حَزَمنا أمتِعتَنا وأمْرَنا وبِتنا جاهزين للسفر والتمتُّع بالعُطلة الصَّيفية في بلادِنا حتى آخرَ رَشفَةٍ من عُصارةِ " دفءِ الأهلِ والعَشِيرة " . قامَ الأخ العزيز الأستاذ عادل العمدة بالتَّنسيقِ معنا على أنْ نَحجِز معاً لنُسافرَ سَوَيّاً على نفسِ رحلةِ الطَّيران . وتمَّ ذلك بالفِعل . كانتْ الرِّحلةُ مُباشِرةً direct flight من الدمام إلى الخرطوم التي وصَلناها بعد ثلاثِ ساعاتٍ ورُبع السَّاعة .

وبِتَرتِيبٍ مُسبقٍ وَجَدنا حافلةً بانتظارنا لتُقِلَّنا من مطارِ الخُرطوم إلى قلبِ الجَزيرةِ الخَضرَاء .
بعدَ وصُولِنا إلى وًد مَدَني عاصمةِ ولايةِ الجَزِيرة ، تَوجَّهنا صوبَ " القُصيرَة " لنَتَقبلَ ونُقدِّمَ واجبَ العَزاءِ لأهلِنا هناك . وصَلنا عقِبَ المَغرب فوَجَدنا " الحال ياهو نفس الحال " منذُ وصُول خَبر الحادِث قبل سبعةِ أشهُر والذي راحَ ضَحِيّتَه ثلاثةُ أشخاصٍ من أقربِ وأعزِّ الناسِ إلى قلبي ، بمعنى أنَّ سببَ الحادِث بالصُّورة التي اجتَرحَها الطبيبُ البيطري لم تتغيرْ في أذهانِ أسرةِ المرحومة . لمَستُ ذلك في استقبالِ عزائِنا بواسِطة والدِها ولَمَستْ أُمي ذلك في جَفاءِ وغِلظةِ أمِّها وأخَواتِها . وللهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعد . على أيَّة حالٍ الزمانُ كفيلٌ بِتلمِيعِ الرُّؤيا وتنظيفِ الغَبَشِ الذي رانَ على العُقُولِ والقُلُوب . وجزى الله أخانا عادل خيرَ الجَزاءِ إذ قامَ بِشَرحٍ وافٍ لما وقعَ في الحادثِ ومَن كانَ السَّببَ فيه وكيف أنَّنا ظلَلنا ثلاثَتُنا نتَلقى العلاج في المستشفى لمُدة شهرين . وقد أدى ذلك الشَّرحُ لبعضِ التَّطييبِ في خَواطرِ القومِ .
غادرتُ مع أمي وأبنائي من هناك إلى " ود الهندي " في نفسِ الليلةِ وغادرَ عادل وأسرتُه إلى مَسقَط رأسِه " فارِس " القرِيبة من سِنَّار .
أصبحَ الصُّبحُ وهاهُم أهلُ قريتِنا يُحيُون العزاءَ في فقدِ الزَّوجةِ والأبناءِ مِن جَديد .
إنقَضى الأسبُوع الأوّلُ مِن العُطلةِ سريعاً كما يَنسرِبُ الماءُ من بينِ الأصابِع . بدأنا نُفكِّرُ في ترتيبِ الزَّفاف وتحديدِ المَوعدِ مع أهلِ العَرُوس . تمَّ الاتفاقُ على عاشِر يومٍ من وصُولنَا على أنْ تكُونَ المُناسبةُ خاليةً مِن الاحتفالاتِ و " البَهرَجة " لدى الطَّرفِ الآخَر مُراعاةً للظُّروف التي نَمُرُّ بها ، مع السَّماحِ - طبعاً - بالذَّبائحِ ودَعوةِ النَّاسِ إلى الغداءِ كإعلانٍ وإشهارٍ لزواجِ الأُستَاذة إصلاح . حلَّ يومُ الزَّفاف فاقْتَصَرنا " السيرة " على حافلةٍ واحدةٍ وبعضِ الأهلِ والاقاربِ الذين لايتعدَّى عددُهم الخَمسِين رجُلاً وامرأةً.
وصَلنا إلى " الولي " فاستُقبِلنا بِحفاوةٍ بالغةٍ وكرمٍ شَديد . كانَ بِصُحبتِنا - كذلك - أخونا عادل العمدة . بعد الغداء وصلاة المغرب ، استلَمنَا العَرُوس وغادَرنا وسَطَ الابتِهاجِ وزغاريدِ النِّسوة . كانتْ لدي سَيّارة تويوتا بوكسي فاستلمَ عادل القِيادة من الولي وحتى الخرطوم وتَركَني مُرتاحاً بِجانبِ العَرُوس . وصلنا الخرطوم ونزلنا في شقة في حي أركويت كُنّا قد حَجَزناها مِن قبلُ . قضَينا الأسبوعَ الأوَّل مِن " العَسَل " ثُمّ طلَبنا من أخي فتح الرحمن أنْ يُحضِر لنا عمر وأحمد ليَقضُوا بِضعَةَ أيامٍ مع أمِّهمُ الجَديدةِ حتّى يتِمَّ التآلفُ وتنبَني المَودَّة قبلَ عَودَتِهم إلى السعودية .
انقَضَتْ أيامُ العسلِ سريعاً وفُوجِئنا بانتهاءِ حجزِنا للشقة ولم نُصدِّق أننا مكَثنا شهراً ، وصدقَ القائِلُ : " ما بينَ غمضَةِ عينٍ وانتباهَتِها يُبدِّلُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ " . عُدْنا إلى الجَزيرةِ وبدأنا بزيارةِ الولي التي كانتْ الأقرَب في طريقِ عَودَتِنا . قضَينا فيها أياماً حلوةً وسط الأهلِ والكَرمِ والاحتِفاءِ بنا على " عزائم " العَشَاء . ثمّ غادَرنَاها بعد أسبوعٍ إلى ود الهندي التي تقعُ إلى الجَنوبِ الغَربي من ود مدني ولا تَبعُد كثيراً عنها .

محمد عمر الشريف عبد الوهاب

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

صورة لطفي لبيب حاضرة في عزائه بكنيسة مار مرقس

بدأ منذ قليل عزاء الفنان لطفي لبيب بكنيسة مار مرقس.


حرص على الحضور العزاء سوسن بدر ، شيري عادل ، محمود حميدة ، سلوي محمد علي ، اشرف زكي ، أميرة فتحي و غيرهم كثير من النجوم.

وتوفي خلال الساعات الماضية  أمس صباح الأربعاء الفنان القدير لطفي لبيب، عن عمر يناهز الـ 77 عامًا.

وشهدت اللحظات الأخيرة فى حياة الفنان لطفي لبيب، تعرضه إلى وعكة صحية جديدة، حيث نقله إلى العناية المركزة يوم الأحد الماضي، عقب تعرضه إلى نزيف حاد فى الرئة، حيث تم منع الزيارة عنه بشكل كامل، وتواجد فقط أفراد أسرته بحسب الساعات التى كان يسمح فيها الأطباء بالاطمئنان عليه، خاصة وأنه كان فاقد جزء كبير من وعيه فى الساعات الأخيرة.

يذكر أن آخر أعمال لطفي لبيب هو فيلم "مرعى البريمو" بطولة محمد هنيدي، وغادة عادل، وأحمد بدير، ومحمد محمود، وعلاء مرسي، ومصطفى أبو سريع، ونانسي صلاح، ولطفى لبيب، ونيللى محمود، ومن تأليف إيهاب بليبل، وإخراج سعيد حامد.

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي حول المعلم مرعي الذي يعمل في تجارة البطيخ، حيث يواجه العديد من المواقف والمفارقات الكوميدية المثيرة من خلال عمله.


 

طباعة شارك لطفي لبيب اخبار الفن نجوم الفن وفاة لطفي لبيب

مقالات مشابهة

  • نجوى فؤاد لـ صدى البلد: لطفي لبيب لم يأخذ حظه.. فيديو
  • هيوحشني كلامك و حكاياتك.. إنجي علي تنعى لطفي لبيب
  • مع السلامة يا عمنا كلنا.. مصطفى عماد يودع لطفي لبيب
  • صورة لطفي لبيب حاضرة في عزائه بكنيسة مار مرقس
  • وفاة شاب من غزة قبل قليل نتيجة الجوع الشديد
  • عصام الدين جاد يكتب: ميدان عادل إمام
  • عادل الباز يكتب: الرباعية في خبر كان.. لماذا؟
  • وفاة الفنان المصري لطفي لبيب بعد صراع مع المرض
  • غادة عادل ليست بديلة صبا مبارك.. بدء تصوير مسلسل وتر حساس 2 بمشاركة نجوم جدد
  • السعودية: نواصل جهود التوصل إلى سلام عادل بالشرق الأوسط