ذا هيل: هذه التكاليف الخفية لتورط أمريكا في حرب أوكرانيا
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
لا يتفق جميع السياسيون في الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة الاستمرار في دعم أوكرانيا في وجه الحرب الروسية، فبينما يفضل الجمهوريون التفاوض مع روسيا، يؤيد الديمقراطيون دعم أوكرانيا.
ونشرت صحيفة "ذا هيل" تقريرًا يوضح أن الحرب في أوكرانيا تؤثر بشكل مباشر على السياسة الأمريكية وتفاقِم الانقسام السياسي فيها؛ حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن الجمهوريين يفضلون التفاوض مع روسيا، بينما يؤيد الديمقراطيون الاستمرار في دعم أوكرانيا.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن محاولة الاغتيال الثانية للرئيس السابق دونالد ترامب كانت على يد مسلح أعرب سابقًا عن استعداده للقتال والموت في أوكرانيا، وهذا يؤكد أن هذه الحرب لا تؤثر على السياسة الأمريكية والسياسة الخارجية فحسب، بل تؤثر أيضًا على النسيج الاجتماعي في البلاد.
لقد ساعدت الحرب على ترسيخ الاستقطاب السياسي في المجتمع الأمريكي باعتبارها إحدى القضايا التي تقسم الأمريكيين على أسس حزبية.
ووفقًا لأحد الاستطلاعات، فإن 66 بالمائة من الجمهوريين يفضلون دفع كييف إلى التفاوض مع موسكو، في حين يفضل الجزء الأكبر من الديمقراطيين (62 بالمائة) دعم أوكرانيا مهما طال الزمن. ويمتد هذا الانقسام الحزبي في السياسة الخارجية حتى إلى التصورات حول البلد الذي يمثل الخصم الرئيسي لأمريكا: فالجمهوريون أكثر قلقًا بشأن الصين، بينما تمثل روسيا القلق الرئيسي للديمقراطيين.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة لعبت دورًا حاسمًا في تمويل المعركة الأوكرانية ضد روسيا؛ فقد وافق الكونغرس على ما يقرب من 175 مليار دولار من المساعدات العسكرية وغير الدفاعية، لكن المساعدات الأمريكية لم تغير شيئًا في مجرى الحرب؛ حيث لا تزال روسيا تحقق مكاسب بطيئة ولكن ثابتة في شرق أوكرانيا.
ويُعد احتياج أوكرانيا إلى مجندين جدد لتجديد صفوف قواتها المستنزفة أحد الأسباب الرئيسية في ذلك، ولكن حتى ممارسات التجنيد الإجباري الصارمة لم تعوض النقص المتزايد في قواتها.
وقد كشفت الحرب أيضًا عن بعض أوجه القصور العسكرية الغربية، بما في ذلك عجز الصناعة الأمريكية عن إعادة إمداد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر الحيوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب تنطوي أيضًا على تكاليف خفية، والتي تشمل التضخم المتزايد في الداخل، فقد أظهر استطلاع للرأي أن 49 بالمائة من الأمريكيين يؤيدون إجراء مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا حتى لا تزيد التكاليف على الأسر الأمريكية أكثر من ذلك.
وقد كان الدولار الأمريكي يواجه "تآكلًا خفيًا" قبل الحرب الأوكرانية، لكنه يواجه الآن تحديًا أكثر علانية نتيجة لهيمنته العالمية، وذلك استجابة لاستخدام الغرب للتمويل كوسيلة ضغط ومصادرة أرباح روسيا من قبل الحكومات الغربية. ومع استكشاف الدول لبدائل للدولار، بدأ الأخير يفقد بعضًا من نفوذه العالمي، خاصة في أسواق النفط.
وفي نفس الوقت؛ قامت البنوك المركزية في العديد من البلدان بشراء الذهب بشكل متزايد كاستراتيجية للتحوط، وقد أدى ذلك، إلى جانب زيادة عدم اليقين الجيوسياسي، إلى رفع أسعار الذهب إلى مستوى قياسي.
وأضافت الصحيفة أن التكاليف الخفية للحرب الأوكرانية تمتد أيضًا إلى المجال الجيوسياسي، وخاصة فيما يتعلق بتقويض قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة للتحدي الأكبر الذي تمثله الصين.
فالصين تشكل تهديدًا أكبر بكثير من روسيا للمصالح الغربية والنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. إن طموحات روسيا تقتصر إلى حد كبير على دول الجوار، لكن الصين تسعى إلى أن تحل محل الولايات المتحدة باعتبارها القوة الأولى في العالم. والصين تملك أيضًا وسائل القيام بذلك: فاقتصادها أكبر من اقتصاد روسيا بحوالي 10 أضعاف، وإنفاقها العسكري يفوق إنفاق روسيا على جيشها بأربعة أضعاف.
بالإضافة إلى ذلك؛ تشارك الصين حاليًا في أكبر عملية حشد عسكري في وقت السلم في التاريخ؛ فقد ضاعفت ترسانتها النووية منذ سنة 2020، كما أنها تعمل على زيادة قواتها التقليدية بوتيرة أسرع من أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن آخر ما يريده الرئيس الصيني شي جين بينغ هو إنهاء الحرب الأوكرانية، لأن ذلك سيسمح للولايات المتحدة بالتركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي تُعتبر منطقة حرجة ستحدد ملامح النظام العالمي المقبل. وتتركز النزعة التوسعية للصين في هذه المنطقة، من بحر الصين الشرقي والجنوبي، إلى مضيق تايوان، وصولًا إلى جبال الهيمالايا.
وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة تخصص اهتمامًا وموارد غير كافية لمواجهة التوسع الصيني، كما تواصل تعزيز النفوذ العالمي للصين دون قصد، وذلك من خلال الإفراط في استخدام العقوبات ضد مجموعة من الدول.
وفي ظل استنزاف مواردها العسكرية بسبب انخراطها في الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط؛ تحتاج الولايات المتحدة إلى وضع موازنة أكثر واقعية لأهدافها الجيوسياسية الرئيسية، وهو ما يأتي في وقت يعتقد فيه غالبية الأمريكيين أن قوة بلادهم تتراجع على الساحة العالمية. فبدون إعادة هذا التوازن؛ فقد تفشل الولايات المتحدة في ردع الصين عن مهاجمة تايوان أو تعزيز محور إستراتيجي مع روسيا، تمامًا كما فشل بايدن في ردع روسيا عن غزو أوكرانيا.
وشدد الموقع على ضرورة أن تواجه الولايات المتحدة الحقيقة التي مفادها أنه على الرغم من المساعدة العسكرية الغربية الكبيرة، فإن كييف ليست في وضع يمكنها من طرد روسيا من الأراضي التي احتلتها في شرق وجنوب أوكرانيا. وأن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ كروز غربية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل عمق روسيا، مع الاستفادة من البيانات الملاحية الأمريكية وغيرها من التكنولوجيا، لن يؤدي إلا إلى زيادة خطر حدوث نزاع مباشر بين الناتو وروسيا.
والأهم من ذلك أن استمرار الحرب في أوكرانيا لفترة طويلة ليس في مصلحة الولايات المتحدة، لكن إنهاء الحرب يتطلب الحوار والدبلوماسية، وهو ما تجنبه بايدن في تعامله مع موسكو.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سعى، في خضم التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا، إلى التوسط من أجل وقف إطلاق النار. وبعد زيارته لموسكو وكييف، سيطلع مودي بايدن على جهوده في صنع السلام خلال لقائهما في القمة الرباعية المقرر في 21 أيلول/ سبتمبر في ويلمنغتون بولاية ديل. ومن دون الدعم الكامل من الولايات المتحدة، لن يتمكن مودي، الذي من المقرر أن يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة أخرى الشهر المقبل في قمة قادة دول البريكس، من تحقيق تقدم كبير.
واختتمت الصحيفة تقريرها مشيرة إلى أن أي تحول محتمل في السياسة الأمريكية نحو دعم وقف إطلاق النار قد يتعين أن ينتظر نتائج انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر. ونظرًا لأن التوصل إلى اتفاق من خلال التفاوض هو السبيل الوحيد لوقف الحرب، فإنه من الأفضل السعي لتحقيق ذلك في وقت مبكر، وليس بعد مرور أشهر أو سنوات من إراقة المزيد من الدماء والدمار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا بوتين امريكا روسيا بوتين اوكرانيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة دعم أوکرانیا فی أوکرانیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال دان كين أن سبع قاذفات من طرازB-2 حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات في عملية اتسمت بالخداع التام.
وقال كين إن الولايات المتحدة أطلقت إجمالا 75 قذيفة موجهة بدقة، بما في ذلك أكثر من عشرين صاروخ توماهوك، إلى جانب مشاركة 125 طائرة عسكرية على الأقل في العملية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية.
تفاصيل العملية
أطلق على العملية اسم "مطرقة منتصف الليل" بمشاركة 125 طائرة عسكرية من طرازات مختلفة، بين مقاتلات، وطائرات تزويد بالوقود، وطائرات استخبارات، واستهدفت ثلاث منشآت نووية: فوردو ونطنز وأصفهان.
أقلعت الطائرة من الولايات المتحدة وقامت برحلة استغرقت 18 ساعة إلى إيران ما يعني أنها عادت في 18 ساعة تقريبا أيضا مع تباين عدد ساعات الطيران بحسب مهمة الطائرة خلال العملية.
Embed from Getty Images
تم إرسال بعض الطائرات غربا إلى المحيط الهادئ للخداع ، بينما تقدم البعض الآخر على القاذفات الرئيسية لضمان خلو المجال الجوي.
حلقت سبع قاذفات شبح من طراز B-2 مكلفة بضرب المواقع النووية إلى إيران وتجنبت اكتشافها.
تم إطلاق 30 صاروخا كروز على موقع أصفهان من غواصة.
تم استخدام 75 "سلاحا موجها دقيقا" خلال العملية في المجموع.
تم إسقاط أربعة عشر مخترق ذخائر ضخمة من طراز GBU-57 على موقع فوردو، وهو منشأة تخصيب نووية مدفونة في أعماق جبل خارج طهران.
تكلفة الطيران الحربي
لتقدير تكلفة عمليات الطيران، تم الاعتماد على أوقات الطيران المقدرة لكل نوع من الطائرات والتكلفة الساعية لكل طائرة. بناءً على المعلومات المتاحة، تم تقدير الأعداد التالية:
◼ قاذفات B-2 بواقع سبع طائرات، مع رحلة ذهاب وعودة تستغرق 36 ساعة (18 ساعة ذهابًا و18 ساعة عودة)، بتكلفة ساعية 138,000 دولار.
◼ عشرات المقاتلات: حوالي 50 طائرة (مزيج من F-15، F-16، F-22، F-35)، مع متوسط تكلفة ساعية 26,000 دولار.
◼ عشرات طائرات التزود بالوقود مع تكلفة ساعية 23 ألف دولار، وفترة طيران أقصر من طائرات القتال.
◼ طائرات الاستخبارات مع تكلفة ساعية 66 ألف دولار.
◼ وعلى وجه التقريب كلفت ساعات تشغيل الطائرات الحربية خلال العملية قرابة 50 مليون دولار أمريكي.
تكلفة الذخيرة
◼ تم إسقاط 14 قنبلة ضخمة من طراز GBU-57 على موقع فوردو، وهو منشأة تخصيب نووية مدفونة في أعماق جبل خارج طهران ، وهو أمر حيوي لطموحات إيران النووية وتكلفة القنبلة الواحدة 5 مليون دولار.
◼ تم استخدام 61 صاروخ كروز توما هوك وطرازات أخرى بمتوسط 2 مليون للصاروخ الواحد.
◼ وعلى وجه التقريب كلفت القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على المفاعلات الإيرانية إلى جانب الصواريخ 200 مليون دولار أمريكي.
تكلفة العملية
وعليه ربما كلفت العملية الولايات المتحدة الأمريكية على الأقل 240 مليون دولار أمريكي، لكنها تعتبر تكلفة زهيدة مقابل تصريح الرئيس الأمريكي أنه تم القضاء على المفاعلات النووية الإيرانية تماما.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ساعات، أنّ إيران و"إسرائيل" وافقتا على "وقف تام لإطلاق النار" يبدأ قرابة الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينيتش ممّا سيضع "نهاية رسمية" لحرب استمرت 12 يوما بين البلدين.
وكتب ترامب على منصّته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل" إنّه "تمّ الاتفاق بشكل تامّ بين إسرائيل وإيران على وقف شامل وكامل لإطلاق النار".
ورغم الخروقات، فقد أعلن نتنياهو التزامه بوقف إطلاق النار، وقالت إيران إنها ملتزمة به ما التزم الاحتلال الإسرائيلي بعدم مهاجمتها.
ونقل موقع نور نيوز الإخباري الرسمي عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله اليوم الثلاثاء إن طهران لن تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار ما لم تنتهكه "إسرائيل".
وأضاف الرئيس الإيراني أن طهران مستعدة للحوار والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني على طاولة المفاوضات.