مهرجان الموسيقى العربية الـ32 يحتفى بسيد درويش
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تفجرت الموهبة من عامل البناء سيد درويش، فأصبح أيقونة التجديد فى الموسيقى العربية، وأصبح أول من فتح النافذة للتطوير قبل مائة عام، لكن الجفاء لفنان الشعب ظل لعقود طويلة، حتى إننى اكتشفت أن له أكثر من أربعمائة لحن لم يظهر للنور، بسبب تعثر ظروف الإنتاج من وقت رحيله وحتى اليوم، رغم أن هذه الأعمال مدونة لدى الأسرة ومكتوبة «نوتة»، ولم يظهر لسيد درويش سوى ثلاث مسرحيات غنائية هى «الباروكة»، و«شهر زاد»، و«العشرة الطيبة» وسبع مسرحيات غنائية لم تظهر للنور بالإضافة إلى بعض الألحان الفردية ظهر بعضها ولم يظهر البعض الآخر، إلا أن اختفاء مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الحالية بفنان الشعب سيد درويش يعد خطوة على طريق عودة الحق والجمال والخير لصاحب ذلك سيد درويش الذى فتح الطريق لعالم التجديد وأصبح ظل درويش على كل العصر الذى أتى بعده، فقدم التعبير على التطريب، وأصبح المستمع لا يستمع إلى مجرد لحن فحسب إنما يسمع إلى لحن جميل وثائر، وأثرت ألحان سيد درويش فى الشارع المصرى حتى أصبحت ملهمة لثورة 1919 ومن بين أنشطة مهرجان الموسيقى العربية هذا العام تقديم حفل الافتتاح يوم الجمعة بتكريم لفنان الشعب سيد درويش يعقبه فيلم تسجيلى عنه، وتقديم أغنيات وعزف لألحانه المبهرة، ونطالب بتقديم كل أعمال فنان الشعب سيد درويش التى لم تظهر بعد للنور، وأن يحتفى ببيته فى القاهرة والإسكندرية لكى يصبحا مزاراً على غرار ما يفعل مع كبار الفنانين فى العالم الذى يعلم أن الفن هو الباقى وسواه إلى زوال.
وكانت جمعية سيد درويش تجاهد كى تظهر أعمال سيد درويش للنور من خلال مركرها «بأتيليه» القاهرة وسط البلد، وظلت جمعية سيد درويش تجاهد حتى تمكنت بفضل مديرها الفنان محمد حسن سيد درويش فى أن يحذو حذو والده حسن سيد درويش فى احتفاء آثار جده وتقديمها لعناصر شابة أحبت فن سيد درويش، فكانوا يتدربون على أصول الغناء وحفظ أعمال فنان الشعب ومعهم المطربة سوزان مهدى زوجة الفنان محمد حسن سيد درويش وظلوا يعملون فى دأب، ويقيمون فعلاً كل جمعة بالأتيليه، يجتمع فيها أعضاء فريق سيد درويش يغنون أغنياته التى طالما صدمت بها منطقة وسط القاهرة.. وصدحت بها مسارحها. والناس لا يعلمون من أعمال فنان الشعب سوى أغنيات قليلة منها «بلادى بلادى» النشيد الوطنى الذى كتبه المناضل السياسى مصطفى كامل وصاغه فى قالب شعرى وغنائى بديع خيرى وسيد درويش مرددين مقاطع بأكملها من كلمات مصطفى كامل، بالإضافة إلى ألحان «زورونى فى كل سنة مرة، والحلوة دى قامت تعجن فى البدريه، ويا ورد على فل وياسمين»، و«طلعت يا ما أحلا نورها» ثم دور «ضيعت مستقبل حياتى» و«أنا هويت» أكثر انتشاراً، بينما أعمال سيد درويش كثيرة تحتاج من جديد لإعادة تقديمها ونشرها خاصة مع نوافذ السوشيال ميديا وإقامة المزيد من الحفلات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سيد درويش مهرجان الموسيقى العربية الموسیقى العربیة سید درویش
إقرأ أيضاً:
إسرائيل وحربها الممنهجة
على الرغم من ظهور إسرائيل كوحش كاسر فإن الغرب، وفى صدارته الولايات المتحدة الأمريكية، يقوم باحتضانها، ويشمل الصهاينة برعايته، وهو ما شجعها على السطو وارتكاب الجرائم والمذابح ضد الفلسطينيين. ويجرى كل ذلك أمام العالم دون أن تساءل أو تحاسب أو تعاقب. واليوم وبعد دخول حربها فى غزة الشهر الثامن عشر تستمر فى ارتكاب القتل الممنهج ضد أبناء الشعب الفلسطينى الأبرياء من أطفال ونساء ليصل أعداد الشهداء إلى نحو 54 ألفا، وتتجاوز أعداد المصابين والمفقودين المائة ألف. هذا فضلا عن حملة التدمير وهدم البيوت على رؤوس قاطنيها، ومهاجمة المستشفيات بالاضافة إلى فرضها حصارًا تجويعا على الفلسطينيين.
برغم كل هذا لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا، وعلى العكس وقف الغرب داعما لها، وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية منح الدعم للكيان الغاصب ماديا وعسكريا ومعنويا. أكثر من ذلك قامت بالتشويش على ما يرتكبه الكيان من جرائم، والعمل على مد طوق النجاة له فى المسرح الدولى ويجرى هذا دون أن يتم كبح جماح هذا الكيان الغاصب.وساير الغرب الموقف الأمريكى، لا سيما أنه قد اعتاد منذ 1957 ــ وهو العام الذي دشن بداية الصعود الأمريكي، وتراجع الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية ـــ أن يكون تابعا للموقف الأمريكى حيال الأحداث الجارية فى الشرق الأوسط.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية هنا هى الأكبر بامتلاكها حق النقض ( الفيتو)، الذى يرفع عن إسرائيل مغبة الوقوع فى مجال المحاسبة والمساءلة، فضلا عن كونه يبرئها من أى عقاب. وعوضا عن هذا هناك الدعم الأمريكى المالى الذى تحصل عليه إسرائيل والذى تجاوز 168 مليار دولار، ويظفر الدعم العسكرى بالجزء الأكبر إذ تبلغ نسبته نحو 78%، كما يتم مد إسرائيل بأسلحة متطورة لا تمنح لغيرها من دول المنطقة. وهناك الدعم الاقتصادى الذى يبلغ نحو 35 مليار دولار على مدار التاريخ الأمريكى لإسرائيل. الجدير بالذكر أنه منذ عملية السابع من أكتوبر جرى تخصيص أكثر من 14 مليار دولار كدعم عسكرى للكيان الصهيوني، وتم تحريك مجموعتين من حاملات الطائرات مزودتين بـ 150 طائرة حربية، كما تم تحريك غواصة نووية، وبالإضافة إلى ذلك جرى دعم سياسي كبير وصل إلى حد أن رأينا الرئيس الفرنسى " ماكرون" يبادر ويعلن عن استعداده لتشكيل تحالف دولي ضد حماس، على غرار التحالف الذى تم تشكيله من قبل ضد تنظيم داعش الإرهابى، وسارع رئيس وزراء بريطانيا "ريش سوناك" فأعلن تأييده ودعمه للاسرائيليين.
ونتساءل علام هذا الدعم الكبير لإسرائيل؟ وما الأسباب وراءه لا سيما أن إسرائيل من خلاله تبدو بوصفها الدولة الاستثناء التي يغمرها الغرب بكل ما تحتاجه، ويضفى عليها ولاء منقطع النظير، ولاء قد يصل إلى درجة القداسة؟ واليوم نقول فى معرض الرد على التساؤل:إذا عُرف السبب بطل العجب، وسيكون الجواب حاضرا، بل وسيكون التكالب على إرضاء إسرائيل مبررا عندئذٍ، إذ إن المحرك وراء ذلك هو مصلحة الغرب فى المنطقة، وإسرائيل هي النبتة الخبيثة التى تم زرعها فى المنطقة قسرا كى تكون أداة لتحقيق هذه المصلحة. وعليه فإن الحب والوله بالكيان الصهيونى لم ينبعا من فراغ، وإنما تحركهما المصالح المادية الكبيرة للغرب فى منطقة الشرق الأوسط.