شهدت ندوة «الفتوى وبناء الإنسان» التي تعقدها دار الإفتاء المصرية تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، عرض فيلم تسجيلي عن أعمال الندوة التي جرى انطلاقها قبل قليل، بحضور علماء الأزهر الشريف وكبار رجال الدولة والمجتمع المدني.

فيلم تسجيلي لجهود دار الإفتاء

وعكس الفيلم التسجيلي الجهود المبذولة من قبل دار الإفتاء المصرية، ويأتي بمنزلة رحلة في أعماق الجهود المبذولة والتطلعات المستقبلية لندوة الإفتاء، حيث أكد الفيلم التسجيلي جهود الأزهر الشريف؛ بصفته كعبة العلم الديني الصحيح الذي حمل مشاعل الاستنارة والوسطية في العالم أجمع؛ وخروج العديد من المؤسسات الدينية والوطنية العريقة من رحم هذا الصرح الكبير، لتعمل على خدمة علوم الشريعة الإسلامية والدعوة والقضايا الإنسانية والوطنية وفق منهج علمي أزهري وسطي دقيق، وطبقا لرؤية مؤسسية متطورة ومرنة تتواءم مع تغير الواقع المتلاحق.

وأشار الفيلم إلى انطلاق مسيرة دار الإفتاء المصرية من الفهم الصحيح لرسالة الفتوى، ودورها المهم الكبير في استقرار المجتمعات، وتحقيق الأمن الفكري، ومواجهة التحديات، ومواكبة المستجدات، والخروج بالأمة من دياجير ظلمات الجهل والإرجاف والتفلت إلى نور العلم والعمل والاستقرار؛ بما يحقق مقاصد الشريعة ويبرز معنى أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان.

وأوضح أن ما جعل أفئدة الناس وعقولهم تهوي إلى دار الإفتاء هو تاريخها الكبير الذي قام على أسس علمية منضبطة ومنهجية عملية مشهود لها بالوسطية النابعة من وسطية الأزهر الشريف؛ لتسطر هذه المنهجية لدار الإفتاء المصرية السيرة والمسيرة.

ولما كان لكل جسد روح ولكل مبنى معنى، فقد توارد على دار الإفتاء المصرية سلسلة منيرة متصلة مترابطة من أكابر المفتين؛ لا تختلف منهجا ولا مرجعية ولا تحيد عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيد أنملة؛ يحمل بعضهم عن بعض علوم وأسرار الشريعة المطهرة النابعة المتدفقة من بحار وأنوار علوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصدق فيهم قول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين» فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه من خدمات جليلة لدار الإفتاء المصرية.

ولفت الفيلم النظر إلى أن دار الإفتاء المصرية على موعد مع من يحيي هذه المعاني العظيمة في بعث جديد للخطاب الديني علما ودعوة وفتوى بما يساير مفاهيم وتحديات العصر الحاضر؛ فكان الزمان يوم الثاني عشر من شهر أغسطس لسنة ألفين وأربع وعشرين من الميلاد الموافق الثامن من شهر صفر لسنة ألف وأربعمائة وست وأربعين من الهجرة المشرفة؛ حيث تولى فضيلة الدكتور نظير محمد عياد منصب الإفتاء؛ ليكون هذا اليوم المنير بداية لانطلاقة جديدة وتوسع أكبر لدور دار الإفتاء المصرية في خدمة الأمة الإسلامية.

كما أشار إلى جهود الدكتور نظير عياد في مجمع البحوث الإسلامية الذى شهد في عهده قمة العطاء العلمي والثقافي؛ حيث كان فضيلته مسؤولا عن الوعظ والدعوة والفتوى والبحوث والرصد وغيرها الكثير، وقد شرفت الديار المصرية بتوليه مفتيا لها؛ وبتوليه إفتاء ديارنا تنطلق دار الإفتاء المصرية إلى آفاق رحيبة تحت قيادته.

أولويات دار الإفتاء

ي السياق ذاته استعرض الفيلم أولويات المفتي في قيادة مؤسسة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بصفته مفتيا للديار المصرية في مجموعة من النقاط:

أولا: البناء على ما سبق في مسيرة دار الإفتاء المصرية بالحفاظ على المنجزات وتطويرها.

ثانيا: أن تكون دار الإفتاء أكثر قربا من المواطن بأن تعكس في فتاواها ومبادراتها وأنشطتها اهتمامات المواطنين وما يشغلهم دينا ودنيا.

ثالثا: الاستثمار في رأس المال البشري باعتباره الثروة الحقيقية لدار الإفتاء المصرية، وإيمانا بأن بناء الإنسان هو كلمة السر في نهضة المؤسسات والدول والشعوب.

رابعا: استثمار الفضاء الرقمي وتعزيز القدرات التقنية لدار الإفتاء المصرية وتسهيل وصول الخدمات الشرعية للعالم أجمع.

خامسا: الاستمرار في الحوكمة الإدارية وتطوير نظم العمل في دار الإفتاء.

سادسا: بناء الشراكات وعقد المزيد من مذكرات التفاهم والتعاون مع المؤسسات والجهات المحلية والعالمية ذات الرؤى والأهداف المشتركة.

سابعا: تعزيز دور دار الإفتاء التوعوي من خلال تنظيم الفاعليات وتقديم المبادرات والأنشطة ونشر الإصدارات المطبوعة والإلكترونية حتى تظل الدار شريكا فعالا في بناء الوعي وعمران الوطن وخدمة الإنسانية.

ثامنا: الاهتمام بالمفتيات بدار الإفتاء حتى يقمن بدورهن في الفتوى والتوعية والإرشاد.

تاسعا: الدعم الإفتائي للجاليات المسلمة حول العالم وترسيخ الدار كبيت خبرة لدور الإفتاء في العالم.

عاشرا: إطلاق مشروع الحفاظ على التراث الإفتائي، ومن ضمن ذلك: المخطوطات والتحف والصور النادرة، بالتعاون مع المتاحف والجامعات الوطنية.

وفي ختام الفيلم التسجيلي تمت الإشارة إلى أن هذه الندوة تأتي لتؤكد أن دار الإفتاء المصرية شريك فعال في قضايا الوطن عامة والرؤية الوطنية الشاملة التي تسعى لبناء الإنسان على كافة الأصعدة على وجه الخصوص؛ حيث تتوافق هذه الرؤية مع مقاصد الأديان ومبادئ الشريعة الإسلامية. وأن الدار تسعى من خلال هذه الندوة إلى تفعيل وتعزيز دور المؤسسات الدينية؛ وبخاصة دار الإفتاء المصرية؛ في دعم المبادرات الوطنية بشكل عام ومبادرة الرئيس للتنمية البشرية بشكل خاص، وإبراز دور ورسالة دار الإفتاء المصرية في توسيع مجال الفتوى وتحقيق شمولية الإسلام، ليشمل ذلك كل ما يتعلق بتنمية الإنسان في كافة أطواره وشتى مجالاته؛ حتى يكون ذلك الإنسان عنصرا فاعلا في تنمية الوطن.

كما تسعى الدار من خلال عقد هذه الندوة إلى تحقيق مفهوم التعاون بين مؤسسات وأطياف الوطن؛ حيث إن بناء المواطن المصري بناء صالحا هو مسئولية مشتركة يجب على الجميع المشاركة فيها ومد يد العون من أجل بلوغ غاياتها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء الأزهر الإسلام مجمع البحوث لدار الإفتاء المصریة دار الإفتاء المصریة

إقرأ أيضاً:

خريجي الأزهر بالغربية تشارك في ندوة توعوية بتمريض طنطا

شاركت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف فرع الغربية في فعاليات الندوة التوعوية التي نظمتها كلية التمريض بجامعة طنطا، وذلك برعاية  الدكتور محمد حسين محمود رئيس جامعة طنطا، والدكتور محمود فاروق سليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، و الدكتورةعفاف عبد العزيز بصل عميد كلية التمريض.

حاضر في الندوة فضيلة الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، وفضيلة الدكتورة بديعة الطملاوي نائب رئيس فرع المنظمة بالغربية والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية للبنات بالإسكندرية والدكتور حسن عيد مدرس الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون وعضو المنظمة، وبحضور سعيد صقر مدير عام التدريب الأسبق بالغربية الأزهرية، وذلك في إطار التعاون المستمر بين جامعة طنطا والأزهر الشريف لتنظيم ندوات تثقيفية تهدف إلى مواجهة الأفكار المتطرفة وبناء الوعي الوطني ونشر الفكر الوسطي، إضافة إلى توضيح أهمية دور التمريض في ظل المبادئ الإنسانية السامية.

في بداية اللقاء، رحبت  الدكتوره عفاف عبد العزيز بصل بالسادة الضيوف، مؤكدة على التعاون المثمر بين كلية التمريض والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية في دعم الفهم الصحيح للدين وتوعية الشباب بالمخاطر التي قد يتعرضون لها في ظل الهجمات الفكرية عبر وسائل الإعلام والفضاء الإلكتروني.

وتحدث فضيلةالدكتور سيف رجب قزامل، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يضطلع بدور تاريخي في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، وأن مواجهة الفكر المتطرف لا تكون بالقوة فقط، بل من خلال بناء وعي مستنير يقوم على الفهم الصحيح للنصوص الشرعية، والقدرة على التمييز بين الفكر الصحيح والدعاوى الباطلة التي تستهدف عقول الشباب. وشدد على أن مهنة التمريض تمثل قيمة إنسانية عظيمة، وأن الشريعة تُعلي من شأن كل عمل يقوم على الرحمة وخدمة الإنسان.

كما تحدثت الدكتورة بديعة الطملاوي، نائب رئيس فرع المنظمة، مشيرة إلى أهمية الدور التربوي والثقافي الذي يقوم به الأزهر في مواجهة الظواهر الفكرية المنحرفة، لافتة إلى ضرورة تمكين الطالبات من مهارات التفكير النقدي والتحليل الواعي، خاصة في ظل انتشار المعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي. وأكدت أن طالبات التمريض يمثلن خط دفاع إنساني مهمًا داخل المنظومة الصحية، وأن رسالتهن تقوم على الأخلاق والمبادئ السامية قبل المهارة العلمية.

وتناول الدكتور حسن عيد في كلمته عددًا من القضايا المتعلقة بالفقه المقارن، موضحًا كيف أسهمت المدارس الفقهية المختلفة في إرساء قيم التسامح وقبول الآخر، وأن اختلاف الآراء الفقهية يثري العلوم الشرعية ولا يُعد موطنًا للخلاف، بل دليلاً على مرونة الشريعة وصلاحيتها لكل زمان ومكان.

وفي ختام الندوة،دارت مناقشة مفتوحة حول عدد من القضايا الفكرية والدينية والمهنية، حيث أجاب رئيس فرع المنظمة ونائبته عن استفسارات الطالبات، مؤكدين أهمية تعزيز الوعي لدى شباب الجامعة، والتمسك بقيم الرحمة والانتماء الوطني، والالتزام بالمنهج الأزهري الوسطي.

مقالات مشابهة

  • القيامة اقتربت.. أحمد كريمة: كثرة الخبث من علامات الساعة
  • خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
  • خدم العلم وأهله | مفتي الجمهورية ينعى ثروت مهنا أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
  • رئيس منطقة الشرقية الأزهرية يفتتح معهد العراقى الإعدادي للفتيات بأبوحماد
  • ندوة تثقيفية "الوعي الأثري – مبادرة في حب مصر" فى جامعة الفيوم
  • أوقاف الدقهلية تشارك في ندوة تثقيفية بعنوان «معًا نبني وطنًا أقوى» بمجمع الإعلام
  • حكم الصلاة في المنزل أثناء الأمطار الشديدة.. دار الإفتاء توضح
  • هل الدعاء بـربنا يكفينا شرك يعتبر ذنبًا؟.. أمين الفتوى يجيب
  • خريجي الأزهر بالغربية تشارك في ندوة توعوية بتمريض طنطا
  • بعد غد.. «الإنشاد الديني» تقدم باقة من الأناشيد والابتهالات في حفل على مسرح الجمهورية