الميدان اليمني:
2025-06-03@12:42:46 GMT

كيف أثرت حرب لبنان على جهود التهدئة في غزة؟

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

مقالات مشابهة علينا مواصلة الزخم بعد فوزنا على إنتر والحصول على النقاط

‏7 ثواني مضت

مسؤولون أميركيون وإسرائيليون يجرون محادثات في نيويورك بشأن وقف إطلاق النار

‏8 دقائق مضت

1540 قتيلاً منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل قبل نحو عام

‏14 دقيقة مضت

نواب يمينيون متطرفون يرشحون إيلون ماسك لنيل «جائزة سَخَاروف» الحقوقية

‏25 دقيقة مضت

شاومي تكشف عن هواتف Xiaomi 14T وXiaomi 14T Pro بإعدادات ثلاثية في الكاميرة الخلفية

‏27 دقيقة مضت

الواعد نوانيري متعطش للمزيد من الأهداف مع آرسنال

‏31 دقيقة مضت

صراع «القرن الأفريقي»… نذر المواجهة تتصاعد بلا أفق للتهدئة

تصاعدت نذر الصراع في منطقة القرن الأفريقي على مدار الأشهر الماضية، وسط تزايد المخاوف من اندلاع حرب «لا يتحدث عنها أحد»، في ظل عدم وجود «أفق واضح للتهدئة» بين طرفي الأزمة الرئيسيين الصومال وإثيوبيا، ما قد يجر دول المنطقة، التي تعاني نزاعات داخلية متجذرة، إلى منعطف خطير، لا يؤثر عليها فحسب، بل يضرّ بحركة التجارة العالمية أيضاً.

الشرارة الأولى للصراع الحالي كانت في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، عقب توقيع إثيوبيا، الدولة الحبيسة، «مذكرة تفاهم» مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، اعترفت بموجبه أديس أبابا باستقلال الإقليم، مقابل حصولها على ميناء وقاعدة عسكرية على البحر الأحمر.

لم تمر المذكرة بهدوء، ولا سيما أن إقليم «أرض الصومال» مارس بتوقيعه عليها عملاً من أعمال السيادة، برغم أنه لم يحظَ باعتراف دولي منذ أعلن استقلاله بشكل أحادي عام 1991.

عارضت مقديشو الاتفاق، ووقّع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بعد أسبوع، قانوناً يلغي «مذكرة التفاهم». كما أعلنت جامعة الدول العربية ومؤسسات دولية أخرى دعمها لسيادة الصومال.

مصر أيضاً دخلت على خط الأزمة، وحذّر الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب لقائه نظيره الصومالي في القاهرة، في يناير الماضي، من «المساس بأمن الصومال وسيادته»، وقال: «ماحدش (لا أحد) يجرب مصر».

بدأ الصومال في حشد الدعم الدولي لموقفه ضد إثيوبيا، ووقّع في 21 فبراير (شباط) اتفاقية تعاون دفاعي واقتصادي مع تركيا، و«مذكرة تفاهم» مع الولايات المتحدة لبناء ما يصل إلى 5 قواعد عسكرية لأحد ألوية الجيش. كما هدّد بطرد القوات الإثيوبية من بلاده، علماً بأنها تشارك ضمن قوة أفريقية في جهود «مكافحة الإرهاب».

وفي محاولة لحلّ الأزمة المتصاعدة، أطلقت تركيا، التي تمتلك قاعدة عسكرية في الصومال منذ عام 2017، في 2 يوليو (تموز) الماضي مبادرة للوساطة بين إثيوبيا والصومال، عقدت من خلالها جولتي مباحثات، بينما ألغيت الثالثة التي كانت مقررة الشهر الحالي.

ومع تصاعد الأزمة، وقّع الصومال ومصر بروتوكول تعاون عسكرياً في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة شحنتي أسلحة لدعم مقديشو، كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل كجزء من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.

وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور يشهد عملية تفريغ شحنة مساعدات عسكرية مصرية (مديرة مكتب رئيس الوزراء الصومالي – إكس)

التحركات المصرية أثارت غضب أديس أبابا، التي اتهمت مقديشو بـ«التواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة الاستقرار». وفي المقابل، اتهم الصومال إثيوبيا بإدخال شحنة أسلحة إلى إقليم «بونتلاند».

ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن وزير خارجية أديس أبابا، تايي أتسكي سيلاسي، قوله إنه «يشعر بالقلق من أن الأسلحة القادمة من قوى خارجية من شأنها أن تزيد من تدهور الوضع الأمني الهش، وأن تصل إلى أيدي الإرهابيين في الصومال».

وردّ وزير خارجية الصومال، أحمد معلم فقي، بقوله إن «الدافع وراء هذه التصريحات المسيئة هو محاولتها (إثيوبيا) إخفاء التهريب غير القانوني للأسلحة عبر الحدود الصومالية، التي تقع في أيدي المدنيين والإرهابيين».

الصراع الحالي ليس إلا «نتيجة ثانوية لمذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال»، بحسب حديث الباحث المتخصص في شؤون شرق أفريقيا في «مجموعة الأزمات الدولية»، عمر محمود، لـ«الشرق الأوسط». لكنه «ليس صراعاً وليد اللحظة حيث يعكس التصعيد الأخير أيضاً قضايا قديمة في منطقة القرن الأفريقي لم تتم معالجتها».

وهو ما يؤكده عضو البرلمان الإثيوبي الباحث السياسي، أسامة محمد، مشيراً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى «المظالم التاريخية والنزاعات الحدودية التي تؤجج التوترات في القرن الأفريقي»، ضارباً المثل بالنزاع المائي بين مصر وإثيوبيا.

وتعد مكافحة «الإرهاب»، وتحديداً «حركة الشباب»، أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الصومال، جنباً إلى جنب مع المشاكل الداخلية المتعلقة بالعشائر القبلية. وهي تحديات ليست ببعيدة عن إثيوبيا التي تواجه أيضاً نزاعات داخلية في بعض الأقاليم، يرى مراقبون أنه «يمكن استغلالها في الصراع الحالي».

ويدافع عضو البرلمان الإثيوبي عن «دور بلاده التاريخيّ في استقرار الصومال»، وإن «أدت التحديات الداخلية بما في ذلك صراع تيغراي إلى عرقلة جهود أديس أبابا في دعم الدول المجاورة»، على حد قوله.

وتحت عنوان «الحرب المقبلة التي لا يتحدث عنها أحد»، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إنه «بفضل طموحات آبي أحمد التوسعية ومخططاته المتهورة، أصبح القرن الأفريقي على أعتاب حرب، من شأنها أن تعرض المنطقة للخطر، وترتد ضد بقية العالم».

ويرتبط النزاع الحالي بـ«مشاريع آبي أحمد التوسعية»، حسب الباحث الآريتري – الأميركي المتخصص في قضايا القرن الأفريقي، إبراهيم إدريس، الذي يشير، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن أديس أبابا «تحاول تحقيق التنمية على حساب الدول الأخرى».

طموح آبي أحمد في الوصول إلى البحر الأحمر ليس وليد اللحظة، حيث يسعى لتحقيق ذلك منذ توليه مهام منصبه في أبريل (نيسان) 2018، عبر ما يسمى بـ«دبلوماسية الموانئ». وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تحدث آبي أحمد، أمام برلمان بلاده، عن «ضرورة إيجاد منفذ لبلاده على البحر».

وفقدت إثيوبيا إمكانية الوصول إلى البحر الأحمر، عندما حصلت إريتريا على استقلالها في عام 1993، ومنذ ذلك العام تعتمد أديس أبابا على ميناء جيبوتي.

ورغم أن منبع الصراع الحالي هو «مذكرة التفاهم»، فإن «إثيوبيا ترى أن مصر تسعى لفتح جبهة نزاع جديدة مع إثيوبيا في الصومال»، بحسب مدير معهد هيرال لشؤون الأمن في القرن الأفريقي، الباحث الصومالي محمد مبارك، في حديث له مع «الشرق الأوسط».

وبين مصر وإثيوبيا نزاع ممتد لأكثر من 10 سنوات، بسبب «سد النهضة» الذي تبنيه إثيوبيا على الرافد الرئيس لنهر النيل، وتوقفت المفاوضات بين البلدين إثر «رفض أديس أبابا الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد، ما دفع القاهرة إلى اللجوء لمجلس الأمن».

والتدخل المصري في الأزمة الصومالية يأتي في سياق تعزيز وجودها في القرن الأفريقي، مع أهمية المنطقة المطلة على البحر الأحمر، وهو «ليس جديداً»، بحسب الخبير الأمني المصري، اللواء محمد عبد الواحد، الذي كان في الصومال في التسعينات من القرن الماضي، في ظل وجود قوات مصرية «ساهمت في إعادة الاستقرار لمقديشو، وكذلك تقريب وجهات النظر بين العشائر المتحاربة».

لكن عضو البرلمان الإثيوبي يرى أن «تدخل مصر أدى إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية في المنطقة».

بينما يرى إدريس أن دخول مصر وإريتريا على خط الأزمة «أمر طبيعي مرتبط بعلاقات البلدين التاريخية مع الصومال»، مؤكداً أن «القاهرة وأسمرة تهدفان إلى تعزيز سيادة الجيش الصومالي، وفرض الاستقرار والأمن في البحر الأحمر».

وعلى هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، عقد وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا اجتماعاً قبل أيام لتنسيق المواقف وحماية استقرار المنطقة.

وبينما لا يرجح الباحث في مجموعة الأزمات الدولية «اندلاع صراع مباشر بين إثيوبيا والصومال، بسبب تكلفته الباهظة»، لا يستطيع، في الوقت نفسه، استبعاد هذا السيناريو، «إذا لم يتم حل المشكلة، واستمرت التوترات في التصاعد».

ويستبعد الباحث الإرتيري أيضاً «نشوب حرب عسكرية في المنطقة»، وإن أشار إلى «استمرار صراع النفوذ بين القوى الغربية المختلفة على منطقة القرن الأفريقي، ولا سيما روسيا والصين، وفي ظل وجود قواعد عسكرية أجنبية عدة في دول المنطقة».

واحتمالات التصعيد، وفق الباحث الصومالي، «متوسطة إلى عالية». ويشير مبارك إلى «توترات عدة في المنطقة لم تتطور إلى نزاع مسلح»، لكنه يرى أن «الصراع المسلح قد يصبح حقيقة إذا اعترفت إثيوبيا فعلياً بأرض الصومال».

ويعتقد عضو البرلمان الإثيوبي بإمكانية «كبيرة» للتصعيد، ولا سيما أن «تقاطع المصالح الوطنية والعابرة للحدود الوطنية، والتنافس على الموارد مثل المياه والأراضي والنفوذ السياسي قد يؤدي إلى إشعال مزيد من الصراعات». ويقول: «أي سوء فهم أو سوء تواصل، وخاصة في ما يتعلق بمياه النيل، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من المواجهات بين إثيوبيا ومصر».

في المقابل، يخشى الخبير الأمني المصري من «تحركات عدائية إثيوبية ضد القوات المصرية قد تشعل الوضع في ظل عدم وجود أطر للتسوية أو حل الأزمة». ويشير إلى أن «أديس أبابا لديها تأثير في الصومال، وعلاقات بأمراء الحرب الذين أشعلوا الصومال في التسعينات، الأمر الذي يثير القلق من استخدامهم في النزاع الحالي».

ومع تصاعد الصراع الصومالي – الإثيوبي، اقترحت جيبوتي تأمين وصول أديس أبابا لمنفذ على البحر. وحتى الآن لم تتمكن جهود الوساطة، من «سد الفجوات بين الجانبين».

يتطلب حل الأزمة جهداً دولياً منسقاً، «تصطف فيه الوساطات في مسار واحد»، حيث يرى الباحث في مجموعة الأزمات الدولية أنه «لا يمكن لجهة فاعلة واحدة حلّ الصراع بمفردها.

مثله، يقترح عضو البرلمان الإِثيوبي «مزيجاً من التعاون الإقليمي والوساطة الدولية والإصلاحات الداخلية لحل الأزمة».

ويبدو أن الصراع الحالي ينذر بمخاطر عدة، ويثير مخاوف «حرب بالوكالة»، وفق الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، «بحيث قد يدعم كل طرف القوات المناهضة للحكومة في أراضي الآخر» على حد قوله.

وبالفعل، حذّر تقرير مشروع «كريتكال ثريتس» التابع لـ«معهد إنتربرايز» الأميركي للأبحاث السياسية العامة، قبل أيام، من «زيادة خطر اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً، وإطالة أمد الأزمة في القرن الأفريقي».


Source link ذات صلة

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: مجموعة الأزمات الدولیة فی القرن الأفریقی الصراع الحالی البحر الأحمر الشرق الأوسط بین إثیوبیا أدیس أبابا فی الصومال دقیقة مضت على البحر آبی أحمد

إقرأ أيضاً:

التراث الثقافي الفلسطيني الشاهد الشهيد..

#التراث_الثقافي_الفلسطيني #الشاهد #الشهيد..

بين الاستلاب والتزوير

الدكتور حسن العاصي

أكاديمي وباحث في الأنثروبولوجيا

مقالات ذات صلة بين مدرستَي: البكالوريا، وإربد الثانوية!! 2025/06/02

الفلسطينيون شعبٌ ذو تاريخ عريق وجذور راسخة في أرضه وتقاليده. لآلاف السنين، كانت فلسطين محوراً لأحداث تاريخية كبرى. تنتمي فلسطين إلى الهلال الخصيب الشهير في عصور البشرية القديمة، موطناً لبعض أوائل المجتمعات الزراعية في العالم.

كان يغلب على المجتمع الفلسطيني التقليدي الطابع الزراعي. تاريخياً، عاش معظم الفلسطينيين في قرى صغيرة، غالباً بين أقاربهم. وللأرض قيمة خاصة في الثقافة الفلسطينية، فقد عبّر عنها الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش بقوله: “الأرض التي نحملها في دمنا”. وعلى عكس بعض المجتمعات الزراعية الأخرى، كان العمل الزراعي يُمارس بشكل جماعي.

على مرّ القرون، بنى الفلسطينيون تلال وطنهم الصخرية على نطاق واسع، مُدرّجات. ولا تزال هذه الجدران الاستنادية الحجرية، المعروفة باسم “السناسيل”، تتقاطع على سفوح تلال الضفة الغربية، وقد أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي. كما بُنيت المنازل على مرّ السنين من الحجر بدلاً من الطوب أو الأخشاب، مستفيدةً من الموارد الأكثر وفرةً في المنطقة.

جعل مناخ فلسطين المتوسطي مثالياً لزراعة محاصيل مثل الحمضيات والزيتون. وأصبح البرتقال، الذي يُشحن من يافا، فاكهةً مشهورةً ومُقدّرةً في شمال أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر، قبل اختراع التبريد. في الماضي البعيد، اشتهرت مدينة غزة كميناء تجاري قديم.

ترتبط أشجار الزيتون ارتباطاً وثيقاً بفلسطين لدرجة أنها تكاد تكون مرادفة للمنطقة. ولعل هذه المنطقة كانت أول مكان بدأ فيه البشر زراعة هذا المحصول.

على الرغم من وجود مجال واسع لمزيد من التطور، إلا أن المجتمع الفلسطيني الحديث يتمتع بمستوى تعليمي عالٍ ويضم طبقة مهنية كبيرة. منذ النصف الثاني من القرن العشرين، أصبح من الشائع أن تعمل النساء خارج المنزل وفي مزرعة العائلة.

تعكس الثقافة الفلسطينية الحديثة التقاء العديد من الشعوب في فلسطين عبر التاريخ، بما في ذلك العرب والأرمن والكنعانيون والأوروبيون واليونانيون والعبرانيون والرومان والسامريون والأتراك والأنباط والقبائل البدوية.

البدو هم جماعات وقبائل البدو الرحل تقليدياً في فلسطين. وعلى الرغم من أنهم يعيشون أنماط حياة أكثر استقراراً اليوم، إلا أن الكثيرين منهم يحتفظون بأساليب عيش رعوية. توجد مجتمعات بدوية في جميع أنحاء الضفة الغربية، عاش الكثير منها في النقب قبل طردهم خلال قيام إسرائيل. ولا يزال عدد كبير من البدو يعيشون في جنوب إسرائيل، ويقيم عدد أقل في غزة. تشمل القبائل البدوية الفلسطينية العزازمة، والرماضين، في محافظة الخليل. والجهالين، والكعابنة، في محافظة القدس. والرشايدة في محافظتي بيت لحم وأريحا.

ونظراً لهذا التاريخ الغني، يتميز الفلسطينيون بتنوعهم في المظهر، فعلى سبيل المثال، تشترك السمات الأوروبية والأفريقية بشكل كبير. وضمن هذا التنوع، يشترك الفلسطينيون في هوية ثقافية مشتركة مع العالم العربي الأوسع.

يتحدث الفلسطينيون المعاصرون اللغة العربية، مستخدمين لهجة بلاد الشام عامية. كانت الآرامية واليونانية اللغتين الرئيسيتين في فلسطين حتى القرن السابع عندما وصلت القوات العربية الإسلامية، مما أدى إلى اعتماد اللغة العربية على نطاق واسع كلغة مشتركة، وانتشار الثقافة العربية بشكل أكبر.

فلسطين، وعلى نحو فريد، أرض مقدسة لدى ثلاثة من الديانات الرئيسية في العالم: المسيحية والإسلام واليهودية. القدس هي موطن المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة في الإسلام. بنت الدولة الأموية قبة الصخرة في القدس في القرن السابع الميلادي. في اليهودية، الخليل هي موقع قبر إبراهيم، والقدس هي موقع الهيكلين الأول والثاني القديمين. أما في المسيحية، فهي مسقط رأس السيد المسيح وموطن كنيسة القيامة، وفي بيت لحم كنيسة المهد.

الإسلام والمسيحية هما الديانتان الرئيسيتان اللتان يعتنقهما الفلسطينيون اليوم. يشمل المسيحيون في فلسطين الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية (أو الأرثوذكسية اليونانية)، والكنيسة الكاثوليكية اليونانية (أو الملكية)، والكنيسة الكاثوليكية الرومانية، والكنائس الأنجليكانية والقبطية والإثيوبية والأرمنية.

الإسلام هو أكبر ديانة في فلسطين. في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، هاجرت أعداد كبيرة من المسيحيين الفلسطينيين إلى الخارج، وأصبح الكثيرون منهم لاجئين خلال قيام إسرائيل. أدى ذلك إلى انخفاض كبير في نسبتهم من السكان، حيث أصبحت الآن في خانة الآحاد، وخاصة في غزة، على الرغم من بقاء بعض الكنائس، بما في ذلك كنيسة القديس بورفيري القديمة. تضم بيت لحم جالية مسيحية كبيرة نسبياً.

في الشتات، تتواجد جاليات مسيحية قوية بشكل خاص في الدول العربية المجاورة، والخليج، وأوروبا الغربية، وأمريكا الشمالية (وخاصة الولايات المتحدة)، وأمريكا اللاتينية (ولا سيما تشيلي وكولومبيا وهندوراس).

التراث الفلسطيني

يُشكل التراث الفلسطيني مزيجاً من المعالم التاريخية والتقاليد العريقة والإرث الثقافي الذي يمتد لآلاف السنين. يُعدّ الطعام والثقافة والتراث الفلسطيني جزءًا لا يتجزأ من هوية الفلسطينيين، ويعكس صمودهم وإبداعهم وارتباطهم العميق بأرضهم. من خلال المأكولات الشهية، والتعبيرات الفنية، والتقاليد الغنية، تواصل فلسطين الحفاظ على تراثها الثقافي الفريد والاحتفاء به.

تتأثر ثقافة فلسطين بالثقافات والأديان المتنوعة العديدة التي وُجدت في فلسطين التاريخية ودولة فلسطين. ويُعدّ التراث الثقافي واللغوي للعرب الفلسطينيين، إلى جانب اللبنانيين والسوريين والأردنيين، جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية الشامية. وللفلسطينيين أيضاً لهجتهم العربية الخاصة، وهي اللهجة الفلسطينية.

تُعبّر المساهمات الثقافية في مجالات الفن والأدب والموسيقى والأزياء والمطبخ عن الهوية الفلسطينية على الرغم من الفصل الجغرافي بين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية، والمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، والفلسطينيين في الشتات.

تتكون الثقافة الفلسطينية من الطعام والرقص والأساطير والتاريخ الشفوي والأمثال والنكات والمعتقدات الشعبية والعادات، وتشمل تقاليد الثقافة الفلسطينية (بما في ذلك التقاليد الشفوية). وقد أكّد إحياء التراث الشعبي لدى المثقفين الفلسطينيين، مثل نمر سرحان، وموسى علوش، وسليم مبيض، وغيرهم، على الجذور الثقافية ما قبل الإسلامية.

اعترفت اليونسكو بأهمية التراث الثقافي غير المادي لفلسطين، حيث أُدرجت الحكاية الفلسطينية لأول مرة في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي عام 2008. تبع ذلك إدراج التطريز الفلسطيني في عام 2021، وإدراج فن الخط العربي، واستخدام نخيل التمر في نفس العام. وأُدرجت الدبكة الفلسطينية “الرقص الشعبي” عام 2023. كما تم إدراج فن النقش على المعادن (ذهب وفضة ونحاس) في عام 2023 أيضاً. وتم ترشيح فن النقش بالحناء، وصناعة الصابون النابلسي عام 2024.

ولا تزال تُنتج مجموعة واسعة من الحرف اليدوية، التي أنتج الفلسطينيون العديد منها منذ مئات السنين، تُنتج حتى اليوم. تشمل الحرف اليدوية الفلسطينية التطريز والنسيج، وصناعة الفخار، وصناعة الصابون، وصناعة الزجاج، وخشب الزيتون، والمنحوتات على الصدف.

الملابس التقليدية

تباينت الملابس التقليدية للنساء والرجال في فلسطين بشكل كبير بين الطبقات الاجتماعية، وتميزت الأزياء باختلاف المناطق الحضرية والريفية والبدوية. كانت الملابس التقليدية تُصنع عادةً من القطن أو الكتان. في أوائل القرن العشرين، تراجعت تدريجياً الملابس الرجالية التقليدية، مثل التونيكات والأنماط المستوحاة من الطراز العثماني لتحل محلها الملابس ذات الطراز الغربي. كما تميل النساء الحضريات المعاصرات إلى ارتداء الملابس الغربية في معظم الأحيان. الصنادل هي الأحذية التقليدية للرجال الفلسطينيين. وعادةً ما يُخلع الحذاء قبل دخول المنزل. أصبحت ملابس النساء أكثر تحفظاً في أواخر الثمانينيات، بعد اندلاع الانتفاضة الأولى، عندما بدأت المزيد من النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة.

تتنوع أغطية الرأس التقليدية. تُلبس الكوفية البدوية على الرأس وتُثبت بحبل. الكوفية، أو الحطّة، قطعة قماش مربعة، غالباً ما تكون بيضاء اللون، مزينة بنقش مربعات أو شبكي باللونين الأسود أو الأحمر. في أوائل القرن العشرين، أصبحت هذه الحُطّة رمزًا للقومية الفلسطينية، وبدأ الفلسطينيون غير البدو يتبنونها. واليوم، تحظى هذه الحُلة الأيقونية بشعبية واسعة بين جميع الطبقات الاجتماعية في فلسطين وخارجها. وعلى الصعيد الدولي، يرتديها أحياناً مناصرو القضية الفلسطينية، بل وتبنتها صناعة الأزياء العالمية.

التطريز

دأبت النساء الفلسطينيات على ارتداء الثوب، وهو فستان مزخرف بإتقان، للمناسبات الرسمية. غالباً ما تتميز هذه الملابس بتطريز متقاطع معقد ويستخدم أنماطاً هندسية. توارثت النساء أنماط التطريز العائلية، وكانت الفتيات يخيطن الفساتين استعداداً للزواج. كما كنّ يُضفين على الملابس والمجوهرات والإكسسوارات استعداداً للحياة الزوجية. طورت كل قرية ومنطقة أنماط تطريز وألوان وأنماط فريدة خاصة بها. فعلى سبيل المثال، تشتهر منطقة دير البلح في غزة بأنماط التطريز القمري والريشي. حتى العائلات التي عاشت لأجيال في مخيمات اللاجئين غالباً ما حافظت على تصاميم التطريز التقليدية لقراها وتوارثتها. يعود تاريخ بعض هذه التصاميم إلى آلاف السنين، وهو استمرارية لافتة في منطقة شهدت الكثير من الاضطرابات السياسية. وقد شكلت النساء أحياناً تعاونيات لإنتاج التطريز بشكل جماعي. لا يقتصر استخدام التطريز على تزيين الملابس فحسب، بل يمكن العثور على أغطية الوسائد، ومفارش المائدة، وحقائب اليد، والعديد من القطع الأخرى مزينة بتطريزات جميلة.

كثيراً ما أشاد المسافرون الأجانب إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بالتنوع الغني للملابس التقليدية لدى الشعب الفلسطيني، وخاصةً لدى الفلاحين أو نساء القرى. وحتى أربعينيات القرن العشرين، كان من الممكن لمعظم النساء الفلسطينيات تحديد الوضع الاقتصادي للمرأة، سواءً كانت متزوجة أم عزباء، والمدينة أو المنطقة التي تنتمين إليها، من خلال نوع القماش والألوان والقصات وزخارف التطريز، أو عدم وجودها، المستخدمة في الثوب.

أدى تهجير الفلسطينيين عام 1948 ونزوحهم إلى خلل في أنماط اللباس والعادات التقليدية، حيث لم يعد بإمكان العديد من النساء النازحات توفير الوقت أو المال اللازمين لشراء ملابس مطرزة معقدة. بدأت أنماط جديدة بالظهور في ستينيات القرن العشرين. على سبيل المثال، “الثوب ذو الفروع الستة” الذي سُمي نسبةً إلى أشرطة التطريز الستة العريضة الممتدة من الخصر. جاءت هذه الأنماط من مخيمات اللاجئين، وخاصةً بعد عام 1967. فُقدت أنماط القرى الفردية واستُبدلت بنمط “فلسطيني” مميز.

الشال، وهو نمط شائع في الضفة الغربية والأردن قبل الانتفاضة الأولى، ربما تطور من أحد مشاريع التطريز الخيرية العديدة في مخيمات اللاجئين. كان تصميمه أقصر وأضيق، بقصّة غربية. والكوفية، المعروفة أيضاً باسم “الحطة”، غطاء رأس تقليدي باللونين الأبيض والأسود يرتديه المزارعون الفلسطينيون. منذ الثورة العربية الكبرى في ثلاثينيات القرن الماضي، أصبحت رمزاً بارزًاً للمقاومة الفلسطينية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الحكايات الشعبية

تبدأ القصص الشعبية الفلسطينية التقليدية بالبسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) وبدعوة المستمعين للصلاة على النبي محمد أو مريم العذراء حسب الحالة، وتتضمن الافتتاحية التقليدية: “كان يا ما كان في قديم الزمان…”. تشترك العناصر النمطية للقصص في الكثير من القواسم المشتركة مع مثيلاتها في العالم العربي، على الرغم من اختلاف نظام القافية. هناك مجموعة من الشخصيات الخارقة للطبيعة: الجن الذين يستطيعون عبور البحار السبعة في لحظة، والعمالقة، والغيلان بعيون من جمر وأسنان من نحاس.

غالباً ما تتضمن الحكايات الشعبية الفلسطينية قصصاً وحكايات عن القديس جرجس، شفيع فلسطين. على سبيل المثال، تتضمن إحدى القصص من قرية عين كارم زيارة القديس جرجس للقديس جرجس خلال فترة جفاف. في كثير من الأحيان، تُعد الحكايات الشعبية عن القديس جرجس مصدراً للصمود والأمل للفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين.

إن الحكاية الفلسطينية شكل من أشكال الأدب الشفهي النسائي الذي يتناول قضايا اجتماعية. تُؤدى في الشتاء، حيث تروي النساء الأكبر سناً القصص للنساء الأصغر سناً والأطفال. في عام 2008، أُدرجت في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.

المطبخ الفلسطيني

ينعكس تاريخ فلسطين، التي خضعت لحكم إمبراطوريات عديدة، في المطبخ الفلسطيني، الذي استفاد من مساهمات وتبادلات ثقافية متنوعة. بشكل عام، تأثرت الأطباق الفلسطينية الحديثة بحكم ثلاث مجموعات إسلامية رئيسية: العرب، والعرب المتأثرون بالفرس، والأتراك. كان للبدو العرب الأوائل في سوريا وفلسطين تقاليد طهي بسيطة تعتمد بشكل أساسي على استخدام الأرز ولحم الضأن والزبادي، بالإضافة إلى التمر.

كان مطبخ الإمبراطورية العثمانية، التي ضمت فلسطين كإحدى ولاياتها بين عامي 1517 و1918، يتكون جزئياً مما أصبح آنذاك مطبخاً عربياً غنياً. بعد حرب القرم، بدأت العديد من الجاليات الأجنبية (وخاصة البوسنيين واليونانيين والفرنسيين والإيطاليين) بالاستقرار في المنطقة؛ وكانت القدس ويافا وبيت لحم الوجهات الأكثر شعبية لهذه المجموعات. ساهم مطبخ هذه المجتمعات، وخاصةً تلك الموجودة في البلقان، في طابع المطبخ الفلسطيني. ومع ذلك، وحتى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كان الغذاء الأساسي للعديد من العائلات الفلسطينية الريفية يدور حول زيت الزيتون والزعتر والخبز، المخبوز في فرن بسيط يُسمى الطابون.

ينقسم المطبخ الفلسطيني إلى ثلاث مجموعات إقليمية: منطقة الجليل والضفة الغربية وغزة. يشترك مطبخ منطقة الجليل في الكثير من القواسم المشتركة مع المطبخ اللبناني، وذلك بفضل التواصل الواسع بين المنطقتين قبل قيام إسرائيل. يتخصص سكان الجليل في إعداد عدد من الوجبات القائمة على مزيج من البرغل والتوابل واللحوم، والمعروفة باسم الكبة لدى العرب. للكبة العديد من الاختلافات بما في ذلك تقديمها نيئة أو مقلية أو مخبوزة. والمسخن هو طبق رئيسي شائع نشأ في منطقتي جنين وطولكرم في شمال الضفة الغربية. يتكون من دجاج مشوي فوق خبز الطابون المغطى بقطع من البصل الحلو المقلي والسماق والبهارات والصنوبر، مطبوخ ومُزين بكمية وفيرة من زيت الزيتون. ومن الوجبات الأخرى الشائعة في المنطقة المقلوبة والمنسف، وهذا الأخير نشأ من السكان البدو في الأردن.

يتأثر مطبخ قطاع غزة بكل من مصر المجاورة وموقعها على ساحل البحر الأبيض المتوسط. الغذاء الرئيسي لغالبية سكان المنطقة هو السمك. تمتلك غزة صناعة صيد أسماك رئيسية وغالباً ما يتم تقديم السمك إما مشوياً أو مقلياً بعد حشوه بالكزبرة والثوم والفلفل الأحمر والكمون، ثم يتبل بمزيج من الكزبرة والفلفل الأحمر والكمون والليمون المفروم. كما يظهر التأثير المصري في الاستخدام المتكرر للفلفل الحار والثوم والسلق لنكهة العديد من وجبات غزة. من الأطباق التي تشتهر بها منطقة غزة السماقية، وهي عبارة عن سماق مطحون منقوع في الماء ممزوج بالطحينة، ثم يُضاف إلى شرائح السلق وقطع من اللحم البقري المطهو والحمص.

هناك العديد من الأطعمة الفلسطينية المعروفة في العالم العربي، مثل الكنافة النابلسية، والجبنة النابلسية، وجبنة عكاوي (جبنة عكا)، والرومانية (من يافا)، والسماقية (يخنة من غزة) والمسخن. الكنافة أصلها من نابلس، بالإضافة إلى الجبن النابلسي المُحلى المستخدم لحشوها. والبقلاوة، وهي معجنات أُدخلت في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، هي أيضاً جزء لا يتجزأ من المطبخ الفلسطيني.

مناقيش الزعتر هي خبز مسطح متوسطي يُزيّن بزيت الزيتون ودهن الزعتر. أما الفلافل المصنوعة من الحمص، والتي استُبدل بها الفول المدمس المستخدم في الوصفة المصرية الأصلية، وأُضيف إليها الفلفل الهندي، والتي أُدخلت بعد أن فتحت غزوات المغول طرقاً تجارية جديدة، هي من الأطباق الرئيسية المفضلة في مطبخ البحر الأبيض المتوسط.

ومن الأطباق الرئيسية التي تُؤكل في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية ورق العنب المسلوق، وهو ملفوف حول الأرز المطبوخ ولحم الضأن المفروم. المحاشي هو تشكيلة من الخضراوات المحشوة مثل الكوسا والبطاطس والملفوف، وفي غزة يضعون السلق.

يُعدّ الخبز والأرز والبرغل من الحبوب الأساسية، وغالبًا ما تُضاف إلى البقوليات والمكسرات. تقليديًا، كانت إحدى نساء العائلة تُحضّر الخبز في المنزل ليوم أو أسبوع. أما الآن، فيُشترى معظم الخبز من المخابز. ويُعدّ خبز البيتا المسطح الأكثر شيوعًا. وتشتهر القدس بحلقات الكعك المستطيلة.

يُعدّ العدس من أكثر البقوليات شيوعًا. كما أن لحم الضأن ولحم البقر والسمك شائعٌ حيثما يتوفر. حتى بين المسيحيين، نادرًا ما يُؤكل لحم الخنزير.

تُقدّم العديد من أطباق الخضار واللحوم مع الأرز، مثل المقلوبة، التي اشتق اسمها من طريقة تقديمها – مقلوبة رأسًا على عقب على طبق التقديم. ثم هناك الأطباق المحشوة – الفلفل المحشو، الكوسا المحشوة، وما إلى ذلك – وهي فئة تُسمى مجتمعةً “محشي” (أي، كما خمنتم، “محشو”).

تُعدّ المقبلات، المعروفة باسم “المزة”، من الأطباق الرئيسية في التجمعات الاجتماعية، وغالبًا ما تُقدّم منفصلة عن الوجبات. الشاورما والفلافل من الوجبات السريعة الشائعة.

تُقدّم الفواكه الطازجة، مثل المشمش، والتين، والعنب، والخوخ، والأجاص، والدراق، والبرتقال، والتفاح، والكرز، والموز عادةً في نهاية الوجبات.

يُعدّ زيت الزيتون الدهن الأساسي المستخدم في طهي وتغميس الخبز، وهو يؤدي العديد من وظائف الزبدة في شمال أوروبا والولايات المتحدة. الزعتر مزيج توابل محبوب، يتكون أساسًا من الزعتر البري الذي اشتق اسمه منه، ويُضاف إليه بذور السمسم والسماق.

تتكون وجبة الإفطار التقليدية من الخبز، والجبن، واللبنة، والبيض، والزيتون، وشرائح الطماطم والخيار، وبالطبع زيت الزيتون.

للحلوى، الكنافة هي أشهى ما يكون، وهي طبق فلسطيني شهي من الجبن الحلو وعجينة الفيلو المبشورة، مغموسة في شراب السكر، ومزينة بقطع الفستق. تشتهر نابلس بجبنها المصنوع من حليب الماعز أو الغنم، والذي يُشكل أساس كنافتها الشهيرة.

تُستهلك القهوة على نطاق واسع، سواءً أكانت مُحضرة على الطريقة العربية أم بطرق أخرى معروفة عالميًا. أحيانًا يُضاف الهيل. كما يُعد الشاي مشروبًا يوميًا للكثيرين، وغالبًا ما يُضاف إليه أوراق النعناع الطازجة أو أوراق المريمية البرية.

السينما الفلسطينية

يمكن القول إن تاريخ السينما في فلسطين بدأ حينما قام مصور لوميير جان ألكسندر لوي بروميو بتصوير مشاهد قصيرة في مدينتي يافا والقدس بين 3 و25 نيسان/أبريل سنة 1897. كانت سينما “أوراكل” في القدس من أوائل قاعات العرض السينمائي في فلسطين، وقد أنشئت سنة 1908. وافتتحت سينما “ريكس” في القدس أيضاً سنة 1938 واعتبرت أول قاعة سينما بمعايير متطورة. ويُنتج العديد من الأفلام الفلسطينية بدعم أوروبي. لا تُنتج الأفلام الفلسطينية باللغة العربية فقط؛ بل يُنتج بعضها بالإنجليزية أو الفرنسية أو العبرية. أُنتج أكثر من 800 فيلم عن الفلسطينيين والصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومواضيع أخرى ذات صلة؛ ومن الأمثلة البارزة على ذلك فيلما “اليد الإلهية” و”الجنة الآن”. تتوزع الأفلام بين الروائية والتسجيلية، الطويلة والقصيرة، وتعنى بتصوير مأساة فلسطين وشعبها. الأفلام تغطي الفترة المصيرية من سنة 1911، أي منذ زمن الحكم العثماني، مروراً بعهد الانتداب البريطاني وكذلك زمن النكبة والتشريد وقيام دولة الاحتلال سنة 1948، وكل ما تعرض له الشتات الفلسطيني حتى عام 2005. أول فيلم فلسطيني روائي كان قد حققه صلاح الدين بدرخان سنة 1946 باسم “حلم ليلة”، ويؤكد ذلك الكاتب محسن البلاسي في كتابه “الخيال الحر”. تم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية في فترة الكفاح المسلح مثل فيلم “لا للحل السلمي” و “بالروح بالدم”. في فترة السبعينيات تم إنتاج أفلام “وطن الأسلاك الشائكة” (1980)، و”فلسطين، سجل شعب” (1984). وأنتجت “مؤسسة صامد للإنتاج السينمائي” أول أفلامها سنة 1976 بعنوان “المفتاح” من إخراج غالب شعث. بلغ إجمالي الأفلام التي أُنتجت في ذلك العقد قرابة 50 فيلماً وثائقياً، وفيلماً روائياً واحداً هو فيلم “عائد إلى حيفا ” سنة 1982 للمخرج قاسم حَوَل عن رواية الأديب غسان كنفاني.

طوّرت السينما الفلسطينية أدواتها وموضوعاتها، وخرجت من المفاهيم المستهلكة. إذ باتت الأفلام الفلسطينية تحظى بحضور عالمي، لا سيما فيلم “عرس الجليل” لميشيل خليفي سنة 1987 الذي حاز جائزة النقاد الدولية في مهرجان “كان” عام 1987، والجائزة الذهبية في “مهرجان سان سيباستيان”، والتانيت الذهبي في “مهرجان قرطاج” سنة 1988. كذلك نذكر إيليا سليمان الذي بدأ مشواره سنة 1990، وهو صاحب ثلاثية “سجل اختفاء”، “يد إلهية”، “الزمن الباقي، سيرة الحاضر الغائب”، وقد أسس في هذه الثلاثية لنقلة نوعية في السينما العربية. كما يحضر هاني أبو أسعد بفيلمه “الجنة الآن” سنة 2005 وعدة أفلام أخرى، ورشيد مشهراوي بفيلمه “حتى إشعار آخر” سنة 1993.

المسرح

يشبه المسرح الفلسطيني المسارح العربية الأخرى، إلا أنه يختلف اختلافاً جوهرياً نظراً لتاريخ المنطقة وسكانها. نشأ بصعوبة، وكان تركيزه في البداية منصباً على الداخل، لكنه تطور منذ ذلك الحين ليصبح ممارسة ثقافية متميزة. تُشير ماري إلياس، في الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، إلى ثلاث مراحل مختلفة. بدأ المسرح الفلسطيني في “سياق نهضة ثقافية” في بلاد الشام، وخاصة في عشرينيات القرن الماضي، بعروض مستوحاة من نصوص عربية أو مسرحيات أوروبية مترجمة. شهدت الفترة الثانية، التي شهدت “نهضة” فنية، أواخر الستينيات، وبعد حرب الأيام الستة عام 1967، شهدت رغبة واضحة، وإن كانت غير منسقة، داخل فلسطين وخارجها، في تطوير مسرح ذي هوية فلسطينية. ومن أبرز الفرق في تلك الفترة فرقة مسرح بلالين، التي بدأت عام 1970 باسم فرقة “عائلة المسرح”. أما الفترة الثالثة، فقد بدأت عام 1993، بعد اتفاقية أوسلو، وشهدت تحولاً مهنياً في الضفة الغربية، على الرغم من أن التطورات في قطاع غزة كانت أكثر صعوبة. أهم الفرق المسرحية الفلسطينية: فرقة المسرح الوطني الفلسطيني، مسرح وسينماتيك القصبة، فرقة فتح المسرحية، مسرح الحكواتي الفلسطيني، مسرح البسمة، المسرح الشعبي سنابل، مسرح عشتار، مسرح الحارة، أيام المسرح، المسرح الشعبي الفلسطيني، مسرح الطنطورة، مسرح سفر، مسرح عناد، مسرح القصبة، مسرح الميدان، مسرح الرواد، مسرح السيرة، مسرح الرواة، مسرح الأحلام، مسرح نعم، وغيرها.

العمارة

تغطي العمارة الفلسطينية التقليدية فترة زمنية تاريخية واسعة، وتضمنت عدداً من الأساليب والتأثيرات المختلفة على مر العصور. كانت العمارة الحضرية في فلسطين قبل عام 1850 متطورة نسبياً. رغم انتمائها إلى السياق الجغرافي والثقافي الأوسع لبلاد الشام والعالم العربي، إلا أنها شكلت تقليداً مميزاً يختلف اختلافاً كبيراً عن تقاليد سوريا ولبنان ومصر. ومع ذلك، تشاركت المنازل الفلسطينية في المفاهيم الأساسية نفسها المتعلقة بترتيب مساحات المعيشة وأنواع الشقق الشائعة في جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط. كان التنوع الغني والوحدة الكامنة في الثقافة المعمارية لهذه المنطقة الأوسع، الممتدة من البلقان إلى شمال إفريقيا، نتيجةً للتبادل الذي عززته قوافل طرق التجارة، وامتداد الحكم العثماني على معظم هذه المنطقة، بدءًا من أوائل القرن السادس عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

الحناء

يعود فن الحناء إلى آلاف السنين في الشرق الأوسط، في التقاليد المسيحية والإسلامية، كرمز للحظ السعيد والصحة والجاذبية. مع بروز الإسلام في القرن السابع، ومنع الوشم، ازدادت شعبية الحناء في العالم العربي.

تُستخدم الحناء في احتفالات مثل حفلات الزفاف، وللتجميل والزينة، والتعبير عن الذات، والبركة والرفاهية، وتكريم التقاليد القديمة، وغيرها. ليلة الحناء التي تسبق الزفاف تقليد قديم يجمع عائلتي العروس والعريس لتوطيد العلاقات والاحتفال والاهتمام بأي ترتيبات أخيرة لليوم الكبير. تتحول بقع الحناء إلى اللون البرتقالي عند إزالة المعجون، لكنها تغمق خلال الأيام الثلاثة التالية إلى لون بني محمر غامق بسبب الأكسدة.

مقالات مشابهة

  • «أفريكوم» تقصف مواقع لـ«داعش» بالصومال
  • التراث الثقافي الفلسطيني الشاهد الشهيد..
  • السودان يملك عدة أوراق مهمة ومؤثرة في القرن الأفريقي
  • طارق رسلان: التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير علي المحاصيل الزراعية
  • الصومال.. 15 يونيو موعد انعقاد المشاورات الوطنية
  • قيادي في “حماس” يكشف تفاصيل مثيرة “لؤ” التهدئة في غزة
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • كيف أثرت تحويلات المصريين بالخارج على الاقتصاد المصري؟.. برلماني يجيب
  • القناة 12 العبرية: رد حماس على وسطاء التهدئة لم يُنقل بعد إلى إسرائيل
  • في أولى لقاءاته الدولية.. رئيس الوزراء د. كامل إدريس يستقبل المبعوث السويسري الخاص لمنطقة القرن الأفريقي