احتفلت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بيوم الأغذية العالمي، وسلط الحفل الضوء على أهمية الحق في الغذاء كركيزة أساسية لضمان حياة كريمة ومستقبل أفضل، وأكد المتحدثون في الحفل على التزام الحكومة بتطوير قطاعي الزراعة والثروة السمكية لتعزيز الأمن الغذائي، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا الحديثة كالذكاء الاصطناعي والزراعة الرقمية.

رعى الاحتفال سعادة سليم بن علي بن سليم الحكماني رئيس هيئة حماية المستهلك بفندق جي دبليو ماريوت (حي العرفان)، وجاء الحفل بعنوان: "الحق في الأغذية من أجل حياة ومستقبل أفضل" الذي يجسد معناه الأمل والتحدي في آنٍ واحد، حيث إن الغذاء حق أساسي لكل إنسان على وجه الأرض.

"التكنولوجيا"

وقالت المهندسة خالصة بنت طالب الحضرمي، المديرة العامة للتخطيط بالوزارة في كلمتها: إن الاحتفال بهذه المناسبة يركز على أحد أهم مكونات الحياة الإنسانية الكريمة، وهو الحق في الحصول على غذاء آمن وصحي، وهذا الحق يعد ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والرفاهية للمجتمعات، كما يعكس التزام الحكومات تجاه مواطنيها في توفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمياه الصحية لضمان حياة كريمة ومستدامة.

وأكدت أن سلطنة عمان تبنت سياسات تنموية شاملة، تهدف إلى ضمان الحصول على غذاء آمن وصحي لكل مواطنيها والمقيمين، حيث إنها حرصت على تطوير قطاعات الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، مع تعزيز التكنولوجيا والتقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والزراعة الرقمية والبحث العلمي والابتكار لزيادة الإنتاجية وتحويل النظم الزراعية والغذائية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأشارت إلى ما تحقق خلال النصف الأول من عام 2024م هو عام نمو ملحوظ في نشاطي الزراعة والحراجة وصيد الأسماك، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لهذه القطاعات إلى 451.2 مليون ريال عماني مقارنة بـ 423.4 مليون ريال عماني في نفس الفترة من العام السابق، وهذا النمو رافقه ارتفاع في نسبة مساهمة هذه القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي بسعر السوق، إذ زادت من 2.3% في النصف الأول من عام 2023 إلى 2.4% لنفس الفترة من عام 2024، وتعزز هذه النتائج ما ورد في النشرة الإحصائية لشهر سبتمبر 2024م، التي أشار إليها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، حيث سجل النشاطان نمواً بنسبة 6.6%..

ولفتت إلى الدور الذي تقوم به الوزارة والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في ضمان وصول الأغذية الصحية والمغذية إلى الجميع دون تمييز، فضلاً عن أبرز المبادرات التي ركزت على دعم صغار المزارعين والصيادين، وتعزيز سلاسل التوريد الغذائية المحلية لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وهو ما يعزز الاستقلال الغذائي ويحد من تأثير الأزمات العالمية، مضيفة: عمل الوزارة مع الجهات المساندة وزارة الصحة تدفع بملفات تدعيم الأغذية بالمغذيات الدقيقة،

وأردفت أن سلطنة عُمان حققت تقدمًا ملحوظًا في مؤشر الأمن الغذائي العالمي، إذ تم تصنيفها وفق مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2022م في المرتبة (35) عالميًا والمرتبة (الثالثة) عربيًا، ويأتي هذا التصنيف من أصل (113) دولة.

"مبادرات"

من جهته، قال المهندس إبراهيم بن عبد الله الحوسني، رئيس مجلس إدارة بنك الطعام: تمكن بنك الطعام (دائمة) من حفظ أكثر من 100 ألف وجبة بوزن 60 طنًا وبقيمة تُقدر بـ 100 ألف ريال عماني، لافتًا إلى أن كمية الطعام المهدر انخفضت عن العام الماضي بنسبة 19%، مؤكدًا أن بنك الطعام العماني استطاع توزيع قرابة 250 طنًا من الخضروات والفواكه بقيمة تزيد عن 50 ألف ريال عماني وتوزيع أكثر من 10 آلاف سلة غذائية للمستفيدين، بالإضافة إلى استفادة أكثر من 6 آلاف أسرة ومستفيد، وتوقيع أكثر من 45 اتفاقية من خلال شراكات استراتيجية.

وأشار إلى أنه أُطلقت عدد من المبادرات، منها مبادرة إعادة تدوير مخلفات الطعام وتحويلها إلى سماد معزز لإعادة تدوير مخلفات زيت الطهي وتحويله إلى وقود حيوي مما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة من المركبات، بالإضافة إلى مبادرة تحويل فائض الفواكه إلى عصائر طازجة للاستدامة.

في حين أكد الدكتور ثائر ياسين المكلف بتسيير أعمال مكتب منظمة الفاو للأغذية والزراعة للأمم المتحدة بسلطنة عمان: الأمن الغذائي والتغذية أساسيان لتحقيق الحق في الغذاء واستدامة السلام، ولا يمكن التغلب على الجوع دون تعاون عالمي يشمل جميع القطاعات، خاصة الشباب الذين يمثلون مستقبل الأمن الغذائي، ويبرز دور العلم والابتكار كالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والزراعة الرقمية في تحويل النظم الزراعية والغذائية، وهذه التقنيات تسهم في زيادة الإنتاجية، وتحسين إدارة الموارد، وتطوير محاصيل قادرة على مواجهة التغيرات المناخية والآفات، مما يعزز الأمن الغذائي والممارسات المستدامة ويقلل الهدر ويحسن جودة الغذاء.

وأُعلن في الحفل عن نتائج مسابقة الطهاة، وهي فعالية تركز على مهارات الطهي، إذ يتنافس فيها طهاة محترفون أو هواة لإظهار إبداعهم ومهارتهم في إعداد الأطباق. وتشمل المسابقات عادة عدة جولات تتضمن تحديات مثل تحضير أطباق معينة في وقت محدود، أو استخدام مكونات محددة، أو اتباع تقنيات خاصة.

كما أُعلن عن نتائج مسابقة الرسم التي نظمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، حيث تهدف إلى تشجيع الأطفال على التعبير عن أفكارهم حول قضايا الأمن الغذائي والزراعة. وتشجع هذه المسابقة المشاركين على استخدام الفن كوسيلة لتوعية المجتمع حول أهمية الزراعة المستدامة والتغذية الصحية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأمن الغذائی ریال عمانی الحق فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

عيد الأضحى موسم انتعاش للتجار الموسميين والحرفيين في سلطنة عمان

مع حلول عيد الأضحى المبارك، تتغير ملامح الأسواق حيث تنشط حركة البيع والشراء في الأسواق التقليدية في مختلف محافظات وولايات سلطنة عمان، حيث يظهر على الساحة عدد من التجار الموسميين، الذين يجدون في هذا الموسم فرصة اقتصادية ثمينة لعرض منتجاتهم التقليدية المرتبطة بالعادات العمانية الأصيلة في ذبح الأضاحي وتحضير الولائم.

ومع ارتفاع الطلب على مستلزمات، المضبي، والمشاكيك، والشواء، والعرسية وبيع المأكولات وغيرها من الوجبات المعروفة في مختلف المناطق، وذلك في أكشاك صغيرة وبسطات تنتشر على جنبات الطرق يقيمها تجار موسميون يعرضون من خلالها منتجاتهم التقليدية المحلية التي يحتاجها المستهلكون خلال هذه الفترة مثل الحطب، وأعواد المشاكيك المصنوعة من زور النخيل، والخصف، والبهارات والخلطات الخاصة للحوم، والسمن والعسل وغيرها من المنتجات التي تُستخدم في إعداد وجبات العيد الشهيرة.

حيث يتصدر الحطب قائمة المشتريات في هذا الأيام، إذ لا تكتمل طقوس العيد لدى العديد من العائلات العمانية إلا بإشعال النار لطبخ اللحم، بأشكال مختلفة سواء في ساحات المنازل أو في المزارع وآخرين في الشاليهات التي أصبحت أحد الملامح الشائعة في أغلب الأماكن كنوع من الترفيه، ويحرص الباعة الموسميون على جمع كميات كبيرة من الحطب الجيد، وخاصة حطب السمر والغاف، لما يتميزان به من كثافة وطول مدة الاشتعال، وبيعها في حزم صغيرة بأسعار معقولة.

كما تبرز أيضاً أعواد المشاكيك المصنوعة من زور النخيل حيث يقوم الحرفيين بتقطّيعها إلى أعواد متساوية الطول، في منازلهم طوال الأيام التي تسبق العيد، استعداداً لبيعها، وذلك لتفضيل بعض الناس لها، حيث تتميز هذه الأعواد بصلابتها ومقاومتها للنار، وتضفي على اللحم نكهة محببة.

من المنتجات التقليدية التي تشهد رواجًا كبيرًا في هذا الموسم الخصف، وهي حقائب أو أكياس كبيرة مصنوعة من سعف النخيل تستخدم لحفظ لحم الشواء اثناء وضعه في حفرة التنور، وتعد الخصف أحد أبرز رموز التراث العماني في مجال الحرف اليدوية الزراعية، وتتطلب مهارة وصبرًا، وتستغل العديد من الرجال والنساء الفلاحين موسم العيد لترويج هذه المنتجات التي يقومون بصناعتها طوال العام.

وتتمتع الخصف بقدرة طبيعية على حفظ الحرارة والنكهة، مما يجعله خيارًا مثالي لوضع اللحم به وتقديمه بطريقة تقليدية اجتمعت كل الأجيال على حبها.

وتجد الخلطات الجاهزة لتتبيل اللحم والصبار رواج واسع، خاصة بين الناس الذين يبحثون عن النكهة التقليدية، فتجد البائعين الموسميين يبيعونها مخلوطة وجاهزة في أكياس صغيرة تحتوي على بهارات مثل الكركم، والكمون، والفلفل الأسود، والزنجبيل، والهيل، والقرفة، والليمون المجفف، ويقوم بعض الباعة بتحضير الخلطات في منازلهم لتكون شبه سائلة باستخدام وصفات متوارثة، ويعرضونها في الأسواق مع تعليمات بسيطة للاستخدام.

ويؤكد ثويني الراسبي أن عيد الأضحى يمثل موسمًا اقتصاديًا مهمًا بالنسبة لهم، حيث تتضاعف أرباحهم مقارنة بباقي أيام السنة، خاصة لمن يعتمدون على هذه الفترات كمصدر دخل، حيث ينتظر موسم العيد من العام إلى العام، ليبيع بعض المأكولات ليكسب ما يعينه على مصروفات الشهرين التاليين.

ويرى لقمان البلوشي ان مثل هذه المواسم تشكل فرصة حقيقية للحرفيين وأصحاب المشاريع الصغيرة، سواء في القرى أو المدن، لتسويق منتجاتهم مباشرة للمستهلكين دون الحاجة إلى منافذ بيع أو وسطاء، كما يُعد فرصة لإحياء الحرف التقليدية وتعزيز قيمتها بين الأجيال الجديدة.

ويتحول موسم العيد إلى مشهد تراثي تختلط فيه روائح الحطب والتوابل، وتتعالى أصوات الباعة، وتنتشر الابتسامات بين الناس، في مشهد يعكس خصوصية المجتمع العماني، الذي لا زال محافظاً على تراثه وعاداته الأصيلة، رغم كل مظاهر الحداثية والتطور.

فموسم عيد الأضحى ليس مناسبة دينية واجتماعية فقط، بل يمثل موسمًا اقتصاديًا مهمًا، وفرصة لإحياء التراث، وتعزيز دور التجارة المحلية والحرف اليدوية، التي تُعد ركيزة من ركائز الهوية العمانية.

مقالات مشابهة

  • «الأغذية العالمي»: جنوب الخرطوم يعاني الجوع والعوز واليأس
  • فتح باب التسجيل في مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية
  • الأغذية العالمي: خطر المجاعة لا يزال يخيم على السودان في خضم نقص التمويل
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن عدة مناطق سودانية أصبحت عرضة لخطر المجاعة
  • برنامج الأغذية العالمي: نحتاج إلى 500 مليون دولار في السودان لتقديم مساعدات طارئة
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر: خطر المجاعة يهدد جنوب الخرطوم
  • برنامج الأغذية العالمي: العائلات في غزة تعيش على شفا الانهيار
  • مقيمون: العيد في عمان دفء من المحبة وكرم الضيافة
  • سلطنة عمان تفوز بجائزة "الالتزام بالاستطاعة الصحية"
  • عيد الأضحى موسم انتعاش للتجار الموسميين والحرفيين في سلطنة عمان