الجالية اليمنية تحتفل بثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر في المانيا
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
أحيت الجالية اليمنية في برلين وبراندنبورغ، بالشراكة مع اتحاد طلاب اليمن في ألمانيا والمنظمة الألمانية اليمنية للديمقراطية والتنمية السلمية، ذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين من خلال حفل جماهيري وفني وخطابي كبير أقيم في العاصمة الألمانية برلين. شهد الحفل حضورًا من البعثة الدبلوماسية اليمنية في برلين، وحشدًا كبيرًا من أبناء الجالية اليمنية وطلاب اليمن في ألمانيا، وكان للطلاب اليمنيين حضور بارز وأساسي، حيث ساهموا في تنظيم الحفل والمشاركة الفعالة في جميع فقراته.
افتُتح الحفل بكلمة ممثل اتحاد طلاب اليمن-ألمانيا، عبدالرحمن الشاحذي، الذي رحب بالحضور ونقل تحيات رئيس الاتحاد عبدالله شباله، وأكد على أهمية إحياء ذكرى الثورتين، مشيرًا إلى أن هذه المناسبات التاريخية تعكس نضال الشعب اليمني ضد الظلم والطغيان، وذكر بأن مهمة الاتحاد لا تكتفي بالجانب التعليمي والخدمي، بل تشمل تعزيز الجانب الثقافي والوطني للطلاب اليمنيين بألمانيا.
من جهته، ألقى معاذ الجرادي، ممثل المنظمة الألمانية اليمنية للديمقراطية والتنمية السلمية، كلمة استذكر فيها تضحيات الشهداء الثوار الأبطال، وتحدث عن أهمية الاستمرار في النضال من أجل الحرية والديمقراطية، مشيرًا إلى أن الثورتين كانتا نقطة تحول في تاريخ اليمن، وأن استمرار النضال من أجل الديمقراطية هو مسؤولية الجميع.
كما ألقى رئيس الجالية اليمنية في برلين، محمد الشليف، كلمة أكد فيها سعادته الغامرة وهو يرى جميع فئات الشعب اليمني بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم يحتفلون بذكرى الثورتين العظيمتين، ودعا جميع أصحاب القرار لتوحيد الصف الجمهوري.
فيما ألقى سيف العماري، رئيس لجنة شؤون الطلاب، خطابًا مؤثرًا وقويًا استعرض فيه تاريخ وأهمية ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، مذكرًا الحضور بتضحيات الأبطال الذين قادوا هذه الثورات لتحقيق الحرية والكرامة للشعب اليمني. وتناول في خطابه بشاعة وقبح النظام الإمامي ومفهوم الحق الإلهي الذي ظلل به الأئمة الشعب اليمني، ودعا اليمنيين عامةً والطلاب الشباب خاصةً إلى التمسك بقيم الثورة والدفاع عن مكتسباتها، مؤكدًا أنه لا سيد إلا الشعب.
كما قدّم محمد الغادر- رئيس الإدارة العامة للفرعين الثالث والثامن في اتحاد الطلاب، فقرة بعنوان "حياة اليمني في زمن الإمامة"، تناول فيها الظروف القاسية التي عاشها اليمنيون في ظل حكم الإمامة. وأشار إلى أن ثورة 26 سبتمبر هي نضال متجدد ومبدأها متكرر ضد كل ظالم ومستبد في الماضي والحاضر كما اكد بأهمية شحذ الوعي العام للشباب بأهمية هذه الثورة ومكتسباتها.
كان للمرأة حضور أساسي أيضًا، حيث ألقت نادية النجار كلمة سلطت فيها الضوء على حياة المرأة قبل قيام الجمهورية، وبعد قيام الجمهورية، وذكرت فضل الجمهورية على جميع فئات الشعب اليمني.
تخللت الحفل عروض فنية وثقافية، حيث قدّم أطفال الجالية اليمنية عروضًا لأغاني وطنية تمجد ذكرى الثورتين وتحتفي بهما. كما قُدمت رقصات شعبية يمنية أضفت أجواء من الفرح والحماس على الحضور. وتنوعت الفقرات بين الشعر والخطابة التي عبّرت عن الفخر بالثورتين وضرورة التمسك بروحهما، مما زاد من حماسة الحضور.
من أبرز ما تم في الحفل هو توزيع نسخ من "ملازم الشهيد الزبيري" المستمدة من كتابه "الإمامة وخطرها على وحدة اليمن" على الحضور. جاءت هذه الخطوة بهدف توعية المشاركين بخطر نظام الإمامة على الوحدة الوطنية، واستعراض الدور الكبير الذي لعبته الثورة في تحرير اليمن من هذا النظام. أكدت اللجنة التحضيرية للاحتفالية أن توزيع هذه الملازم يهدف إلى تسليط الضوء على أفكار الشهيد محمد حمود الزبيري وجهوده في النضال من أجل تحرير اليمن وتحقيق الوحدة والحرية للشعب اليمني.
في ختام الحفل، تم تكريم خريجي الثانوية من أبناء الجالية اليمنية في برلين، وأكد الجميع على أهمية مواصلة إحياء ذكرى الثورات اليمنية، والتأكيد على دور الشباب والطلاب في دعم مسيرة البناء والتغيير. وأشار المتحدثون إلى أن الثورتين ما زالت مستمرة في قلوب اليمنيين، وأن بناء دولة ديمقراطية ومستقرة يعتمد على الجهود المشتركة لأبناء الوطن داخل اليمن وخارجه.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الجالیة الیمنیة الشعب الیمنی إلى أن
إقرأ أيضاً:
عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة
وضاح اليمن الحريري
تأخذ الازمة اليمنية الحالية أكثر من بعد سياسي او عسكري، كما إنها ليست مسألة أرض يتم استعادتها او منطقة نفوذ بهذا الشكل أو ذاك، إنها تمثل أزمة تحمل في مظاهرها تصدعات المشروع الدولاتي لمنظومة الفكر السياسي العربي وأمنه القومي ببعده الجيوسياسي وهو في طور التفكيك واعادة التشكل، حقله في اليمن هو أحد النماذج للتفكيك المباشر، بخلق اسباب كافية لتطبيقه، تعود إلى سوء الادارة واخفاقات التنمية والتقدم في ظروف سابقة.
نعني بالأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة، تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا بدخول قواته الى تلك المحافظتين والسيطرة على أراضيها، متخذا أكثر من مبرر لذلك الفعل، غير مكترث بالتبعات اللاحقة وفيما قد تسفر عنه، في محاولة لفرض واقع عسكري جديد فيهما، هنا تكون المسألة واضحة في أن الانتقالي الجنوبي اتخذ قراره، مرتجلا او متأنيا، في التصعيد تجاه الشرعية التي يمثل في نفس الوقت أحد مكوناتها، مما يعني إنه لم يكن ينظر يوما لنفسه ولقواته الا باعتبارهما جزءا مؤقتا في بنية الشرعية، لارضاء أطراف من دول التحالف.
تقف في الضفة الأخرى من مجرى الأزمة واندفاعها، بقية مؤسسة الشرعية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يستند هو الاخر الى تحالفات سياسية وعسكرية حاضرة محليا وإقليميا، ترى في السلوك المنفرد للانتقالي اعتداء صارخا على مرجعيات تم التوافق عليها مسبقا، أهمها اتفاق الرياض واعلان نقل السلطة. لكن حتى هذا التحالف يقف أيضا في خانته قوى تتفاوت في مدى لؤمها السياسي واستعدادها العسكري لتفجير الموقف عسكريا، في انتظار الاشارة لذلك.
يجب أن ينظر الى الأزمة في شقها السياسي، لنزع فتيل الاشتعال وتنفيسها، في الاتجاه الذي ينفس من تصاعد التوتر، بعد أن تفاقمت عملية الاحتشاد عند المجموعتين، لأن الأزمة وأبعادها لا تعني الانتقالي الجنوبي وحده ولا تعني مؤسسة الشرعية وحدها، كي يتصرفا كما يشاءان، لكنها تمس وبقوة حسابات اقليمية لها وزنها وثقلها، كحسابات المملكة السعودية، بل والأهم من هذا، إنها تمس وبعمق فرص الاستقرار والعيش الآمن للناس في كامل الاتساع الجغرافي والأمني لليمن على اقل تقدير، مما يمثل رهانات غير محسوبة العواقب بدقة، على اعتبار أن الأمر الواقع سيفرض نفسه دون تحديات فعلية، رغم أن خيار الحسم بطريقة صلبة يعلن عنه ومازال قائما.
سيذهب المختلفون حول الأزمة والمتفاوتون في تقديرها الى تقديرات غير صحيحة بالمرة، اذا ظنوا إنها ستمر مرورا عابرا، على حقول النفط وموارد الثروة في شرق اليمن، مع العلم ان هذه الموارد هي فقط المرئية في الأفق، بينما ما خفي قد يكون أعظما، بالتالي فإن خيار الانتقالي الجنوبي وخيار المؤسسة الشرعية، لا يمثلانهما وحدهما، لكن ايضا يمثلان حسابات أخرى ذات ارتباط شديد الأهمية، بما سيجر خلفه من التبعات والتبدلات في القرارات والمواقف، بانعكاس كل ذلك على المواطنين اليمنيين جنوبا وشمالا بالدرجة الأولى.
لن أقول هنا إن علينا بالحكمة اليمانية،لأنها مفقودة في هذه اللحظة على اية حال، لن أقول أن علينا بالدم لأنه لغة الأبطال الذين يذهبون سدى من اجل تغيير التوازنات على أرض الواقع، سأقول أن علينا بالسياسة والمزيد من السياسة الحصيفة والمسئولة، عند التعامل مع هذه المستويات العالية من الأزمة.
تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا، فاقدا لصبره وبانيا لخياراته مستندا على حسابات الغير وتقديرهم للموقف، بينما تتصرف مؤسسة الشرعية خارج احتواء الموقف وطنيا نتيجة تشتتها وبعثرتها المرئية، المبنية على عدم قدرتها على اتخاذ القرارات في وقتها المناسب، عاجزة عن تفعيل المرجعيات المتفق عليها، المملكة أيضا تتصرف بالاستناد الى المعركة السياسية التي تخوضها على المستوى الاقليمي ووفق مصالحها، بغض النظر عن التبعات فيما سيعانيه المواطنون، إذن من يخيف من في هذه الأزمة الشرسة وغيومها تتجمع على رؤوس اليمنيين وتتفاقم جنوبا وشمالا.
سيمضي الوقت دون قرارات، لن يتمكن الانتقالي الجنوبي من اعلان دولته واذا اعلنها سيحمل الناس ما لا طاقة لهم به وسيكتفي بالبقاء على الأرض، لن تتمكن مؤسسة الشرعية الا بالبقاء كضيف دائم الاقامة في الرياض حتى اشعار آخر، لن تتمكن المملكة من اتخاذ قرارات صعبة بسهولة ولها أن تحتفظ بمصالحها، لن يتمكن المشاغبون الاقليميون من انهاء الحصة دون درس وسيجبرون على البقاء على مقاعدهم كأشقياء..السياسة ومزيدا من السياسة هي الحل المؤثر حاليا..علينا اذا بدأ الحوار أن نمضي فيه حتى آخره وله مساراته واوعيته واجراءاته واذا لم يبدأ فلابد ان ينطلق فورا..ودمتم.