صحيفة البلاد:
2025-07-31@09:34:14 GMT

في خانة الذكريات

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

في خانة الذكريات

في كل مرّة أمرّ فيها من ذلك الشارع، في ذاك الحي، تعبرعلى شفاهي ابتسامة خجلة، لا تعرف أي رداء ترتدي: أهي ابتسامة حنين وسعادة، أم ابتسامة فقد وحسرة؟ أراقب المباني من نافذة السيارة، وألاحظ الفروق السبعة التي حلّت بالمكان، فأردِّد بيني وبين نفسي قائلة: هنا كان محلاً لبيع الفواكه، فأصبح متجراً للإلكترونيات، وهنا صاحب البقالة اللطيف، تركها لأبنائه،  فحولوها إلى (سوبر ماركت)، بعد أن اتسعت مساحتها، بمساحة جارهم الذي ترك المكان، وانتقل إلى الحي المجاور، وهنا كان  المسجد، الذي كان يصدح بالآذان، واسمعه داخل منزلي،  فيعلو صوتي بالنداء على أبنائي حتى لا تفوتهم الصلاة، هنا كنت أسير معهم للبحث عن المتعة، متجهين نحو حديقة الحي على الرغم من انها ليست قريبة،  لكننا كنّا نعبر الطرقات سعداء، خاصة عندما تكون الأجواء جميلة،  أو تحمل قطرات من المطر.

وكلما اقتربت من بيتي، أو المكان الذي كان بيتي، يبدأ شريط الذكريات لكل فرد من عائلتي شاركني تلك الحقبة: كيف وُلد؟ وكيف نما وكبر ولعب حول تلك البناية؟ مصاحباً لمن جاوره فيها أو حولها، يعتريني الفضول، ويدفعني لرغبة مجنونة، أن أقفز من مكاني، أتوجه نحو تلك البناية، وأطرق الأبواب أبحث عن ساكنيها، هل ستذكرني الأبواب والحيطان على الرغم من يقيني أن كل من كانوا فيها، منهم من رحل لمكان آخر، ومنهم من رحل من الوجود، إلا أن تلك الرغبة، تبقى مسيّطرة، يمنعني منها فقط الخوف من ردّة الفعل التي قد تعتريني إذا ما أنكرني من هم خلف الأبواب، فأتراجع عن ذلك الدافع حتى لا أحدث شرخاً في خانة الذكريات. هي نفسها تلك الذكريات التي أحدثت غصّة، وأنا أراقب الدخان الكثيف يملئ سماء عروس البحر الأحمر، بعد أن أشعلت النيران في جنبات السوق التجاري القديم، السوق الذي حوى صيحات الفرح والسعادة، ونحن نتجول بين بحيراته العديدة، واحدة تحمل عائلات من السلاحف نزورها كلما اشتقنا إليها، وأخرى تحمل مجموعة من الأسماك، حتى تلك الأسماك لم تقو على البقاء، وفي نهاية الطريق أثناء مرورنا بين المحلات التجارية،  تظهر غابة خضراء، يسكنها حيوانات، تصدر أصواتاً تشعرنا وكأننا في غابات حقيقية، ذكريات أورثنا ما تبقى منها لأبنائنا، وانتابهم الحزن معنا ونحن نتابع أحداث النهاية  لبقايا الحريق، لا أعلم هل ستبقى ذكريات السوق، أم ستختفي مع آخر نفس للدخان؟ ستبقى الذكرى مهما اختفت الأماكن، أو اكتست رداء جديداً، فهي في وجداننا نستدعيها بين طيات حديثنا، ونحن نسرد لمن حولنا قصص الأمس، وسيبقى سوق جدة الدولي في شارع التحلية الفاخر في ذاك الزمان، أول سوق تجاري ضمَّتنا أرجاؤه في مدينتي القديمة/ الحديثة جدة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

إحالة سارة خليفة و27 آخرين إلى الجنايات بتهمة جلب وتصنيع المواد المخدرة والاتجار فيها

أمرت النيابة العامة بإحالة ثمانية وعشرين متهمًا - من بينهم المتهمة سارة خليفة حماده- إلى محكمة الجنايات، لمعاقبتهم عما نُسب إليهم من اتهامات بتأليف عصابة إجرامية منظمة تخصصت في جلب المواد المستخدمة في تخليق المواد المخدرة، بغرض تصنيعها بقصد الاتجار، وإحراز وحيازة أسلحة نارية وذخائر بغير ترخيص.

وكشفت التحقيقات عن قيام المتهمين بتأليف منظمة إجرامية يتزعمها بعضهم، بغرض تصنيع المواد المخدرة المُخلقة بقصد الاتجار فيها، وذلك عن طريق استيراد المواد المستخدمة في التصنيع من خارج البلاد.وتوزعت الأدوار فيما بينهم على مراحل، فاضطلع بعضهم بجلب المواد الخام، وتولى آخرون تصنيعها، بينما تولى الباقون ترويجها. وقد اتخذ المتهمون من أحد العقارات السكنية مقرًا لتخزين تلك المواد وتصنيعها.

وبلغ إجمالي ما ضُبط من مواد مخدرة مُخلقة ومواد خام داخلة في تصنيعها، أكثر من 750 كيلو جرامًا.

وفي ضوء ما أسفرت عنه التحقيقات، أصدرت النيابة العامة عددًا من القرارات العاجلة، شملت حصر ممتلكات المتهمين، والكشف عن سرية حساباتهم المصرفية، والتحفظ على أموالهم، وإدراج المتهمَيْن الهاربَيْن على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول، واستمرار حبس باقي المتهمين.

وأستند قرار الإحالة إلى أقوال عشرين شاهدًا، وأدلة فنية ورقمية، تمثلت في محادثات وصور ومقاطع مرئية توثق النشاط الإجرامي للمتهمين.

اقرأ أيضاًقرار عاجل ضد المتهم بنشر خبر ضبط أحد أعضاء النيابة العامة في قضية سارة خليفة

بعد قضية سارة خليفة.. الداخلية تحبط إغراق البلاد بـ حشيش اصطناعي بقيمة 70 مليون جنيه

ترويج المخدرات في المناطق الراقية.. القصة الكاملة للقبض على الإعلامية سارة خليفة

مقالات مشابهة

  • الضاهر: حان الوقت لنرتاح ونبني دولةً لا سطوة فيها لأحدٍ على آخر
  • لافروف: دمشق تتخذ خطوات مهمة لتأمين الدبلوماسيين الروس ونحن نثمن ذلك
  • وزير الخارجية يٌدين الجريمة السعودية بحق يمنيين في جيزان ويدعو إلى تحقيق دولي فيها
  • السيسي يتلقى رسائل من اتحاد الكرة وفريق الزمالك.. هذا ما جاء فيها
  • منفذ هجوم نيويورك ترك رسالة يلوم فيها اتحاد دوري كرة القدم.. ما السبب؟
  • سموتريتش: نقترب من إعادة احتلال غزة والاستيطان فيها... وخطة إسرائيلية لضم أجزاء من القطاع
  • إحالة سارة خليفة و27 آخرين إلى الجنايات بتهمة جلب وتصنيع المواد المخدرة والاتجار فيها
  • الكرملين يرفض التعليق على تصريحات لترامب هاجم فيها بوتين
  • «التالتة تابتة» في جمعة الذكريات بـ(العلمين).. تامر حسني يربط الماضي بالحاضر ويكتشف نجوم المستقبل
  • أحمد أباظة بمؤتمر الجبهة الوطنية لـ أبو العينين: أجمل حاجة في الدنيا إن الناس تحبك.. ونحن نرى محبة أهل الجيزة لك