الغارات الإسرائيلية على جباليا تذكر السكان بأيام الحرب الأولى
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
مرة أخرى تجد العائلات في شمال غزة نفسها أمام خيارات تدفعهم بالانتقال إلى جنوب القطاع سيرا على الأقدام، أو في عربات تجرها الدواب، أو مركبات مزدحمة تشق طريقها بين الأنقاض، وهو ما يذكرهم بأيام الحرب الأولى.
ويجد الناس أنفسهم أمام معاناة مستمرة مع نقص الإمدادات، فيما يرفض فلسطينيون مغادرة مناطقهم.
أحمد أبو غنيم (24 عاما)، أحد سكان جباليا قال لوكالة أسوشيتد برس "يبدو الأمر وكأننا في الأيام الأولى من الحرب"، والجيش الإسرائيلي "يفعل كل شيء لاقتلاعنا من أرضنا، لكننا نرحل".
وأضاف أن الطائرات الحربية الإسرائيلية المقاتلة والمسيرة، ضربت العديد من المنازل، وأحصى نحو 15 قتيلا من أقاربه وجيرانه.
وقال "هناك قتلى في الشوارع، ولا أحد قادر على انتشالهم بسبب القصف".
قال مسعفون السبت لرويترز إن ما لا يقل عن 29 فلسطينيا لقوا حتفهم في هجمات للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة السبت، بينما واصلت القوات التوغل في منطقة جباليا حيث تقول هيئات إغاثة دولية إن الآلاف محاصرون هناك.
مع عودة الغارات الإسرائيلية إلى شمال غزة مرة أخرى، تعود التحذيرات من الجوع مرة أخرى، حيث يقول السكان إنهم لم يتلقوا أي مساعدات غذائية منذ بداية أكتوبر.
برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، قال إنه لم تدخل أي مساعدات غذائية منذ بداية الشهر الحالي، فيما يقدر الأشخاص في هذا المناطق بنحو 400 ألف شخص.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن سكان في شمال غزة حيث أصبحوا حصار داخل منازلهم أو الملاجئ من دون إمدادات، إنهم يرون الجثث ملقاة في الشوارع حيث يعيق القصف عمل سيارات الإسعاف.
وفي جباليا، حيث تعرضت لغارات جوية قاتلة شاهد الناس حفرة بعمق 29 مترا في مكان أحد البنايات.
وسقط عشرات القتلى قال المسعفون إنهم انتشلوا جثثهم الجمعة والسبت، فيما يرجح وجود آخرين تحت الأنقاض، وقال مسؤولون محليون للوكالة إن غارة على منزل أسفرت عن مقتل شقيقين وإصابة امرأة وطفل حديث الولادة.
وقال مسعفون لرويترز إن 19 شخصا قتلوا في غزة خلال الليل وقتل 10 آخرون مساء اليوم السبت بعد قصف إسرائيلي لمنزلين في جباليا والنصيرات بوسط القطاع مشيرين إلى أن العدد مرشح للزيادة في ظل وجود مصابين في حالات حرجة.
فارس أبو حمزة، مسؤول خدمات الطوارئ قال إن غارة أخرى أصابت منزلا في جباليا، أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأة.
حمزة شريف، يقيم مع عائلته في مدرسة تم تحويلها إلى ملجأ في جباليا قال للوكالة "إن القصف متواصل ليلا ونهارا".
ولفت إلى أن الملجأ لم يتلق مساعدات غذائية منذ بداية أكتوبر، حيث "تعتمد الأسر على مخزون سينفد قريبا جدا".
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة السبت لسكان حيّين على الطرف الشمالي لمدينة غزة، التي تقع أيضا في شمال القطاع، واصفا إياهما بأنهما "منطقة قتال خطيرة".
وقال الجيش في الأيام القليلة الماضية إن القوات التي تنفذ عمليات في جباليا ومناطق قريبة قتلت العشرات من المسلحين وعثرت على أسلحة وأزالت بنى تحتية عسكرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أن أكثر من 20 مسلحا قتلوا في قصف مدفعي وغارات جوية وإطلاق نار من مسافات قريبة، بينما واصلت قواته عملياتها في أنحاء قطاع غزة.
بدأت العملية في هذه المنطقة قبل أسبوع، وقال الجيش حينئذ إنها تستهدف المسلحين الذين يشنون هجمات ومنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها. وتنفي حماس تعمد مقاتليها استخدام المناطق المدنية قواعد لهم.
وتشير تقديرات مسؤولي الصحة الفلسطينيين إلى أن عدد القتلى بجباليا في الأسبوع المنصرم بلغ نحو 150.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی جبالیا شمال غزة فی شمال
إقرأ أيضاً:
الجيش اللبناني يؤكد التزامه بوقف النار
البلاد – بيروت
في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق في جنوب لبنان مساء الخميس، أصدر الجيش اللبناني بيانًا رسميًا أكد فيه التزامه الكامل بتنفيذ القرار الأممي 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، رغم استمرار ما وصفه بـ”الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة”.
وأوضح البيان أن الغارات التي نُفذت في خضم تصعيد إسرائيلي جديد تشكل خرقًا واضحًا للاتفاقات الدولية، محذرًا من أن استمرار هذه الاعتداءات قد يدفع المؤسسة العسكرية اللبنانية إلى إعادة النظر في مستوى التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، لا سيما ما يتعلق بالكشف الميداني على المواقع المستهدفة.
وأكد الجيش اللبناني في بيانه: “نواصل أداء مهامنا لبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، رغم التعقيدات المتزايدة”، مضيفًا أن رفض إسرائيل التجاوب مع آليات الرقابة يضعف من فعالية اللجنة الدولية ويقوض الاستقرار النسبي القائم منذ توقيع الاتفاق.
وجاء التصعيد بعد أن شنّت القوات الإسرائيلية، ثماني غارات جوية استهدفت مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، إضافة إلى مواقع في جنوب لبنان، في تطور خطير هو الرابع من نوعه منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، والذي أنهى نزاعًا عسكريًا دام أكثر من عام على خلفية الحرب في غزة.
وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الغارات استهدفت “مواقع تابعة للوحدة الجوية في حزب الله”، مشيرة إلى أنه تم توجيه إنذارات مسبقة لسكان بعض الأحياء لإخلاء منازلهم، في مشهد يعكس تصعيدًا متعمدًا في أسلوب العمليات العسكرية.
من جانبه، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، رسالة تحذيرية مباشرة إلى الحكومة اللبنانية، قائلًا إن إسرائيل “ستواصل القصف ما لم يتم نزع سلاح حزب الله”، محمّلًا الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة عن منع الخروقات التي وصفها بـ”العدائية”.
وأضاف في بيان أمس (الجمعة): “إذا لم تفعلوا المطلوب، سنواصل العمل بكل قوة”، في إشارة إلى تصعيد محتمل قد يطال مواقع إضافية داخل لبنان، مشددًا على أنه “لا سلام أو استقرار في بيروت دون أمن إسرائيل”، بحسب تعبيره.
وأكد كاتس أن إسرائيل لن تسمح لأي جهة بتهديد المستوطنات الشمالية، معتبرًا أن احترام وقف إطلاق النار لا يعني التراخي في مواجهة التهديدات، على حد وصفه.
ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه التطورات إلى تقويض التفاهمات الهشة التي تم التوصل إليها بوساطة دولية في نوفمبر 2024، والتي أنهت مرحلة من المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله، كانت قد بدأت في سبتمبر من العام نفسه، وامتدت على خلفية الحرب في غزة وتداعياتها الإقليمية.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الأطراف اللبنانية تمسكها بالتهدئة وتفعيل الأطر الأممية، يرى مراقبون أن مؤشرات التصعيد الميداني والتهديدات العلنية باتت تنذر بعودة التوتر إلى الواجهة، ما لم يتم تفعيل دور الضمانات الدولية بشكل عاجل.