مصرية تحصد المركز الأول في الابتكار والتميز
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نموذج فريد للمرأة المصرية الطموحة التي تخطت التحديات، لتحفر اسمها في مجال التكنولوجيا والتعليم.
ففي مسابقة “المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية”، تمكنت "منى طمان" من الحصول على المركز الأول في فئة مشروعات المرأة عن مشروعها المتميز الذي يركز على الاستدامة وإعادة التدوير، حيث صممت جهازًا ثلاثي الأبعاد من أجزاء الأجهزة الإلكترونية التالفة، مثل الطابعات القديمة، وقامت ببرمجته ليصبح قاطعًا ثلاثي الأبعادذ هذا الابتكار يتيح للسيدات صاحبات المشاريع الصغيرة استخدامه في منازلهن لتصميم أشكال مبتكرة، مما يفتح لهن آفاقًا جديدة في مجال الإبداع المنزلي والصناعي.
مسيرة منى طمان المهنية لم تتوقف عند حدود هذا الابتكار، فهي تجمع بين الخبرة في التكنولوجيا والتعليم. عملت كأستاذة لتكنولوجيا التعليم ورئيسة شعبة تحسين الأداء بوزارة التربية في الكويت، مما أتاح لها الفرصة لتطبيق معرفتها العلمية في تطوير برامج تعليمية فعالة. على الرغم من كونها مهندسة برمجيات، إلا أنها لم تكتف بذلك، فقررت تعزيز مهاراتها بالحصول على درجات علمية متقدمة في علم النفس التربوي، مما ساعدها على الدمج بين التكنولوجيا والتربية لتصميم تطبيقات وبرمجيات تعليمية ذات تأثير واسع.
وتبرز إنجازات "طمان" على المستوى الدولي مدى تفوقها وإبداعها فقد حصلت على المركز الأول في برمجة الألعاب التعليمية على مستوى الشرق الأوسط، ونالت جائزة الإبداع من الشيخ صباح الأحمد. كما تميزت بفوزها بالمركز الأول في مسابقة الابتكار على مستوى دول الخليج، والتي نظمتها الشيخة فادية الصباح، وحصلت أيضًا على جائزة التعليم الإلكتروني من الشيخ حسين اليوسفي. هذه الجوائز تعكس دورها الرائد في دعم الابتكار في مجال التعليم والتكنولوجيا.
إلى جانب نجاحاتها المهنية، تميزت منى بإسهاماتها الإنسانية في مساعدة الأطفال والشباب، حيث ساعدت الكثيرين على التغلب على إدمان الألعاب الإلكترونية العنيفة، وذلك من خلال تعليمهم الإبداع والابتكار. بفضل مبادراتها، شارك العديد من هؤلاء الأطفال في مسابقات دولية، وتمكنوا من تحقيق إنجازات متميزة، منى طمان أثبتت أن الإبداع يمكن أن يكون البديل الصحي للألعاب الإلكترونية الضارة، مما جعلها قدوة يحتذى بها.
ساهمت “طمان” في تمكين النساء والشباب من تطوير قدراتهم وتحقيق أهدافهم، وقادت العديد من المبادرات التي حولت حياة العديد من الأشخاص من سلبية إلى إيجابية، وذلك من خلال توفير الفرص لهم للتعلم وتطوير الذات، دورها الرائد في مساعدة الآخرين يعكس مدى التزامها بخلق بيئة تدعم الإبداع والنمو الشخصي، سواء في مجال التكنولوجيا أو التعليم.
قصة نجاح منى طمان ليست مجرد قصة تفوق فردي، بل هي أيضًا قصة إلهام تلهم كل من يسعى للتغيير والابتكار في مجالات التعليم والتكنولوجيا. بفضل إرادتها القوية وشغفها بالتعلم، استطاعت أن تصبح رمزًا للمرأة المصرية المبتكرة التي تحلم بتغيير العالم من حولها.
IMG_0203 IMG_0202 IMG_0201 IMG_0200 IMG_0199 IMG_0198المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قصة نجاح قصة نجاح ملهمة سيدات من ذهب سيدات مصر الابتكار التميز التكنولوجيا والتعليم الأول فی فی مجال
إقرأ أيضاً:
البعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (3- 3)
عبيدلي العبيدلي **
الأطر الأخلاقية الدولية التي تضمن احترام حقوق الإنسان أثناء تطوير التكنولوجيا الجديدة المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان :(UNGPs) بوصف كونها قادرة على أن تحدد مسؤوليات الشركات والحكومات لضمان احترام حقوق الإنسان في العمليات كافة. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: كونه الوثيقة الدولية المرجعية الأساسية لكل السياسات والممارسات، بما فيها تلك التي تنحصر تأثيراتها في المحيطين المحلي أو الإقليمي. اتفاقية مجلس أوروبا الإطارية بشأن الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان: فهي أول صك دولي، رسمي، متفق عليه، وملزم قانونيًا لضمان توافق أنشطة الذكاء الاصطناعي مع حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: فهي التي وضعت معايير عالمية لضمان أن تطور التكنولوجيا يتم وفق ضوابط أخلاقية متينة، راسخة، مع احترام الكرامة وحقوق الإنسان. المعايير الوطنية والاستراتيجيات الرقمية: نماذج مختارة من الاستراتيجيات الوطنية التي تدمج حقوق الإنسان في جميع مراحل تطوير التكنولوجيا. التمسك بالقيم الأخلاقية والمجتمعة كي تصبح دافعًا لتعزيز الإبداع بدلاً من عرقلته تعزيز الثقة والقبول المجتمعي: ينال الابتكار الأخلاقي قبولاً أوسع، يعزز ثقة المجتمع والمستثمرين، ما يفتح آفاقاً أوسع للنمو والتوسع. توسيع قاعدة الأفكار: إشراك فئات متنوعة، لكن متجانسة فكريًا ومجتمعيًا، وأخذ القيم الأخلاقية في الاعتبار، يفتح المجال لأفكار جديدة أكثر شمولية وابتكاراً. تحفيز حلول مستدامة: التركيز على الأثر الاجتماعي والبيئي يقود إلى ابتكارات تخدم المجتمع على المدى الطويل، ولا يقاصر دورها فقط على تحقيق العائد الربحي السريع. بناء سمعة إيجابية: تكتسب المؤسسات التي تلتزم بالأخلاقيات سمعة حسنة قوية تجذب المواهب والشركاء والعملاء. تحويل التحديات الأخلاقية إلى فرص ابتكارية: معالجة المشكلات الأخلاقية (مثل الخصوصية أو الشمولية) يدفع لتطوير تقنيات ومنتجات جديدة تلبي هذه الاحتياجات.
وكما تؤكد الخبرات الدولية، فإن احترام الحقوق والحريات "يمكن أن يكون محفزاً لابتكار أوسع نطاقًا ... ويفتح آفاقاً جديدة لابتكارات وتقدم أكبر وأكثر عمقاً وإنسانية".
ولا بج هنا من تقييم حقوق الإنسان والمعايير الأخلاقية الدولية، من أجل إشراك عموم المجتمع وأصحاب المصلحة، على نحو خاص لتبني ثقافة أخلاقية راسخة، تشكل في مجموعها حزمة عناصر تضمن أن الابتكار لا ينتهك كرامة الإنسان، بل يكون قوة دافعة للإبداع والتقدم المستدام من أجل، تحقيق الأهداف التي تصب في إطار ربط خطوات الإبتكار القائم على مكونات الذكاء الاصطناعي التي تضمن:
احترام تقنيات تحترم حقوق الإنسان في إطارها التشريعي العام كي يتسنى لها منع انتهاك كرامة الأفراد. تكريس القيم والمقاييس الأخلاقية التي تساعد الجهات المعنية على تقييم أخطار وفوائد مشروعات الابتكاري بشكل فعال إشراك المجتمع وأصحاب المصلحة في وضع معايير أخلاقية للمشروعات والمنتجات الابتكارية. التقيد بالأطر الدولية التي تضمن احترام حقوق الإنسان أثناء تطوير التكنولوجيا الحديثة. تعزز قيم ومقاييس التمسك بالقيم الأخلاقية من في عمليات بناء وتشغيل المشروعات الابتكارية بدلاً من عرقلتهاخلاصة
في ضوء كل ما تقدم، يتضح أن الابتكار الأخلاقي هو السبيل الأمثل، والأكثر فعالية، لتحقيق التنمية المستدامة، والتقدم الحقيقي في المجتمعات. فالتمسك بالقيم الأخلاقية في كل مراحل الابتكار — من الفكرة إلى التطبيق، والإنتاج، بل وحتى الترويج يضمن أن تكون النتائج عادلة، وشاملة، وتحترم كرامة الإنسان وحقوقه. إن تقييم الأثر الأخلاقي، وإشراك المجتمع وأصحاب المصلحة، والالتزام بالأطر الدولية لحقوق الإنسان، كلها أدوات عملية تجعل من الابتكار قوة إيجابية تعزز الثقة، وتدفع نحو حلول تخدم الجميع.
على سبيل المثال، في مجال الذكاء الاصطناعي، تلتزم كبرى الشركات التقنية اليوم بمبادئ "الذكاء الاصطناعي المسؤول"، الذي يضمن عدم التمييز، وحماية الخصوصية، وشفافية الخوارزميات، ما عزز ثقة المستخدمين وفتح آفاقًا جديدة للتطبيقات النافعة في الصحة والتعليم والبيئة. وفي قطاع الصحة، أدى الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي إلى تطوير لقاحات وأدوية تراعي موافقة المرضى وحقوقهم، ما ساهم في إنقاذ ملايين الأرواح وبناء جسور ثقة بين العلماء والمجتمع.
أما في مجال الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية، فإن المشاريع التي توازن بين الابتكار والقيم الأخلاقية — مثل الشركات التي تنتج منتجات صديقة للبيئة أو تدعم المجتمعات المحلية — تحقق نجاحًا مستدامًا وتترك أثرًا إيجابيًا طويل الأمد. فمثلاً، منصات التعليم المفتوح (MOOCs) التي تتيح محتوى علميًا مجانيًا للجميع، تمثل ابتكارًا أخلاقيًا يحقق العدالة في الوصول إلى المعرفة ويعزز فرص التنمية في المجتمعات الأقل حظًا.
من جهة أخرى، من الطبيعي أن يؤدي تجاهل البعد الأخلاقي في الابتكار إلى نتائج كارثية، مثل انتهاك الخصوصية، أو نشر خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل، أو تعميق الفجوة الرقمية بين المجتمعات. لذا، فإن التمسك بالقيم الأخلاقية لا يعوق الإبداع، بل يوجهه نحو أهداف أسمى، ويمنحه الشرعية والقبول المجتمعي، ويحول التحديات الأخلاقية إلى فرص لتطوير حلول مبتكرة تراعي الإنسان والبيئة معًا.
في النهاية، الابتكار والأخلاق هما جناحان لا غنى لأحدهما عن الآخر في رحلة بناء مستقبل أكثر عدالة واستدامة وازدهارًا. وكلما تعمق التفاعل بينهما، زادت قدرة المجتمعات على تحويل الأفكار الجديدة إلى واقع أفضل للجميع.
ومن الطبيعي، والمتوقع أيضا، أن شهد مسير استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في صناعيات ومشروعات الابتكار، صراعًا متوازيًا بين قوى الشر بأنانيتها الجشعة، وقوى الخير بطموحاتها المشروعة حربَا غير معهودة بحكم شدة شراستها، وسعة دائرة انتشارها.
وكل ما يتمناه الصالحون من القوم أن يكون الانتصار من نصيب قوى الخير.
** خبير إعلامي
رابط مختصر