منحت هيئة الإشراف الدولية "DNV" شهادة الاعتماد الدولي للبرامج التدريبية التي تقدمها أكاديمية قناة السويس للتدريب البحري والمحاكيات بالإسماعيلية، حيث حصل البرنامجين الأساسيين بالأكاديمية وهما الملاحة الآمنة في قناة السويس ومنظومة الخرائط الإلكترونية "ECDIS" على شهادة الاعتماد الدولية " DNV-ST-0008 Learning Programs "، وذلك بعد إتمام أعمال التفتيش والتدقيق خلال  شهر أكتوبر الجاري، وهو ما يسهم في رفع التصنيف التنافسي لأكاديمية قناة السويس عالمياً في مجال تقديم خدمات التدريب البحري.

تأتي هذه الشهادة استكمالاً لخطة الاعتماد الدولي لمركز قناة السويس للتدريب البحري والمحاكاة على صعيد عدة مجالات وتحوله لأكاديمية مُعتمدة للتدريب البحري، حيث سبق أن حصل على شهادة هيئة الإشراف الدولية كأكاديمية معتمدة دولياً في مجال تقديم الخدمات التدريبية البحرية في يونيو 2022، ثم اعتمدت الهيئة عدداً من المدُربين بالأكاديمية من خلال اجتياز الدورة التدريبية "إعداد المدرب المعتمد" في ديسمبر ٢٠٢٣.

من جانبه، أعرب الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، عن اعتزازه بمواصلة أكاديمية قناة السويس للتدريب جهود تطوير قدراتها وإمكاناتها والاستحواذ على ثقة المؤسسات البحرية الدولية، وإبراز قدرتها على أن تكون وجهة عالمية لربابنة السفن في إصقال مهاراتهم، مؤكداً  أن حصول البرامج التدريبية المُقدمة بالأكاديمية على شهادة الاعتماد الدولية تعد خطوة مهمة في طريق وضع الأكاديمية في مصاف المراكز العالمية المتميز في تقديم خدمات التدريب البحري.

وأكد الفريق ربيع أن قناة السويس تحرص على الارتقاء بكفاءة وقدرات أكاديمية قناة السويس للتدريب والمحاكيات لمواكبة تطورات صناعة النقل البحرية العالمية وما يرتبط بها من تكنولوجيا متطورة، تتطلب إصقال مهارات وخبرات العنصر البشري في مجالات إرشاد السفن بالمجرى الملاحي لقناة السويس وقطر السفن وأعمال التكريك ومكافحة التلوث وآليات التعامل مع المواقف الملاحية الطارئة، بما يصب في تعزيز مستوى السلامة والأمان الملاحي ومن ثم رفع التصنيف الملاحي لقناة السويس عالمياً.

ومن جهته، أشاد المهندس أشرف بلال، رئيس مكتب هيئة الإشراف الدولية "DNV" في مصر، باستيفاء البرامج التدريبية لأكاديمية قناة السويس للتدريب البحري والمحاكاة للمعايير الدولية، وضم مجموعة من المُدربين الأكفاء على أعلى مستوى والذين يمتثلون أيضاً لقياسات الدولية المعتمدة، ما يُمكن الأكاديمية من تقديم شهادات دولية معتمدة لمختلف ربابنة السفن في مجالي الخرائط الملاحية الإلكترونية والعبور الآمن لقناة السويس.
ويعد الاعتماد الدولي للبرامج التدريبية التي تقدمها أكاديمية قناة السويس للتدريب والمحاكاة شهادة على استيفاء هذه البرامج القياسات الدولية المعتمدة من جانب المنظمة البحرية الدولية "IMO"، ومدوناتها التدريبية "STCW".

ويذكر أن مركز المحاكاة والتدريب البحري تأسس عام 1996،  وتُعد أحد أهم مراكز التدريب فى إفريقيا والشرق الأوسط بما يمتلكه من خبرات متراكمة فى مجال التدريب البحرى باستخدام نظم المحاكيات، وتم تطويرها على مدار السنوات المتتالية وقد شهدت الأكاديمية طفرة كبيرة خلال عامى 2020، 2021 بإحداث تطوير شامل وإضافة نظام محاكى سفن جديد ونظام محاكى كراكات، ومحاكى للخرائط الإلكترونية.

وتضم أكاديمية قناة السويس للتدريب والمحاكاة حالياً محاكيان لملاحة السفن، ومحاكيان للقاطرات، ونظام محاكى لمكافحة التلوث والانسكاب البترولي، ومحاكى آخر للكراكات مطابق للكراكتين حسين طنطاوى ومهاب مميش أحدث كراكات الهيئة، ونظام محاكاة للتدريب على الخرائط الملاحية الإلكترونية وهو أحدث الانظمة المنضمة للأكاديمية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ملاحة السفن رئيس هيئة قناة السويس هيئة قناة السويس البرامج التدريبية برامج التدريب الاعتماد الدولي للتدریب البحری

إقرأ أيضاً:

صنعاء تصعّد إلى “المرحلة الرابعة”:استراتيجية الضغط البحري تصل إلى الذروة

 

مع إعلان صنعاء الانتقال إلى المرحلة الرابعة من عمليات الحصار البحري ضد كيان الاحتلال، تدخل المواجهة العسكرية فصلاً أكثر جرأة في سياق تصعيد متدرّج بدأ مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتنامى على مراحل اتّسمت بالتوسع المدروس في بنك الأهداف. حيث تعتبر هذه المرحلة تراكم عملياتي تصاعدي، انتقل من استهداف السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال، إلى فرض معادلة عقابية شاملة تشمل كل شركة تواصل التعامل مع تلك الموانئ، أيّاً كانت جنسيتها أو وجهة سفنها.

وتشمل المرحلة الجديدة رصد واستهداف السفن التابعة لكبرى شركات الشحن البحري في العالم، مثل ميرسك، CME، Hapag-Lloyd، Evergreen وغيرها. لا يقتصر التهديد على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، بل يشمل كل سفينة مملوكة لشركات تتعامل تجارياً مع تلك الموانئ، أينما وجدت. وقد بدأ الرصد الفعلي للسفن العاملة في خطوط الإمداد بين موانئ المتوسط الشرقي والموانئ المحتلة، إضافة إلى ناقلات النفط المرتبطة بعمليات التزويد اليومي لكيان الاحتلال.

كما تحرص صنعاء على توثيق عملياتها كمشاهد عملية إغراق السفن ومنها ما كان متجهاً إلى ميناء إيلات. وعلى الرغم من أن الميناء مغلق منذ أشهر، إلا أن التصعيد الأخير يستهدف توسيع نطاق الحظر ليشمل ميناءي حيفا وأسدود، وهو ما يُعد تطوراً استراتيجيا في عمق البحر الأبيض المتوسط.

المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تجد نفسها أمام خصم لا يتبع نمطاً تقليدياً في التموضع أو الاستهداف. كما أن البنية غير المركزية لعمليات صنعاء، واعتمادها على التضاريس الجغرافية والانتشار المرن، يقلل من فعالية الضربات الجوية، ويجعل الرد الإسرائيلي أقرب إلى المعاقبة الرمزية منها إلى الفعل الرادع. ويقول الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم، إلى أن عدم وجود قواعد عسكرية دائمة أو منشآت حساسة واضحة للاستهداف في اليمن، فضلاً عن فاعلية الأجهزة الأمنية لدى صنعاء، جعل كل محاولات الرد الإسرائيلية أقرب إلى محاولة “إرباك” داخلية دون مكاسب عملياتية.

الولايات المتحدة، التي حاولت في الأشهر الماضية تنفيذ ضربات استباقية ضد أهداف في اليمن، فشلت بدورها في ردع صنعاء أو إيقاف عملياتها البحرية. الموجة الأولى من الضربات الأميركية لم تحقق أي أثر استراتيجي يُذكر، بل تسببت أحياناً في تقوية سردية صنعاء داخلياً، باعتبارها طرفاً يتعرض للعدوان بسبب موقفه السياسي من غزة.

المفارقة أن صنعاء، رغم التفاوت الهائل في الإمكانيات العسكرية مقارنة بواشنطن أو تل أبيب، استطاعت الحفاظ على نسق عملياتي مستمر، بل ورفع سقف التصعيد على مراحل، ما يدل على أن الردع الأميركي لم يعد كافياً في التعامل مع الجهات الفاعلة غير التقليدية في المنطقة.

بالتوازي مع هذا المسار العسكري، يتكرّس تحوّل سياسي لا يمكن تجاهله. فالحكومة في صنعاء، التي وُصفت لسنوات بأنها غير شرعية أو متمردة، باتت تبني اليوم شرعية وظيفية وميدانية نابعة من قدرتها على التأثير الفعلي في موازين الصراع، ليس فقط داخل اليمن، بل في الإقليم. نجاحها في فرض معادلة ردع بحرية، والتزامها بخطاب سياسي منضبط لم يكن يوماً مجرد دعاية، منحها مساحة أكبر من الحضور السياسي والإعلامي في ملفات تتجاوز الحدود الوطنية.

هذه التحولات لا تعني بالضرورة الاعتراف الدولي الرسمي، لكنها تشير إلى واقع سياسي جديد يتشكل في المنطقة، طرفه الأساسي قوى تصاعدت بفعل مراكمة القوة الذاتية، وتماسك الخطاب، وفعالية الأداء العملياتي، لا بفعل التسويات أو الرعاية الدولية.

في مرحلة يشتد فيها الضغط على غزة، تبدو صنعاء كطرف يحافظ على تصعيد ميداني مباشر ضد كيان الاحتلال دون تراجع، ودون أن تنجح محاولات الاحتواء أو الردع في كبحه. التصعيد الأخير لا يعكس فقط تصميماً عسكرياً، بل يشير إلى قدرة استراتيجية على توسيع المساحات التي تستنزف الكيان، وفرض معادلات جديدة في عمق البحر، وسط غياب فعّال لأي رد مكافئ. وإذا استمرت هذه الدينامية، فإن موازين الصراع البحري في شرق المتوسط قد تكون على موعد مع مرحلة أكثر اضطراباً، لا يمكن احتواؤها بالخطاب وحده، ولا بالقصف من الجو.

 

مقالات مشابهة

  • القطاع البحري ركيزة أساسية في اقتصاد الإمارات
  • أسامة ربيع: قناة السويس خسرت 55% من عدد السفن المارة لتلك الأسباب
  • رئيس قناة السويس: خسرنا 66% من العائد الدولاري من عبور السفن بسبب تأثير الحرب
  • محافظ بورسعيد يشارك في احتفالية هيئة قناة السويس بالذكرى 69 لتأميمها
  • في ذكرى التأميم.. رئيس هيئة قناة السويس يدعو لتخفيض تأمين السفن العابرة بالبحر الأحمر
  • «صحة المرأة والأبحاث» يحصد شهادة المعيار الذهبي من منظمة دولية
  • أسامة ربيع يوضح أبرز المشروعات الجديدة بقناة السويس لتطوير الملاحة
  • قناة السويس تعتمد أنظمة ملاحية متقدمة وتُجري شراكات دولية لتأهيل الكوادر
  • قناة السويس تُوسّع مساراتها الملاحية لتعزيز قدرتها على استيعاب السفن العملاقة
  • صنعاء تصعّد إلى “المرحلة الرابعة”:استراتيجية الضغط البحري تصل إلى الذروة