مناظير الاربعاء 18 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* "هل سيوافق الكيزان علي المصالحة ومشاركة الآخرين في السلطة؟ لا أعتقد، فهم يريدون احتكار السلطة لهم وحدهم او الطوفان حسب فهمهم، لأنهم يرون انهم خلفاء الله في الأرض، اما الجنجويد فلن يرضوا بدمج قواتهم ولو بعد عشرين سنة بعد أن ذاقوا طعم المال والسلطة والجاه"!
* "المشكلة السودانية معقدة جدا، لكن توحد القوي المدنية والوقوف بصلابة ضد مخططات الطرفين سوف يدفع الدول الكبري والاقليمية والمنظمات الاممية لدعمهم وحصار الطرفين المجرمين في ركن قصي، ولكن للأسف فالقوي المدنية مشتتة وضعيفه ولا تبالي بمصير الوطن الذي أصبح علي حافة الهاوية، وقد قالها السفير الامريكي عند اندلاع الحرب .
* كان ذلك نموذجا من مئات الرسائل والتعليقات على الاقتراح الذي طرحته في مقال سابق تحت عنوان (الخيار الصعب لإنقاذ السودان)، بتقديم تنازلات من كافة الاطراف (السياسية وغير السياسية)، والسعى لحالة تصالحية ــ مثل الكثير من الحالات التصالحية التي شهدها العالم من قبل تحت مسميات مختلفة كـ(الحقيقة والمصالحة) لحل نزاعات الماضي والاضطرابات الداخلية والحروب الاهلية ــ تسمح بوجود كافة الاطراف المتضادة في المشهد السوداني بعد توقف الحرب، بأسس ومعايير وشروط معينة تضعها الجهة او اللجنة المختصة بعملية التصالح بعد التشاور مع الاطراف والخبراء المختصين في هذه التصالحات، كخيار بديل وصعب للحرب الدائرة الآن وانهيار الدولة وتفككها وضياع الشعب، خاصة الاجيال القادمة التي سيكون مصيرها العطالة والانحراف والتسكع والتسول في الازقة والحواري والعبودية لدى الشعوب الاخرى!
* رغم عدم الثقة التي عبر عنها عدد كبير من القراء في الحركة الاسلامية وفلول النظام البائد الذين تأسس فكرهم على إزدراء واقصاء الآخرين، إلا ان معظمهم لم يعترض على الاقتراح على أمل أن يكون مخرجا للمشكلة المستعصية، بدلا من الولوج الى مستقبل مجهول او قاتم !
* يقول أحد القراء اطلق على نفسه لقب (شعاع من نور): "بالنظر إلى ما يجري من زواية العقل والحكمة، أتفق معك في إيجاد مخرج قبل فوات الأوان، وكلما أفكر في حال الأبرياء الذين يعانون من ويلات الحرب أتمنى أن تقدم كل الأطراف تنازلات مؤلمة لحقن الدماء وإيقاف تدمير الوطن"!
"العاقل من يفكر في حل المشكلة دون مصالح، وليس من يفكر في الحل الذي يرضيه ويحقق مصالحه. لغة الإنتقام السائدة وحالة الاصطفاف القبلي والاستقطاب السياسي الذي وصل الى درجة التخوين لمن يقول كفى لسفك الدماء، او اتهام من يؤيد الجيش بانه كوز وفلول، وتقديم المصالح الحزبية والجهوية الضيقة والنظر الى مكاسب ما بعد الحرب كلها عوامل سالبة لا تخدم أحدا ولا تحقق نصرا".
" نحتاج إلى شجاعة من قادة الدعم السريع بأن ما يفعله جنودهم على الأرض من اذلال ونهب وقتل المدنيين غير مقبول ومحرم دينياً واخلاقياً ويتعارض مع كل القيم والقوانين وله عواقب وخيمة عاجلاً او آجلاً وستبقى تداعياته على نفسيات الناس أخطر من الحرب نفسها!"
" وعلى قادة الجيش النظر الى كل الأحزاب السياسية بمنظور واحد والابتعاد عن من يصب الزيت على النار، وتقريب وجهات النظر بين كل الاطياف السياسية والحزبية وعدم معاملة المواطنين على حسب توجههم السياسي وانتمائهم القبلي"
"غالبية الشعب السوداني ليس لها انتماء سياسي، بل تريد أن تمارس حياتها الطبيعية، تزرع وتنتج وتعمل وتأكل وتتعالج وتعلم اولادها من عرق جبينها وحر مالها، ولا يوجد إنسان عاقل يتمنى هزيمة جيشه الوطني على يد مليشيا، وإن قال البعض "لا للحرب"، فذلك نابع من خوفهم على وحدة وطنهم وسلامة أرضهم وعرضهم، وخوفاً من اتساع الفوضى والخراب وتآكل الدولة وفقدان هبيتها وسيطرة المليشيات الجهوية والايدولوجية المتطرفة على الوطن وحينها لن ينفع الندم". (إنتهى)
* ويقول يزيد سعيد (ولا إدري إن كان الاسم حقيقيا أم رمزيا): " اتمنى ان يكون هذا المقال بداية تحول فى الصحافة السودانية والانتقال من الحديث العبثى عن المشكلة إلى الحديث عن حل المشكلة فهذا هو المنهج الايجابى . اتفق معك على المصالحة الوطنية لاعتقادى اليقينى أن هذه الحرب هى حرب الغبائن المتوحشة والضغائن المفرطة والكراهية المتطرفة ليس إلا، وهذه ليس لها حل غير المصالحة وصفاء النفوس من الأمراض التى حرقت السودان، فإما المصالحة أو الحرب حتى تقسيم السودان، وليس هناك خيار ثالث!
* كانت تلك بعض الرسائل والتعليقات، وأعد باستعراض المزيد في المرات القادمة، إن شاء الله، ولكن لا بد من ملاحظة مهمة قبل أن اختم، وهى أن معظم الرسائل والتعليقات جاءت بدون اسماء أو حملت أسماءً رمزية، ويبدو ان السبب هو القيود المشددة التي تفرضها الأطراف المتحاربة على حرية التعبير ومعاقبة المعارضين (والمختلفين في الهوية) بأشد انواع العقوبات مثل الاعدام والسجن المؤبد او حتى القتل او ممارسة الاعتقال والتعذيب في كثير من الاحيان باتهامات زائفة بمساعدة العدو، وهو أمر يوضح خطورة الحرب الدائرة الآن على النسيج الاجتماعي، ما يستدعي إيقافها بأى شكل من الاشكال حفاظا على السودان وشعبه من التمزق والفناء !
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
بينما يزعم الاحتلال أنه شرع بتنفيذ عملية "عربات عدعون" ضد الفلسطينيين في غزة، فإنه يفتقر لإجماع داخلي، والدعم الخارجي، بل إن الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب تشكل، قبل كل شيء، أخباراً سيئة للغاية بالنسبة للأسرى وعائلاتهم.
وزعمت دانا فايس محللة الشؤون السياسية في القناة 12، أنه "في كل مرة ينشأ لدى حماس انطباع بأن العالم سيوقف القتال في غزة، أو أن الأميركيين سيوقفون نتنياهو، تُظهِر مزيدا من التشدد في مواقفها في المفاوضات، وتصر على التمسك بها، وترسيخها، ولذلك فإن التقارير عن الخلافات بين الاحتلال والولايات المتحدة والدول الأوروبية تلعب على حساب الرهائن، لأن حماس تعتقد حقاً أن جهة أخرى ستقوم بالعمل نيابة عنها، وتضغط على الاحتلال لإنهاء الحرب".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوقائع الميدانية تؤكد ان الاحتلال لم تقم بعد بتحدي حماس بشكل حقيقي، وفي الوقت ذاته، لا يزال يرفض الدخول لغرفة إجراء مفاوضات حقيقية حول صفقة واحدة شاملة، تتضمن معايير إنهاء الحرب، رغم التوافق مع الولايات المتحدة على أن حماس لا يمكن أن تظل السلطة الحاكمة في غزة، لكن اتباع أسلوب الضرب وحده هو نتاج عدم رغبة رئيس الوزراء نتنياهو بإنهاء القتال بهذه المرحلة".
وأشارت إلى أن "الوزراء ونتنياهو نفسه يتحدثون فقط عن "الإخضاع" و"التدمير"، وهي تعبيرات غامضة للغاية وغير واضحة بشأن ما تشير إليه، لأن اليوم تحتاج الدولة لأن تسأل نفسها: ماذا تبقى من حماس، بعد أن تم القضاء بالفعل على معظم القيادات التي كانت في السابع من أكتوبر".
وتابعت، "لو أراد أحد أن يسوق ذلك على أنه "صورة النصر"، فإن بإمكانه الزعم أننا قضينا على آخر القادة الذين قاتلوا في الأنفاق، وهو محمد السنوار، وقضينا على معظم كتائب حماس، ومقاتلوها لم يعودوا يقاتلون الجيش، بل ينفذون فقط عمليات حرب عصابات".
وأكدت أن "أي إسرائيلي إن أراد الترويج "لإنجازات" استثنائية فبإمكانه أن يفعل ذلك في هذه المرحلة من الزمن، لكن هذا لن يحدث، لأن نتنياهو يعزز موقفه، ويريد مواصلة الحرب، مع الإشارة أن بيان الدول الأوروبية وكندا ضد الدولة يذكر "حكومة نتنياهو"، ولا يتحدث عن الدولة بذاتها، وكأنهم يفرقون بينهما".
وأوضحت أن "مناقشات مجلس الوزراء، شهدت تأكيد وزير الخارجية غدعون ساعر أن هناك ضغوطا دولية بشأن قضية المساعدات الإنسانية، وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه من خلال ما وصله من مراسلات واتصالات من أصدقائه الكبار في الكونغرس الذين أكدوا له أن مشاهد المجاعة في غزة لا يمكن التسامح معها".
كما أكدت أن "الأميركيين ضغطوا على الاحتلال في موضوع المساعدات الإنسانية لأنه ثمن تحرير الجندي عيدان ألكساندر، رغم أن ذلك يطرح سؤالا أخلاقيا هاما حول عدم مشروعية أسلوب الحصار الذي تطبقه الدولة على الفلسطينيين في غزة، لأن التجويع ليس أداة مشروعة للحرب، ولا ينبغي أن يظل خياراً قائماً، ليس هذا فحسب، بل إنه طريقة غير حكيمة من الناحية التكتيكية أيضاً".
وختمت بالقول أن "حكومة الاحتلال تقود الدولة حاليا إلى حالة من القتال ببطارية فارغة من الشرعية الدولية، مع أنها لم تدخل حروباً وعمليات قط دون إجماع داخلي، ودون شرعية دولية، لكنها الآن تجد نفسها من دونهما على الإطلاق".