اتفقت الإمارات مع شركة العلاقات العامة "فيرست إنترناشونال ريسورسز"، لتوظيف فريق من جماعات الضغط، للدفاع عن عمل الدولة الخليجية، في استضافة قمة المناخ للأمم المتحدة، نهاية هذا العام، بعد انتقادات من دعاة حماية البيئة والسياسيين.

ووفق تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" وترجمه "الخليج الجديد"، ستحصل "فيرست إنترناشونال ريسورسز" على مبلغ شهري قدره 100 ألف جنيه إسترليني لمدة 6 أشهر، لتعزيز سمعة الإمارات بين "الجماهير الغربية"، حسبما كشف نسخة من العقد المقدم إلى وزارة العدل الأمريكية بموجب قواعد الضغط الخاصة بالوكلاء الأجانب، والتي تم نشره من قبل الوزارة قبل أيام.

وجاء في العقد أن شركة "مصدر" المملوكة للدولة لمصادر الطاقة المتجددة في الإمارات هي من تعاقدت مع الشركة الأمريكية.

ويترأس "مصدر" رئيس مؤتمر المناخ (كوب-28) سلطان الجابر، وهو أيضًا الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك"، وهي أحد أكبر منتجي النفط والغاز في العالم.

وقال العقد إن هدف "فيرست إنترناشونال ريسورسز" هو "تحصين الجابر و (كوب-28) من أي انتقاد محتمل"، وحشد الدعم من "الأفراد المؤثرين سياسياً".

وتتخصص الشركة في اتصالات الأزمات، حسب موقعها على الإنترنت.

اقرأ أيضاً

وثيقة مسربة: الإمارات تحدد قائمة قضايا حساسة بشأن رئاستها قمة المناخ

وفقًا للعقد، ستقوم الشركة الأمريكية باستطلاع الرأي العام وجماهير "النخبة" في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وثلاث دول أخرى، وسوف تستخدم النتائج لتوليد "حملة تعليمية استباقية" والتأثير على المسؤولين المنتخبين.

وستسعى الشركة وفقا للعقد إلى تجنيد "الأفراد والجماعات ذات النفوذ السياسي" من أجل "زيادة تعزيز الصورة والمصالح الشاملة لـ(كوب-28).

وأدرج العقد المنتدى الاقتصادي العالمي، ومؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، من بين المؤسسات الفكرية التي يمكن أن تستهدفها.

بالإضافة إلى ذلك، ينص العقد على أن الاستشارات "يمكنها أيضًا تنشيط أو حشد اتصالاتنا داخل المؤسسة اليهودية الأمريكية للمساعدة في دعم الأهداف العامة للحملة"، فضلاً عن استخدام نفوذها لعقد اجتماعات مع أعضاء الكونجرس الأمريكي وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

من المتوقع أن يحضر ما يقرب من 200 دولة وما يصل إلى 80 ألف شخص فاعليات (كوب-28) في دبي خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث سيحاول السياسيون العالميون التوصل إلى اتفاق بشأن الجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ.

اقرأ أيضاً

الجارديان: خطة الإمارات لمؤتمر المناخ COP28.. الشيطان يكمن في التفاصيل

وأثار اختيار الإمارات لرئيس شركة النفط الإماراتية العملاقة "أدنوك" سلطان الجابر، لرئاسة قمة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب-28)، انتقادات شديدة من ناشطي في مجال البيئة وبعض المسؤولين السياسيين.

دعا 100 عضو في الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي إلى التراجع عن اختياره لرئاسة المؤتمر، بسبب منصبه على رأس الشركة النفطية الحكومية.

بينما دافع الجابر المهندس الذي تثق به قيادة أبوظبي كأحد أكثر التكنوقراط فاعلية، عن نفسه من خلال التذكير، بأنه مؤسس شركة "مصدر" أيضا، وهي شركة إماراتية وطنية متخصصة في الطاقات المتجددة.

وأضاف أن القرارات المتخذة خلال مؤتمرات الأطراف من مسؤولية الدول، لافتا إلى أن لرئاسة المؤتمر دورا في تنسيق وإدارة المفاوضات.

كما دافع مفاوضا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مجال المناخ جون كيري، وفرانس تيمرمانز عن تسميته.

والتقى كيري في يونيو/حزيران الفائت، مسؤولين إماراتيين بينهم الجابر في أبوظبي.

اقرأ أيضاً

الجارديان: فضيحة جديدة.. شركة النفط الإماراتية لديها وصول لرسائل البريد الإلكتروني لقمة المناخ

وشدد رئيس "أدنوك" مؤخرا على أهمية الوقود الأحفوري للاقتصاد العالمي، وبدلا من الدعوة إلى التخلي عن النفط والغاز بحسب ما يرغب العديد من المفاوضين، فضل التحدث عن القضاء على "انبعاثات" الوقود الأحفوري ما يمهد الطريق لاستمرار استخدامه، في حين أن التقنيات العديدة لالتقاط الإطلاقات ما زالت في بداية تطويرها.

ويتوقع أن يتيح المؤتمر الذي سيستمر لمدة 15 يوما إحراز تقدم تقني في قضايا مثل التمويل الملموس "للخسائر والأضرار" أو التعهد بصرف مبلغ 100 مليار دولار سنويا للبلدان الفقيرة للتكيف مع تغير المناخ وتنفيذ الانتقال في مجال الطاقة.

كما يأمل مراقبون في الحصول على معلومات بشأن "التقييم العالمي" المتوقع في أيلول/سبتمبر، والذي سيُحدد جهود الدول المختلفة في أعقاب اتفاق باريس.

ويهدف هذا الاتفاق إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند متوسط "يقل عن درجتين مئويتين" مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، ومواصلة الجهود "للحد من ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية"، ما يبدو صعبا.

ويتيح للبلدان تحديد أهدافها الخاصة لبلوغ التوقعات.

اقرأ أيضاً

العفو الدولية تدعو الإمارات لإصلاح سجلها الحقوقي "المخزي" قبل مؤتمر المناخ

والتزمت دول مجموعة السبع الصناعية مؤخرا بـ"تسريع تخليها" عن الوقود الأحفوري، ولكن من دون تحديد مهلة نهائية جديدة، وفقط في المجالات غير المزودة بأجهزة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، وهي تقنيات ما زالت في بدايتها إلا أن الدول المنتجة للنفط والغاز تشيد بها.

من ناحية أخرى، لقيت دعوات وكالة الطاقة الدولية إلى تسريع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة ترحيب حكومات عديدة.

ودعا الجابر بنفسه إلى زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 3 مرات بحلول العام 2030، في خطاب ألقاه في مطلع أيار/مايو في ألمانيا.

لكن دعاة حماية البيئة انتقدوا ذلك، قائلين إنه لا يفي بالغرض في معالجة تغير المناخ.

وتشيد الإمارات وهي إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط، باستثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة.

لكن في حال توقفت الدولة في النهاية عن استخدام نفطها داخليا، فهذا لا يعني أنها ستتخلى عن الإنتاج لتصديره، وسط تقديرات أن الإمارات قد "تميل لأن تكرر القول، مثلا، إن العالم سيحتاج إلى النفط لمجرد أنها بحاجة إلى الحفاظ على زبائن".

وسبق أن عبرت منظمات حقوقية دولية، عن قلها من أن الإمارات تسعى لاستخدام موقعها كمضيف لمؤتمر المناخ (كوب-28)، لتلميع صورتها الحقوقية، مع استمرارها في دفع التوسع في استخدام الوقود الأحفوري، وتقويض جهود مواجهة أزمة المناخ وحماية حقوق الإنسان.

اقرأ أيضاً

مشرعون أوروبيون يدعون لإقالة رئيس أدنوك الإماراتية من رئاسة قمة المناخ

المصدر | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قمة المناخ انتقادات سلطان الجابر الطاقة المتجددة الوقود الأحفوری قمة المناخ اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

الكشف عن صور جديدة من أرشيف إبستين تضم ترامب وكلينتون

نشر الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي دفعة جديدة من الصور التي وصفوها بـ«المقلقة» من ممتلكات الممول المدان بجرائم الاتجار الجنسي جيفري إبستين، وتضم شخصيات سياسية واقتصادية وفنية بارزة، من بينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، ومستشاره السابق ستيف بانون، إضافة إلى المخرج وودي آلن، ومؤسس مايكروسوفت بيل جيتس، ورجل الأعمال ريتشارد برانسون.

شبكة علاقات إبستين

وتضم الدفعة الأولى 19 صورة، تلتها لاحقاً مجموعة أخرى بنحو 70 صورة، وهي جزء محدود من قرابة 100 ألف صورة تم تسليمها إلى لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب، التي تحقق في شبكة علاقات إبستين وسلوكه، وفق ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

وكان إبستين قد توفي في زنزانته بسجن في نيويورك عام 2019 في واقعة وصفت آنذاك بأنها انتحار، بعد توجيه اتهامات له بالاتجار الجنسي.

وظهرت في الصور الأولى شخصيات عامة في مناسبات اجتماعية مختلفة، من بينها ثلاث صور يظهر فيها ترامب، إحداها مع ست نساء تم حجب وجوههن، وأخرى تجمعه بإبستين، وثالثة التقطت على متن طائرة. كما تضم المجموعة صوراً لستيف بانون، اثنتان منها برفقة إبستين.

وجرى نشر الصور دون شروحات أو سياق، غير أن روبرت جارسيا، العضو الديمقراطي البارز في لجنة الرقابة، قال إن هذه المواد «تثير تساؤلات إضافية حول علاقات إبستين مع بعض أقوى الرجال في العالم»، مطالباً بإنهاء ما وصفه بـ«التستر» وتحقيق العدالة للضحايا.

رواية مضللة

في المقابل، رد البيت الأبيض باتهام الديمقراطيين بـ«الانتقاء المتعمد» للصور لأغراض سياسية وخلق «رواية مضللة»، مؤكداً أن الإدارة الحالية اتخذت خطوات أكبر لصالح ضحايا إبستين عبر الدعوة إلى الشفافية ونشر وثائق رسمية.

وكان الكونجرس قد أقر الشهر الماضي مشروع قانون يلزم الحكومة بالإفراج عن جميع الملفات المتعلقة بإبستين، رغم معارضة ترامب، ومنح وزارة العدل مهلة حتى 19 ديسمبر للامتثال. كما سمح قاضٍ فيدرالي هذا الأسبوع بنشر مواد تحقيق تتعلق بقضية غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين السابقة، المحكوم عليها بالسجن 20 عاماً.

وتعهد الديمقراطيون في لجنة الرقابة بنشر المزيد من الصور خلال الأيام والأسابيع المقبلة، مع التأكيد على حماية هويات الناجيات، بينما كرر الجمهوريون اتهامهم للديمقراطيين بتسييس القضية، معتبرين أن الصور لا تثبت أي مخالفات قانونية.

طباعة شارك إبستين فضيحة إبشتين المونجرس ترامب كلينتون

مقالات مشابهة

  • بعد عامين من COP28.. "اتفاق الإمارات" مرجع العمل المناخي
  • ضابط في جيش لحد يكشف عن علاقات سرية بين إسرائيل والمليشيات في لبنان
  • بعد عامين من «COP28» .. «اتفاق الإمارات» التاريخي لا يزال خريطة الطريق للعمل المناخي الفعال
  • الكشف عن صور جديدة من أرشيف إبستين تضم ترامب وكلينتون
  • رشيد وبوتين يتفقان على مواجهة التحديات وتعزيز علاقات العراق وروسيا
  • دبي تستضيف المنتدى الدولي للطاقة الحيوية المستدامة
  • إنتل تختبر أدوات صناعة رقائق من شركة لديها وحدة في الصين تخضع لعقوبات أمريكية
  • «مياه وكهرباء الإمارات»: بدء التسجيل بمزاد الربع الأول لشهادات الطاقة النظيفة لعام 2026
  • إطلاق شركة “وايزمِن الشرق الأوسط” في أبوظبي لتعزيز حلول الطاقة الذكية في المنطقة
  • إدارة الاتحاد تتعاقد مع الإسباني خورخي لوبيز وتمنحه كامل الصلاحيات