المخدرات تطيح برجال الدرك بأكادير ومدن أخرى
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
ابراهيم بن خزرة
علمت جريدة مملكة بريس في هذا الإطار، أدانت غرفة جرائم الأموال الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء ستة دركيين ب31 سنة سجنا نافذا على خلفية متابعتهم بتهم الارتشاء والمشاركة في الاتجار الدولي للمخدرات.
في هذا السياق، حكمت المحكمة على المتهم الرئيسي، الدركي بالرباط برتبة رقيب أول، بست (06) سنوات سجنا نافذا وغرامة نافذة كذلك قدرها 120,000,00 درهم، وعلى دركيين آخرين، الأول برتبة مساعد، والثاني رقيب أول يعملان بأكادير، والثالث رقيب أول بالعيون، ورابع رقيب أول بفكيك، والخامس رقيب أول بفاس، بعقوبات حُددت في خمس (05) سنوات سجنا نافذا وغرامة قدرها 100,000,00 درهم لكل واحد منهم، ما يرفع مجموع العقوبات إلى واحد وثلاثين سنة سجنا نافذا (31) واثنتين وستين (62) مليون سنتيم للجميع.
هذا، وكانت عناصر الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للدرك الملكي قد أحالت الدركيين الستة على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بعد انتهاء التحقيقات بخصوص شبهات بضلوعهم في قضية التعامل مع بارون مخدرات، والرشوة، والاتجار في المخدرات على الصعيد الدولي. ليقرر قاضي التحقيق لدى ذات المحكمة متابعة الدركيين الموقوفين، بناء على ملتمس الوكيل العام، حيث وجه إليهم تهما تتعلق بالرشوة والاتجار بالمخدرات، وتسلم مبالغ مالية، والقيام بأعمال غير مشروعة، والمشاركة في تهريب المخدرات ونقلها على الصعيد الدولي، وإيداعهم رهن الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني عكاشة.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: سجنا نافذا رقیب أول
إقرأ أيضاً:
تقنيات النصِّ في الأبوذيَّة العراقيَّة
آخر تحديث: 29 ماي 2025 - 11:22 صأ.د. صبري مسلم حمادي* مدخل حسافه البي حمِيّه يموت ويروح (يذهب) ويترك بالقلب آهات ويروح (وجروح) لَوَ انْ الله يبدل الروح وي روح (الروح) أضَحّيهه لشهم عنده حميّهْ هذا هو شكل بيت الأبوذية الذي يتألف من ثلاثة مقاطع أو أشطر قد تسمى مفاتيح، تعتمد على الجِناس التام أو الناقص أحياناً، تلي هذه المقاطع الثلاثة خاتمة مؤلفة من ياء مشددة وهاء ساكنة، وقد تسمى الربّاط أو القفل. وتركز هذه الدراسة على نصِّ الأبوذية العراقية بوصفه نصاً أدبياً قابلاً للدراسة والتحليل، وأما طرق غناء الأبوذية فإنها كثيرة منها الملّائي والطويرجاوي والصبّي واللامي والشطراوي والبحراني والمصلاوي، إلا أن طرق الأداء هذه لا تدخل في إطار هذه الدراسة نظراً لارتباطها بالنوطة الموسيقية والغناء.وما يزال فنُّ الأبوذية العراقية يتصدر فنون الغناء الشعبي العراقي، وهو يمسُّ تماماُ أعماق الإنسان العراقي من حيث الامتدادات الصوتية الحزينة التي تصاحبه، وهي مُفعمة بالشكوى من الزمان وقسوة الحياة أحياناً، وبالحكمة والتجربة والنصح أحياناً أخرى. ونلمس نضجاً وفهماً عميقاً للحياة وتناقضاتها في بعض أبيات الأبوذية، وبكل ما في الحياة من تضادّ يقع ما بين أقصى الحب والوفاء لمن تحب تارة، وتارة أخرى أقصى الخيانة وعدم الوفاء، وما بين الاستسلام لجوْر الزمان أو التمرُّد عليه والشكوى المُرَّة من قسوته. أصل الأبوذيَّة وإذا كان الدكتور فوزي رشيد يعتقد بأن الأبوذية العراقية ذات جذور ضاربة في القدم قد تعود لأنماط غنائية سومرية، فإن في ما قرره قدراً مُقنعاً من المنطق، لأننا وعلى وجه العموم لا نعرف على وجه الدقَّة مصادرها الأساسية، ولذلك فإننا لا نستبعد ما أورده دكتور فوزي من أن ألحان المنطقة الجنوبية تحمل في طيّاتها طبيعة الألحان السومرية، لأن المنطقة المذكورة هي الموطن الأصلي للسومريين، “ويمكن أن نتلمَّس طبيعة الألحان السومرية من خلال الأبوذية وبقية الألحان في المنطقة الجنوبية كالدارمي والميمر والموّال وسواها”. وقد نشر الدكتور فوزي رشيد هذا الرأي تحت عنوان “الغناء العراقي القديم، مجلة آفاق عربية، العدد الثالث، السنة الثالثة، بغداد تشرين الثاني 1977، ص81” ويورد الدكتور فوزي رشيد مقطعاً مقتبساً من الشعر السومري يبدو قريباً من شكل الأبوذية العراقية، مع أن المفردة (المفتاح) التي تتكرر ثلاث مرات تأتي بمعنى واحد وليس بمعانٍ مختلفة كما هو شأن الأبوذية، فضلاً عن أن الفترة ما بين غروب الحضارة البابلية إثر تخريب بابل من قبل الملك الفارسي كورش واتخاذه المدائن عاصمة له وبين الحواضر العربية كمملكة الحيرة وسواها، هذه الفترة التي امتدت لقرون متعددة قطعت الصلة بين عرب العراق الذين قدِموا من الجزيرة العربية تحت راية الإسلام واختلطوا بسكان المنطقة قبل الإسلام، وبين إنجازات الحضارة السومرية والبابلية والآشورية. ومن هنا فإننا لا يمكن أن نستنتج وبشكل حاسم أن أصل الأبوذية هو هذه المقاطع من الشعر السومري أو البابلي، لأن أي دليل يتطرق إليه الاحتمال يسقط به الاستدلال، وكما يقول علماء المنطق. ويُرجِع الدكتور مصطفى جواد أصل الأبوذية العراقية إلى العصر العباسي حيث صُحّفت مفردة دوبيت بوديت بوذيت بوذية. وهذا الرأي للدكتور مصطفى جواد ورد في مجلة التراث الشعبي تحت عنوان “الشعر العامي العراقي القديم” مجلة التراث الشعبي، العدد الأول، السنة الأولى، مطابع دار الزمان، بغداد 1963، ص29 وأنا أستبعد رأي عالمنا اللغوي الجليل مصطفى جواد لسببين: الأول هو أن لفظ الدوبيت ولفظ الأبوذية بعيدان عن بعضهما، وأما السبب الآخر، – وهو الأرجح كما أعتقد – فهو أن نماذج الدوبيت التي وصلتنا لا صِلة لها بالأبوذية، ونذكر منها نموذجاً مشهوراً غناه المطرب العراقي ناظم الغزالي، وهو ينسب للشاعر البهاء زهير: يا من لعبت به شمول ما ألطف هذه الشمائل نشوان يهزُّه دلال كالغصن مع النسيم مائل والبيتان من مجزوء الدوبيت، ويأتي على وزن (فَعْلن متفاعلن فعولن)، وهو على غير نسق بحور الخليل الستة عشر، في حين يأتي إيقاع الأبوذية على بحر الوافر (مفاعلتن مفاعلتن فعولن). وهناك من يرى أن لفظ أبوذية يتألف من مقطعين: (أبو) الذي قد يستعمل بمعنى صاحب في اللهجة العراقية، و(ذيَّة) مخففة من أذيَّة، فيكون المعنى صاحب الأذيَّة. فالأبوذية مشتقة إذن من وجهة النظر هذه من الأذى كالعتابة التي هي مشتقة من العتاب. “وللاستزادة ينظر: مجيد لطيف القيسي، من تراثنا الفولكلوري العراقي الأصيل، معرفة أوزان الشعر الشعبي، مطبعة أسعد، بغداد 1985 ص31. وهو رأي قد يبدو مستساغاً، نظراً لأجواء الأبوذية الحزينة وتركيزها على الشكوى من الزمن وغدر الأحبة وغياب الوفاء، مع أن ثمة مضامين أخرى في الأبوذية لها صِلة بقيم الجماعة كالشجاعة والكرم والوفاء والحب والشهامة وما إلى ذلك من قيم أخرى. ـــــــــــــــــ • أستاذ اللغة العربية في قسم اللغات الأجنبية بكلية واشتناو- ميشيغان- الولايات المتحدة الأميركية.