من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أول ردّة فعل
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
أول ردّة فعل
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نلاحظ دائماً أن #الغربيين يستخدمون كلمة واحدة للتعبير عن ردّة فعلهم المبدئية، فيما يخص #الحوادث العارضة وهي كلمة:” #هوبس ‘.
فمثلاً إذا كان الرجل يتمشّى مع صديقته في شارع عام، و”التوَتْ” قدم الصديقة فجأة، فأن الرجل ينحني مع انحناء الفتاة ويقول لها بطريقة لا شعورية ”هوبس”.
.ثم يبتسمان ويمشيان بعد معالجة الموقف.
كذلك عندما يسقط صحن زجاجي من يد آخر العنقود وينكسر، فإن ردّة فعله الأولى ستكون بلا شكّ كلمة ”هوبس”..ثم تلمّس يد الطفل وأصابعه والسؤال ”هل أنت بخير يا صغيري”؟!.
حتى إذا سمع أحدهم صوت ”بريك” طويل في شارع مزدحم فإنه سيقول ”هوبس” بالتأكيد ثم يتابع مسيره كالمعتاد دون أن يتكبّد عناء البحث عن المتسبب بهذا الصوت.
على العكس تماماً (من عربنا) فغالباً ما يعبّرون عن ردّة فعلهم الأولى بعد الحوادث العارضة ”بشتيمة” متعدّدة الأغراض.
مثلاً: إذا ”قصعت رِجْلِ” #أم_العيال في طريق عام، يبقى الرجل يضع يديه في جيوبه وصدره في حالة شدّ و”صندحة” وهو يكيل الشتائم: ”عمى اللي يعميكِ / قومي عزّرتي علينا، الله **** اليوم اللي شفتك فيه/ مليون مرّة قلتلك تشتريش صرماية بكعب عالي ما بتردي / يا ملعون كعب اللي..” وتستمر #سمفونية السقوط الأخير حتى الوصول الى البيت..
إذا وقع صحن الزجاج من يد آخر العنقود وانكسر، فإن الأب يركض ليحصي الخسائر المادية..ثم يحمل الصبي عالياً ويطرحه أرضاَ ثم يلملم شظايا الزجاج شاتماً: (قرد ملعون الوالدين قرد/ كسرته يا مالي عزرايين يكسر رقبتك / يا ابن البقر) ثم يركله فيطيّره على متن خطوط رجله اليسرى إلى غرفة الجلوس.
أول أمس كان سائق سرفيس (العبدلي /6) منهمكاً في عد بعض القروش على الإشارة الضوئية ليعيد لي باقي الدينار، فسمع صوت ”بريك” قوي وشديد على الجانب الآخر من الشارع…لم يلتفت ولم يقل”هوبس” لكنه قال وهو بانهماك شديد لصاحب البريك: ”وجع يقصّ نيعك”.
فكرّت ملياً بعبارة (وجع يقصّ نيعك)..فوجدت أنها تحمل بلاغة فائقة، وصورة ”شتائمية” مهمّة…(فالقصّ) غاية في الإيلام..و(النيع) يعد من أكثر أماكن تجمع الشرايين الدقيقة..والشتيمة هنا صورة من صور ”الإبداع”البلدي..الذي قلما نجده في بلدان أخرى من العالم.
(وجع..يقصّ..نيعك)..يا سلام.. فعلاً عبارة تستحق الوقوف عندها طويلاً.
#98يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
مقالات ذات صلة استطلاع للرأي يظهر أن ثلثي الإسرائيليين لا يشعرون بالأمان بعد 7 أكتوبر 2023 2024/10/07#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الغربيين الحوادث هوبس أم العيال سمفونية الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
مبدعون: الكاتب الإماراتي.. صوت الوطن وروح الهوية
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
أخبار ذات صلةفي السادس والعشرين من مايو من كل عام، تحتفي دولة الإمارات بـ«يوم الكاتب الإماراتي»، وهو التاريخ الذي يوافق تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عام 1984، بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الفخري للاتحاد، في لفتة تُكرّم الفكر والكلمة، وتثمّن دور الكاتب في صناعة الوعي وترسيخ الهوية.
وفي هذا اليوم، تتعالى أصوات الكُتّاب الشباب، مؤكدة أن للجيل الجديد رأيه وحضوره وفكره، وأن الكلمة اليوم أكثر من أي وقت مضى، أداة بناء ومرآة انتماء.
قالت الكاتبة فاطمة الشرهان: «يوم الكاتب الإماراتي هو وقفة اعتزاز وتقدير للكلمة التي تُنير العقول وتبني الجسور بين الماضي والمستقبل. بالنسبة لي، الكتابة ليست مجرد هواية، بل رسالة تحمل في طياتها صوت الإنسان وذاكرة الوطن، وتعيد في كل سطر رسم ملامح الهوية، من اللغة إلى التفاصيل الصغيرة التي تصنع المعنى الكبير».
وأضافت: «نستلهم من هذا اليوم شغفنا، ونستذكر تلك القصص التي بدأت بفكرة وانتهت بكتاب يصل إلى القلوب. نصيحتي لكل كاتب أن يواصل خلق محتوى راقٍ، يعكس صورة الوطن كما نراه نحن الكتّاب: نابضاً بالأمل والثقافة والحياة».
من جهته، أوضح الكاتب والإعلامي هزاع الشحي أن يوم الكاتب الإماراتي محطة مضيئة في مسار الثقافة الوطنية، وقال: «هو يوم مجيد نُثمّن فيه جهود الكُتّاب الذين أسهموا في ترسيخ الهوية الثقافية، وهو أيضاً دعوة مفتوحة لاستغلال الكلمة في بناء وعي جديد، قائم على الفكرة الصادقة والانتماء العميق».
وأضاف: «من هنا، نُدرك أهمية دور الثقافة في النهوض بالمجتمعات، ونستشعر ثقل المسؤولية التي يحملها كل كاتب تجاه وطنه ومجتمعه».
أما الكاتب وصانع المحتوى محمد بن بريم العلي، فقد وصف هذا اليوم بأنه تجسيد لمكانة الكاتب باعتباره «صوت الوطن، وراوي حكاياته، وحارس ذاكرته».
بدوره، قال الكاتب وعضو برنامج «سفراء القراءة» ناصر الهرموزي: «يوم الكاتب الإماراتي يمثل مصدر فخر لهويتنا الثقافية، وهو مناسبة نعيد فيها التذكير بدور الكُتّاب الشباب في بناء فكر الوطن وترسيخ القيم. إنها مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا، بأن تكون أقلامنا جسوراً للفكرة الإماراتية في العالم، ومصادرَ إلهام للأجيال القادمة».