إسرائيل تشن غارات على منشآت نفطية وبحرية في اليمن وتقول منتشية: ذراعنا طويلة تصل إلى أبعد من ذلك
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
في عملية جوية واسعة النطاق، استهدفت عشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع، أهدافاً عسكرية يستخدمها الحوثيون في اليمن، بتوجيه من شعبة الاستخبارات.
وشاركت عشرات الطائرات الإسرائيلية في العملية، التي ضربت على بعد 1800 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية. وشملت الأهداف محطات توليد الكهرباء وميناء بحريا يستخدم لاستيراد النفط، بالإضافة إلى الإمدادات العسكرية والنفط، حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي.
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار في بيان له: ”كل من يحاول المساس بالمدنيين في دولة إسرائيل سنصل إليه".
بدوره، قال رئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي: ”نحن نعرف كيف نصل إلى أماكن بعيدة جدًا، ونعرف كيف نصل إلى أبعد من ذلك، ونعرف كيف نضرب هناك بدقة“.
Relatedالأمم المتحدة: مقتل 13 شخصًا على الأقل إثر غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل اليمنشاهد: طوفان بشري تحت المطر في اليمن دعما لغزة وللمسجد للأقصى في الذكرى 55 لإحراقهمسؤول سابق في الاستخبارات السعودية يزعم أن الأمير محمد بن سلمان زوّر توقيع الملك لشن حرب على اليمنوبحسب ما ذكره الجيش الإسرائيلي فإن أهداف الغارات كانت احتياطيات النفط في رأس عيسى وميناء الحديدة.
وأشار الجيش الإسرائيلي إل أن ذراعه الاستخباراتي اختار الأهداف بناءً على الأماكن التي تقوم إيران بتسليم الأسلحة للحوثيين.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو يتراجع عن موقفه بشأن وقف إطلاق النار في لبنان والجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً من اليمن إيران تتوسط سراً لنقل صواريخ "ياخونت" كروز روسية مضادة للسفن إلى الحوثيين في اليمن الرئيس الإيراني: لم نزود اليمن بصواريخ متطورة ونسعى لتحسين علاقاتنا مع دول الجوار اليمن إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحوثيونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حسن نصر الله حزب الله إسرائيل لبنان غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حسن نصر الله حزب الله إسرائيل لبنان غزة اليمن إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحوثيون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حسن نصر الله حزب الله إسرائيل لبنان غزة الحرس الثوري الإيراني جنوب لبنان اعتداء إسرائيل حركة حماس محمد بن سلمان إنذار السياسة الأوروبية یعرض الآن Next فی الیمن نصر الله
إقرأ أيضاً:
انقراض الطائفة اليهودية في اليمن برحيل بدرة يوسف إلى إسرائيل
في مشهد يلخص نهاية فصل طويل من التعددية الدينية التي كانت تميز اليمن لقرون، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن بدرة يوسف، إحدى آخر النساء اليهوديات في اليمن، غادرت البلاد إلى إسرائيل، منهية بذلك إقامة استمرت لعقود في وطنها الأم، وسط عزلة خانقة وظروف قاسية.
وبحسب ما نشره الصحفي اليمني المستقل علي إبراهيم الموشكي، فإن يوسف غادرت اليمن في يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد نحو عام من وفاة زوجها يحيى يوسف، أحد أبرز الرموز المتبقية من الطائفة اليهودية في البلاد. وكتب الموشكي عبر صفحاته: "الحمد لله على وصولك بالسلامة يا خالة بدرة"، مشيدًا بها وبزوجها الراحل، ووصفهما بأنهما "من أروع يهود اليمن الوطنيين"، ممن رفضوا الخروج رغم الظروف الصعبة والمغريات المستمرة للهجرة.
وتعكس مغادرة يوسف واحدة من أكثر القصص التي تختزل المأساة المتراكمة التي لحقت بيهود اليمن، الذين كانت لهم جذور تاريخية تعود إلى العصور القديمة. ووفقًا لما ذكرته "المكتبة اليهودية الافتراضية" (Jewish Virtual Library)، فقد كانت الطائفة اليهودية في اليمن من أقدم وأغنى الجاليات ثقافيًا ودينيًا في العالم العربي، حيث لعبت دورًا محوريًا في التجارة، والصناعات الحرفية، والنسيج الاجتماعي اليمني، خصوصًا خلال العصور الوسطى.
لكن مع مرور القرون، بدأت هذه الجالية تتعرض لسلسلة طويلة من الاضطهادات. من بين أبرز تلك المحطات، ما حدث في أواخر القرن الثاني عشر خلال حكم عبد النبي بن مهدي، الذي فرض اعتناق الإسلام على اليهود، وكذلك في القرن الثامن عشر حين أُقر ما يُعرف بـ"مرسوم الأيتام"، والذي أجبر الأطفال اليهود اليتامى على اعتناق الإسلام، مما أحدث هزات اجتماعية عميقة داخل الطائفة.
اليوم، تشير تقارير متعددة إلى أنه لم يتبقَ في اليمن سوى أربعة يهود فقط، أبرزهم لاوي سالم موسى مرحبي، الذي اختُطف من قبل جماعة الحوثيين عام 2016، بتهمة مزعومة تتعلق بمحاولة تهريب لفيفة من التوراة خارج البلاد. لاوي لا يزال رهن الاعتقال حتى اليوم، وسط تجاهل شبه تام من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية.
وقد تعرض من تبقى من اليهود في اليمن لمضايقات عديدة، تراوحت بين التضييق الأمني، ومصادرة الممتلكات، والتمييز الاجتماعي، حتى باتوا يعيشون في عزلة شبه تامة داخل مناطق مغلقة في صنعاء وخارجها.
الهجرة الأخيرة لبدرة يوسف ليست سوى تتويج لمسار طويل من التهجير غير المعلن، الذي بدأ بشكل فعلي منذ منتصف القرن العشرين، مع انطلاق "عملية بساط الريح" في عامي 1949 و1950، والتي جرى خلالها نقل نحو 50 ألف يهودي يمني إلى إسرائيل. لكن الموجات استمرت خلال العقود اللاحقة، خاصة مع تصاعد العنف الطائفي والانفلات الأمني في البلاد.
ما يميز قصة يوسف، هو رفضها لسنوات مغادرة اليمن رغم الفرص الكثيرة لذلك، ما يجعل رحيلها لحظة رمزية فارقة تُغلق عمليًا فصلًا كاملاً من تاريخ اليمن المتعدد والهجين، الذي بات يتلاشى تحت ضغط الحروب والتطرف والعزلة.
يرى مراقبون أن انقراض الجالية اليهودية في اليمن لا يمثل مجرد هجرة أفراد، بل هو خسارة لهوية ثقافية وتراثية أصيلة، امتدت لعشرات القرون، وكان لها حضور في الموسيقى، واللغة، والحرف، والنسيج المعماري، والعلاقات الاجتماعية، خصوصًا في مدن كصعدة، وحراز، وصنعاء.
ويحذر المراقبون من أن ما حدث ليهود اليمن قد يُعاد بنسخ متعددة ضد أقليات أخرى، ما لم تُصنّ حقوق المواطنة المتساوية وتُحمى المكونات التاريخية لأي بلد من التسييس والإقصاء الديني.
رحيل "خالة بدرة"، كما وصفها الموشكي، ليس مجرد هجرة شخصية، بل هو علامة على انطفاء آخر شموع التنوع الديني في اليمن، الذي كان ذات يوم نموذجًا للعيش المشترك بين مختلف الطوائف والمذاهب. ومعها، تطوى صفحة من ذاكرة وطن جُبل على التعدد، لكنه اليوم يتآكل من الداخل تحت وطأة العنف والتشدد والانغلاق.