شعلة كربلاء لا تنطفئ .. والراية لن تسقط
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
28 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة:
أيها الرفيق السرمدي، يا أبا هادي، يا من تضمخ الثرى برحيلك.
يا نبع النقاء وصفاء الروح..
يا وهج المأثرة المستعرة في زمن الخاضع والمستكين.
لأنك الأصدق والأنقى والأشجع، كنت هدفًا لأولئك الذين اهتزت أفئدتهم من ضوءك، اهتابوا منك فرموك بقنابل جُبنت ذواتهم عن حمل ميزانها.
لقد انقضيت رافعًا راية المجد، شهيدًا بدمع العفة، وانقضى التاريخ يسجل في ورقات نوره ذكراك، قائداً مقداماً شجاعاً حكيماً مستبصراً، مؤمناً بقداسة كربلاء الخالدة، تلك القافلة النورانية التي حملت شعلة الأنبياء والأئمة الشهداء عبر الحقب.
يا من واجهتَ الأنداد الذين انتهكوا عرض الأمة، فيما الأعراب يتفرجون.
كنتَ الفارس، المتوشح بنور الإيمان، تسعى لمنازلة العتمة بقلب يعشق الشهادة.
روحك في سبيل الله كالطائر الحر الذي يعشق أجنحة السماء، ضد الطاغوت وأعوانه، وكل ما يحمل الشر في جعبته.
أيها الشهيد الجلل، تحية تعجز كلماتها عن بلوغك، فشفاهها تنحني خجلاً أمام عطائك اللامحدود.
أنت العز الذي يزهو به الوطن، وأنت مجد العروبة في جيل التخاذل، وإن كان الشامتون يحتفلون بنشوتهم الوضيعة، فليس لديهم من الدين ولا الكرامة ولا العزة إلا السراب.
أما نحن، فنبصرك في دمائنا وهمائمنا، أمثولة نقتدي بها، وإيذانا نستمد منه القوة والإيمان.
لقد أحييت فينا روح أم البنين، تلك التي لم تسأل عن أولادها الأربعة، بل قالت: “لم أسألك عن أولادي الأربعة، أخبرني عن الحسين”.
ونحن لا نسأل كم شهيد كان معك، فكلنا متباهون بكل شهيد، إنما نسأل عنك، عن ضوءك الذي لا ينطفئ، وعن قلبك الذي كان يتوق للقاء ابن الزهراء.
سنفتقدك حتماً، وحسبك أنك أعليتَ علم الحق، وأنك دفعتَ بروحك كي تعود القدس حرة، وكنت كالطود شامخاً لم تلِن عزيمتك.
أيها المجاهد الذي جعل من روحه قربانًا في سبيل الله، ها أنت اليوم بين الشهداء والصديقين.
هنيئًا لك، أيها البطل الأزلي، وأنت تسمو مع (شهداء المطار)، في علياء الافتخار حيث الأرواح الطاهرة تلتقي، وأكاليل الجنة تزين الجباه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
النبي الذي فداه الله بكبش عظيم.. إسحاق أم إسماعيل؟ على جمعة يحسم الجدل
من الذبيح إسحاق أم إسماعيل؟ اختلف العلماء في تعيين الذبيح هل سيدنا إسحاق أم إسماعيل، فمن العلماء من نقل عنه بأنه إسحاق عليه السلام، ومنهم من نقل عنه بأنه إسماعيل عليه السلام.
الذبيح إسحاققال ابن كثير: «فممن حكي القول عنه بأن الذبيح إسحاق: كعب الأحبار، وروي عن عمر، والعباس، وعلي، وابن مسعود، ومسروق، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء، والشعبي، ومقاتل، وعبيد بن عمير، وأبي ميسرة، وزيد بن أسلم، وعبد الله بن شقيق، والزهري، والقاسم بن أبي بزة، ومكحول، وعثمان بن حاضر، والسدي، والحسن، وقتادة، وأبي الهذيل، وابن سابط.
ولكن الصحيح عنه «أي: عن ابن عباس»، وعن أكثر هؤلاء: أنه إسماعيل عليه السلام قال مجاهد، وسعيد والشعبي، ويوسف بن مهران، وعطاء، وغير واحد، عن ابن عباس: هو إسماعيل عليه السلام.
الذبيح هو إسماعيلوأوضح ابن كثير في كتاب "البداية والنهاية" (1 / 336): وهذا هو الظاهر من القرآن، بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل؛ لأنه ذكر قصة الذبيح، ثم قال بعده: «وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ» ومن جعله حالا فقد تكلف، ومستنده أنه إسحاق إنما هو إسرائيليات، وكتابهم فيه تحريف».
وذكر ابن القيم في كتاب "زاد المعاد" (1 / 71): «وإسماعيل: هو الذبيح، على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأما القول بأنه إسحاق: فباطل بأكثر من عشرين وجها».
زواج سيدنا إبراهيم من السيدة هاجرقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، إنه يرجح أن زواج سيدنا إبراهيم - عليه السلام- من السيدة هاجر كان في مصر أكثر من رواية كونه بعد الرحيل؛ لأنه لا يوجد مساحة زمنية بين الإهداء والحمل؛ فالمتتبع للأحداث يجد أن أمر الزواج تم بسرعة فائقة.
وأضاف «جمعة» خلال حلقة تليفزينوينة سابقة، أنه في القرآن يقول- تعالى-: «وبشرناه بغلام حليم»، والتوارة تقول إن الذبيح هو إسحاق: «أذبح لك وحيدي إسحاق»، وإسحاق لم يكن وحيد فكان له أخ أكبر منه هو إسماعيل، فالسياق يقول إن هناك: «وحيدي، وإسحاق»؛ فوحيدي فيها إشكال، لافتًا إلى أن الذبيح الأول: سيدنا إسماعيل، والذبيح الثاني: سيدنا عبد الله - أبو النبي صلى الله عليه وسلم- بشكل عام، ورواية "أنا ابن الذبيحين ضعيفة".
ذكرى وفاة النبي محمد 8 يونيو .. ودع الدنيا بـ6 كلمات.. أسرار الأيام الأخيرة
دعاء ثاني أيام عيد الأضحى.. علي جمعة: النبي أمرنا بـ5 أذكار
وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أنه بتتبع واستقراء ما يزيد على نحو 40 آية نجد أن الذبيح هو سيدنا اسماعيل- عليه السلام- ابن السيدة هاجر، موضحًا: أنه يوجد رواية عجيبة مرفوضة، مضمونها: " أن سيدنا إسماعيل كبر مع سيدنا إسحاق، وضرب إسماعيل إسحاق ذات مرة؛ فحزنت السيدة هاجر، وكأنه بيت عادى، ومن ثم حدثت الهجرة "؛ فهذا مرفوض تمامًا، والذي حدث أن الله أوحي إلى سيدنا إبراهيم أن يأخذ السيدة هاجر وسيدنا إسماعيل لتعمير البيت الحرام والسيدة سارة بقيت مع ابنها إسماعيل لتعمير بيت المقدس.
وأشار الدكتور على جمعة، إلى أن النسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- كان من السيدة هاجر أم سيدنا اسماعيل ، أبو العرب وجد النبي - صلى الله عليه وسلم-، والصهر مع مارية القبطية عندما أسلمت وتزوجت النبي - عليه الصلاة والسلام- واصبحت أمولد، ولحقت بأمهات المسلمين.
ونوه بأن السيدة هاجر - رضى الله عنها- أم العرب، بنت الملوك، أخذت أسيره من بيت أبيها بمصر في أحد حروب أقاليم مصر قبل توحيد القطرين، وكانت هبة عظيمة من الملك لسيدنا إبراهيم - عليه السلام- حسن تربيتها ومعاملتها وأخلاقها لابنها اسماعيل - عليه الصلاة والسلام- ،أحسنت التوكل على الله عندما تركها سيدنا إبراهيم- عليه السلام- مع ابنها في الصحراء بلا زاد ولا ماء؛ فسعت وبحثت وفجر الله لها ينبوعًا من ماء هو خالد إلى يوم القيامة، وأصبح سعيها ركن من أركان الحج في الإسلام؛ فهذه هاجر أم العرب مثلًا وقدوة وفخرًا.