لجريدة عمان:
2025-07-30@02:18:40 GMT

أصدقاء الكرسي

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

«أصدقاء الكراسي»، وما أدراك ما «أصدقاء الكراسي»، إنهم مجموعة من الطفيليات البشرية تتكاثر في المؤسسات، وعند المسؤولين، تجمعهم المصلحة، وتنتهي علاقاتهم بنهاية وظيفة المسؤول، يتصنّعون الود، ويأنسون للقاء، ويدورون كيفما يدور الكرسي، وحيثما يريد صاحبه، رأيهم هو رأيه، وكلمتهم هي كلمته، وفعلهم هو فعله، يلبّون حاجاته قبل أن ينطق، ويتبعون مشورته دون أن يطلب، ويصدّقون كذبته، ويؤيدون رأيه ولو كان خطأ، ويغدقون عليه بالهدايا القيمة، ويسألون عنه إذا غاب، ويتبعونه إن سار، ويحضرون عزاءه ولو كان المتوفى من أبعد البعيدين لديه، ولكن لا بد لصديق الكرسي أن يسجل حضوره، ويظهر اهتمامه لصاحب المسؤولية.

ولكن ما إن تنتهي الوظيفة، ويحال المسؤول إلى التقاعد، أو ينقل إلى وظيفة غير مؤثرة، تبدأ الزيارات بالانحسار حتى تتلاشى، وتبدأ الاتصالات بالتباعد حتى تنتهي، ويبدأ «صديق المصلحة» بالابتعاد شيئا فشيئا، متعللا بكثرة المشاغل، ومتعذرا بزحمة الحياة، حتى يختفي، ويكتشف المسؤول بعد فوات الأوان، وبعد أن يصفو المشهد، كم كان مغفلا وساذجا، وكم كان ذلك «الصاحب المزيف» متلوّنا، ومنافقا، حين تبدأ الأحداث والمواقف والمناسبات بفرز صديق المصلحة، من الصديق الحقيقي، وحين يقل عدد الأصحاب إلى الحد الأدنى، وقد لا يبقى سوى واحد أو اثنين منهم، بينما يتلاشى الباقون، ويذوبون رويدا رويدا في كأس الحياة، ويبدأ «صديق الكرسي» بالبحث عن المسؤول الجديد، كي ينسج خيوطه حوله، وتتكرر دورة الأحداث دون تغيير.

يخبرني أحد الأصدقاء والذي كان مسؤولا كبيرا، وكان يشغل منصبا يتعلق بمصالح المواطنين، بأنه حين كان على رأس عمله ـ لم يكن مكتبه ومجلسه يخلو من الناس، ولم يكن بيته يخلو من الزيارات، وبعد فترة انتقل هذا المسؤول من وظيفته «المؤثرة» إلى وظيفة «ثانوية» فبدأ «الأصدقاء» بتقليل الزيارات، والتواصل، ثم تقاعد صاحبنا فانقطع عنه الكثيرون، يقول الرجل: «أضع دلة القهوة من الصباح في المجلس، وأعيدها إلى المطبخ على حالها أحيانا، لم يعد الأصدقاء يمرون إلا بعد حين، ولم يعد الناس يتوددون إليّ كما كانوا»، وأمثال هذا الشخص كثيرون، ممن صدمهم الواقع الحيّ، ورأوا المشهد على حقيقته، وعرفوا بعد أن تركوا الوظيفة «الأصدقاء» بوضوح أكبر.

مسؤول آخر يقول: «لم يكن هاتفي يصمت، كان الجميع يسأل عني، ويدعوني إلى مناسباته، ويحضر مناسباتي، وكان الجميع يخطبون ودي، وحين أتصل كان البعض يجيب على مكالمتي من أول رنّة، أما الآن، لم يعد الأمر كذلك، قلّت المناسبات، ولم يعد الكثير من أصدقاء الكرسي يردون على مكالماتي، وتغير كل شيء، اكتشفت في نهاية المطاف أن المخلصين، والأوفياء قليلون، وربما نادرون، لا يظهرون إلا حين تنتفي المصالح، وتذهب المناصب، ويزول الكرسي». وهناك الكثير من الأمثلة العملية والحياتية التي صدمها الواقع، فهؤلاء الطفيليون تفرزهم الحياة، ويظهرون وجوههم الحقيقية بعد زوال الكرسي، فتسقط حينها أقنعتهم المزيفة، ونكتشف عندها من هم الأصدقاء الحقيقيون، ونعرف أهميتهم، ومدى نقائهم، وقد نتأقلم مع الوضع الجديد، ونصالح أنفسنا، ونعلم أنه ليس كل من جالسنا، وخالطنا ذات يوم كان يستحق اهتمامنا، ومساحة ودّنا، بل كان أكثرهم مجرد أصدقاء عابرون زائفون، أصدقاء كرسي ومصلحة مؤقتة، وأنهم لم يكونوا أبدا أصدقاء حياة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لم یعد

إقرأ أيضاً:

مسؤول سوري: حكمت الهجري يطالب بمنطقة حكم ذاتي ومعبر مع الأردن

قال مسؤول حكومي سوري، إن حكمت الهجري، أحد مشايخ الدروز في محافظة السويداء، يطالب بمنطقة حكم ذاتي.

وبحسب حديث لمسؤول مع عدد من الصحفيين نقلته الأناضول، أن عدد الأفراد الذين لم يتم التحقق من هوياتهم قبل أن يدفنوا في مقابر جماعية خلال الاشتباكات التي أعقبت 13 تموز/ يوليو قد وصل إلى مئات الأشخاص.

وصرّح المسؤول أن جماعة الهجري في السويداء تطالب اليوم بـ”منطقة حكم ذاتي”، كما فعلت عام 2023. وفي إطار ذلك يطالب بمنطقة حظر جوي في السويداء، ومعبر حدودي مع الأردن.

وبشأن الوضع الإنساني في السويداء تحدث المسؤول عن دخول قافلتين من المساعدات الإنسانية إلى السويداء منذ وقف إطلاق النار الذي أعلنته الرئاسة السورية، وأن القافلتين محملتان بالوقود والغذاء والإمدادات الطبية.

ولتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، أوضح المسؤول أن قافلة مساعدات ثالثة ستصل إلى السويداء الإثنين.

كما أكد المسؤول الحكومي أن الهجري في السويداء منع كافة الفرق الخدمية التابعة لدمشق من دخول المدينة، مشيرا إلى أن الهجري استولى على قوافل مساعدات إنسانية أُرسلت إلى المدنيين المتضررين من القتال، ووزعها على جماعته وأقربائه.

ولفت المسؤول، إلى إجلاء 150 ألف مدني من السويداء إلى محافظة درعا المجاورة، متحدثا عن أزمة إنسانية خطيرة في محافظة درعا.

وأوضح المسؤول أن المدنيين الذين تم إجلاؤهم تم إيواؤهم في ملاجئ مؤقتة وفي المدارس، لافتا إلى أن الهجري سمح فقط لمركبات الهلال الأحمر العربي السوري بالدخول إلى السويداء، وأنهم يعملون على توسيع نطاق التواصل مع منظمات الإغاثة الأجنبية لإيصال المساعدات.

وأفاد المسؤول استنادا إلى معلومات استخباراتية، بدفن مئات المدنيين البدو ومقاتلي العشائر وقوات أمن وزارة الداخلية في مقابر جماعية، ممن قتلوا في الاشتباكات والهجمات الإسرائيلية.

وأشار المسؤول إلى أنه في الأيام الأولى للاشتباكات، احتجزت جماعة الهجري حوالي “1500 مدني كرهائن”، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

ونفى في الوقت نفسه وجود “رهائن مدنيين” لدى القوات الحكومية أو مقاتلي العشائر، مؤكدا أن  الحكومة أطلقت سراح 20 مسلحا من جماعة الهجري كبادرة حسن نية.

وأضاف أن حوالي 70 عنصرا من وزارتي الداخلية والدفاع السوريتين كانوا محتجزين لدى جماعة الهجري، وأنه تم التأكد من أنّ 7 فقط منهم مازالوا أحياء، بحسب معلومات استخباراتية.

مقالات مشابهة

  • مساعدات دوائية عالقة في مطار بيروت.. من المسؤول؟
  • لماذا أمر الرسول بقراءة آية الكرسي بعد الصلاة؟.. 3 فضائل اعرفها
  • عبر أصدقاء التربة.. علماء ينتجون قمحا غنيا بالحديد والزنك
  • مسؤول سوري: حكمت الهجري يطالب بمنطقة حكم ذاتي ومعبر مع الأردن
  • دعوة من أصدقاء الراحل زياد الرحباني