اليمنيون، فإنهم لا يتوانون عن مد يد العون لغزة، بالمال والدم والسلاح. هذا الموقف ليس جديدًا، فقد شارك اليمنيون في الحروب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان لهم حضور في حرب 1973، مما يعزز الروح التضامنية في وجدانهم.
إن معاناة اليمنيين اليومية تجعلهم أكثر شعورًا بآلام الغزّيين، وأكثر قدرة على فهم وحشية الحصار وآثاره النفسية والاقتصادية. ورغم كل التحديات، لا تزال صواريخ اليمن تنطلق وتدوي في سماء فلسطين المحتلة لتعلن أن غزة ليست وحدها، وأن الكفاح مستمر، وأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في الوجدان العربي.
إلى ذلك يرى مراقبون أن استخدام صواريخ فرط صوتية يمثل تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وهو منعطف خطير للغاية في تطورات الشرق الأوسط إذ أن مثل هذه الأسلحة من الصعب اعتراضها عبر المنظومات التقليدية، ما يُحدث خللًا في معادلة الردع الإسرائيلية، إذ بدأت الحرب عن بُعد بالمسيرات والصواريخ من طرف دول لا تجمعها حدود جغرافية مع الكيان، الأمر الذي لم تكن إسرائيل تنتظره. وهو ما يعكس قدرة اليمنيين على التأثير في موازين القوة الإقليمية، رغم الحصار المفروض على اليمن.
فلاش: من بين المقولات التي تتردد على الألسنة مقولة: “من لم يؤدبه الزمن، يؤدبه اليمن” وهي مقولة تنبع من تاريخ طويل من الكبرياء، وتحمل تحذيرًا واضحًا لكل من يستخف بشعب اليمن ومقاومته. وما خضوع أمريكا لشروط صنعاء مؤخرًا إلا تأكيد على أن هذا البلد العريق لا يُقهر. ويكفيهم شرفا أن تُعرب كتائب المقاومة الفلسطينية، عن مباركتها للضربات الصاروخية التي تنفذها “أنصار الله” في عمق الأراضي المحتلة، حيث أشاد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، بالعمليات التي يقوم بها اليمنيون، واصفاً إياها بـ”النوعية”، ومثمناً في نفس الوقت تضامن الشعب اليمني وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية واستعداده للتضحية من أجلها.
وختاما، فبينما يراهن البعض على الخنوع والتطبيع، يراهن أنصار الله وكل الأحرار على الشرف والمقاومة. والرهان الأخير هو ما تصنع به الأمم تاريخها، وتستعيد به كرامتها.
بقلم/ أمين بوشعيب*
كاتب مغربي:
حين يصمت الجميع وتتكلم صواريخ اليمن