الإبداع العربي| «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» إصدار جديد بهيئة الكتاب
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
«دم النار.. توقيعات على جدران غزة» .. أصدرت وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع العربي، كتاب نصوص بعنوان «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» للكاتب المتوكل طه.
مشاهد من الوجع الكثيف
في مدينة تكاد تشبهها المعجزات، بينما ينهشها الخوف، يلتهمها الفقد وتتجدد فيها الفجيعة لا تزال تمارس الصبر، تهدهد الحزن وتربي الأمل.
وفضلا عما اكتست به نصوصه من صبغة سردية، وما انتهجه من لغة تصويرية، استطاع عبرهما تجسيد مشاهد من القصف العنيف، الجثث المحترقة واللهو الدموي الذي تجاوز أسوأ الكوابيس؛ فقد عمد الشاعر إلى السخرية لفضح نفاق الغرب ترهاته عن السلام، وادعاءات الإنسانية، التي دحضها تغافله عن عربدة الجيش الصهيوني، وما يمارسه من إبادة جماعية، ورغم كل ما رصده من خراب كان الافتتان بغزة جسرا شيده نحو الأمل، فحتما ستسقط نبتة لا جذور لها لا سيما وقد سقطت صورة الضحية، وانكشف الجزار.
المتوكل طه، من مواليد مدينة قلقيلية - فلسطين عام 1958 (دكتوراه في الآداب)، صدر له أكثر من خمسين كتابا في الشعر والسرد والنقد والفكر والإعلام، حاز العديد من الجوائز، منها: «جائزة الدولة التقديرية»، وجائزة «الحرية» و«القدس» و «إحسان عباس» و «زهرة المدائن» و «الإبداع المقاوم» وجائزة «عبد الرحيم محمود للشعر».
ومن بين إصداراته رمل الأفعى (سيرة كتسيعوت، معتقل أنصار 3)، عباءة الورد (نصوص الانتفاضة والشهداء)، طهارة الصمت (عن الكتابة وهموم الثقافة)، وقد صدرت الأعمال النثرية المذكورة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت العام 2003، سرديات الجنون – نصوص، كشكول الذهب- نصوص.
«التأويل الثقافي.. مقاربات في السرد والنقد الشارح»
كما أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة دراسات أدبية كتاب «التأويل الثقافي.. مقاربات في السرد والنقد الشارح» للدكتور مصطفى بيومي عبد السلام.
الكتاب يضم مجموعة من المقاربات تعتمد على التأويل الثقافي، وتم تقسيمها إلى أقسام ثلاثة، اختص القسم الأول بالشعر، وقدم مقاربتين، الأولى منهما عن مقاومة السائد وتأسيس ثقافة الهامش في قافية ثابت بن جابر، والقصيدة موضع الدراسة تختلف في طبيعتها وبنيتها عن نصوص الثقافة السائدة، إنها تشير إلى الخروج والتمرد على تقاليد تلك الثقافة ونصوصها، مشكلة بذلك مجلى (تجلي) فني لرؤية الهامش للوجود والعالم، هذا المجلي الفني يقاوم السائد ويؤسس لثقافة الهامش؛ أما المقاربة الأخرى، فقد قدمت تشخيصا لفكرة استعادة الماضي في رائية الملك الضليل، للكشف عن الإشكالية المطمورة داخل النص، وليس البحث عن تصوير رحلة امرئ القيس (الشاعر الجاهلي) إلى قيصر الروم، كما طرح الشراح القدماء والمحدثون.
وانشغل القسم الثاني بالسرد، وقدم ثلاث مقاربات، ناقشت الأولى التجريب في المتخيل السردي من حيث هو محاولة للبحث عن طرق جديدة للمعرفة تتأبى على الطرق التقليدية وتقاومها وتقوضها، متسلحا بوعي ضدي يجعل الكتابة حالة من الإبداع الخلاق والابتكار غير المسبوق، الذي يتمرد على أسر الشكلية الضيقة، وينفتح على آفاق رحبة للتخييل الروائي، وقدمت قراءة الرواية «حديث الصباح والمساء» لـ نجيب محفوظ، ورواية «الثوب» لـ «طالب الرفاعي»؛ و عرضت المقاربة الثانية وجوه الآخر في رواية «الحب في المنفى» لـ «بهاء طاهر» وحددت مفهوما للآخر يتبلور في المختلف المغاير الذي لا أكونه، وهو أيضًا ذلك المختلف ثقافيًا، وعرقياً ودينيا، ومذهبياً واجتماعياً، وسياسيا، وطبقيا؛ وإذا كان هذا الآخر هو ما لا تكونه الذات، فإنه يمكن أن نتصور انقسام وعي الذات على نفسه عندما تصبح الذات ذاتا فاعلة للوعي، وذاتا منفعلة به؛ لقد رصدت الدراسة صورًا متنوعة من الآخر السياسي، والآخر الاجتماعي، والآخر العرقي؛ كما لم يفتها أن ترصد تحولات الآخر في الثنائية المتضادة للوطن والمنفى وكيف تحول الوطن إلى آخر وتحول المنفى إلى وطن.
أما المقاربة الأخيرة فوقفت على ضفاف بحيرة الهايد بارك، لترصد مذكرات ضد الذكورة؛ هذه المذكرات تسيطر عليها حالة من الانتقاد الثقافي لأوجه الممارسات العامة في العالم العربي وهي ممارسة ثقافية دالة تقف ضد أنماط التفكير السائد، فتحرض على حوار الحضارات، وقبول الآخر المختلف عرقياً ودينيا، وترفض الإرهاب والعنف، وتخطو خطوة أساسية نحو فكرة التسامح الديني، وإضافة إلى ذلك تخترق وتدمر الثقافة الذكورية المهيمنة.
أما القسم الثالث والأخير، فقد توجه إلى النقد الشارح، وقدم مقاربة توجه هاجسها الأساسي إلى رصد المقدمات النظرية في كتاب الموازنة للآمدي، واكتشاف المبدأ النظري الحاكم لهذه الممارسة النقدية، أو المبدأ النظري التأسيسي الذي يقدم تصورات نظرية عن طبيعة الشعر على وجه العموم وشعر أبي تمام والبحتري على وجه الخصوص، ومن ثم عن عملية الموازنة بينهما، وهي بذلك تهدف إلى نوع من المعرفة المعممة التي تطمح إلى تفسير الجوانب المختلفة لهذه الممارسة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دم النار جدران غزة وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب
إقرأ أيضاً:
امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
الثورة نت/وكالات رفضت الولايات المتحدة، عبر مبعوثها الخاص ستيفن ويتكوف، اليوم الاحد رد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على المقترح الأميركي الأخير بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة بانه “غير مقبول بتاتاً”. في المقابل، أكّدت “حماس” أنها سلمت ردّها إلى الوسطاء بعد جولة مشاورات وطنية، مشددة على أن “مضمون الرد يعكس التزامها بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل لقوات العدو من غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، بالإضافة إلى اتفاق لتبادل الأسرى يشمل إطلاق سراح عشرة من أسرى الاحتلال الأحياء وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين”،وفق وكالة قدس برس. بدورها أوضحت فصائل المقاومة، في بيان مشترك، أنها “عملت بكل جدٍ على صيغة توقف المجاعة، وتوفّر المأوى، وتنهي الإبادة، وتُمهّد لحالة استقرار تُحفظ فيها كرامة شعبنا”، مؤكدة أنها “لم تُعرض عليها منذ بداية الحرب أي خطة حقيقية توقف العدوان أو تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه الأساسية”. وتنصّلت قوات العدو من اتفاق 19 يناير الماضي الذي تم بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، حيث استأنفت عدوانها منذ 18 مارس الماضي، وواصلت سياسة الإبادة الجماعية، بينما ظلت المقاومة منفتحة على أي جهد يوقف الحرب ويحمي المدنيين.