حميدتي.. خطاب خلط الأوراق
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
خطاب محمد حمدان “حميدتي” الأربعاء، خلط الأوراق وفتح الوضع بالسودان على احتمالات عديدة من بينها تحوله لساحة معركة إقليمية واسعة.
الخرطوم- كمبالا: التغيير
عقب تلقى قواته هزيمة في معركتي جبل موية والحلفايا، خرج قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في خطاب مصور أمس الأربعاء، أعلن فيه بشكل واضح تدخل مصر في الحرب إلى جانب الجيش السوداني.
واتهم حميدتي، مصر بضرب قواته “غدرًا” في منطقة جبل موية بولاية سنار التي استردها الجيش يوم السبت الماضي.
وهي المرة الثانية التي يوجه فيها اتهاما مباشرا للجارة مصر بدعم الجيش السوداني في حربهما المستمرة منذ عام ونصف.
ولم يكتف حميدتي باتهام مصر لوحدها وإنما وجه الاتهامات إلى إيران، كما أشار إلى مشاركة قوات أوكرانية وأخرى من أذربيجان وإثيوبيا وإريتريا إلى جانب الجيش، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن تدخل دول إقليمية في حرب السودان!!
وقوبل الخطاب بردود فعل واسعة وتحليلات متباينة، لكنها تتفق حول دخول الحرب مرحلة جديدة.
بعد ساعات من خطاب حميدتي سارعت الخارجية المصرية إلى نفي مشاركة طيرانها في الحرب السودانية، وقالت إن هذه الإدعاءات تأتي في وقت تبذل فيه مصر جهودًا دبلوماسية مكثفة من أجل إنهاء الصراع بالسودان، وحماية المدنيين المتضررين، وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية.
ودعت المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة المزاعم التي ذكرها “قائد مليشيا الدعم السريع”.
وكان حميدتي اتهم الطيران المصري بالتدخل في حرب 15 أبريل إلى جانب الجيش السوداني، خلال لقاء تلفزيوني في أول أيام الحرب عندما تم قصف قواته بمعسكر سركاب المجاور لوادي سيدنا المقر الرئيس لانطلاق العمليات الجوية للجيش السوداني.
كما اتهم إيران بالتورط في حرب السودان، أشار إلى مشاركة قوات أوكرانية وأخرى من أذربيجان وإثيوبيا وإريتريا إلى جانب الجيش.
ولأول مرة أفصح حميدتي عن موقفه من الاتفاق الإطاري الذي كان كثيراً ما يردد أنه من الداعمين له، لكنه ظهر في خطابه بحديث مغاير، وأكد أن الاتفاق الموقع في ديسمبر 2022م هو سبب الحرب، وقال إنه حذر الأمريكيين والمجتمع الدولي ودول الرباعية والاتحاد الأفريقي والثلاثية من أن “الإطاري” سيأتي بمشاكل.
وأضاف موجها حديثه للمجتمع الدولي: “إذا كنتم تريدون عودة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية لماذا دمرتم البلد عبر الاتفاق الإطاري”.
وتابع: “سبب الحرب الحالية هو الاتفاق الإطاري ولا يوجد سبب آخر”، لافتاً إلى أنه لم يرفضه كمبدأ للانتقال ولكن بسبب أنه يصعب تنفيذه، وأضاف أنهم فعلوا ذلك لتدمير السودان”.
هجوم في كل إتجاهوفي خطابه هاجم حميدتي أعضاء مجلس السيادي شمس الدين كباشي وياسر العطا وإبراهيم جابر، كما هاجم رئيسي حركة جيش تحرير السودان والعدل والمساواة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم متهمًا إياهما بالارتزاق.
ورداً على اتهام حميدتي له، قال جبريل إبراهيم بـ”خطابه الحزين قد نعى عملياً– من حيث يدري أو لا يدري– مغامرته لحكم السودان بالزندية، وأعلن هزيمة أوغاده، وتبرأ من جرائمهم النكراء التي أفقدته كل شئ، ولكن بعد أن تلبسته من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، ولات ساعة مندم».
فيما رد مناوي بالقول: “شهد الشاهد من اهله، اثبت حميدتي بان الاطاري هو سبب هذه الحرب. على قوله هو شخصيا؛ طول الصيف ينضج الحميض. الآن بدأت تظهر مفاصل المؤامرة على السودان. الحل الوحيد هو الاعتراف بالأخطاء من أجل الحل يتقدمه أبناء الوطن”- حسب تعبيره.
وفي الجانب الآخر، قال رئيس حركة العدل والمساواة “المنشقة” سليمان صندل، إن خطاب قائد الدعم السريع وضع كل “القوى السياسية”، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يقبلوا بحكم المؤتمر الوطني والفلول، وكتائبهم الجهادية، أو أن ينتفضوا ليصطفوا ويعلنوا مواقف واضحة وشجاعة ووطنية للعمل معاً من أجل التغيير، وإنهاء الطغيان.
الأسوأ قادممن جهته، قال القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” خالد عمر يوسف: “خطاب قائد الدعم السريع بالأمس هو إعلان رسمي لطبيعة المرحلة القادمة من الحرب”.
وأضاف: “الكل ضد الكل” خارجياً وداخلياً”. خاطب الشعب السوداني ليخبره بأن الحرب ستطول وتتمدد وأن الأسوأ قادم، وأنه لا مجال “للحلم بعالم سعيد”.
وتابع: “صعد في لغته ضد عدداً من القوى الخارجية في منحى خطير يعقد الأزمة ولا ينتج لها حلولاً”.
خطاب القبيلةولأول مرة يذكر حميدتي في خطابه مناطق وقبيلة بعينها حيث وصف القبيلة التي ينحدر منها الأمين للحركة الإسلامية على كرتي، وبأنه يعطي التعليمات لقيادة الجيش، كما ذكر منطقة حجر العسل بولاية نهر النيل المتاخمة للعاصمة الخرطوم، وقال إن الطيران الحربي يقصف حواضن قواته في دارفور، ولكن لا يقصف المناطق التي يسيطر عليها في قري وحجر العسل، ليتفادى الإضرار بالمدنيين.
لكن لجان المقاومة في حجر العسل حذرت في بيان من خطورة هذا المنحى، وقالت إن التهديدات التي أطلقها قائد الدعم السريع في خطابه بالأمس باستهداف حجر العسل والبسابير وقندتو وقري باعتبار أنها حواضن اجتماعية لأعضاء الحركة الإسلامية على حسب قوله، في حال استهدفت قوات الجيش حواضنهم الاجتماعية، تعتبر نذير شؤم وبداية لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وإشعالًا لنار الفتنة والقبلية والجهوية”، حد قولها.
وحذرت اللجان الأطراف المتحاربة من هذا المسلك الذي وصفته بـ”المدمر”، مطالبة بـ”الجنوح لصوت الحكمة والعقل وتجنيب البلاد مزيدًا من الخراب والدمار والتشتت واللجوء والنزوح”.
معركة إقليمية واسعةويرى مراقبون أن اتهام حميدتي لأطراف في الإقليم بالتورط في الحرب بالتزامن مع تطورات الصراع الإيراني- الاسرائيلي في المنطقة يمكن أن تكون له ظلال سالبة، إضافة لاتهامه لمصر التي ترى أطراف دولية ذات وزن أنه يمكن أن يكون لها دور محوري ومفتاحي كمدخل ووسيط لوقف الحرب في السودان، لكن بعد اتهامه لها انتقل الموقف المصري ودورها إلى مرحلة اخرى.
ووصف السياسي والكاتب حاتم الياس خطاب حميدتي بـ”خطاب الفزع”، واعتبر أنه بعد صدور الرد المصري الرسمي على إتهامات قائد الدعم السريع “للأسف يبدوا واضحاً أن الحرب ستنتقل الى مربع جديد أكثر شراسةً”.
وكتب في جزئية من تحليله للخطاب: “التدخل المصري عن طريق الطيران حسب الأتهامات واشارته لمجموعة التقراي بضلوعها في الوقوف الى جانب الجيش قد يكون بمثابة تمهيد قوي بتدخل اثيوبي وتشادي”.
وقال: “اثيوبياً ستجدها فرصة مناسبة ترد فيها على وصول الجيش المصري للصومال وعقده اتفاقية شراكة عسكرية مع حكومة مقديشو الأمر الذي كان موضوع احتجاجها. أما التدخل التشادي المحتمل لأن محمد كاكا في تشاد ربما يجد في الامر فرصة مناسبة لتغيير تركيبة السلطة في تشاد والقيام بعملية فصل لامتداداتها في السودان والتى يرى فيها ان الجانب السوداني لهذه الامتدادات أصبح يشكل عبئاً على استقرار سلطته في تشاد”.
وتابع الياس: “إعلان هزيمته في جبل موية في ظني هو احد ادوات الإستنفار نفسها والتحشيد فهو موجه للداخل وللمجموعات في دارفور وكردفان اكثر من كونه إعلان هزيمة صريح بمعنى انه جزء من (خطاب الفزع)”.
وزاد: “اعتقد اننا سندخل مرحلة جديدة في هذه الحرب اكثر خطورة وسيكون السودان ساحة لمعركة اقليمية واسعة”.
بداية تراجعغير أن المحلل السياسي محمد تورشين، اعتبر أن خطاب حميدتي يعكس بداية تراجع وانهيار القوة شبه الصلبة لقوات الدعم السريع، بدأ حميدتي بشكل أواخر أن يظهر ويقدم خطاب من شأنه رفع الروح المعنوية للمقاتلين، والمجموعات المتعاونة معه، لا سيما الشريك الذي يقدم له الدعم والغطاء السياسي.
وقال لـ(التغيير): “أعتقد الاعتراف بالهزيمة هي محاولة لتأكيد وارسال رسالة بأن الدعم صادق في طرحه، والغرض منه سياسي مبطن يحقق الكثير من المعطيات التي تعكس ما يجري في الواقع”.
وأوضح تورشين أن اتهامه لمصر ليس بالجديد بل سبق واتهمها لحظة الهجوم على مطار مروي لقوات مصرية كانت تشارك في برنامج “نسور النيل” وفقا لاتفاقيات المناورات المشتركة بين البلدين للضغط على إثيوبيا.
وتوقع تورشين أن تكون الخطة (ب) التي تحدث عنها حميدتي هي التراجع عن السيطرة على المناطق وإعلان حكومته لتقوية موقفه التفاوضي بعد فشل تحقيق الانقلاب على السلطة والمكاسب التي يريد تحقيقها.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إثيوبيا إيران الجيش الدعم السريع السودان حجر العسل حميدتي علي كرتي مصر قائد الدعم السریع إلى جانب الجیش حجر العسل فی خطابه فی خطاب
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
رفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرا من خطر تقسيم البلاد وتداعيات ذلك على جهود السلام، وداعيا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكيان الجديد.
دعا الاتحاد الإفريقي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرًا من تداعيات هذه الخطوة على وحدة البلاد وجهود السلام الجارية، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
تحذير من تقسيم السودان
وفي بيان له، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي “جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية” التي شكلتها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المدعو “حميدتي”.
وأكد البيان أن هذه الخطوة “ستكون لها عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان”، منددا مجددا بـ”جميع أشكال التدخل الخارجي التي تؤجج النزاع السوداني، في انتهاك صارخ” لقرارات الأمم المتحدة.
حكومة موازية وسط رفض محلي ودولي
وأعلنت قوات الدعم السريع يوم السبت 26 تموز/يوليو تشكيل حكومة موازية تتألف من 15 عضوا، يرأسها حميدتي، ويتولى عبد العزيز الحلو، زعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي. كما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، والإعلان عن حكام للأقاليم، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور.
وكان حميدتي قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي، في الذكرى الثانية للحرب الأهلية، نيته تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، مؤكدا أن التحالف الجديد يمثل “الوجه الحقيقي للسودان”، مع وعود بإصدار عملة ووثائق هوية جديدة، واستعادة الحياة الاقتصادية.
وقد أعربت الأمم المتحدة في حينه عن قلقها العميق من خطر “تفكك السودان”، محذّرة من أن مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع وترسيخ الأزمة.
اتهامات لـ”الدعم السريع” باستهداف المدنيين
وقبل أيام، اتهمت مجموعة “محامو الطوارئ” السودانية، المعنية بتوثيق الانتهاكات خلال الحرب المستعرة في البلاد، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 30 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، خلال هجوم استمر يومين على قرية بريما رشيد بولاية غرب كردفان.
وذكرت المجموعة، في بيان صدر الجمعة 25 تموز/يوليو، أن الهجوم وقع يومي الأربعاء والخميس واستهدف القرية الواقعة قرب مدينة النهود، وهي منطقة استراتيجية لطالما شكلت نقطة عبور للجيش السوداني في إرسال التعزيزات نحو الغرب. وأسفر اليوم الأول من الهجوم عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينما ارتفع عدد الضحايا في اليوم التالي إلى 27.
وأكد البيان أن “من بين القتلى نساء وأطفال، ما يجعل من الهجوم جريمة ترقى إلى انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، لاسيما من حيث الاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين”.
وفي تطور خطير، اتهمت المجموعة قوات الدعم السريع باقتحام عدد من المنشآت الطبية في النهود، بينها مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي، ووصفت ذلك بأنه “انتهاك صارخ لحرمة المرافق الطبية”.
ولم تصدر قوات الدعم السريع حتى الآن أي تعليق رسمي على تلك الاتهامات.
انقسام ميداني يعمق الأزمة الإنسانية
وتخوض قوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة. وتسيطر قوات الجيش على مناطق الشمال والشرق والوسط، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان.
في ظل هذا الانقسام، تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم مع انتشار المجاعة وصعوبة وصول المساعدات.
13 وفاة بسبب الجوع في دارفور
وفي مؤشر على عمق الكارثة الإنسانية، أعلنت مجموعة “شبكة أطباء السودان” أمس الثلاثاء عن وفاة 13 طفلا في مخيم لقاوة بشرق دارفور خلال الشهر الماضي بسبب سوء التغذية. ويأوي المخيم أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويعاني من نقص حاد في الغذاء.
ودعت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى زيادة الدعم الإنساني العاجل، محذرة من تفاقم الوضع في ظل تزايد معدلات الجوع بين الأطفال. كما ناشدت منظمات الإغاثة الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى مناطق النزاع.
أزمة إنسانية خطيرة
وبحسب تقييمات الأمم المتحدة، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية تحول دون الوصول الآمن للمساعدات. ومع تزايد المبادرات المنفردة لتقاسم السلطة، تبدو البلاد مهددة بتفكك فعلي، في غياب تسوية شاملة للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
من جهة أخرى، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه “رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا”.
وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن “أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%”.
وتوقع بلبيسي عودة “نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب”.
يورو نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتساب