ما الجديد في التصعيد بين الاحتلال وحزب الله؟.. ضربات غير معهودة
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
أخذ التصعيد بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي منعطفاً حاداً في الأيام الأخيرة، حيث شهدت المواجهات تكثيف الغارات والقصف واستهداف مناطق حساسة، بما في ذلك العمق الإسرائيلي.
ويسعى حزب الله للرد على هجمات الاحتلال الإسرائيلي على مواقع الحزب في جنوب لبنان والبقاع، والمستهدفات الأخيرة سواء التفجيرات التي شهدتها لبنان لأجهزة الاتصالات أو استهداف قادة من حزب الله باستخدام صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة لضرب قواعد ومراكز عسكرية إسرائيلية.
ويبدو أن التصعيد الحالي بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي دخل مرحلة جديدة، مع استخدام أسلحة جديدة واستهداف مناطق لأول مرةـ حيث يسعى كلا الطرفين لإعادة رسم قواعد الاشتباك، مما يزيد من احتمالية توسع دائرة الصراع لتشمل مناطق وأسلحة لم تستخدم في السابق، وهو ما قد يؤدي إلى تدخلات دولية لاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم إلى حرب شاملة.
وقال الحزب في بيان عبر "تليغرام"، إنه "أطلق عند الساعة السادسة والنصف من صباح الأربعاء صاروخا باليستيا من نوع قادر 1، مستهدفا مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب".
وأضاف أن هذا "المقر هو المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي" في أنحاء لبنان قبل أيام.
وأشار إلى أن توقيت إطلاق الصاروخ هو نفس توقيت عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها فصائل فلسطينية في غزة، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث هاجمت 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة القطاع.
استهداف تل أبيب
وأطلق حزب الله صواريخ دقيقة باتجاه مدينة تل أبيب، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تغيير في قواعد الاشتباك، بعد تكرار الهجمات الإسرائيلية على مناطق جنوب لبنان، فيما أكد الحزب أن هذه العملية تحمل رسالة مفادها أنه قادر على ضرب العمق الإسرائيلي إذا استمرت الاستفزازات العسكرية.
فيما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن صواريخ حزب الله وصلت لأول مرة إلى تل أبيب منذ انطلاق الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
أدى الهجوم إلى تعطيل حركة الطيران لفترة قصيرة وتحذيرات من قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية للمواطنين باتخاذ الاحتياطات اللازمة.
مقر الموساد
قام حزب الله بتنفيذ عملية استهدفت مقرًا أمنيًا قيل إنه يتبع للموساد في منطقة كفرفالوس، مما أدى إلى أضرار كبيرة بالمقر، وجاءت العملية كرد على اغتيال قيادات عسكرية تابعة للحزب في سوريا، مما يدل على تصاعد حدة المواجهة بين الطرفين وانتقالها إلى مستويات جديدة.
التصعيد الأخير أدى إلى حالة من التوتر الشديد في المجتمع الإسرائيلي، حيث قامت السلطات بإجلاء المئات من سكان المناطق الشمالية، بالإضافة إلى تكثيف الدفاعات الجوية، وعلى الجانب اللبناني، هناك تخوفات من أن تؤدي هذه المواجهات إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية المتدهورة أصلاً، حيث تعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة.
איציק בונצל, אביו של סמ"ר עמית בונצל ז"ל על הירי לעבר גוש דן: "צר לי לומר אבל יש הבדל בין 'מדינת ת"א' למדינת הצפון והדרום. נסראללה יודע שירי לעבר גוש דן משנה את כללי המשחק". טל מאיר: "אולי אם היינו מתייחסים לכל רקטה בצפון ובדרום כמו שמתיייחסים לרקטה בת"א - לא היינו מגיעים למצב… pic.twitter.com/vmnWlIYBb4 — עכשיו 14 (@Now14Israel) September 25, 2024
أهمية الاستهداف
استهداف حزب الله لتل أبيب، العاصمة الإسرائيلية، يُعتبر خطوة استراتيجية تحمل رمزية عالية تعكس التحدي والقدرة على تنفيذ عمليات نوعية داخل العمق الإسرائيلي، فتل أبيب ليست مجرد مركز إداري، بل هي رمز القوة والهيمنة الإسرائيلية.
ويمكن أن يحقق استهدافها تأثيرا نفسيا كبيرا على المجتمع الإسرائيلي، ويعزز صورة حزب الله كقوة قادرة على مواجهة التحديات والتأثير على موازين القوى في المنطقة. هذا الأمر يُعزز من موقف الحزب داخليًا وخارجيًا، ويُظهر استعداده للمخاطرة في سبيل مواجهة الاحتلال.
ويعد استهداف الموساد، الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي الشهير، انعكاسا لقدرة حزب الله على تحقيق ضربات نوعية، حيث يُعتبر الموساد رمزًا للذكاء والتفوق الاستخباراتي الإسرائيلي، وبالتالي، فإن نجاح الحزب في استهدافه يُعد بمثابة رسالة قوية مفادها أن حزب الله ليس فقط قوة عسكرية، بل إنه يمتلك أيضًا القدرة على اختراق الصفوف الإسرائيلية والقيام بعمليات استخباراتية معقدة، مما يزيد من المخاوف داخل المؤسسات الأمنية الإسرائيلية ويزيد من حالة الارتباك، مما يعزز من مكانة حزب الله كقوة محورية في الصراع الإقليمي.
الأسلحة الجديدة وتغيير قواعد الاشتباك
أدخل حزب الله أنواعاً متطورة من الأسلحة في معادلة الصراع، أبرزها الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، التي استهدفت لأول مرة مناطق في عمق الأراضي المحتلة، من بينها مدينة تل أبيب، وتم تطوير هذه الصواريخ بدعم إيراني مكثف خلال السنوات الماضية، ما أتاح لحزب الله توسيع مدى استهدافه إلى مناطق لم يكن يستطيع الوصول إليها سابقاً، كما استخدم الحزب طائرات بدون طيار مسلحة وصواريخ أرض-جو متطورة للتصدي للطائرات الإسرائيلية، مما يعكس استعدادًا أعلى لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي محتمل.
نوعية الغارات وتطوير الاستراتيجيات العسكرية
استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي في هذه الجولة من الصراع أسلحة دقيقة لاستهداف مخازن الأسلحة والذخائر في لبنان، ولم تقتصر الغارات على المناطق القريبة من الحدود فقط، بل طالت مواقع في العمق اللبناني، مما يعكس محاولة الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع نطاق العمليات العسكرية والتأثير على البنية التحتية العسكرية لحزب الله. كما استهدفت الغارات مواقع قيادة وتحكم، مما يشير إلى رغبة الاحتلال الإسرائيلي في التأثير على هيكلية القيادة الميدانية للحزب، وتقليل قدرته على تنفيذ عمليات مستقبلية.
تداعيات التصعيد على المستوى السياسي والعسكري
التصعيد غير المسبوق قد يكون له تداعيات كبيرة على المدى القصير والمتوسط. على الصعيد السياسي، قد يدفع الاحتلال الإسرائيلي إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية والهجومية في مواجهة حزب الله، وربما حتى السعي إلى تهدئة مؤقتة لتفادي تصعيد أكبر، وعلى الصعيد العسكري، قد نشهد مزيداً من التحركات لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية في الشمال، وتكثيف المراقبة الجوية والبحرية للحد من أي محاولات جديدة من حزب الله لاستهداف العمق الإسرائيلي.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح الاثنين، هجوما هو "الأعنف والأوسع" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، أسفر عن 558 شهيدا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 جريحًا، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية حزب الله الإسرائيلي الاحتلال إسرائيل حزب الله الاحتلال استهداف الموساد استهداف تل ابيب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی العمق الإسرائیلی حزب الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
تقرير: أسطورة الردع الصهيونية تتآكل تحت وقع ضربات قوات الجيش اليمني
الثورة نت../
أكد تقرير صحفي أن القوات المسلحة اليمنية بضرباتها الأخيرة في قلب الكيان المحتل قد فرضت بذلك معادلة جديدة: “تصعيد مقابل تصعيد”، وحرب استنزاف مقابل حرب إبادة.
وقال،موقع “المنار” الإخباري، في تقرير بشأن الموقف اليمني المساند لغزة، إن ذلك ينذر بتحوّل نوعي في موازين القوى في الإقليم، حيث لم تعد “أُسطورة الردع” الصهيونية سوى صورة باهتة تتآكل تحت وقع الهجمات اليمنية المتواصلة.
القوات المسلحة اليمنية باستمرارها تنفيذ ضربات عسكرية نوعية استهدفت عمق كيان العدو الصهيوني، قد تجاوزت بذلك- وفق التقرير- البعد التضامني مع غزة، لتتحول إلى عنصر حاسم في معادلة الردع الإقليمي، وتُعيد رسم ملامح المواجهة في المنطقة.
وقال إن ما يسترعي الانتباه أن توقيت هذه الضربات، خصوصاً تلك التي نُفذت في وضح النهار، كشفت عن إدراك يمني لتأثير البُعد النفسي على الجبهة الداخلية في كيان العدو، حيث ترتب على ذلك شلل جزئي في الحياة اليومية، وارتفاع ملحوظ في حالات الذعر داخل المستوطنات، كما برز في واقعة إخلاء ملعب رياضي بالكامل إثر إنذار أمني مفاجئ.
وبيّن أن الواقع الميداني يؤكد أن صنعاء باتت تتحكم في مسار التصعيد، وتملك زمام المبادرة، عبر تفعيل استراتيجية “الاستنزاف المركب” ضد العدو، وهو ما يتجلّى في قدرة اليمن على فرض حظر جوي غير رسمي وتعطيل مرافئ استراتيجية، بل وتهديد منشآت بعينها كحيفا.
ويؤكد أن الموقف اليمني قد تجاوز الحسابات العسكرية ليعكس التزاماً أخلاقياً وقومياً واضحاً في مواجهة العدوان المستمر على قطاع غزة، فرغم القصف المستمر الذي يطال البنى التحتية في صنعاء ومحيطها، تُصرّ القيادة اليمنية على مواصلة عملياتها كجزء من مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني ومقاومته.
ويردف أن هذه المقاربة عززت من حضور اليمن السياسي في معادلة الصراع، وأربكت حسابات الاحتلال، الذي لطالما راهن على التفكك العربي والإسلامي.
ويذهب مؤكدا أن هذه الهجمات اليمنية ساهمت في دعم الموقف التفاوضي للمقاومة الفلسطينية، التي رفضت عروض التهدئة المقتصرة على تلبية مطالب الاحتلال.
إن مجموع ما أُطلق من اليمن منذ بداية الحرب على غزة قد تجاوز 70 صاروخًا وأكثر من 300 طائرة مسيّرة، وهو ما أحدث- وفق التقرير- أثراً واضحاً في ديناميكية الصراع، وبدّل معادلات الردع، وأدخل الاحتلال في حالة من الترقب والتأهب المستمر، وهو ما فاقم الكلفة السياسية والاقتصادية للعدوان.
وفي تذكير صريح بعجز القدرات الاستخباراتية والعسكرية للعدو وحلفائه، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لفت التقرير إلى أن فشل الأقمار الصناعية والمنظومات الدفاعية الأميركية في رصد مسارات الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن يشي بعجز عميق في بنية الرصد والردع لدى العدو.
وفي هذا؛ يوضح أن المنظومات الدفاعية الجوية، رغم التكاليف الباهظة لتشغيلها، فشلت في ضمان “الأمن الكامل”، فيما باتت الطائرات المسيّرة اليمنية ترسل رسائل مركبة، بأن التهديد لا يقتصر على غزة أو الشمال، بل يُطال العمق الاستراتيجي لكيان الاحتلال.
لم تقتصر الهجمات اليمنية على الجبهة العسكرية، بل امتد تأثيرها- وفق التقرير- إلى مجالات اقتصادية ونفسية، فالخسائر الاقتصادية جراء توقف الرحلات الجوية، وانكماش السياحة، وتعطيل حركة الموانئ والملاحة في البحر الأحمر والمحيط الهندي، تُقدّر بمليارات الدولارات، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الإسرائيلي أصلاً تراجعاً بفعل كلفة الحرب على غزة.
سبأ