قائد أول دبابة تعبر «خط بارليف»: دمرنا 4 دبابات ونقلنا أخرى حديثة لدراستها في أول ساعات الحرب
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
روى العقيد محيى الدين مصطفى، أحد أبطال سلاح المدرعات فى حرب أكتوبر المجيدة، تفاصيل عبوره فى أول دبابة مصرية تتجاوز خط بارليف الحصين فى الحرب لنجدة أفراد المشاة فى مواجهة الدبابات الإسرائيلية، موضحاً أنه قبل الانتهاء من تثبيت الكبارى، وتحديداً فى الساعة 5:30 عصر يوم 6 أكتوبر المجيد، طلب منه الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، العبور لمواجهة دبابات تستهدف أفراد مشاة بعدما أحدثوا فى قواتها خسائر كبيرة، ليعبر قبل عبور باقى الدبابات بيوم، وينجح فى تدمير 4 دبابات، والحصول على دبابة حديثة للغاية، مع إرسالها لغرب القناة لدراستها، ومعرفة نقاط القوة والضعف فيها.
كيف كانت مشاركتك فى حرب أكتوبر المجيدة؟
- كنت قائد سرية الحرس الأمامى للفرقة 21، وكنت المسئول عن أول دبابة تعبر من قناة السويس فى اتجاه سيناء، لكن قبل الحرب اشتركت فى خطة الخداع الاستراتيجى على مستوى القوات المسلحة والدولة دون أن أعلم، فكنت أحصل على دورة تدريبية بمعهد المدرعات، وفى تلك الفترة تم إرسال ضباط لأداء العمرة، وآخرون اشتركوا فى دورات تدريبية، وتم تسريح بعض الجنود.
وكيف علمت بالحرب؟ وكيف اشتركت فيها؟
- فى يوم 5 أكتوبر، تم استدعائى، وقمنا بعمل استطلاع للقناة استعداداً للحرب فى يوم 6 أكتوبر، ولم نكن نعلم بموعد الحرب إلا الساعة 2 ظهراً، حين وجدنا الطائرات والمدفعية تقوم بأعمال «التمهيد النيرانى»، وكانت فرحتنا كبيرة.
وماذا حدث فى يوم 6 أكتوبر؟
- كنا كمدرعات متمركزين فى الخلف وليس فى القناة، كنت قائد سرية الحرس الأمامى للفرقة الـ21، وكنت مسئولاً عن أول دبابة، وتم تقديمى بالقرب من قناة السويس وجبهة القتال قليلاً.
وماذا حدث بعدها؟
- فى حوالى الساعة 5.30 عصراً، جاء لى الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى هذا التوقيت، وأخبرنى أن رجال المشاة قد اقتربت ذخيرتهم المضادة للدبابات من النفاد، وأن الدبابات بدأت تهجم عليهم، وطلب منى أن أعبر الكوبرى الذى يتم تثبيته، وأساعدهم.
وكيف ذلك وكوبرى العبور لم يكن قد اكتمل إنشاؤه بعد؟
- بالفعل، كانت القوات المسلحة لا تزال تعمل على الساتر الترابى، والمعبر أو الكوبرى نفسه لم يكن قد انتهى تثبيته، وقال الفريق سعد الدين الشاذلى لى: «هثبتلك المعبر بمراكب المهندسين العسكريين، وعدى وساعد إخواتك»، وكان هذا الأمر بمثابة مجازفة كبيرة، وقلت له: «هعدى بدباباتى الأول يا أفندم، ولو عديت على خير.. باقى السرية تعدى ورايا.. بحيث نقلل الخسائر لحدها الأدنى حال عدم النجاح فى العبور لى».
لكنها مجازفة كبيرة؟
- بالفعل، لكن كان لدينا إحساس قوى بأن الله معنا فى كل خطوة، وكان هناك جنود مشاة فى وضع صعب أمام الدبابات، وكانوا يحتاجون المساعدة، ونحن فى القوات المسلحة المصرية الباسلة كجسد واحد، فلا يمكن أن أفكر فى نفسى فقط، ولكن فى زملائى، وكيفية دعمهم وفق المهمة الموكلة إلىّ، وبالفعل عبرت ونجحت فى إتمام المهمة.
أيقنا أن الله معنا ويدعمنا في الحرب لعدة معجزات شاهدناها منها حمل جندي لمدفع يزن 245 كيلوجراما.. وهو أمر لم يتكرر بعدهاوخير دليل على دعم المولى عز وجل لنا، أننا شاهدنا أفراد مشاة يحملون مدافع مضادة للدبابات من طراز «إس إس 10»، و«إس إس 11»، ووزنهما حوالى 230 أو 240 كيلو جراماً، وحينما تم إجراء التجارب مرة أخرى، لم يستطع أحد أن ينفذ ذلك، وهو خير دليل على أن ربنا كان يؤيدنا، ويمدنا بـ«المعجزات» حتى تحقق النصر المبين.
وماذا وجدت فى الجانب الآخر بعد عبورك؟
- وجدت 5 دبابات إسرائيلية حديثة تتعامل مع أفراد المشاة، وتم التعامل معها، لأدمر 4 دبابات، والأخيرة استسلم طاقمها، وتم أخذهم أسرى، وكانت دبابة حديثة للغاية، وتم صدور الأوامر باستقدامها إلى غرب قناة السويس لدراستها كمعدة حديثة، والوقوف على نقاط القوة والضعف فيها، ثم أكملت مهمتى، واتخذت موقعى وثبت عليه، حتى جاءت لى باقى الكتيبة فى اليوم التالى، وعبروا، وبدأنا فى المعارك.
وهل كان تشغيل الدبابة الحديثة أمراً صعباً؟
- بالفعل، فلم نكن قد شاهدنا دبابة بمثل إمكانياتها، وكانت هناك صعوبة كبيرة فى إمكانية تشغيلها نفسه، لدرجة أن هناك مهندسين لم يتمكنوا من تشغيلها، ونزلت فى الدبابة، وحاولت العمل عليها حتى نجحنا فى تشغيلها، وإدارتها، وتم تحميلها ونقلها للقاهرة لدراسة نقاط القوة والضعف فيها.
قاتلنا الدبابات الإسرائيلية في معركة استمرت 24 ساعة يوم 9 أكتوبر وانسحبوا بعد إيقاع خسائر كبيرة في صفوفهموما أبرز المواقف التى لا تنساها من حرب أكتوبر المجيدة؟
- هناك مواقف كثيرة، لكنى لا أنسى يوم 9 أكتوبر 1973، حين دخلنا معركة بالدبابات مع العدو، التى استغرقت أكثر من 24 ساعة، ونحن مشتبكون معاً، وكل من الطرفين كان فى «تبة عالية»، حتى تمكنا من تدمير عدد كبير من دباباتهم، والبقية انسحبوا حينما وجدوا أن خسائرهم كبيرة.
وكذلك أتذكر استغلالنا ودراستنا الجيدة للعقيدة العسكرية القتالية الإسرائيلية، فالمقاتل الإسرائيلى لا يحب أن يدخل معارك ليلية، وكانوا يتركون دباباتهم ومدرعاتهم خلال الليل، وينتقلون لأماكن أخرى، وهنا كنا نستغل أجهزة الرؤية الليلية الحديثة التى وفرتها لنا القيادة العامة للقوات المسلحة، وكنا ومجموعات الصاعقة ندمر تلك الدبابات، ونوقع خسائر كبيرة فى صفوف القوات الإسرائيلية ليلاً.
ماذا عن تطوير الهجوم؟
- فوجئنا بأن جبل الطاسة كان بمثابة خط بارليف آخر، وعليه صواريخ «التاو» المضادة للدبابات، مما تسبب فى خسائر كبيرة لنا. لكن بفضل الله، والتدريب والتخطيط المتميز، وحافز استرداد الكرامة، نجحنا فى الانتصار.
«تكتيك قتالي جديد»حرب أكتوبر المجيدة خالفت مقاييس الحروب العالمية فى مجال المدرعات، ففى الحروب تجد المشاة أمام المدرعات وهى فى الخلف، وهو تكتيك سوفيتى سائد وقتها، ولكننا كنا نتحرك أمام المشاة لحمايتهم، والحمد لله تحقق النصر، بفضل الإعداد والتخطيط والتدريب الجيد، وتأييد المولى عز وجل لنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حروب الشائعات ترويج الأكاذيب قوى الشر حرب أکتوبر المجیدة القوات المسلحة خسائر کبیرة أول دبابة
إقرأ أيضاً:
خلال جولته بالقليوبية.. رئيس الوزراء يتفقد «ممشى أهل مصر» ونادي القوات المسلحة ببنها
في إطار جولته اليوم بمحافظة القليوبية، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عددًا من المشروعات الخدمية والتنموية بمدينة بنها، شملت "ممشى أهل مصر" على ضفاف النيل، ونادي وفندق القوات المسلحة الجديد، وذلك برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين.
وخلال جولته بـ"ممشى أهل مصر"، استمع رئيس الوزراء إلى شرح من المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، الذي أوضح أن المشروع يأتي ضمن خطة الدولة لتطوير الواجهة النيلية وتجميل مدينة بنها، بما يحولها إلى متنفس حضاري لأهالي المحافظة، ويعزز من المقومات السياحية والترفيهية للقليوبية.
وأشار المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إلى أن الممشى تم تنفيذه من خلال الجهاز التنفيذي لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية التابع للجهاز المركزي للتعمير، لافتًا إلى أن طوله يبلغ نحو 2 كيلومتر، وبعرض يتراوح بين 10 و20 مترًا.
وأضاف أن المشروع يتضمن أربعة قطاعات رئيسية (أ، ب، ج، د)، حيث تم الانتهاء من ثلاثة قطاعات بالكامل، بينما يجري العمل في القطاع الرابع بعد الانتهاء من التصميمات والمقايسات الخاصة به.
ومن جانبه، استعرض اللواء مهندس محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، تفاصيل كل مرحلة من مراحل المشروع، موضحًا أن المرحلة (أ) امتدت بطول 450 مترًا من كوبري كفر الجزار حتى خط السكة الحديد، وانتهت في مايو 2020، تلتها المرحلة (ب) بطول 400 متر حتى معدية بطا، وتم افتتاحها في سبتمبر 2022.
وتضمنت المرحلتان تجهيز الممشى بالاستراحات والمظلات وزراعة الأشجار وتوفير أكشاك متنقلة لخدمة الزوار.
أما المرحلة (ج)، فأشار نصار إلى أنها تمتد بطول 600 متر من معدية بطا حتى نادي المعلمين، وشملت أعمال التشجير والإنارة وصب الحوائط والأرضيات، لتوفر متنفسًا حضاريًا وفرص عمل للشباب من خلال مشروعات العربات المتنقلة للأطعمة والمشروبات.
وفيما يخص المرحلة الأخيرة (د)، أوضح أنها تمتد بطول 750 مترًا من نادي المعلمين حتى منطقة المشتل، وتشهد حاليًا تنفيذ أعمال التدبيش والأساسات بعد إزالة جميع المعوقات، على أن تتضمن مساحات خضراء ومناطق للجلوس وأنشطة ترفيهية وخدمية تطل مباشرة على النيل.
كما تحدث اللواء مدحت عبد الرحمن مصطفى، رئيس الجهاز التنفيذي لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية، عن مشروع ممشى أهل مصر بمدينة القناطر الخيرية، مشيرًا إلى أنه يتم تنفيذه بأعلى كفاءة، ويتضمن مظلات ومنطقة مطاعم ومسارًا للمشاة بعرض 7 أمتار بتصميمات هندسية من الإنترلوك والخرسانة المطبوعة، إلى جانب أحواض الزهور وساحات لألعاب الأطفال ومحلات تجارية لخدمة الزائرين.
وعقب جولته بالممشى، توجه رئيس الوزراء ومرافقوه إلى نادي وفندق بنها للقوات المسلحة، حيث كان في استقباله اللواء أمجد عبد ربه، مدير إدارة نوادي وفنادق القوات المسلحة.
وتفقد مدبولي مكونات النادي والفندق المقام على ضفاف النيل، واستمع إلى شرح حول الموقف التنفيذي لأعماله، تمهيدًا لافتتاحه قريبًا أمام المدنيين والعسكريين.
وأوضح اللواء أمجد عبد ربه أن النادي يضم مجموعة من المطاعم والكافتيريات والملاعب وحمامات السباحة وصالات الألعاب الرياضية، إلى جانب منطقة مخصصة للأطفال وقاعة أفراح وعدد من الغرف الفندقية المجهزة على أعلى مستوى.
وفي ختام جولته، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذه المشروعات تأتي في إطار جهود الدولة لتوفير متنفسات حضارية جديدة للمواطنين وتحسين جودة الحياة، مشيرًا إلى أن افتتاح نادي وفندق بنها سيشكل إضافة مهمة للخدمات الرياضية والاجتماعية والترفيهية المقدمة لأهالي القليوبية.