بوابة الوفد:
2025-12-13@03:11:36 GMT

الشاطر حسن

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

فى غضون أسبوعين فقط نفذت اسرائيل ضربات نوعية قاصمة وغير مسبوقة هزت اركان محور المقاومة بشكل عام وحزب الله بشكل خاص بعدما اغتالت جميع قادته العسكريين والميدانيين فى مدة وجيزة بشكل سريع ومتتابع، لقد نزل خبر اغتيال «سيد المقاومة» كالصاعقه على روؤس مريديه الذين ما زالوا لا يصدقون ما حدث ولا يتصورون انهم لن يروا هذه الكاريزما الآسرة او يسمعوا خطاباته النارية التى كانت تدغدغ مشاعر المحبطين من جبروت الكيان الفاشي، فقد تولى نصر الله قيادة الحزب بعد ان أغتيل أمينه السابق عباس الموسوى فى غارة إسرائيلية استهدفته مع عائلته 1992 وسطع نجم الشاب الثلاثينى بعدما نجح فى قيادة المقاومة بتحرير جنوب لبنان 2000 ثم اصبح اسطورة ورمزا شعبيا بعد دحر الجيش الإسرائيلى فى حرب تموز 2006 لكن بعد 18 عاما تمكنت اسرائيل من القضاء على عدوها الأبرز الذى أذاقها مرارة الهزيمة وفرض عليها قواعد اشتباك مهينة أجبرتها على إخلاء الاف المستوطنين من الشمال وهو ما جعل نتنياهو المهزوز والمهزوم فى موقف ضعيف وصعب أمام كتلته المتطرفة التى تضغط عليه بوقف دعمها المشروط لحكومته الهشة.

ملابسات وطريقة اغتيال نصر الله شكلت صدمة مروعة لأنصاره ومؤيديه وحتى المراقبين والمحللين بسبب معرفتهم بمدى حرصه وحسه الأمنى واتخاذه كافة التدابير والاحتياطيات المشددة حتى ظن البعض أنه محصن من الموت لذا طرّح الاعلام تساؤلات وسيناريوهات حول كيف تمت عملية الاغتيال المعقدة التى كانت للأمانة احترافية وشديدة الدقة بالتأكيد تفاصيل العملية لا تزال غير واضحة تماما بسبب التعتيم المعتاد والمتعمد من الجانب الإسرائيلى لكن هنالك مؤشرات اولية تقول إن هناك اختراقا أمنيا كبيرا نتيجة عملية استخباراتية معقدة وتنسيق عسكرى متقدم ربما تكون جهات دولية وإقليمية ضالعة فيه ولما لا والرجل المثير للجدل هو رأس الحربة الايرانية ليس فى لبنان فقط وإنما فى المنطقة كلها بصماته الطائفية المشيئة فى صراعات سوريا والعراق واليمن خصمت من رصيده لدى جمهور عريض صدق افعاله ووعوده فى تحرير القدس من دنس الصهيوينة لكن قتل الله الطائفية هى جوهر التشرذم والهزائم.

اخيرًا وجدت إسرائيل ضالتها المنشودة فى رسم صورة انتصار لطالما بحثت عنه فى غزة لكنها حققته فى الضاحية الجنوبية بعدما نجحت فى استعادة ماء وجهها باظهار مدى تفوقها التكنولوجى الكاسح، لذا التباهى والفخر هما الشعور السائد بين نخبتها السياسية التى لديها ثأر قديم مع حزب الله وقد جاء يوم الحساب وانتهزت الفرصة الثمينة على أكمل وجه، لكن ماكس بوت محرر الشئون الامن القومى فى الواشنطن بوست يرى ان اغتيال نصر الله ضربة موجعة لكنها لن تمحو حزب الله من الوجود ولا يزال بعيداً كل البعد عن الهزيمة. فالتقديرات تشير إلى أن لديه فى ترسانته ما بين 150 و200 ألف صاروخ وقذيفة. وصحيح أن الغارات الإسرائيلية دمرت جزءاً منها، لكن هذه الترسانة لا تزال فعالة، كما أن فى صفوف الحزب ما بين 40 و50 ألفاً من المقاتلين المدربين جيداً والمتحمسين للقتال بالإضافة ان إسرائيل ابتهجت من قبل باغتيال الموسوى فجاءهم الشاطر حسن الذى أثبت أنه أكثر فاعلية منه وحول الحزب إلى أقوى قوة عسكرية غير نظامية فى العالم. وربما يحدث نفس الأمر مع خليفته المنتظر ابن خالته هاشم صفى الدين الذى كان يتم إعداده لهذه اللحظة، لقد أثبتت الاحداث الاخيرة أن إسرائيل تعتمد فى قوة الردع الاستراتيجى على تفوق سلاح الجو الذى يلعب دورا مهما وفعالا فى سير المعارك لكنه لا يستطيع أن يحسمها بالكامل على الأرض دونما تدخل برى وهذه هى معضلتها الكبرى التى لا تجد لها حلاً فحصيلة خسائر اليوم الاول من الغزو البرى للجنوب اللبنانى 8 جنود من القوات الخاصة بينهم 3 ضباط وسقوط جرحى بينهم 7 فى حالة خطيرة وليس امامها الان سوى الجلوس على طاولة المفاوضات وإبرام صفقات رابحة مستغلة ضعف خصومها التى قاست من طول وشراسة القتال وحيداً، فقرار طهران هو الصبر على المكاره الإسرائيلية حتى تصنع خمس قنابل نووية وهو ما بات قريباً.

نعم غياب نصر الله المفاجئ والصادم عن المشهد السياسى والأمنى حدث جلل سيغير موازين القوى فى المنطقة وسيكون له تبعات خطيرة جداً ستظهر رويداً رويداً ليس على مصير لبنان بل والشرق الأوسط بأكمله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشاطر حسن إسرائيل وحزب اغتيال سيد المقاومة نصر الله

إقرأ أيضاً:

على خُطى صلاح.. "مرموش" وأزمة الدقائق المعدودة

يبدو أن عمر مرموش، مهاجم مانشستر سيتي، يسير على الطريق الذي صنع محمد صلاح أسطورة كروية في القارة السمراء، فكما احتاج صلاح إلى خطوة للخلف قبل أن ينطلق نحو العالمية، يعيش مرموش اليوم هذه اللحظات الحاسمة في مسيرته، قد تكون مفتاحًا للانفجار المنتظر في الملاعب الأوروبية.


 

حيث قدم مرموش واحدًا من أفضل مواسمه مع آينتراخت فرانكفورت 2024-2025، بعد سنوات من إثبات الذات بين سانت باولي وشتوتجارت وفولفسبورج، ليتحول في يناير 2025 إلى صفقة ضخمة لمانشستر سيتي بقيمة 75 مليون يورو، خاض خلالها 25 مباراة وسجل 8 أهداف وصنع 3، في مؤشر واضح على نضجه التهديفي وتنوع أدواره الهجومية.


 

لكن لم تأتِ الرياح دائمًا بما يشتهيه اللاعب، بعدما تعرض لإصابة مع المنتخب في سبتمبر الماضي، تسببت في غيابه عن التشكيل الأساسي للسيتي، في ظل تألق جيريمي دوكو وصعود سافينيو وريان شرقي كمنافسين أقوياء خلف القناص إيرلينج هالاند، وهو ما وضع مرموش في موقف يحتاج معه لإعادة حساباته من جديد.


 

ورغم أن مشاركته مع الفراعنة في كأس العالم 2026 تبدو شبه مضمونة، كونه عنصرًا أساسيًا في خطة حسام حسن، إلا أن اللاعب يدرك جيدًا أن الحضور في المونديال يحتاج لجاهزية كاملة لا تتحقق إلا بالمشاركة المستمرة داخل الملاعب لاستعادة التألق والثقة.


 

وخطف مرموش الأنظار في الساعات الماضية، بعدما أعلن خطوبته على شابة مصرية عبر نشر مجموعة صور مع خطيبته في أحد المراكب النيلية على صفحته على إنستجرام، معلقًا: “حُلْمي في 11/11 تحقق”، في إشارة تؤكد أن الخطوبة تمت في 11 نوفمبر الماضي.


 

وحافظ الثنائي على خصوصية علاقتهما خلال الفترة الماضية، إلا أن مرموش سبق وأن لمح إلى مكانتها لديه قبل أشهر، فبعد تسجيله أحد أهدافه، نشر صورة لجيلان الجباس من داخل غرفة الملابس وهي تحمل قميصه، وعلّق عليها بوصفها “lucky charm”، ما أثار وقتها تساؤلات حول طبيعة علاقتهما

مقالات مشابهة

  • «فخ» كأس العرب
  • شموعى التى لا تنطفئ
  • نيللي كريم تعيش حالة انتعاش فني بـ3 أفلام
  • أنواع عديدة للحرائق تندلع بشكل متكرر فى المنشآت.. اعرفها
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • الوجوه الثلاثة!!
  • العداء الإثيوبي.. والصبر المصرى
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • مي عز الدين تستذكر والدتها الراحلة بكلمات مؤثرة على إنستجرام
  • على خُطى صلاح.. "مرموش" وأزمة الدقائق المعدودة