كتب / عبد العالم منصر 

تعيش مدينة عدن واحدة من أسوأ فصولها الصيفية، حيث يتعمق وجع السكان تحت وطأة انقطاع شبه دائم للكهرباء وندرة حادة في المياه، وسط ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة تجاوز 40 درجة مئوية. هذه الظروف القاسية حوّلت حياة الأهالي إلى معاناة يومية لا تطاق، تفاقمت في ظل غياب أي تحرك فعّال من الجهات المسؤولة.



التيار الكهربائي، الذي يغيب لساعات طويلة وربما لأيام، لم يترك أثره فقط في المنازل، بل تسبب في خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، مما يهدد حياة المرضى ويزيد من حجم الكارثة الصحية. أما المياه، فصارت ترفًا لا يصل إليه كثير من السكان، الذين باتوا يقطعون مسافات طويلة أو يدفعون مبالغ باهظة لتأمين حاجاتهم الأساسية منها.

في ظل هذا الواقع المؤلم، يقف المواطن العدني وحيدًا، بينما الحكومة والمجلس الرئاسي يواصلان الغياب عن البلاد، متجاهلين نداءات سكان مدينة عرفت بتاريخها ونضالها، وقدّمت الكثير في سبيل الوطن. وما يزيد الطين بلّة هو استفحال الفساد، وتوسّع رقعة التعيينات غير المجدية، دون تقديم أي حلول حقيقية أو إصلاحات ملموسة في قطاعات الخدمات أو الرواتب.

التدهور الاقتصادي بدوره يعمّق الجراح، مع انهيار العملة المحلية وارتفاع جنوني في الأسعار، ما جعل أبسط متطلبات الحياة عبئًا ثقيلًا لا يقوى عليه المواطنون، خاصة الموظفين الذين لم تشهد رواتبهم أي تحسن يُذكر.

وتأتي هذه الأزمة في وقتٍ تتصاعد فيه وتيرة الاحتجاجات والمظاهرات في شوارع عدن، حيث يطالب الأهالي بتحسين الخدمات، وضمان أبسط الحقوق المعيشية، من كهرباء وماء وأجور تحفظ كرامتهم. ورغم ذلك، تظل الاستجابة من الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي ودول التحالف غائبة، وكأن معاناة الناس لا تعني أحدًا.

في مدينة كانت يومًا منارات للأمل والحياة، بات سكانها يواجهون اليوم صيفًا خانقًا وأزمات تتراكم، دون بوصلة إنقاذ في الأفق القريب.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

احتجاجا على انهيار الكهرباء.. متظاهرون يقتحمون مبنى محافظة حضرموت ويهتفون برحيل المحافظ

تجددت مساء الإثنين، الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، تنديدًا بتردي خدمة الكهرباء والانهيار المستمر للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

 

ووفقًا لمصادر محلية تحدثت لـ "الموقع بوست"، فقد أغلق المحتجون عددا من الشوارع الرئيسية في مدينة المكلا عاصمة المحافظة، وأضرموا النار في إطارات السيارات التالفة.

 

وأشارت المصادر إلى أن المتظاهرين اقتحموا ديوان عام محافظة حضرموت على وقع مطالب احتجاجية بعد يوم من إعلان السلطات عجزا في تشغيل الكهرباء وتهديد الانتقالي بالحل العسكري.

 

 

وردد المحتجون، هتافات تطالب برحيل محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، متهمين السلطات المحلية بالمحافظة بالفساد وعدم الإلتفات لمعاناة المواطنين.

 

وأقدم محتجون على قطع الطرقات وعدم السماح لشاحنات النقل من المرور في ديس المكلا، بالإضافة لقطع الطريق في مفرق روكب، في حين دخلت مدن مجاورة مثل الشحر على خط الاحتجاجات.

 

وأضافت المصادر أن هذه الاحتجاجات جاءت بسبب تدهور الوضع الخدمي وتفاقم معاناة المواطنين، مع مطالبة بحلول عاجلة وجذرية لمعالجة الانهيار المستمر في الخدمات والوضع المعيشي.

 

وأشارت إلى أن التيار الكهربائي ينقطع لأكثر من 15 ساعة يوميًا في المدينة، مما زاد من معاناة السكان، إلى جانب انهيار العملة وارتفاع أسعار السلع الغذائية.

 

وفي وقت سابق، أوضحت المؤسسة العامة لكهرباء الساحل أن أزمة الكهرباء ناجمة عن نقص في وقود التشغيل، في الوقت الذي تستمر الحكومة في تجاهل معاناة المواطنين المتزايدة في المكلا وبقية المحافظات.


مقالات مشابهة

  • معاناة كبيرة بسبب الحرارة .. رئيس الوزراء يعتذر عن انقطاع المياه بالجيزة
  • قرارا عاجل ضد لصوص عدادات المياه فى مدينة نصر
  • لجنة نيابية تطالب الحكومة بالضغط على تركيا لحل أزمة المياه
  • باصرة يطالب بإنهاء أزمة الكهرباء في حضرموت ويحذر من الفوضى
  • احتجاجا على انهيار الكهرباء.. متظاهرون يقتحمون مبنى محافظة حضرموت ويهتفون برحيل المحافظ
  • احتجاجات تعم حضرموت تنديداً بانهيار الخدمات
  • حضرموت.. احتجاجات غاضبة في المكلا تنديدا بتردي الأوضاع وانقطاع الكهرباء
  • الحكومة الألمانية تعلن عزمها زيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء معاناة غزة
  • احتجاجات في ميسان والديوانية على تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء (فيديو)
  • غضب شعبي يجتاح المكلا.. محتجون يقتحمون مبنى السلطة المحلية احتجاجًا على تردي الخدمات