إندبندنت: الجيش البريطاني استخدم مجندين فئران تجارب قبل 70 عاما في اختبارات نووية
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
نشرت صحيفة "إندبندنت" تحقيقا كشفت فيه معلومات ظلت طي الكتمان طيلة 70 عاما عن إقدام الجيش البريطاني على استخدام بعض جنوده فئران تجارب في الأبحاث التي أجراها لمعرفة آثار الانفجار النووي على البشر.
وأوردت أن من أُجريت عليهم تلك التجربة من الرجال الذين كانوا يؤدون الخدمة الوطنية في خمسينيات القرن الماضي، أُطلق عليهم اسم "قدامى المحاربين الذريين".
وذكرت أن المجندين وُزعت عليهم قطع قماش لتغطية أعينهم بينما كان الجيش يختبر آثار الانفجار النووي عليهم.
معاناة لسنوات وأجيالومن بين أولئك الرجال شخص يُدعى جو شوت، روى للصحفية كيف أنه هو وزملاءه وأطفالهم ظلوا يعانون لسنوات من مضاعفات صحية نتيجة ذلك الانفجار النووي على ما يبدو.
ونقلت الصحيفة عن مجند آخر اسمه جون موريس القول إن هناك 4 مراحل يشاهدها المرء عند انفجار قنبلة نووية؛ الأولى أنه رأى ضوءا شديد السطوع لدرجة أنه عندما غطى عينيه بيديه كانتا شفافتين إلى أبعد درجة. ثم سادت أجواء شديدة الحرارة أحرقت أشجار النخيل، وأذابت ماسحات الزجاج الأمامي لمركبات الجيش، وشعر كما لو أن ظهره اشتعلت فيه نار.
وأعقب ذلك انفجار، أطاح به ومن حوله في الهواء. وفي المرحلة الأخيرة، ارتفعت سحابة نووية على شكل فُطْر إلى عنان السماء مثل نافورة مياه سامة تذيب كل شيء في الجو من موقع التفجير الذي كان على بعد 32 كلم.
يقول الرجل البالغ من العمر 87 عاما الآن "لقد كان المشهد جميلا ومرعبا وخطيرا في آن معا. التجربة تعيش معك إلى الأبد".
كان موريس يبلغ من العمر 18عاما ويعمل في مصنع ورق بالقرب من بولتون عندما التحق بالجيش الملكي البريطاني لأداء الخدمة الوطنية عام 1956. وبعد فترة تدريب قصيرة في مدينة بورتسموث، أُرسل إلى جزيرة كريسماس التابعة لأستراليا في المحيط الهندي مع فيلق من سلاح المهمات.
وكان يعتقد أنه أُرسل إلى هناك للمساعدة في تشييد مدرج، لكن انتهى به المطاف في جزيرة تحيط بها بحار مرجانية، وتحفها أشجار نخيل تتمايل مع الريح.
4 تفجيراتوإبان خدمة موريس في جزيرة كريسماس، حدثت 4 تفجيرات نووية خلال تجارب أُطلق عليها "عملية المرساة".
وبعد عودته إلى أرض الوطن، تزوج من امرأة اسمها بيتي التي توفيت لاحقا بعد أن عاشت في كنفه 40 عاما، وأنجب منها الطفل ستيفن الذي عُثر عليه ميتا في سريره. كان الأمر، في البدء، يبدو وكأنه جريمة قتل، لكن الطبيب الشرعي أبلغه لاحقا أن الوفاة كانت بسبب الالتهاب الرئوي.
أما موريس نفسه، فقد شُخِّصت حالته على أنها فقر دم خبيث.
ووفقا لصحيفة إندبندنت، فإن التقديرات تشير إلى أن 22 ألف جندي شاركوا في برنامج التجارب النووية البريطاني بين عامي 1952 و1967.
سرطانات مرتبطة بالأشعةوفي دراسة أجريت عام 1999، على الحالة الصحية لـ2500 جندي، تبين أن 30% منهم ماتوا بالفعل (معظمهم في الخمسينيات من العمر)، وأن ثلثيهم توفوا نتيجة لسرطانات مرتبطة بالتسمم الإشعاعي.
واتضح أيضا أن إصابات بالعقم وأمراض جلدية وخلل في الجهاز العضلي، سُجلت أيضا بين المجندين وأطفالهم وأحفادهم أيضا.
وأشارت الصحيفة أن هؤلاء جميعا ما يزالوا ينشدون العدالة بعد مرور 70 عاما على تلك التفجيرات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
إيران: لا نسعى لامتلاك أسلحة نووية لكن لن نوقف التخصيب
تمسك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بحق بلاده في تخصيب اليورانيوم "لأغراض سلمية"، مؤكدا عدم سعي طهران لامتلاك أسلحة نووية.
وقال بزشكيان في تصريحات للتلفزيون العماني تناقلتها وسائل إعلام إيرانية، الأربعاء، إن الشروط الأساسية للاتفاق النووي الذي تأمل واشنطن التوصل إليه مع طهران "هي نفسها القوانين الدولية، لذا يمكن وفق قوانين أي دولة إجراء أبحاث علمية ومتخصصة في مجال تخصيب اليورانيوم واستخدام الطاقة النووية سلميا".
وأضاف: "إذا كانت أميركا تسعى لضمان عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية، فبناء على إيماننا وفتوى المرشد الأعلى، جمهورية إيران لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى امتلاك أسلحة نووية. سيادة وقيادة نظام الجمهورية تقف ضد صناعة الأسلحة النووية، ولن نتجه نحو امتلاكها بأي شكل من الأشكال في عقيدتنا العسكرية".
وتابع بزشكيان: "إذا أرادوا التأكد فنحن مستعدون لأي تعاون ليعلم العالم والمنطقة أننا لسنا، ولم نكن، ولن نسعى لامتلاك أسلحة نووية".
إلا أن الرئيس الإيراني استطرد: "لكننا لن نتوقف أبدا عن تخصيب اليورانيوم للعلاج وتشخيص الأمراض والزراعة والصناعة. هذا قائم على القانون الدولي ولا يمكنهم أن يمنعونا من التخصيب. العلم للجميع ولكل الناس الحق في استخدامه. لن نستسلم بأي حال من الأحوال للأمر بوقف التخصيب. هذا هو فخر نظام الجمهورية".
كما تحدث بزشكيان عن إسرائيل وحرب غزة، قائلا: "كيف يمكن للدول الإسلامية والعالم أن يقبلوا نظاما يقصف الأبرياء والعزل، ويدمر المستشفيات والمنازل، ويغلق الحدود، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية؟ علينا نحن الدول الإسلامية أن نتكاتف ونرفع صوتنا دفاعا عن الشعب الفلسطيني".
وفيما يتعلق بالنهج الاستراتيجي الجديد لإيران في السياسة الخارجية، قال: "إذا احترمتنا أي دولة في العالم فسنحافظ على احترامها. يجب أن تكون هناك علاقة رابح رابح. إذا كانت دول المنطقة، والصين وروسيا، وجميع الدول باستثناء إسرائيل، تقيم أفضل العلاقات معنا، فسنقيم أيضا علاقات جيدة معها".
وفيما يتعلق بدور إيران في النظام العالمي الحالي، قال: "إذا حسّنا علاقاتنا مع دولنا وجيراننا واتحدنا، فسيكون لنا بالتأكيد دور كبير في هذا العالم. يمكننا لعب دور بارز. الدول الإسلامية تمتلك إمكانيات وحضارة واسعة ويمكنها أن تكون لاعبا أساسيا وقويا".