بدأت سنة «طوفان الأقصى» الأولى بأعظم «هجمة كوماندوز» عابرة إلى قلب فلسطين المحتلة، وبفشل استخباراتي وعسكري عظيم لكيان الاحتلال، فيما بدا الانتقال إلى عام الحرب الثاني مختلفا، وخيمت عليه ظلال هجمة معاكسة، وبدت الموازين ومبادرات السلاح ومباغتاته، كأنها تميل هذه المرة بشدة لصالح العدو، الذي حقق إنجازات تكتيكية واستخباراتية ظاهرة، وبالذات على جبهة لبنان.
مع موجة اغتيالات مفاجئة صادمة متواصلة لقادة الصفين الثاني فالأول في «حزب الله»، وصولا إلى فجيعة اغتيال السيد حسن نصر الله، وبدا كيان العدو في أحوال نشوة مجنونة، عبر عنها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو قبل أيام، حين أعلن متفاخرا متعجرفا «لقد صفينا نصر الله وخليفته وخليفة خليفته».
ولا ريب، أن اغتيال عشرات القادة من حزب الله، واغتيال نصر الله بالذات، يعد خسارة كبرى لجماعة حزب الله، وهو ما عبر عنه نصر الله نفسه قبل اغتياله، حين اعترف علنا بالأثر الفادح لضربات «البيجر» و»الووكي توكي» واغتيالات قادة كبار بعدها، وقال نصر الله في آخر خطاباته، إن الضربات كانت موجعة وثقيلة.
لكن نصر الله، الذي ذهب بعدها إلى مصيره الاستشهادي، كان واثقا على ما يبدو من قدرة الحزب على تحمل وامتصاص الضربات، التي أظهرت خروقا أمنية عميقة وواسعة في بنية الحزب القيادية، تتخطى حدود وآثار التفوق التكنولوجي الرهيب للعدو الأمريكي الإسرائيلي، وتبرز وجود جواسيس على الأرض في بيئة الحزب، التي لا تزال تعاني من خيانات ممتدة بخيوطها من طهران إلى لبنان، وغفلة «حزب الله» الطويلة عن اكتشاف ومعالجة الاختراقات في وقت مبكر، وبالذات حين تمدد وجود الحزب، وتورط في حروب ومآسي سوريا الداخلية، وتعرضه لانكشاف مرعب.
وقد لا تكون لدى الحزب اليوم فرصة وقت لسد الثغرات، خصوصا أن العدو فرض عليه وعلى بيئته حربا مهلكة، فيها آلاف الغارات الجوية التي لا تنقطع، وتسعى إلى تدمير وإبادة البشر والحجر والشجر على طريقة ما جرى في غزة، وهو ما هدد به نتنياهو علنا، وخاطب الشعب اللبناني داعيا إياه إلى ثورة على حزب، الله إن أراد تجنب مصائر التدمير الشامل، وقد لا يشك أحد في وجود قوى وتيارات داخل لبنان مستعدة لطاعة أوامر نتنياهو، وإن كانت تتخوف من قيامة ثانية لحزب الله، رغم التجريف الذي جرى ويجري لبيئته الحاضنة في الجنوب والبقاع والجبل والضاحية الجنوبية، ونزوح ما يقارب المليون ونصف المليون من اللبنانيين المؤيدين لحزب الله ومقاومته.
ووسط كل هذا الهول، قد لا تتوافر معلومات كافية عما يجري داخل الحزب، وإن بدت الأمارات والإشارات، إضافة لكلمات الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، وكلها تؤكد استعادة الحزب لتماسكه بسرعة، وإحلال قادة جدد بدلاء عن المغتالين.
والأهم في ما نعتقد، أن الجهاز الأمني والعسكري لحزب الله، لا يزال يعمل بكفاءة وعافية ملحوظة، لا يمكن تصور حدوثها بغير نظام محكم للضبط والربط، ولا بغير اتصال عمل نظام القيادة والسيطرة، وهذه واحدة من مواريث قيادة حسن نصر الله، الذي تحدث مرارا عن القوة العسكرية الضخمة لحزب الله، وقدرها بما يزيد على مئة ألف مقاتل، وبما قد يصل إلى المئة والخمسين ألفا.
وكان يومئ وقتها لعدم احتياج الحزب إلى مدد عسكري يضاف من خارج الحدود، فوق حيازة الحزب لقوات نخبة فائقة التدريب والاستعداد، وترسانات سلاح متنوع في المخازن والأنفاق البعيدة عن غارات التدمير، وأساليب عمل الجناح العسكري للحزب، تجمع انضباط الجيوش إلى حريات التصرف اللامركزي، وهو ما بدا ظاهرا في انضباط الرشقات الصاروخية، والتدرج المدروس في كثافة ومدى الصواريخ المستخدمة، التي وصل بعضها إلى تل أبيب نفسها، وإلى مستعمرة معاليه أدوميم في الضفة الغربية.
في حين تركز أغلبها على شمال فلسطين المحتلة، وصولا إلى صفد وتجمع الكريوت وحيفا وما بعد حيفا، ما قد يعنى غالبا، أن أغلب ترسانة الحزب الصاروخية لا تزال جاهزة، ويجري إطلاقها حسب التوجيه المركزي، وعبر شبكة اتصالات محصنة، لا يعلم أحد وسائلها، ويبدو أن صدمات الاغتيالات المتوالية، أعادت الحزب إلى سيرته السرية الأولى، فلا يبدو الحزب في عجلة لإعلان تنصيب أمين عام جديد خلفا للشهيد نصر الله، بل تبدو روح السيد حسن عاملة مؤثرة قائدة في ميدان المعارك، حيث تحولت حوافز الانتقام للسيد المغدور إلى دفعة معنوية ملهمة لقوات النخبة عند الحدود، وفي مواجهة خمس فرق إسرائيلية، على حدود القتال البري، ظلت لأيام طويلة عاجزة عن مجرد اجتياز الحدود.
وبدا مقاتلو حزب الله في صورة أشباح مخيفة للجنرالات الإسرائيليين، تفاجئهم في الموعد بالضبط، وتوقع بهم خسائر ثقيلة في لواءات النخبة، اعترف العدو بالقليل منها، ووصفها مع ذلك بمعارك الأيام الصعبة، فقد بدأ نزيف الدم الغزير، الذي يخشاه العدو من الاقتحام البري المخطط لجنوب لبنان.
قد ذهبت أيام العدو الزاهية المزهوة بحملات الاغتيالات وجاء الدور إلى أيام حزب الله
وفي هذه الأيام اللاهثة، يبدو كيان العدو وإعلامه منتشيا محتفلا بإنجازات جيشه وأجهزة استخباراته، لكنه يخشى غريزيا، أن تذهب «السكرة» سريعا، وتأتي «الفكرة» مع مرحلة الحرب البرية، فقد تلعب التكنولوجيا وخطط الاستخبارات أدوارا كبيرة في الحروب، لكنها لا تحسم قتالا، وقد ذهبت أيام العدو الزاهية المزهوة بحملات الاغتيالات، وجاء الدور إلى أيام حزب الله مع غزو العدو البري، وقد فعلتها حماس وأخواتها في حرب غزة طوال عام كامل، وتواصل قتالها الأسطوري من رفح إلى خان يونس إلى بيت حانون وجباليا، وكشفت هزال الأداء القتالي لجيش الاحتلال في معارك الالتحام والمسافات الصفرية.
ونحسب أن حزب الله يفعلها وسيفعلها لاحقا، بكفاءة وعتاد أوفر وأكثر تنوعا، وفي جغرافيا وطبوغرافيا أكثر ملاءمة لحروب العصابات والقتال غير المتناظر، ففيما تبدو غزة كجغرافيا محاصرة رملية منبسطة بغير تضاريس للتخفي، يبدو جنوب لبنان على العكس مثالا نموذجيا، حافلا بالجبال والأحراش والغابات والوديان والتلال، فوق أن أنفاق حزب الله تحت الأرض، تبدو أوسع وأعمق من شبكات أنفاق حماس وأخواتها في غزة، إضافة لخطوط إمداد موصولة لحزب الله من جغرافيا الجوار.
وتظل تعمل رغم القصف الإسرائيلي المركز على معابر بعينها، وكل متر عبر الحدود صالح للعمل كمعبر تزويد بالسلاح، وهو ما يعني بوضوح، أن مخازن سلاح حزب الله قد تكون تأثرت هنا أو هناك، لكن فرص التعويض المنتظم تظل ممكنة تحت النار، وعلى غير حالة غزة، المحاصرة المغلقة حدودها من كل اتجاه.
والفوارق المرئية تعمل لصالح قوات حزب الله، وتحملنا على توقع قتال احترافي باهر من «قوات الرضوان»، الموزعة فرقها على خطوط دفاع منتظمة في الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني شمالا وما بعده، ومستعدة لإيقاع خسائر كارثية بقوات جيش الاحتلال، فدخول قوات الاحتلال إلى الجنوب، يعني أن «الغلة» العسكرية زادت في شباك مقاتلي حزب الله، وعلى نحو يفوق بكثير ما جرى في حرب 2006 بالمنطقة ذاتها.
وإذا كانت «حماس» وأخواتها دمرت مئات من دبابات «الميركافا» وناقلات الجند المدرعة، وقتلت وجرحت آلافا من ضباط وجنود العدو، فإن التوقعات تبدو أكبر في أحوال القتال المتلاحم مع قوات حزب الله، مع تحول جبهة لبنان إلى جبهة مشاركة دامية لا مجرد جبهة إسناد، خصوصا مع تحرر حزب الله تدريجيا من الحسابات المعيقة، ووضع السيف مباشرة على رقبته، و»يا روح ما بعدك روح» كما يقول المثل الشعبي السيار.
وقد نزف الحزب كثيرا من دماء قادته التاريخيين، وجاءته فرصة الانتقام، ليس برشقات صواريخ الأدق وأفلام «الهدهد» العائد وحدها، بل بإغلاق دوائر حساب الدم المفتوح المسفوح، وتجسيد مقولات السيد حسن عن الدم الذي يهزم السيف، وقد لا يطال الحزب طائرات العدو، ولا يملك قنابلها الأمريكية بآلاف أطنانها، لكن الفرصة جاءت مقاتليه مع الغزو البري ولواحقه، وبوسعه الآن تصفية الحساب، وجني الأثمان من رقاب ضباط وجنود العدو، ولا شيء يغيظ العدو ويصيبه بالحسرة والقنوط، سوى القفزات المتلاحقة في أعداد قتلى الجيش الإسرائيلي .
وفي استطلاعات نهاية عام حرب الطوفان الأول، قال 73% من الإسرائيليين، إن جيشهم فشل في الحرب مع «حماس» وأخواتها، الذين لا يزالون في الميدان، وفي العمليات الفدائية الاستشهادية خلف خطوط النار، وإضافة مدد حزب الله وطاقته، تعنى أن العدو وجيشه بصدد حرب استنزافه على جبهتي الشمال والجنوب معا في عام الطوفان الثاني.
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال لبنان حزب الله غزة لبنان غزة حزب الله الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لحزب الله حزب الله نصر الله وهو ما
إقرأ أيضاً:
نقاط عالقة في الرد اللبناني على ورقة برّاك وساعات تقريرية اليوم
يسود الترقب لما سيكون عليه الرد اللبناني على الورقة التي سبق أن سلّمها المبعوث الأميركي توم برّاك المتوقع حضوره إلى بيروت اليوم وتتضمن تنفيذاً لتعهدات الدولة اللبنانية بحصرية السلاح بيد الأجهزة الرسمية، وتنفيذ الإصلاحات الإدارية والمالية والسياسية.
وبينما يكثف المسؤولون اللبنانيون مشاوراتهم في الساعات الأخيرة، للخروج برد موحد على الورقة، تشير المعلومات إلى «إيجابية محدودة» بمسار المباحثات التي تتولاها لجنة مؤلفة من ممثلين عن رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث لا تزال بعض النقاط عالقة وهي تلك المرتبطة بالضمانات، وإعادة الإعمار، مع التأكيد اللبناني على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية وإعادة الأسرى، وفق ما اوردت" الشرق الاوسط".
وكان برّاك قال مساء السبت عبر حسابه على منصة «إكس»: «يستيقظ أمل لبنان! الفرصة سانحة الآن». وتابع: «إنها لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية المتوترة في الماضي، وتحقيق وعد لبنان الحقيقي بأمل (بلد واحد، شعب واحد، جيش واحد)». وقال: «كما دأب رئيس الولايات المتحدة على مشاركة العالم: لبنان مكان عظيم، بشعب عظيم. فلنجعل لبنان عظيماً من جديد».
وكتبت" الاخبار": المبعوث الأميركي برّاك يصل اليوم إلى بيروت، ليستلم الرد اللبناني الرسمي على المقترح الأميركي الذي يركّز على حصر السلاح بيد الدولة. وفيما لم تُعلن الحكومة اللبنانية موقفها النهائي من المقترح بعد، فإن التصعيد الإسرائيلي قد يحمل رسائل ضغط ميدانية مرافقة للمساعي السياسية.ويُرجّح أن يؤكد برّاك خلال لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة، عون، وبري، وسلام، تمسّك واشنطن بالورقة المطروحة كأساس للتفاهم.
وكتبت "نداء الوطن" أنّ الردّ اللبناني يؤكد الالتزام بتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ويطلب الضغط على إسرائيل لسحب قواتها من النقاط المحتلة جنوبًا، علمًا أنّه لا يتضمّن جدولًا زمنيًا لنزع السلاح لأنّ هذه المسألة ستكون لاحقًا ضمن آلية تنفيذية تعمل عليها الحكومة، بحسب المصادر.
مصادر سياسية متابعة قلّلت من أهمية مواقف الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد في ختام مراسم عاشوراء،"استعداد "الحزب" للخيارين: للسلم وبناء البلد... كما للمواجهة والدفاع"، مؤكدة لـ "نداء الوطن" أنّ الدولة اللبنانية مصرّة على تطبيق مضمون خطاب القسم والبيان الوزاري لجهة حصرية السلاح، أمّا التصعيد الكلامي فإمّا أنّه يأتي رغبة من "الحزب" بالحصول على الضمانات التي يطالب بها، أو في سياق حالة الإنكار التي يعيشها الحزب وقيادييه، مع تجاهل كل التحذيرات الدولية والعربية وآخرها من الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، وهذا ما قد يورّط البلاد في ضربة عسكرية شاملة، ستجعلنا نترحّم على الحرب الأخيرة وتداعياتها.
وكتبت" النهار": وسط كتمان مبالغ فيه حيال حدث يشغل اللبنانيين ويشكل مفترقا مفصليا يتوقف عليه مصير لبنان في المرحلة المقبلة يفترض ان تسلم السلطة اللبنانية ممثلة بالرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام اليوم ردا رسميا توافق عليه الرؤساء وأنجزته لجنة من مستشاريهم بعدما عقدت سلسلة طويلة وكثيفة من الاجتماعات الى السفير توم براك موفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى لبنان . وبات في حكم المؤكد ان الرد اللبناني سيتضمن نهجا إيجابيا في الإجابة على التساؤلات والاتجاهات التي طرحها الموفد الأميركي في ورقته التي طلب الرد اللبناني عليها ولكن من دون الجزم اطلاقا بما اذا كان مضمون الموقف الرسمي سيكون مقنعا وكافيا للجانب الأميركي وعبره الجانب الدولي عموما ومن ضمنه خصوصا الجانب الإسرائيلي بان لبنان ماض فعلا وقادر واقعيا ولديه القرار الحاسم النهائي نحو نزع سلاح "حزب الله" . ذلك ان الأيام والساعات الأخيرة عززت وفاقمت على نحو واسع للغاية الشكوك والمخاوف في ان تكون السلطة اللبنانية حوصرت في مأزق خطير من خلال تصعيد رفض "حزب الله" لتسليم سلاحه ورفع وتيرة تحديه للاستحقاق الذي تواجهه السلطة اللبنانية عبر زجها في مواجهة بالغة التعقيد والخطورة في الساعات المقبلة مع ممثل الإدارة الأميركية ومن خلاله مع إسرائيل التي تتحفز تلقائيا لجعل مسرح عملياتها في لبنان مفتوحا على الغارب بلا أي لجم او روادع . ونجمت زيادة الشكوك والمخاوف عن تحويل المواقف في مناسبة احياء ذكرى عاشوراء امس الى ما يشبه فتاوى سياسية ودينية تحرم التخلي عن سلاح "حزب الله" على لسان قيادة "حزب الله" والمؤسسة الدينية الشيعية ممثلة بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى . هذا التصعيد اثار اكثر فاكثر الغبار حول ما ستحمله الساعات المقبلة وهل تمكن الرؤساء الثلاثة من انجاز رد يضمنون فيه اقناع المفاوض الأميركي بوضع ثقله وتقديم ضمانات يطالبه بها لبنان للضغط على إسرائيل فيما الحزب يسارع الى اجهاض تعهدات السلطة بنزع سلاحه ؟ كما ان ما اثار المخاوف هو تجدد التهديدات الإسرائيلية لقيادة الحزب عقب المواقف التي أطلقت في عاشوراء.
وكتبت" الديار": أوصل حزب الله لمن يعنيهم الامر ردا سلبيا على ما ورد في ورقة المبعوث الاميركي توم برّاك، وبالتحديد بالنقطة المرتبطة بتسليم سلاحه شمالي الليطاني. الرد وصل عبر القنوات المفتوحة بين حارة حريك والرئاستين الاولى والثالثة، وبالتحديد من خلال رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كما بشكل مباشر وشديد الوضوح في خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في ختام مراسم يوم العاشر من محرم، اضافة الى خطابات مسؤولي الحزب في المناطق، ومفاده أن لا تسليم للسلاح قبل تنفيذ «اسرائيل» تعهداتها الواردة في اتفاق وقف النار وعلى رأسها وقف خروقاتها، الانسحاب من النقاط المحتلة، واعادة الاسرى.
وبحسب مصادر مطلعة فان الرئاسات الثلاث انتهت من صياغة رد رسمي لبناني موحد، سيتم تسليمه لبرّاك الذي يلتقي المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون اليوم الاثنين، لافتة الى ان «الرد يختصر واقع الامور الحالي، وبالتحديد عدم التزام «اسرائيل» باتفاق وقف النار، ويدعو للضغط عليها لتنفيذ تعهداتها، وبالوقت عينه يؤكد جهوزية لبنان لانجاز عملية حصر السلاح بيد الدولة، فور قيام «تل ابيب» بخطوة اولى تؤكد نياتها... وبالتالي، هو يلقي الكرة في الملعب الاسرائيلي».
وتضيف المصادر لـ «الديار»:»لا شك ان الرد يتعاطى بايجابية مطلقة مع ما ورد في الورقة من مطالب مرتبطة بالملف السوري، لجهة ترسيم الحدود البرية والبحرية، كما الملف الاصلاحي والمالي، مع التشديد على وجوب اطلاق عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم بأسرع وقت ممكن، كما على اهمية التعاون الدولي لإطلاق عملية اعادة الاعمار».
وتشير المصادر الى ان «الخشية هي عدم تعاطي واشنطن و»تل ابيب» بايجابية مع الرد اللبناني، نتيجة الاجواء الضاغطة المتواصلة من واشنطن، والحديث عن انتهاء المهل»، منبهة الى «اقدام اسرائيل على ممارسة ضغوط عسكرية اكبر على لبنان، او حتى الانصراف الى جولة جديدة من الحرب».
وكشف مصدر رسمي لبناني رفيع لـ «الأنباء الكويتية» عن ان «الأمور عالقة عند نقطتين اثنتين: تسليم السلاح، وطلبنا كلبنان الرسمي ضمانات من العدو الإسرائيلي».
وقال: «الجماعة (حزب الله) يشكون من عدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار تعرضهم للاستهداف والقتل من العدو الإسرائيلي، وعدم تحقيق الانسحاب من التلال الخمس وإطلاق الأسرى. وبعد تأجيل إسرائيل الموعد الى 18 شباط الماضي، لم يحصل الانسحاب وتم إطلاق 5 أسرى، واستمرار احتجاز 16، الى عدم توقف الضربات على الحزب والأراضي اللبنانية.. ويسألون «الحزب»: على أي أساس يريدون ان نسلم سلاحنا؟ هل لنصبح فريسة سهلة للقتل؟. ويسألون أيضا عن منع أبناء البلدات الحدودية من إعادة الإعمار، وحتى وضع بيوت جاهزة لإدارة المشاريع الزراعية، ويقولون: هل ممنوع عودة الأهالي بشكل نهائي؟ وتاليا هل يريدون منا إعلان استسلامنا؟».
وتابع المصدر الرفيع: «لا مشكلة لدى لبنان الرسمي بالسير باتفاق الخطوة مقابل خطوة، لكننا نسأل عن ضمانات للبنان من الدولتين القادرتين على اعطاء الضمانات. بالأمس القريب، كانت ضربة إسرائيلية في خلدة على بعد أمتار من المدرج الشرقي لمطار بيروت الدولي، والمدخل الجنوبي للعاصمة. والرئيس العماد جوزف عون كان واضحا في كلامه أمام وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي السبت لجهة تنفيذ لبنان كل ما طلب منه في اتفاق وقف إطلاق النار، في مقابل الرفض التام الإسرائيلي تنفيذ أي من بنود الاتفاق».
وأضاف المصدر: «توصل لبنان الرسمي الى وضع برنامج يقوم على تسليم السلاح الثقيل للحزب من صواريخ باليستية ثم مسيرات في مقابل خطوات إسرائيلية. وحتى الآن لا جواب من العدو. وأعود لأذكر بأن تجربة اتفاق وقف إطلاق النار لم تكن ناجحة بالنسبة الى لبنان، وحتى لجنة المراقبة لا تعقد اجتماعات على رغم تغيير رئيسها السابق».
وردا على سؤال قال: «توماس باراك عملي ولا يعتمد التهديد كما يروج البعض. وكان متفهما في زيارته الأولى لطرح لبنان بالتمديد لليونيفيل ومطالبنا بإطلاق الأسرى وبدء الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من الأراضي اللبنانية المحتلة».
وخلص الى القول: «الموقف اللبناني الرسمي ثابت ومتماسك، ومع تنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وهذا الأمر أكده رئيس الجمهورية مرات عدة، خصوصا في زيارته الى فرنسا، حيث أشار الى أن لبنان لا يحتل أرضا للعدو الإسرائيلي ولا يحتجز أسرى».
قاسم
وكان الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم اعتبرفي كلمته التي القاها عبر الشاشة امام حشود في الضاحية الجنوبية "أن لبنان سيظل في صراع مستمر دفاعًا عن سيادته وأرضه ضد العدو الإسرائيلي" مشددًا على "أن هذا الدفاع واجب وأن التحرير سيستمر ولو طال الزمن" مؤكداً "أن حزب الله لن يكون جزءًا من أي شرعنة للاحتلال أو التطبيع المذل".
وقال أن "تهديد إسرائيل باتفاق جديد لا يعني أن حزب الله سيقبل بالاستسلام فالعدوان يجب أن يتوقف، ويجب أن يتم تطبيق الاتفاقات الموقعة بشكل كامل، حتى يتمكن لبنان من التحرك نحو مرحلة بناء الاستقرار في المنطقة".
وأشار الى أن "التهديدات لن تجعلنا نستسلم ولا تطلبوا منا ترك السلاح بل على من يضيق علينا أن ينضم إلى منظومة الدفاع برعاية الدولة". كما شدد على أن "المقاومة هي جزء من الحل، ولن نقبل بأن تظل إسرائيل تشكل تهديدًا أمنيًا للبنان والمنطقة". واعلن "استعداد الحزب للتفاعل مع أي خطوات تهدف إلى تحقيق الاستقرار الوطني، شريطة أن تقوم إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاقات أولًا. وعندما يطبق العدو بنود الاتفاقات، نحن جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بما يخدم الأمن الوطني اللبناني، ولضمان أن يكون لدينا القوة والمرونة للتوافق على أفضل السبل لحماية لبنان".
الخطيب
وشن نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب حملة عنيفة على رافضي سلاح الحزب في الداخل وانتقد "الضغوط السياسية والاعلامية التي تُشنُّ على المقاومة بهدف نزع سلاح المقاومة كما يُصرّ هؤلاء على التعبير المملوء بالتشفي والكراهية لا يُحقّق مصلحة لبنانية، وإنما مصلحة فقط إسرائيلية، فلماذا تصرّون على مجاراة عدو لبنان ومعاداة أبناء وطنكم إن كنتم تؤمنون بهذا اللبنان الذي نشترك فيه جميعاً؟ أقول: صحّحوا خطابكم لأن الاصرار عليه يُعطي فهماً آخر ينسجم مع الدعوة الى التقسيم وانكم من جنس آخر لا ينتمي إليه بقية اللبنانيين في مظهر بغيض من العنصرية لا نُحبّ لأحدٍ أن يتصف بها لأنها خلاصة العنصر الصهيوني البغيض وهو ما يجب أن يخاف منه اللبنانييون لا من سلاح المقاومة". مواضيع ذات صلة معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور: لا عودة عن إنهاء سلاح "الحزب" Lebanon 24 معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور: لا عودة عن إنهاء سلاح "الحزب" 07/07/2025 06:05:33 07/07/2025 06:05:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الردّ الموحّد على ورقة برّاك ينتظر ملاحظات بري والـ"حزب" Lebanon 24 الردّ الموحّد على ورقة برّاك ينتظر ملاحظات بري والـ"حزب"
07/07/2025 06:05:33 07/07/2025 06:05:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الرد على ورقة برّاك ينتظر جواب بري وحزب الله وسعي لادراج الانسحاب الاسرائيلي بندا اول Lebanon 24 الرد على ورقة برّاك ينتظر جواب بري وحزب الله وسعي لادراج الانسحاب الاسرائيلي بندا اول
07/07/2025 06:05:33 07/07/2025 06:05:33 Lebanon 24 Lebanon 24 براك في بيروت الأسبوع المقبل و"الخماسية" تواكب الردّ اللبناني Lebanon 24 براك في بيروت الأسبوع المقبل و"الخماسية" تواكب الردّ اللبناني
07/07/2025 06:05:33 07/07/2025 06:05:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
توغّل وتجريف إسرائيلي في كفركلا
Lebanon 24 توغّل وتجريف إسرائيلي في كفركلا
18:18 | 2025-07-06 06/07/2025 06:18:58 Lebanon 24 Lebanon 24 إشارات الحرب تسبق الرد: واشنطن تتشدد و"الحزب" في تأهب
Lebanon 24 إشارات الحرب تسبق الرد: واشنطن تتشدد و"الحزب" في تأهب
16:00 | 2025-07-06 06/07/2025 04:00:36 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور: غارات إسرائيلية مكثّفة على جنوب لبنان والبقاع.. تصعيد يستهدف هذه المناطق
Lebanon 24 بالصور: غارات إسرائيلية مكثّفة على جنوب لبنان والبقاع.. تصعيد يستهدف هذه المناطق
14:14 | 2025-07-06 06/07/2025 02:14:01 Lebanon 24 Lebanon 24 لديه طريقته الخاصة للتعاطي مع ورقة براك.. هذا ما ابلغه حزب الله للمسؤولين
Lebanon 24 لديه طريقته الخاصة للتعاطي مع ورقة براك.. هذا ما ابلغه حزب الله للمسؤولين
16:08 | 2025-07-06 06/07/2025 04:08:51 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد الغارات على الجنوب والبقاع.. بيان للجيش الإسرائيلي
Lebanon 24 بعد الغارات على الجنوب والبقاع.. بيان للجيش الإسرائيلي
15:52 | 2025-07-06 06/07/2025 03:52:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
الرحلة الأولى من مرفأ جونية في 23 تموز وحجز التذاكر بدءًا من الأسبوع المقبل
Lebanon 24 الرحلة الأولى من مرفأ جونية في 23 تموز وحجز التذاكر بدءًا من الأسبوع المقبل
23:21 | 2025-07-05 05/07/2025 11:21:58 Lebanon 24 Lebanon 24 اعتباراً من الغد ولمدة 10 أيام.. المرور من هذا الطريق ممنوع
Lebanon 24 اعتباراً من الغد ولمدة 10 أيام.. المرور من هذا الطريق ممنوع
09:08 | 2025-07-06 06/07/2025 09:08:18 Lebanon 24 Lebanon 24 مأساة على أوتوستراد بيروت.. الموت يخطف شقيقين!
Lebanon 24 مأساة على أوتوستراد بيروت.. الموت يخطف شقيقين!
00:09 | 2025-07-06 06/07/2025 12:09:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "علي" ينضم الى فريق العمل في القصر الجمهوري.. هذا ما أعلنته السيدة الاولى
Lebanon 24 "علي" ينضم الى فريق العمل في القصر الجمهوري.. هذا ما أعلنته السيدة الاولى
13:58 | 2025-07-06 06/07/2025 01:58:57 Lebanon 24 Lebanon 24 قصفٌ مباشر... الصواريخ الإيرانية أصابت 5 قواعد عسكرية إسرائيليّة مهمّة
Lebanon 24 قصفٌ مباشر... الصواريخ الإيرانية أصابت 5 قواعد عسكرية إسرائيليّة مهمّة
06:00 | 2025-07-06 06/07/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
18:18 | 2025-07-06 توغّل وتجريف إسرائيلي في كفركلا 16:00 | 2025-07-06 إشارات الحرب تسبق الرد: واشنطن تتشدد و"الحزب" في تأهب 14:14 | 2025-07-06 بالصور: غارات إسرائيلية مكثّفة على جنوب لبنان والبقاع.. تصعيد يستهدف هذه المناطق 16:08 | 2025-07-06 لديه طريقته الخاصة للتعاطي مع ورقة براك.. هذا ما ابلغه حزب الله للمسؤولين 15:52 | 2025-07-06 بعد الغارات على الجنوب والبقاع.. بيان للجيش الإسرائيلي 15:34 | 2025-07-06 دريان: ليس لنا مشروع خاص كمسلمين سنّة خارج نطاق الدولة فيديو فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو)
Lebanon 24 فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو)
04:00 | 2025-07-04 07/07/2025 06:05:33 Lebanon 24 Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو)
Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو)
10:11 | 2025-07-03 07/07/2025 06:05:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو)
Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو)
03:28 | 2025-07-03 07/07/2025 06:05:33 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24