تقرير لـThe Guardian : الشيعة في لبنان يضعون ثقتهم في حزب الله
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية إن "المواد الغذائية والأدوية والنقد تشكل كلها جزءًا من شبكة دعم حافظ عليها حزب الله منذ فترة طويلة، بما في ذلك مصرف "القرض الحسن" الذي ازدهر وسط الأزمة المالية التي يعاني منها لبنان منذ سنوات، وصندوق يعتني بأسر الشهداء في المعارك، ومنظمة رعاية اجتماعية مسؤولة عن توزيع المدفوعات النقدية على عشرات الآلاف من النازحين في وقت سابق من هذا العام، وفقًا لمسؤول في حزب الله.
وعلى مدى العقدين الماضيين، أصبح حزب الله يهيمن على المجموعات المختلفة التي تشكل السياسة المنقسمة والطائفية في لبنان، فضلاً عن فرض سيطرته على صناعات رئيسية مثل الزراعة والبناء في الجنوب. وقالت لينا الخطيب من "تشاتام هاوس" إن مكانة الحزب نمت لتتمكن من "التأثير والسيطرة على الدولة في لبنان من داخل مؤسسات الدولة وخارجها"."
وبحسب الصحيفة، "فرضت الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عقوبات على حزب الله وصنفته إرهابياً.وفي الوقت نفسه، يحتفظ الحزب بقاعدة دعم بشكل رئيسي بين المجتمع الشيعي اللبناني من الطبقة العاملة الذين يرون فيه مدافعًا عن مصالحهم وحماية أساسية ضد القوة العسكرية الإسرائيلية. وقال مناصرون للحزب نزحوا في الأسابيع الأخيرة بسبب التصعيد الدرامي في الجنوب إنهم واثقون من أن حزب الله سيحميهم وسيعيد بناء منازلهم ويعوضهم في المستقبل. ولكن مع نزوح أكثر من مليون شخص الآن، وفقًا للحكومة، وقلة المؤشرات على وقف إطلاق النار الوشيك، والاغتيالات الإسرائيلية التي تستهدف قيادات حزب الله، فإن التصعيد الحالي قد يختبر قدرة الحزب على دعم قاعدته في الأمد البعيد".
وتابعت الصحيفة، "في الأسبوع الماضي، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً دعا فيه الشعب اللبناني إلى "الوقوف واستعادة بلده" من حزب الله، مما يشير إلى تحول في أهداف إسرائيل في لبنان. واقترح نتنياهو أن إسرائيل تسعى الآن إلى تغيير القيادة السياسية في البلاد، بدلاً من مهاجمة وجود حزب الله في الجنوب. وأضاف: "لديكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يسقط في هاوية حرب طويلة ستؤدي إلى الدمار والمعاناة كما نرى في غزة"، ملمحاً إلى أهداف أوسع نطاقاً قد تؤدي إلى المزيد من الدمار وفترة أطول من القتال".
وأضافت الصحيفة، "قال سام هيلر، المحلل في مؤسسة Century International البحثية، إن الكثير يتوقف على مدى قدرة القوات الإسرائيلية على التقدم في جنوب لبنان، فضلاً عن وضوح القادة الإسرائيليين بشأن أهدافهم. وأضاف: "إذا أعادت إسرائيل احتلال أجزاء من جنوب لبنان، مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من الأشخاص الذين يشكلون قاعدة دعم حزب الله، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى معاناة حقيقية وأعتقد أنه من المرجح أن يضعف الحزب، ويعقد بشكل كبير قدرته على توفير الرعاية لهؤلاء الناس"."
وبحسب الصحيفة، "تشعر منى طالب، وهي معلمة فرت من الضاحية الجنوبية لبيروت، بالقلق من احتمال استمرار الهجمات الإسرائيلية لفترة أطول بكثير من حرب 2006، ولكنها تقول إن الطائفة الشيعية في لبنان وضعت ثقتها في حزب الله وسجله في إعادة الإعمار بعد انتهاء القتال في عام 2006، واستشهدت بما وصفته بـ "إيمانها العميق" بانتصار الحزب في نهاية المطاف. ولكن هاشم حيدر، الذي يرأس هيئة التنمية الإقليمية التابعة للحكومة والمعروفة باسم مجلس الجنوب، كان أقل يقيناً، وقال إن القصف الإسرائيلي المستمر الذي دمر بلدات بالقرب من الحدود الفعلية مع إسرائيل جعل "من الصعب تحديد الأضرار". وفي ما يتعلق بما إذا كان حزب الله سيعوض لاحقاً أولئك الذين فقدوا منازلهم، كما وعد مؤخراً، قال "بصراحة، لا أعلم"."
وتابع الموقع، " لقد نظرت الحكومة الإسرائيلية منذ فترة طويلة إلى حزب الله باعتباره تهديداً. وفي حين قالت إسرائيل في البداية إن هجماتها على حزب الله كانت تهدف إلى ضمان عودة آلاف الإسرائيليين إلى منازلهم بالقرب من الحدود مع لبنان، فإن التصعيد المتزايد أثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية. وقالت طالب إن الطائفة الشيعية النازحة في لبنان ربما تعاني من صدمة النزوح الفوري في الأمد القريب، لكنها نظرت إلى سجل حزب الله في إعادة بناء جزء كبير من جنوب لبنان ومحاربة العدوّ الإسرائيلي كدليل على أنه قادر على رعايتهم على المدى الطويل. وأضافت: "حتى لو خسروا معركة، فلن يخسروا الحرب. يؤمن الناس بالحزب بناءً على تجاربهم السابقة. لا توجد حرب بدون خسائر، لكن الفائز هو من يفوز بالمعركة الأخيرة". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل يقف الجنوب على أعتاب مواجهة جديدة؟
طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي إعداد شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، معتبرًا أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت مدنية وتجارية فجر السبت تُعدّ خرقًا واضحًا للقرار 1701. اعلان
شهد جنوب لبنان فجر السبت 11 تشرين الأول/أكتوبر تصعيدًا إسرائيليًا جديدًا، حيث نفّذت الطائرات الإسرائيلية عشر غارات متتالية استهدفت منشآت مدنية وتجارية على طريق بلدة المصيلح، ما أدى إلى تدمير مئات الآليات والمعدات الثقيلة. ومع انتهاء الحرب في غزة ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تتصاعد المخاوف في لبنان من أن يكون الجنوب مقبلًا على مرحلة جديدة من التصعيد.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغارات طالت ستة معارض للجرافات والحفارات، موقعةً دمارًا كبيرًا تمثّل في تدمير نحو 300 جرافة وآلية، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص سوري الجنسية وإصابة سبعة آخرين، بينهم امرأتان.
لبنان يعدّ شكوى إلى مجلس الأمنوفي سياق متصل، طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، معتبرًا أن الغارات تمثّل "انتهاكًا فاضحًا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية". وأوضحت رئاسة الحكومة أن سلام أجرى اتصالًا بوزير الخارجية "وطلب منه تقديم شكوى عاجلة بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح".
من جهتها، أكدت السلطات اللبنانية أن القصف الإسرائيلي شكّل "اعتداءً مباشرًا على البنى الاقتصادية والمدنية"، فيما زعمت إسرائيل أن الغارات استهدفت "بنى تحتية تابعة لحزب الله".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته رصدت في الآونة الأخيرة معدات هندسية في عدد من مناطق الجنوب اللبناني، قال إنها استخدمت من قبل عناصر حزب الله "بهدف إعادة ترميم البنى التحتية العسكرية التي أقامها داخل المناطق المدنية في قرى حدودية".
وأوضح البيان أن هذه الأعمال "لا تقتصر على إصلاح المنازل كما يدّعي حزب الله، بل تشكّل أداة رئيسية لإعادة تأهيل منظومة الإرهاب التابعة له"، وفق تعبيره.
مخاوف الرئاسة اللبنانيةمن جهته، ندد الرئيس اللبناني جوزاف عون بالهجمات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الجنوب اللبناني "يقع مرة أخرى تحت نار العدوان الإسرائيلي السافر ضد منشآت مدنية، بلا حجة ولا حتى ذريعة".
وقال عون إن "خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، وبعد موافقة الطرف الفلسطيني فيها على ما تضمنه هذا الاتفاق من آلية لاحتواء السلاح وجعله خارج الخدمة". وأضاف أن هذا الواقع "يطرح علينا كلبنانيين وعلى المجتمع الدولي تحديات أساسية، منها السؤال عما إذا كان هناك من يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان لضمان حاجته لاستدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل".
بري: الرسالة الإسرائيلية واضحة.. ممنوع الإعماروفي موقف لافت، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن الغارات التي طالت المنطقة الممتدة من بلدة النجارية إلى المصيلح جاءت بعد أقل من 24 ساعة على دعوته الحكومة إلى تخصيص بند في موازنة عام 2026 لإعادة إعمار البلدات الجنوبية المدمّرة. وقال إن "إعادة الإعمار ممنوعة، وهذا ما يكمن وراء تدمير أكثر من 300 آلية من جرافات وحفارات ورافعات تُستخدم لإزالة الركام تمهيدًا لورشة الإعمار".
وأوضح بري في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" أن "الرسالة الإسرائيلية بمنع إعادة إعمار البلدات المدمّرة وصلت على عجل بتدمير المعدات التي تستخدم لرفع الركام وإعادة تأهيل البنى التحتية". ورأى أن إسرائيل "اختارت الوقت المناسب لدخولها بالنار على السجال الذي دار بيني وبين رئيس الحكومة نواف سلام حول تغييب إعمار الجنوب من مشروع الموازنة".
وأكد بري أن "الإصرار على إعادة إعمار البلدات المدمّرة وتأهيل البنى التحتية هو الردّ العملي على مخطط إسرائيل بتحويل البلدات الحدودية إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح يصعب العيش فيها"، مشددًا على أن "أولى الأولويات هي إعادة بنائها وتأهيل مرافقها الحيوية".
Related حزب الله يحذّر من "مخاطر" في خطة ترامب بشأن غزة: الفلسطينيون يقرّرون ما يرونه مناسباًغارات إسرائيلية على جنوب لبنان تُسفر عن قتيل وجرحى.. عون يندّد: "عدوان سافر بلا ذريعة""مخطط تفجيرات" خلال ذكرى نصر الله.. والأمن اللبناني يعلن: فككنا شبكة تعمل لصالح إسرائيلوتساءل بري: "أين هي مصداقية الولايات المتحدة التي ترعى إلى جانب فرنسا اتفاق وقف النار الذي التزم به لبنان حرفيًا، فيما تمعن إسرائيل في خروقها واعتداءاتها على مرأى من هيئة الرقابة الدولية التي يرأسها جنرال أميركي؟".
وكشف أن "الجنوب على موعد مع اجتماع هيئة الرقابة في الخامس عشر من الشهر الحالي"، متسائلًا: "ما الذي يمنعها من التدخل لوقف الاعتداءات؟ وهل سينتهي الاجتماع بلا أي نتيجة كما في المرات السابقة؟".
وأشار إلى أن "لبنان كان ولا يزال مع الحل الدبلوماسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدًا أن بلاده "رحّبت بإنهاء الحرب في غزة وأيّدت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي شكّلت الإطار العام للتوصل إلى اتفاق في هذا الخصوص". وأضاف أن "القرار بيد واشنطن، ولديها القدرة على الضغط على إسرائيل في حال قررت أن يشمل الاتفاق جنوب لبنان"، متسائلًا: "ألم يحن أوان انسحابها؟ وإلى متى سنبقى على لائحة الانتظار؟".
إصابة جندي من اليونيفيل بانفجارفي كفركلاتعرّض أحد عناصر الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) لإصابة، بعدما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة انفجرت قرب موقع تابع للقوة في بلدة كفركلا الحدودية، في حادث جديد يضاف إلى سلسلة اعتداءات مماثلة شهدها الجنوب اللبناني خلال الأسابيع الماضية.
القوة الدولية وصفت ما جرى بأنه "انتهاك خطير آخر للقرار 1701" و"تجاهل مقلق لسلامة جنود حفظ السلام"، مؤكدة أن الانفجار وقع قبل ظهر السبت حين كانت تقوم بدوريات اعتيادية بالتعاون مع الجيش اللبناني.
وأوضحت في بيانها أن المصاب تلقّى الإسعافات الأولية، مشيرة إلى أنها تواصل العمل مع السلطات اللبنانية للحفاظ على وقف إطلاق النار المعلن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والذي أنهى مواجهة استمرت أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، بينها حرب مفتوحة دامت شهرين.
إسرائيل: القنبلة استُخدمت لإبعاد "مشتبه فيهم"الجيش الإسرائيلي من جانبه قدّم رواية مغايرة، إذ قال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي إن وحدات الجيش "أبعدت مشتبهًا فيهم حاولوا إعادة إعمار بنية تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في كفركلا، عبر إلقاء قنبلة يدوية".
وأشار أدرعي إلى أن قوة اليونيفيل نقلت عبر قنوات الارتباط العسكري بلاغًا يفيد بإصابة أحد جنودها، مؤكدًا أن الحادث خضع للتحقيق، وتم التشديد على إجراءات الأمان في تنفيذ العمليات بالقرب من مواقع القوة الدولية.
الحادث الأخير هو الثالث من نوعه في غضون شهر ونصف، بعد وقائع مشابهة سقطت خلالها قنابل أطلقتها مسيّرات إسرائيلية قرب مواقع تابعة لليونيفيل.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة