من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سرفيس العبدلي
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
#سرفيس_العبدلي
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 28 / 8 / 2016
بعد التخرج من الجامعة والبحث عن وظيفة ، كانت خبرتي في عمّان ومواصلاتها مثل خبرتي بمدينة نيويورك وضواحيها تماماً..لذلك في كل مرة كنت أنوي فيها أخذ شهاداتي والتقدم إلى وظيفة هناك وبمجرد جلوسي في باص الرمثا تصيبني أعراض كثيرة مثل نشفان الريق والتعرّق و»الهتورة» غير المبررة ،حتى مجاملاتي للركاب المجاورين كانت أقرب إلى الشتيمة منها إلى المجاملة فتختلط عبارة : «الله يسعد شواربك» وعبارة : «يطولي عمرك».
الوقوف على طابور «سرفيس العبدلي»..كوّن لدي بعض الخبرات في التقدير وقراءة النتائج، مثلاً صرت أعرف من من الركّاب سيكون شريكي في سيارة الــ200 قص؟…وكم سيارة نحتاج ليلحقني الدور ؟ وكم صبية ستكون معنا في الرحلة المعطرة بدخان اكزوزت باصات المؤسسة ؟ وأين مكان جلوسي من الصبية..كل هذا اكتسبته بإمالة رأسي قليلاً عن الطابور وعدّ الواقفين «أربعات ..أربعات» كل أربعة أشخاص في سيارة وهكذا تنكشف كل المعلومات السابقة بغضون دقائق..
وعند وصول السيارة «لأربعتنا» تحدث تغييرات غير متوقعة ، أولاً يتم إجلاس الصبية في الكرسي الأمامي ،ثم يبدأ كشف النوايا الخبيثة للاثنين الآخرين حيث يبيتان النية «ليكبسوك» في المنتصف، الأول سمين جداً يقول: « أنا نازل ع الطريق» فيفتح الباب لمرورك ، وقبل ان تدخل لتحتل الكرسي الذي خلف السائق تماماً يرجعك من قبة قميصك شاب مفتول العضلات يقول أربع كلمات ولا يزيد عليهن: «أنا آخر واحد نازل» فتضطر للجلوس في المنتصف .
الأربعة لا يعرفون بعضهم بعضاَ لكن لديهم مصلحة مشتركة في الجلوس معاً للوصول للعبدلي، الصبية موظفة في شركة ما ربما أو خريجة جديدة مثلي ، الرجل السمين يبدو معلم حلويات او متضمن «معاطة جاج» ، أما مفتول العضلات فعلى الأغلب مشرف مركز لياقة أو «كبّاب شر» لا فرق..أهواء مختلفة وتوجهات مختلفة لكن اضطررنا للركوب في وسيلة مواصلات واحدة للوصول..عليك أن تتحمل الدهن المتدلي من جسد الرجل المنتفخ وعليك ان ترضى ببقعة عرق مفتول العضلات التي ترشح على كتفك وفوقها ذوق السائق باختيار الأغاني وتعجرف الصبية على كل الجالسين في الخلف…كلّ منا كان يمد يده في جيبه ويدفع أجرته على حدة ، ولا يتدخل يقصة الفراطة إن «عصلجت» بين السائق وأحد الجالسين، بالعكس تحاول الا تقترح أياً من الحلول..في أقصى حالات التعاون ، فقط قد تساهم بمد يدك وإرجاع القروش إلى صاحبها كونك الأقرب ليد السائق ، أو أن تزحف بمؤخرتك بشكل عرضي على الكرسي الخلفي نحو اليمين لتفتح طريق لمفتول العضلات وهو يقول لك: «أنا نازل»..وتحاول ان تغلق الباب بهدوء بعد أن بقيت وحدك كي يرضى عنك سائق السيارة ولا يتهمك «بالحمرنة» كما اتهم سابقيك على مسمعك..
القوائم الانتخابية تشبه «سرفيس العبدلي»، ركابها لا يعرفون بعضهم بعضاَ لكن لديهم مصلحة للجلوس المؤقت معاً للوصول للمجلس ،»بنت الكوتا» يجلسونها في الأمام مرتاحة كنوع من التمييز العنصري، ورجل الأعمال المتكرّش «جنب الشباك» بسبب ضخامة رأس ماله..وصاحب العضلات العشائرية خلف السائق مباشرة «خاوة» والمثقف والأكاديمي «حشوة» في المنتصف..كل من الركاب الأربعة يمد يده ويدفع تكلفة دعايته الانتخابية من جيبه الخاص ، لا حديث بينهم ولا توافق ولا انسجام ..وعند النتائج يبقى الحشوة يزحف بمؤخرته بشكل عرضي للنازلين على العبدلي..فيما ينزل هو كآخر الركاب على باص قريته بعد ان يغلق الباب بهدوء…
و هاي السولافة..
#97يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
للمرة الثانية خلال أشهر.. سيارة طائرة تصطدم بسقف مبنى تاريخي في ميزوري
شهدت ولاية ميزوري الأميركية تكرارا نادرا لحادث غريب، فللمرة الثانية خلال 3 أشهر، اخترقت سيارةٌ سقف قاعة "كلاي راي" التذكارية للمحاربين القدامى في مدينة إكسلسيور سبرينغز، مستهدفة نفس الجزء من المبنى الذي كان قد خضع لإصلاحات حديثة بعد حادث مماثل وقع في فبراير/شباط الماضي.
وبحسب السلطات المحلية، فقد وقعت الحادثة صباح الأربعاء الماضي عندما اندفعت مركبة بسرعة عالية من أحد التلال القريبة، مما تسبب في تحليقها في الهواء قبل أن تهبط مباشرة على سقف المبنى التاريخي، مُحدثة تلفا في الهيكل الخارجي والسقف وبعض الجدران الداخلية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"دببة على موائد السلوفاك".. جدل بعد سماح الحكومة ببيع لحومهاlist 2 of 2حمامتان تثيران الذعر داخل طائرة وتتسببان في تأخير رحلة جوية بأميركاend of listاللافت أن هذا التصادم الغريب يُعد الثاني من نوعه في غضون 3 أشهر فقط. ففي فبراير/شباط الماضي، اصطدمت سيارة أخرى بالموقع ذاته، حين فقد شاب يبلغ من العمر 22 عاما السيطرة على مركبته أثناء مطاردة من الشرطة بعد أن رفض التوقف خلال عملية تفتيش مروري. وأسفر ذلك الحادث حينها عن إصابة خطيرة لراكبين كانا برفقته، في حين نجا السائق بإصابات لم تهدد حياته.
شرطة إكسلسيور سبرينغز أوضحت أن الاستجابة الطارئة بدأت قبيل الساعة 7:30 صباحا، بعد تلقي بلاغ عن مركبة خرجت عن مسارها في شارع "سيكامور" المجاور، واصطدمت بشكل مباشر بسقف القاعة. وتم نقل السائق لتلقي الرعاية الطبية، من دون أن يُصاب بجروح خطيرة، كما لم يُسجل وقوع إصابات بين من كانوا داخل المبنى لحظة الحادث.
إعلانوقال الملازم ريان دودي، من شرطة المدينة، "رغم أن المشهد قد يبدو كأنه أصبح نمطا متكررا، إلا أن كلا الحادثتين فريدتان تماما؛ الأولى وقعت خلال مطاردة شرطية، أما الثانية فربما بسبب حالة طبية طارئة لدى السائق".
وأضاف دودي أن أحد ممثلي "منظمة قدامى المحاربين في الحروب الخارجية"، والتي تتولى إدارة المبنى، أشار إلى أن القاعة قائمة منذ أكثر من 80 عاما، وأنها لم تشهد طوال تلك العقود مثل هذه الحوادث، حتى وقع الاصطدامان في فترة زمنية متقاربة.
وكانت قاعة كلاي راي لا تزال تخضع لأعمال إصلاح جراء الحادث الأول عندما وقع التصادم الجديد، ما أثار موجة من التساؤلات حول تصميم الطريق المحاذي للمبنى، وفعالية إجراءات السلامة على المنحدرات القريبة، التي يبدو أنها تشكل خطرا عند فقدان السيطرة.
وأعلن نادي المحاربين القدامى، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أنه كان في المراحل الأخيرة من إعادة تأهيل السقف بعد حادث فبراير/شباط، قبل أن يُصدم بتكرار الحادث ذاته في نفس الموقع.
وتُعد قاعة كلاي راي التذكارية من الأبنية التاريخية البارزة في المدينة، وتستخدم في فعاليات المحاربين القدامى والاجتماعات المجتمعية، وقد بُنيت منذ أكثر من قرن.